مطعم الاسبوع: «باربيزون» ومائدة مطرّزة بأطباق تفتح الشهية

جلسة بيروتية تأخذك إلى أجواء باريس الأنيقة

موقع جميل في قلب الأشرفية
موقع جميل في قلب الأشرفية
TT

مطعم الاسبوع: «باربيزون» ومائدة مطرّزة بأطباق تفتح الشهية

موقع جميل في قلب الأشرفية
موقع جميل في قلب الأشرفية

يعد مطعم «باربيزون» Barbizon الواقع في شارع ترابو في منطقة الأشرفية في العاصمة اللبنانية عنوانا للمطبخ الفرنسي الرفيع المستوى.
في هذا العنوان الفرنسي الراقي يمكنك أن تمضي جلسة مع الأصدقاء مطرزة بأطباق تفتح الشهية، ضمن أجواء دافئة تذكرك ديكوراتها بقعدات مطاعم باريس الشهيرة.
هناك جلستان مختلفتان داخل هذا المطعم المطل على حديقة صغيرة في أحد أحياء بيروت القديمة، حيث يحلو فيها تناول فنجان قهوة بعيدا عن ضوضاء المدينة. فالجلسة الأولى في صالته الرئيسية تتميز بفخامتها لا سيما أنها تنطوي على طاولات مفروشة بكراسي من الجلد الأبيض المزودة مقاعدها بوسادات ملونة. وهي تصلح لدعوات غداء وعشاء لشخصين أو أكثر، ويسودها أجواء المطاعم الفرنسية الشهيرة بخدمتها الرفيعة المستوى. أما في الصالة الثانية وهي كناية عن شرفة المطعم المحددة بواجهات زجاجية، فتتوسطها موقدة وتتوزع فيها طاولات صغيرة تصلح لجلسة حميمية وأخرى مستطيلة تستوعب أكثر من 5 أشخاص. المشهدية العامة لهذه الصالة ذات ديكورات مستوحاة من الريف الفرنسي تبدو أنيقة منذ اللحظة الأولى لرؤيتك لها بفضل كراسيها الخشبية البيضاء والمبطنة مقاعدها بقماش مخملي أحمر وأخضر وآخر مزركش، فتنثر ألوانها الفرح والزهو في أنحاء المكان.
أما مدخل المطعم الذي يقع في الطابق الأول لفيللا قديمة تتوسط شارع «ترابو» التاريخي وتعرف بـ«نادي متروبولوتيان»، فتأسرك خصوصيته التي تعود بك إلى الهندسة المعمارية العريقة، والمؤلفة من عدة درجات حجرية واسعة تنتهي بمجموعة من القناطر (مندلون) تؤلف واحدة منها المدخل الرئيسي لها.
وبعد أن تستقر في الصالة التي تتلاءم والمناسبة التي ترغب فيها تبدأ رحلتك مع عملية اختيار الأطباق، والمؤلفة من المقبلات والسلطات والأطباق الرئيسية والحلويات المندرجة عادة في مطعم فرنسي أصيل. وفي القسم الأول من هذه اللائحة ستستمتع بطعم طبق لحم البط المطهو مع اللوز المدخن الذي يقدم لك على فرش من الخس والبازيلا الطازجتين والمزينة بكمشة من حبوب الرمان. كما في استطاعتك أن تجرب سلطة «باربيزون» المؤلفة من البندورة الكرزية المنثورة على فلشة سبانخ فتية مخلوطة مع خضراوات أخرى كالجرجير وخس «آيسبيرغ». ويقدم هذا الطبق مع الفطر الباريسي الأبيض وجبن الماعز الساخن ويرفق مع صلصة «فينيغريت».
أما الطبق المنصوح به من قبل «شيف» المطعم فهو طبق سلطة مهروس الخرشوف الممزوج مع رشة صعتر بري وخردل «ديجون» الفرنسي المعروف.
وفي قائمة المقبلات أيضا لديك متسع من الخيارات المنوعة التي تتضمن «بوراتا» و«السلمون المدخن» على الطريقة الآيرلندية، وفطائر «vol au vent» مع الفطر وكذلك الـ«كالامار» و«صفد سان جاك» المقدمين بطريقة تفتح الشهية. وفي قسم الـ«تارتار» الذي تغلب على أطباقه الوصفات الإيطالية فبإمكانك تناول «لينغويني» مع الكمأة الأسود و«ريزوتو» مع الفطر وأيضا طبقي «رافيولي» إما مع جبن «ريكوتا» وإما مع الفطر.
ومن الأطباق الرئيسية التي يسيل لها اللعاب إن من جهة طريقة تقديمها في صحن من البورسلين الواسع وإن من جهة طعمها اللذيذ، فهناك باقة منها تتألف من اللحوم الطرية (Beouf Strogonof) والاسكالوب و«إنتركوت» و«فيليه واغو» الأسترالي المرفق مع مزيج من الخضار المغلفة برقائق من العجين (Mille feuille) ومهروس الشمندر. كما يتضمن هذا القسم أيضا مجموعة من الأطباق المحضرة مع باقة من ثمار البحر.
ووصولا إلى أطباق الحلويات فسيكون لديك حرية الاختيار ما بين «تورتة الليمون الحامض» و«mille - feuille» مع الكاراميلا و«fondant» الشوكولاته السوداء مع مثلجات الفانيلا.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.