منظمات حقوقية في أميركا تؤيد حكماً ببراءة «تويتر» من إرهاب «داعش»

لويد فيلدز وزوجته... عمل في شركة تدريب أميركية وقتل على يد عضو في خلية إرهابية تابعة لـ «داعش» عام 2015 («الشرق الأوسط»)
لويد فيلدز وزوجته... عمل في شركة تدريب أميركية وقتل على يد عضو في خلية إرهابية تابعة لـ «داعش» عام 2015 («الشرق الأوسط»)
TT

منظمات حقوقية في أميركا تؤيد حكماً ببراءة «تويتر» من إرهاب «داعش»

لويد فيلدز وزوجته... عمل في شركة تدريب أميركية وقتل على يد عضو في خلية إرهابية تابعة لـ «داعش» عام 2015 («الشرق الأوسط»)
لويد فيلدز وزوجته... عمل في شركة تدريب أميركية وقتل على يد عضو في خلية إرهابية تابعة لـ «داعش» عام 2015 («الشرق الأوسط»)

بينما رحبت شركة «تويتر» بقرار محكمة في ولاية كاليفورنيا بتبرئتها من تحمل مسؤولية قتل «داعش» لأميركيين، رحبت منظمات حقوق الإنسان الأميركية بالبراءة، وقالت إن التعديل الأول في الدستور الأميركي، الذي يضمن حرية النقاش والتعبير، يضمن لـ«تويتر» نشر أخبار الإرهاب والعنف والقتل من دون أن تتحمل مسؤولية تلك الأخبار.
وقال بيان أصدره الاتحاد الأميركي للحقوق المدنية (آي سي إل يو): «تعيش ديمقراطيتنا عندما يقدر كل واحد على أن يقول ما يريد، وعندما يقدر كل مصدر على نشر ما حصل عليه من أخبار، وعندما يقدر كل مواطن على الحصول على الأخبار التي يريدها». وأشار البيان إلى شهادات أدلت بها «آي سي إل يو» أمام الكونغرس ضد مشروعات قرارات قدمها أعضاء في الكونغرس بحظر نشر أخبار في الإنترنت تشجع الإرهاب والإرهابيين، وبحظر الموظفين الحكوميين من نشر أخبار وآراء في مواقع الإنترنت.
وقال بيان أصدرته مؤسسة الحدود الإلكترونية (آي إف إف)، التي تراقب حرية الأخبار والآراء في الإنترنت، ورئاستها في سان فرانسيسكو: «يملك مستخدمو الإنترنت حق التعديل الأول (في الدستور) للحصول على المعلومات التي يريدونها، بما في ذلك معلومات عن الإرهاب والإرهابيين».
ونقلت صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل» تصريحات أخرى أمس لقادة منظمات لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة، وتصريحات محامين في مجال حرية الرأي، أيدت عدم تحمل «تويتر» نتائج مسؤولية ما نشرت. وفرق هؤلاء بين مسؤولية نشر خبر، ومسؤولية تحمل نتيجة الخبر.
برأت محكمة استئناف في كاليفورنيا «تويتر» يوم الخميس، من مسؤولية قتل «داعش» لأميركيين. وقالت المحكمة: «قد تستخدم (داعش) وصولها إلى (تويتر) لنشر رسالاتها الإرهابية، وتجنيد أعضاء جدد. لكن، لا يجعل هذا (تويتر) مسؤولة قانونيا».
وكان محاميا الرجلين قالا: «من دون (تويتر)، لم يكن ممكنا تحقيق النمو الهائل لـ(داعش) خلال السنوات القليلة الماضية».
وكان الأميركيان، لويد فيلدز الابن وجيمس كريتش، وكلاهما كان ضابط شرطة في الماضي، يعملان في شركة أميركية على تدريب ضباط شرطة في الأردن. وكانوا من بين 5 أشخاص قتلوا في عام 2015 على يد قائد شرطة أردني، عرف فيما بعد أنه عضو في خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش. وقالت «داعش» إنها مسؤولة عن قتل «الصليبيين الأميركيين».
في العام الماضي، رفعت أرملتاهما، تامارا فيلدز، وهيذر كريتش (من ولاية فرجينيا) دعوى قضائية ضد «تويتر» في مقرها، في سان فرانسيسكو. وقالتا إن «تويتر» «سمحت لـ(داعش) بالازدهار من خلال خدمتها، وينبغي أن تكون مسؤولة عن الهجمات التي كان يمكن توقعها بسبب ذلك».
كمثال على ذلك، عرض محامو الأرملتين فيديو قالوا إن «داعش» أصدرته قبل 6 أعوام، وفيه شعار: «لا حياة بلا جهاد». وقال المحامون إنه، في عام 2014، كانت «تويتر» تنقل 79 حسابا رسميا تابعا لـ«داعش». وإن «تويتر» غيرت، في عام 2017 قوانينها بهدف حظر تهديدات العنف أو الإرهاب، وإن ذلك يدل على أن «تويتر» كانت تعرف أن حسابات «داعش» تنشر العنف وتشجعه. لكن، قالت محكمة الاستئناف الفيدرالية رقم 9 في سان فرانسيسكو إن الدعوى «أخفقت في إظهار صلة مباشرة بين استخدام الدولة الإسلامية لـ(تويتر) والهجوم المميت» (الذي قتل الأميركيين).
وقالت المحكمة: «لا توضح الدعوى أي علاقة بنشر هذه الأخبار، وبين قتل الرجلين... أو أي علاقة بين الرجل المسلح (الذي قتلهما) و(تويتر)».
وأضافت المحكمة: «يوجد قانون فيدرالي يسمح بدعاوى ضد الذين يساعدون في هجمات إرهابية. لكنه لا ينطبق على شبكة اتصالات قد يجعل استخدام مثل هذه الهجمات متوقعا».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».