وزير الدفاع البريطاني: مخاطر «داعش» لم تنتهِ بعد

لندن تقرّ بفقدانها أثر مئات المتطرفين الذين ذهبوا إلى سوريا والعراق

وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وزير الدفاع البريطاني: مخاطر «داعش» لم تنتهِ بعد

وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)

حذر وزير الدفاع البريطاني من أن مخاطر تنظيم داعش لم تنتهِ بعد «رغم هزيمته في العراق».
وقال الوزير غافن ويليامسون، خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد أول من أمس، إن الحرب ضد تنظيم داعش «تدخل مرحلة جديدة»، وأعرب عن التزام حكومته بمواصلة العمل مع «الائتلاف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة لمطاردة مقاتلي التنظيم المتطرف في سوريا وخارجها.
وأضاف ويليامسون الذي بدأ زيارة رسمية لم يعلن عنها للعراق أول من أمس، أن حكومته مصممة على «كسب الحرب على الإنترنت ومنع دعايتهم (تنظيم داعش) من تجنيد المزيد من المقاتلين المتطرفين، أو التسبب في مزيد من الاعتداءات ضد الأبرياء». ووصل وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة غير معلنة مسبقاً، لبحث ملف التنسيق الأمني والعسكري والأوضاع السياسية، بحسب الوكالة الروسية للأنباء.
يذكر أن وزير الدفاع البريطاني السابق مايكل فالون سبق وزار العراق العام الماضي، وبحث مع المسؤولين العراقيين ملف الحرب على الإرهاب، كما زارت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بغداد، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
إلى ذلك، أقرّ وزير الأمن البريطاني بن والاس أمس، بعدم معرفة السلطات بمكان مئات البريطانيين الذين سافروا إلى الشرق الأوسط لدعم الجماعات المتطرفة، أو القتال في صفوفها. وعاد نحو نصف عدد الأشخاص البريطانيين، الذين يقدر عددهم بـ850 ممن ذهبوا إلى سوريا والعراق، لكن صرح الوزير بن والاس بأن الحكومة «لا تعرف مكان الذين لم يغادروا المنطقة بعد».
الجدير بالذكر أنه تم قتل الكثيرين أثناء المعارك، في حين عاد البعض إلى تركيا، لكن من غير الواضح ما إذا كان الآخرون لا يزالون على قيد الحياة أم لا، بحسب ما ذكر والاس. وكان وزير الأمن قد أقرّ بأن المملكة المتحدة لا تعرف المكان الذي يختبئ به بعض المتطرفين الذين انضموا إلى القتال الذي تدور رحاه في سوريا، وكان عمران خواجة أحد الذين اعتقلتهم قوات الشرطة، وصدر عام 2015 حكم بسجنه لمدة 12 عاماً.
على الجانب الآخر نفى والاس أن السلطات قد «فقدت أثر» المشتبه في كونهم إرهابيين، مضيفاً: «لقد ذهبوا إلى منطقة في سوريا من الصعب الوصول إليها متوجهين إلى وادي الفرات، ثم تفرقوا عند تلك النقطة». كذلك صرح لبرنامج «توداي»، الذي يتم بثه على محطة الـ«بي بي سي 4» الإذاعية قائلاً: «ما نعرفه هو أن نحو نصف الأشخاص من إجمالي 850 تقريباً قد عادوا إلى المملكة المتحدة».
وأوضح أن هناك اعتقاداً بأن نسبة من تم قتلهم هناك خلال المعارك تتراوح بين 15 و20 في المائة، مشيراً إلى ملاحظة عودة البعض إلى تركيا، الذين قد يحاولون العودة إلى المملكة المتحدة، لكنه أكد صعوبة معرفة مكان عدد كبير من المتطرفين بشكل محدد في الوقت الحالي.
الجدير بالذكر أن المقاتلين البريطانيين كانوا يشكلون النسبة الأكبر والأبرز من أفراد التنظيم الإرهابي الذي يتراجع نفوذه في الشرق الأوسط حالياً. وهناك جدل ساخن حول كيفية التعامل مع نحو 360 متطرفاً، بحسب التقديرات، كانوا قد شاركوا في المعارك، وتمرسوا على القتال، ثم عادوا إلى بريطانيا بعد الانضمام إلى صفوف تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، وكذلك مع أولئك الذين قد يعودون الآن بعد سقوط التنظيم.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.