2018... هل سيكون عام انتشار العملات الرقمية؟

قيمتها الكلية ستتجاوز كبرى الشركات الإلكترونية العملاقة

2018... هل سيكون عام انتشار العملات الرقمية؟
TT

2018... هل سيكون عام انتشار العملات الرقمية؟

2018... هل سيكون عام انتشار العملات الرقمية؟

كان عام 2017 استثنائياً بالنسبة للعملات الرقمية خصوصاً البيتكوين التي ارتفع سعرها بنسبة 1800 في المائة ليصل حوالي 20 ألف دولار أميركي تقريباً في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما بدأ تداولها في شهر يناير (كانون الثاني) بأقل من ألف دولار.
-- انتشار العملات الرقمية
وحسب موقع coinmarketcap.com فقد وصلت القيمة السوقية للعملات الرقمية مجتمعة إلى أكثر من 730 مليار دولار لتتفوق بذلك على قيمة شركات عملاقة كـ«أمازون» (570 مليار دولار) و«مايكروسوفت» (660 مليار دولار أميركي)، ويبدو أنها ما هي إلا مسألة وقت فحسب لتتجاوز القيمة السوقية للعملات الرقمية التريليون دولار وتتخطى أكبر شركات العالم «آبل» التي تقدر قيمتها بنحو 990 مليار دولار أميركي.
ولا يبدو أن هذه الأرقام ستتوقف عن الزيادة، ففي كل يوم نسمع عن مشروع عملة رقمية جديدة تحاول تقديم حلول مبتكرة لبعض المشاكل التي نواجهها في حياتنا اليومية والعملية. من ضمن هذه العملات عملة جديدة قابلة للتداول بين الإمارات والسعودية يجري دراسة إصدارها، حيث تأتي كمشروع مشترك بين مصرف الإمارات المركزي ومؤسسة النقد العربي السعودي (المركزي السعودي) لتكون المرة الأولى على الإطلاق التي تشهد تعاون سلطات نقدية من بلدين لاعتماد هذه التقنيات.
أيضاً تناقلت بعض المواقع الإلكترونية عن اهتمام «مارك زوكربيرغ» مؤسس «فيسبوك» بدراسة مزايا وعيوب العملات الرقمية، مما يعطي بعض المؤشرات بأنه من الممكن أن يتوصل إلى شراكة مع إحدى العملات المتداولة، أو ربما يذهب بتفكيره بعيداً ويقرر أن تصدر «فيسبوك» عملة رقمية جديدة تنافس بها البيتكوين.
من الأخبار المتداولة أيضا اعتزام تطبيق «تليغرام» (Telegram) إنشاء عملة رقمية خاصة به على غرار تطبيق كيك «Kik» الذي أصدر مطوروه عملة رقمية جديدة أسموها «كين» (KIN) تمكن المستخدمون من شراء الخدمات الإلكترونية التي يوفرها التطبيق.
كل هذه المؤشرات وغيرها تعطي انطباعاً عاما بأن سنة 2018 ستكون سنة حافلة في هذا العالم الرقمي الجديد خصوصا مع اهتمام العديد من الشركات الكبيرة ورؤوس الأموال وحتى الأفراد بالاستثمار لدرجة أن بعض منصات تداول العملات الرقمية أقفلت أبوابها في وجه المستخدمين الجدد، نظرا للعدد المهول من الأشخاص الذين يرغبون في التسجيل.
-- استخراج البيتكوين
- كيف أحصل على البيتكوين؟ يمكن الحصول على البيتكوين إما عن طريق الاستخراج أو الشراء، وأياً كانت الطريقة التي تختارها فلا بد لك من إنشاء محفظة لتخزن بها البيتكوين قبل الحصول عليها. تتوفر المحافظ على أشكال مختلفة منها الإلكترونية (Web Wallet) كالمحفظة التي يوفرها موقع (blockchain.info) أو المكتبية (Software Wallet) كمحفظة (Electrum) والتي تستوجب منك تنصيب برمجية صغيرة على جهازك أو الورقية (Paper Wallet) وهي عبارة عن ورقة يوجد بها عنوان المحفظة مع كلمة السر، وأخيرا المحفظة العتادية (Hardware Wallet) كمحفظة ليدجر (Ledger) أو تريزور (Trezor) والتي تأتي على هيئة جهاز صغير يشبه (USB Drive).
- استخراج البيتكوين. في السابق كان من السهل جداً استخراج البيتكوين باستعمال الكومبيوتر أو اللابتوب الخاص بك عن طريق تنصيب برمجية بسيطة في جهازك. ولكن مع زيادة العملات المستخرجة منذ عام 2009 زاد معها تعقيد المعادلات الرياضية المطلوبة لفك الشفرة، مما جعل من استعمال الكومبيوتر للاستخراج عملية غير مربحة بتاتا. ولذلك ظهرت عدة أجهزة قوية في المواصفات مختصة بالاستخراج نذكر منها Antminer S9 وAvalon 6 وSP20 Jackson. هذه الأجهزة تحتاج استثمارا ليس بالبسيط، إذ تصل تكلفتها أحيانا إلى أكثر من 3000 دولار أميركي، كما أنها تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، وتحتاج إلى تبريد مستمر، فلذلك يجب وضع كل ذلك في الحسبان عند التفكير في هذا النوع من الاستثمار.
لحسن الحظ ظهرت عدة مواقع استخراج تعتمد على الحوسبة السحابية يمكنك من خلالها تأجير هذه الأجهزة على حسب ميزانيتك. فمثلا تستطيع أن تؤجر جهازا بقدرات معينة من موقع (genesis - mining.com) أو (hashflare.io) ويمكنك - عن طريق أدوات يوفرها الموقع - أن تعرف كم ستجني من أرباح (أو خسائر) على حسب مستوى صعوبة الاستخراج وسعر البيتكوين في ذلك الوقت.
- شراء البيتكوين. الطريقة الأخرى للحصول على البيتكوين هي الشراء عن طريق تحويل بنكي أو الدفع بالبطاقة المصرفية. توجد العديد من المواقع التي توفر هذه الخدمة لعل أشهرها «كوين بيز» (Coinbase.com) و«زابو» (Xapo.com)، «بت ستامب (BitStamp.com) أو عن طريق الموقع الرسمي لبتكوين (buy.bitcoin.com).
- - عملات بديلة
موجة الصعود التي شهدتها سوق العملات الرقمية لم تقتصر فقط على البيتكوين، فقد برزت عدة عملات بديلة خلال السنة حققت نجاحات قياسية غير مسبوقة، فعملة «فيرج» (Verge) مثلا حققت نمواً خرافيا قدره 14285 في المائة حيث كان سعرها في مطلع السنة لا يتعدى 0.00002 دولار أميركي بينما كان سعرها نهاية السنة نحو 0.24 دولار. ربما يكون السعر بسيطا ولكن الزيادة فيه هائلة.
من العملات الأخرى التي حققت نموا ملحوظا عملة «ريبل» (Ripple) ولايتكوين (Litecoin) و«داش» (Dash) ولا ننسى طبعا «الايثيروم» (Ethereum) ثاني أكبر العملات الرقمية بعد البيتكوين. كما توجد أيضا العديد من العملات الواعدة التي دخلت السوق أخيرا، ويتوقع لها الخبراء مستقبلا زاهرا نذكر منها «كاردانو» (Cardano)، «ترون» (TRON)، «إلكترونيوم» (Electroneum) و«ايثوس» (Ethos).
- نصيحة. سوق العملات الرقمية سوق متذبذبة للغاية وتشهد صعودا ونزولا سريعا لا يمكن التنبؤ به، لذا وجب التنبيه على دراسة السوق جيدا، ودراسة العملة التي تود الاستثمار بها قبل خوض هذه التجربة التي من الممكن أن تجعل منك مليونيرا، أو تُخسرك كل ما استثمرته بين عشية وضحاها.


مقالات ذات صلة

«البتكوين» تدفع «مايكروستراتيجي» إلى إدراج تاريخي في «ناسداك 100»

الاقتصاد تمثيل لـ«البتكوين» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)

«البتكوين» تدفع «مايكروستراتيجي» إلى إدراج تاريخي في «ناسداك 100»

من المقرر أن تنضم شركة «مايكروستراتيجي» إلى مؤشر «ناسداك-100» وذلك بعد الارتفاع الكبير في أسهم الشركة التي تستثمر في «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول أمام رسم بياني يعرض مؤشر «داكس» في بورصة فرانكفورت (أ.ف.ب)

الأسواق العالمية تترقب تقرير الوظائف الأميركي

تباين أداء الأسهم الآسيوية يوم الجمعة بعد تراجع «وول ستريت» عن مستويات قياسية مرتفعة، في حين ينتظر المستثمرون تقرير الوظائف في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد تظهر صورة لترمب وهو يحمل عملة «بتكوين» خارج متجر لتداول العملات المشفرة بعد ارتفاع سعرها إلى أكثر من 100 ألف دولار في هونغ كونغ (رويترز) play-circle 02:03

ما الأسباب التي دفعت عملة «بتكوين» إلى تخطي عتبة الـ100 ألف دولار؟

ارتفعت عملة «بتكوين» فوق 100 ألف دولار للمرة الأولى، لتواصل ارتفاعها الكبير مع مراهنة المستثمرين على دعم سياسي وتنظيمي أكبر من ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مجسمات لعملات البيتكوين المشفرة (أرشيفية - رويترز)

«بيتكوين» تجتاز عتبة المئة ألف دولار للمرة الأولى

تخطّى سعر عملة البتكوين الرقمية، الخميس، عتبة المئة ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)

بوتين: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كانت سهلة المصادرة؟

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إنه يطرح تساؤلاً بشأن ضرورة الاحتفاظ بالاحتياطيات الحكومية بالعملات الأجنبية، في ظل إمكانية مصادرتها بسهولة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».