توقعات بزيادات أسعار الخبز في الأردن بنسب تصل إلى 100 %

رفع الدعم «المباشر» واستبدال «النقدي» للفئات المستهدفة به

TT

توقعات بزيادات أسعار الخبز في الأردن بنسب تصل إلى 100 %

تتوقع مصادر أن ترتفع أسعار الخبز في الأردن بنسب تتراوح بين 60 - 100 في المائة، بعد رفع الدعم عنه، تنفيذا لخطة إصلاحية أقرها البرلمان في موازنة 2018 والتي تتبنى حزمة من الإجراءات تهدف لتوفير 540 مليون دينار (الدينار يساوي 0.71 دولار).
وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، يعرب القضاة، إن رفع الدعم عن الخبز سيبدأ مطلع الشهر المقبل، موضحا أنه سيتم الانتهاء من دراسة آلية تسعير الخبز الجديدة خلال العشرة أيام المقبلة، وذلك بعد دراسة تكاليف إنتاج الطاقة وحجم المنفق على الدقيق.
ورجحت مصادر مطلعة بأن يرتفع سعر الخبز العربي الكبير من 16 قرشا إلى 32 قرشا للكيلو، والخبز العربي الصغير من 25 قرشا إلى 40 قرشا للكيلو، وأن يزيد سعر الخبز المشروح الذي يباع حاليا بـ18 قرشا إلى 34 أو 35 قرشا.
وبحسب المصادر، سيتم صرف مبلغ 32 دينارا لكل فرد في الأسر التي تستحق الدعم سنويا، ممن يقل دخلها الشهري عن 1500 دينار. وقالت المصادر إن الدعم ستتم إضافته نقدا على الرواتب الشهرية لفئة المستحقين للدعم من الموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين ومتقاعدي الضمان الاجتماعي ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية، أما بقية المستحقين للدعم فسيصرف كل ستة أشهر عن طريق التحويل البنكي أو من خلال أحد البنوك الذي سيتم تحديده لهذه الغاية.
وأوضحت المصادر أن سعر الطحين سيرتفع بعد إلغاء الدعم إلى نحو 229 دينارا للطن، وسيصبح بإمكان المخابز الشراء من المطاحن بالسعر الحر والحصول على أي كميات تحتاجها. وسيتم تسعير منتج الخبز كل ثلاثة أشهر بحيث يتم تحديد سقوف سعرية لكل صنف.
وبحسب المصادر فإن أسعار منتجات الطحين الأخرى لن يطرأ عليها أي ارتفاعات؛ كون أسعارها محررة أصلا وتنتج من الدقيق غير المدعوم. كما أنه لن يتم فتح الباب أمام ترخيص مخابز جديدة في الوقت الحالي لوجود عدد كاف منها في مختلف المناطق، وفقا للمصادر.
وكان مجلس النواب قد أقر مشروعي قانوني الموازنة العامة للسنة المالية 2018 وموازنة الوحدات الحكومية للعام نفسه، في ختام جلساته التي عقدها الأحد الماضي، واشتملت الموازنة على خطة لرفع الدعم عن الخبز وتوجيه الدعم في صورة نقدية إلى الفئات المستحقة بشكل مباشر.
وتدعم الحكومة الخبز بواقع 200 مليون دينار لضمان استمرار أسعاره عند مستوى 16 قرشا للكيلو لحماية الطبقة الفقيرة والمتوسطة.
ويقدر استهلاك الفرد من الخبز نحو 90 كيلوغراما سنويا، في حين تبلغ تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الخبز نحو 32 قرشا، وهي تتغير شهريا حسب أسعار القمح وتكاليف الإنتاج.
ويبلغ عدد المطاحن العاملة في الأردن 14 مطحنا، وعدد المخابز العاملة في أنحائه كافة 1700 مخبز، ويصل معدل الاستهلاك السنوي للقمح نحو 960 ألف طن، أي ما يعادل 80 ألف طن شهريا.
على الصعيد ذاته، تتجه الحكومة الأردنية لزيادة ضريبة المبيعات على عدد كبير من السلع والمنتجات لتبلغ 10 في المائة. وقال مصدر رسمي مطلع إن العائد الذي ستحققه الحكومة من زيادة ضريبة المبيعات يبلغ 100 مليون دينار سنويا.
وكان وزير المالية الأردني، عمر ملحس، قال خلال اجتماعات اللجنة المالية النيابية إن السلع التي لن تتأثر بالضرائب الجديدة تتمثل في الأرز، السكر، الطحين، الشاي، البرغل، البقوليات، الحليب الطازج، البودرة وحليب الأطفال، اللحوم، الدجاج والسمك، والزيوت والسمنة، بيض المائدة، المستلزمات الأساسية لطلاب المدارس، المبيدات والأسمدة الزراعية واللقاحات والأدوية البيطرية. وأضاف أن السلع التي لم يتم ذكرها سيطرأ عليها زيادة ضريبة المبيعات، وهذا يأتي ضمن سياسة توجيه الدعم للمواطن بدلا من السلع، حيث ستعزز وفورات الموازنة مخصصات شبكة الأمان الاجتماعي التي رُصد لها مبلغ 171 مليون دينار. وبحسب بيانات غير رسمية، يتجاوز عدد السلع والمنتجات التي ستطالها زيادة ضريبة المبيعات 500 منتج وسلعة.
وقدر مشروع قانون الموازنة للعام 2018 الإيرادات العامة التي ستحصلها الحكومة بـ8.496 مليار دينار، موزعة بواقع 7.796 مليار دينار للإيرادات المحلية، و700 مليون دينار للمنح الخارجية. واتخذت الحكومة، خلال عام 2017 قرارات بزيادات في أسعار المشتقات النفطية والمشتقات الأساسية، ومضاعفة رسوم تجديد جواز السفر، وإلغاء الإعفاءات عن السلع باستثناء المواد الغذائية الأساسية والأدوية ومدخلات إنتاجها، إلى جانب التوجه إلى توحيد ضريبة المبيعات بهدف تحصيل نحو 450 مليون دينار بحسب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وبدأ الأردن في فرض الضريبة العامة على المبيعات منذ 1996 بنسبة 7 في المائة، ثم تدرجت وصولا إلى 16 في المائة خلال السنوات الماضية.
وتشكل الضريبة العامة على المبيعات نحو 61 في المائة من إجمالي الإيرادات الضريبية بحسب أرقام موازنة العام الحالي، فيما تستحوذ الضريبة على الدخل والأرباح 30 في المائة من إجمالي الإيرادات، و9 في المائة للضرائب الأخرى.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.