«أحياء، لكننا أموات»... عبارة قالها عدد من أهالي الغوطة الشرقية لدمشق، استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم عن الوضع الإنساني المرير الذي وصلوا إليه، جراء الحصار المطبق الذي تفرضه قوات النظام، والقصف المتواصل منذ نحو أربع سنوات.
أبو حسين، وهو أب لثلاثة أولاد، قال بعد انتقاله من بلدة إلى أخرى شرق العاصمة: «منذ أن سيطرت قوات النظام على بلدتنا وتهجيرنا، لم أستطع أن أعمل أي عمل بسبب عدم وجود فرص عمل في المنطقة؛ خاصة أن معظم الأراضي الزراعية حرمنا النظام منها، وكنا نعيش على بعض المساعدات التي كانت تقدمها لنا الجمعيات الإغاثية، ولكن الآن توقفت معظم هذه المساعدات بسبب تشديد الحصار علينا».
وما يزيد الطين بلة في مأساة نحو 400 ألف شخص، هو «إحجام وتوقف الجمعيات والمشروعات الإغاثية والداعمين عن دعم تلك المشروعات، بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار».
وتحدث عبد الله، وهو أحد نشطاء المجتمع المدني، عن «استنفاد العائلات لمخزونها النقدي، جراء الحصار والمعاناة الكبيرة جداً التي تمر بها لتأمين الدخل، مع الازدياد الكبير للمصاريف، وفشل المشروعات التنموية في تحقيق أي أرباح، وانعدام أي فرص عمل بسبب فقدان المواد الأولية، وارتفاع أسعارها جراء الحصار».
وتسبب منع قوات النظام دخول المواد الإغاثية والطبية إلى الغوطة الشرقية التي تبلغ مساحتها 104 كيلومترات مربعة، وتبعد نحو 10 كيلومترات فقط عن مركز العاصمة دمشق، في قائمة لا تنتهي من الأمراض والآفات، وضحاياها غالباً من الأطفال والعجزة.
وبحسب تقارير ونشطاء ومصادر طبية بريف دمشق، فإن 527 رضيعاً فقدوا حياتهم منذ 2014، بسبب نقص الأدوية والمجاعة الناجمة عن الحصار.
...المزيد
«أحياء أموات» في غوطة دمشق
{الشرق الأوسط} تستطلع معاناتهم من القصف والحصار
«أحياء أموات» في غوطة دمشق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة