خلل في تصميم المعالجات يهدد الكومبيوترات والهواتف الذكية

تحديثات برمجية تُصلح الثغرات الأمنية على حساب الأداء... والنظم الحكومية الأكثر عرضة للتأثر

خلل في تصميم المعالجات يهدد الكومبيوترات والهواتف الذكية
TT

خلل في تصميم المعالجات يهدد الكومبيوترات والهواتف الذكية

خلل في تصميم المعالجات يهدد الكومبيوترات والهواتف الذكية

اهتز العالم التقني بعد الكشف عن مشكلة أمنية في معالجات غالبية الكومبيوترات الشخصية والأجهزة المحمولة جراء خطأ في تصميم تلك المعالجات، الأمر الذي نجم عنه ثغرتان أمنيتان تسمحان للقراصنة استراق النظر إلى البيانات الموجودة في ذاكرة المعالج ونسخها، والتي قد تشمل كلمات السر والبيانات المصرفية، وغيرها.
ويمكن سد الثغرتين بتحديث برمجي لنظام التشغيل المُستخدم ولكن على حساب خفض أداء المعالج. وأطلق على الثغرتين المكتشفتين اسمي Meltdown وSpectre، وقد يكون كومبيوترك عرضة للإصابة بهما إن كان معالجه من ضمن المعالجات التي أطلقت خلال آخر 10 أعوام.
- رصد الثغرتين
وتجدر الإشارة إلى أن باحثين في «غوغل» كانوا قد اكتشفوا وجود الثغرتين في 1 يونيو (حزيران) 2017 وأبلغوا «إنتل» و«إيه إم دي» و«آرم» سرا بوجودهما بهدف إصلاح هذه المشكلة دون علم القراصنة بها، ولكن فريقا أكاديميا من الباحثين اكتشف الثغرتين وأخبر شركات الأمن الرقمي بوجودهما، ثم حدث تسريب لهذه المعلومات أدى إلى انتشارها الآن.
ولمعرفة المزيد حول المشكلة نفسها، يجب فهم آلية عمل ذاكرة المعالج، حيث إنه يستخدم ذاكرة صغيرة نسبيا للتعرف على ما الذي يجب القيام به بعد الانتهاء من تنفيذ مهمته الحالية، وجلب البيانات اللازمة إلى تلك الذاكرة القريبة منه للتعامل معها بشكل متسلسل. وهذه تقنية من شأنها تسريع العمل بشكل كبير، ذلك أن المعلومات ستكون حاضرة للعمل عليها فور انتهاء المعالج من حساباته الأخرى، مقارنة بالانتهاء من معالجة مسألة ما ومن ثم طلب جلب المعلومات وانتظار وصولها ومن ثم مباشرة العمل عليها. وتعمل هذه التقنية على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكومبيوترات المحمولة والشخصية والمساعدات الشخصية الذكية وحتى الأجهزة الخادمة، والكومبيوترات السحابية وغيرها من الأجهزة الأخرى.
- خلل التصميم
وتكمن المشكلة بأن خللا تصميميا قد يسمح للقراصنة الوصول إلى تلك الذاكرة «المحمية» وقراءتها على الرغم من أنه من المفترض أن تكون متوافرة فقط للمسألة المرتبطة بها، أي أن طلب الدخول إلى بريد المستخدم في موقع البريد الإلكتروني في المتصفح يستطيع التعامل مع الذاكرة لقراءة اسم المستخدم وكلمة السر، بينما لا يستطيع موقع آخر في المتصفح نفسه الوصول إلى تلك البيانات في ذاكرة المعالج.
باب المشكلة هو وجود طريقة لاختراق بعض البرامج لنمط المستخدم User Mode ونمط النواة Kernel Mode الذي يستطيع قراءة وكتابة البيانات لكل طلب، وسرقة تلك البيانات.
وتعمل شركتا «إنتل» و«مايكروسوفت» حاليا على إطلاق تحديث برمجي خلال الأسبوع الحالي لجميع الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز 10» وإطلاق التحديث لنظامي «ويندوز 7 و8» بحلول 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، مع إطلاق «مايكروسوفت» تحديثات برمجية لأجهزتها المختلفة، بينما قالت «أمازون» إنها قد وفرت سبل الحماية لأكثر من 90 في المائة من أجهزتها الخادمة لحماية بيانات مستخدميها.
وقالت «غوغل» إن فرق الأمن الرقمي لديها قد باشرت بحماية أجهزتها وبيانات مستخدمي خدماتها الكثيرة وإن جميع الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد» وبرامج «غوغل» ومساعداتها الشخصية وملحقاتها (مثل «كرومكاست» و«غوغل واي فاي») التي تم تحديثها بآخر تحديث أمني في مأمن من الثغرتين المذكورتين، مع تحضير الشركة لإطلاق تحديث برمجي لكومبيوتراتها المحمولة «كرومبوك».
وأكدت «إنتل» أن المشكلة موجودة في معالجاتها، مع قول «إيه إم دي» إن المشكلة تصيب نسبة صغيرة جدا من معالجاتها تكاد تصل إلى 0 في المائة، بين أكدت «آرم» ARM المتخصصة بتطوير تصاميم معالجات الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة بأن الثغرتين موجودتين في تصاميمها. ومن جهتها أكدت «آبل» بأن جميع معالجات هواتفها وأجهزتها اللوحية وكومبيوتراتها الشخصية مصابة بالثغرتين.
- تحديث يخفض الأداء
ولن توقف الثغرتان الأمنيتان عمل كومبيوترك ولن يستطيع القراصنة إضافة برامج خبيثة إلى كومبيوترك أو جهازك المحمول، ولكنهما قد تعرضان بياناتك للخطر، على الرغم من عدم وجود أي بلاغات لاختراقات أمنية مرتبطة إلى الآن. ولن تؤثر التحديثات البرمجية لنظام التشغيل على أي وظائف تقوم بها، ولكن يتوقع أن تخفض هذه التحديثات أداء المعالج. وقالت «إنتل» إن أداء الاستخدام اليومي قد ينخفض بنحو 3 في المائة، ولكن قد تصل النسبة إلى 30 في المائة في حالات نادرة لم تذكرها. ولكن الخطر الرئيسي هو على ثقة المستخدمين بالعتاد الصلب Hardware والمفهوم السائد بأن الدارات الإلكترونية أكثر أمنا مقارنة بالبرمجيات الأمنية.
وقد يكون القطاع الحكومي الأكثر عرضة للتأثر بالثغرتين، نظرا لطول عملية الموافقات والفحوصات اللازمة قبل إجراء أي تعديل على نظم المؤسسات الحكومية، وخصوصا إن كانت نظما رئيسية؛ مثل نظم الرعاية الصحية والنظم المالية لسوق المال والمصارف ونظم المطارات ونظم المراقبة الأمنية ونظم الاتصالات والنظم العسكرية، وغيرها. أضف إلى ذلك أن الكثير من المؤسسات الحكومية حول العالم لا تقوم بتحديث نظمها دوريا إلى دارات إلكترونية أو نظم تشغيل جديدة إن كانت تردي وظيفتها المطلوبة، الأمر الذي يعني بطء هذه الأجهزة بشكل كبير أو عدم وجود تحديث برمجي لنظام تشغيل قديم توقف دعمه.
وستتأثر المؤسسات الحكومية ببطء البحث عن البيانات في قواعد بياناتها الضخمة التي تستخدمها يوميا، ويتوقع أن تتراوح نسبة البطء بعد سد الثغرتين الأمنيتين بين 10 و20 في المائة، و المخاطرة بتسريب البيانات السرية الموجودة في نظمها والتي قد تكون داخل المعالج ولو لجزء من الثانية، وبالتالي قد نشهد نشاطا متزايدا لأعمال التجسس الدولي بين الدول المتعادية في محاولة لسرقة البيانات المهمة في الأجهزة التي لم يتم سد الثغرتين فيها بعد.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.