نتنياهو سيخضع للتحقيق في قضية الغواصات

الضغوط تزداد على رئيس الوزراء الإسرائيلي في ملفات فساد

نتنياهو (رويترز)
نتنياهو (رويترز)
TT

نتنياهو سيخضع للتحقيق في قضية الغواصات

نتنياهو (رويترز)
نتنياهو (رويترز)

قالت تقارير إسرائيلية إنه من المنتظر أن يخضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتحقيق تحت «طائلة التحذير» في القضية المعروفة بالقضية رقم «3000»، وهي قضية شراء غواصات ألمانية.
وأكدت مصادر إسرائيلية أنه سيتم استدعاء نتنياهو للإدلاء بإفادته في هذه القضية، ثم سيتم التحقيق معه. وجاء هذا التطور بعد ورود اسم نتنياهو في شهادات جديدة قدمها مشتبه بهم في الفساد في هذا الملف الكبير. وكان نتنياهو بعيداً عن الاتهام في هذا الملف وتركز التحقيق فيه مع مقربين منه.
وخلال الشهور الماضية، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عدداً من المسؤولين الإسرائيليين بعد اعترافات لممثل الشركة الألمانية لتصنيع الغواصات، ميكي غانور، الذي تحول إلى «شاهد ملك»، قال فيها إن محاميي نتنياهو، ديفيد شمرون وإسحق مولخو، كان يفترض أن يتلقيا عمولة تقدر بنحو 10 ملايين دولار مقابل الدفع باتخاذ قرار شراء الغواصات.
وقال ديفيد شمرون أحد المتهمين آنذاك: «لم أتباحث في هذه الأمور مع رئيس الوزراء. لم أتحدث مع أي مسؤول حكومي حول خصخصة حوض بناء السفن، ولم أتعامل مع أي مسؤول حكومي حول مركبات بحرية اشترتها دولة إسرائيل».
ويشتبه شمرون بالدفع لعقد اتفاق قيمته 6 مليارات شيقل لشراء غواصات لسلاح البحرية الإسرائيلي ومركبات أخرى لحماية حقول الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر المتوسط، مقابل عمولة كبيرة.
ونفى نتنياهو أي مخالفة في الصفقة، قائلاً إن «تعزيز احتياجات إسرائيل الأمنية طويلة المدى كانت الاعتبار الوحيد فيها». لكن وزير دفاعه السابق موشيه يعالون أثار كثيراً من الشكوك حول أقوال نتنياهو، عندما قال عن صفقة الغواصات: «هذه القشة التي كسرت ظهر البعير مع نتنياهو». وأضاف: «أعرف عن رؤساء حكومة سابقين كانوا فاسدين من أجل مصلحتهم الخاصة، ولكن الأمر يختلف تماماً عندما يخاطر رئيس وزراء بمصالح الدولة من أجل مكاسبه».
وعقبت مصادر مقربة من نتنياهو بالقول، أمس، إنه من حين لآخر تجري محاولات مفتعلة لإقحام رئيس الوزراء في هذه القضية في الوقت الذي أوضحت فيه وزارة العدل أنه ليس مشتبهاً به. وأضافت المصادر أنه «تم إطلاق كثير من التنبؤات والتخمينات عما سيحصل بهذا الشأن، إلا أن شيئاً واحداً واضحاً وهو أنه لن يكون هناك أي شيء لأنه لا يوجد شيء».
وسيزيد استدعاء نتنياهو للتحقيق في الملف 3000 الضغوط الكبيرة عليه بعد تسريبات سابقة حول نية الشرطة الإسرائيلية تقديم توصياتها الشهر المقبل في الملف المعروف بـ«1000». وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن التوصيات تتجه لتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو تتعلق بخيانة الأمانة.
وجاء هذا التوجه في وقت قررت فيه الشرطة تأجيل أي توصيات متعلقة بالملف 2000.
ويخضع رئيس الوزراء الإسرائيلي للتحقيق لدى الشرطة في ملفي «1000» و«2000»، قبل أن يضاف إليه الملف «3000».
وتشتبه الشرطة في الملف الرقم 1000 بأن نتنياهو وزوجته سارة تلقيا أموالاً ورشى من بينها هدايا سيجار وشمبانيا بعشرات الآلاف من الدولارات من قبل رجال أعمال كبار لتسهيل مهام تجارية لهم. وسئل نتنياهو عن الأمر عدة مرات وأخضعت زوجته لاختبار فحص الكذب بشكل طوعي. وكلاهما ينفي أي سوء تصرف بخصوص هذه المزاعم.
أما القضية 2000، فتخص صفقة المقايضة بين نتنياهو وصاحب صحيفة «يديعوت أحرونوت» حول الحد من عمل صحيفة «إسرائيل اليوم» المنافسة مقابل تغطية أفضل من «يديعوت».
ويفترض أن تنقل الشرطة نتائج تحقيقها مع نتنياهو في كل الملفات، للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي ماندلبليت.
وتعتقد الشرطة حتى الآن أن نتنياهو مشتبه بتلقي الرشوة وخيانة الأمانة، الأمر الذي نفاه مكتب الأخير، متهماً معارضين له بمحاولة إقصائه لأسباب سياسية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».