ملك الماس الأسود فواز غريوزي... ترفي أن يكون لي وقتي الخاص وملاعبة أحفادي

قلادة نادرة تتوسطها ماسة بزنة 163.42 قيراط  طُرحت في مزاد «كريستيز» بجنيف في شهر نوفمبر الماضي
قلادة نادرة تتوسطها ماسة بزنة 163.42 قيراط طُرحت في مزاد «كريستيز» بجنيف في شهر نوفمبر الماضي
TT

ملك الماس الأسود فواز غريوزي... ترفي أن يكون لي وقتي الخاص وملاعبة أحفادي

قلادة نادرة تتوسطها ماسة بزنة 163.42 قيراط  طُرحت في مزاد «كريستيز» بجنيف في شهر نوفمبر الماضي
قلادة نادرة تتوسطها ماسة بزنة 163.42 قيراط طُرحت في مزاد «كريستيز» بجنيف في شهر نوفمبر الماضي

فواز غريوزي شخصية مُلهمة في مجالي الإبداع والأعمال على حد سواء. فهو قصة نجاح بكل المقاييس. يُعرف في أوساط صناعة الترف بملك الماس الأسود كونه أول من استعمله أو على الأقل أبرز جمالياته.
ولد في بيروت لأب لبناني وأم إيطالية، وعندما توفي والده، انتقل مع والدته للعيش في فلورنسا الإيطالية وعمره لا يتعدى سبع سنوات. في هذه المدينة التي شهدت صباه ومراهقته وشبابه يشعر بالانتماء. فيها أيضا تشكلت شخصيته المتشبعة بالفن وفنون الهندسة المعمارية، وهو ما انعكس على تصاميمه فيما بعد. عندما أسس دار De Grisogono للجواهر منذ أكثر من 21 عاما، لم يكن رأسماله يتعدى الـ16 ألف فرنك سويسري. لكنه مع ذلك تحدى الكل متسلحا بالاختلاف حتى يتميز عن غيره من الصاغة من ذوي الإمكانيات العالية والذين رسخوا مكانتهم في السوق قبله. مدفوعا بفورة الشباب والرغبة في النجاح، اعتمد على الماس الأسود في بادرة غير مسبوقة. كانت الموضة الدارجة آنذاك هي الألماس الصافي والأشكال الناعمة. أما الماس الأسود فلم يكن يُستعمل سوى نادرا، بل لم تخطر فكرته على بال أغلبيتهم. فصياغته في أشكال مبتكرة كانت في بدايتها وتتطلب الكثير من الخيال والابتكار من جهة ولونه لم يكن جذابا، لا للزبائن أو للمصممين، من جهة ثانية. بعد عامين فقط تكللت تجربته بالنجاح وتأكد أن حدسه كان في محله، ؛حيث اكتسب الماس الأسود على يده جمالا غير مسبوق. كان من الطبيعي أن يتسلطن في صقله وصياغته وينتزع لقب ملك الماس الأسود بجدارة. بيد أن تميزه لم يقتصر على اللون فحسب، بل حتى على الأشكال التي جاءت مختلفة تماما بأحجامها الضخمة. اليوم دخلت تصاميمه المزادات والمعارض العالمية. فهي تحاكي التحف الفنية، مثل قلادة تتوسطها أكبر حجرة زمرد بجودة عالية طُرحت في مزاد كريستيز مؤخرا.
مع فواز كانت لنا دردشة جانبية لتسليط الضوء على الجانب الخاص من حياته وكانت هذه الحصيلة:
- أنا لا أتبع توجهات الموضة أو أي أسلوب معين. ألبس ما يروق لي وحسب المناسبة التي أتوجه إليها. أنا كلاسيكي بطبعي، لهذا أضع ثقتي غالبا في خياطي الخاص. بالنسبة لي مهم جدا أن يكون للرجل خياط يفهم نوعية الأقمشة وفن التفصيل وما يناسبه.
- خياطي المفضل الذي أتعامل معه دائما ولا أستغني عنه اسمه كاراسيني ويوجد محله في ميلانو
- آخر قطعة أزياء اقتنيتها كانت مجموعة من القمصان المفصلة.
- أغلى شيء، من حيث القيمة، اقتنيته لنفسي كانت لوحة من الفن الفلورنسي، وتحديدا لرسام من رسامي النهضة. أنا أعشق اقتناء هذا الفن تحديدا. أما أغلى هدية تلقيتها في حياتي فهي أولادي وأحفادي. عندما كنت طفلا لم تكن لي عائلة كبيرة، لهذا أكون في قمة السعادة عندما أستقبلهم وألعب معهم. أحب أن أتابع تطورهم وأراقب كيف تتشكل شخصية كل واحد منهم في سن مبكرة. إنه شيء مثير للفضول ويبعث على الرضا بالنسبة لي، لهذا أعتبره أهم هدية في الحياة.
- أحب السفر ولو خُيرت عن المكان الذي أحلم بأن أهرب إليه للاستجمام سيكون ردي هو الإبحار على يختي في البحر المتوسط بالقرب من سواحل إيطاليا. إحساس رائع أن تكون محاطاً بالبحر من كل الجوانب. إذا أضفت إلى هذا أطباقا إيطالية فإن هذه هي السعادة المطلقة بالنسبة لي. إحساسي بالسعادة هذا يشحذ طاقتي ويُحفزني على المزيد من الإبداع. أحب أيضا زيارة كل من باريس ولندن على حد سواء فهما تتمتعان بمعمار ومعالم أثرية وقاعات عروض فنية ومطاعم لا مثيل لها، لا سيما لندن.
فهذه الأخيرة تحتضن أماكن لا مثيل لها. خذي مثلا منطقة مايفير، فإن التجول فيها متعة بحد ذاتها على شرط لا تكون السماء ممطرة. أحب أيضاً التجول في «بوند ستريت» و«ماونت ستريت» و«بيرلنغنتون أركايد».
- بالنسبة لمطعمي المفضل، فأنا قد أكون منحازا لأني كبرت في إيطاليا، وبالتالي فإن كل المطاعم المفضلة لدي توجد فيها. لا يمكنني أن أحدد مطعما واحدا، ففي كل مدينة أزورها أجد مطعما يُتقن طبقي المفضل «النيوكي» أعود إليه كلما سنحت لي الفرصة.
- المستحضر الذي لا أستغني عنه أبدا هو مشطي، لأنني عندما أستيقظ في الصباح أكون مثل جاك نيكولسون في فيلم «ذي شاينينغ»، نظرا لطبيعة شعري. لهذا من الضروري أن يكون مبللا حتى أسرحه. فهذه هي الطريقة الوحيدة للإبقاء عليه في مكانه. فأنا لا أستعمل أية مستحضرات لهذا الغرض.
- عطري المفضل هو «لوم» من «فيرساتشي». المشكلة أن إنتاجه توقف بعد أن طرحت عطور أخرى مشتقة منه من باب التطوير والتجديد، مما يجعل إيجاده صعبا. غير أني لا أتوقف عن البحث عنه واقتنائه كلما وجدته. أما أول عطر استعملته فكان عطرا صمم خصيصا لي في مدينة فلورنسا
- كل ساعاتي في البداية كانت عبارة عن هدايا من أفراد من العائلة أو أصدقاء مقربين، ولا أزال أحتفظ بها بغض النظر عن أسعارها. فهي تتضمن قيمة عاطفية لا تقدر بثمن. مع الوقت أسعفني الحظ وأصبحت أعمل مع مصممي جواهر وساعات عالميين.
- أنا رومانسي بطبعي، لهذا أسمع كثيرا لأغاني الحب الإيطالية. وكم أتمنى لو يستطيعون ترجمتها إلى الإنجليزية حتى يستمتع بها أكبر عدد من الناس.
- إذا كان هناك شيء لا يمكنني الاستغناء عنه في الحياة فهو العمل. لا أتصور نفسي متقاعدا أو متوقفا عن البحث والابتكار. فأنا أستيقظ مبكرا، أينما وجدت، لأبدأ العمل مباشرة. عادة ما تكون لدي لقاءات عمل وارتباطات عشاء وأحيانا حضور حفل في المساء. نظرا لهذا البرنامج المكثف طوال السنة، أقدر أشد التقدير تلك اللحظات التي أقضيها في البيت مع خطيبتي وطباخي الخاص. فهذا الوقت قمة الترف بالنسبة لي. أن تكون في موقف يتيح لك التحكم في برنامجك اليومي والطريقة التي تريد أن تقضي بها أيامك أيضا ترف لا يُعوض.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.