ماتيتش جندي مجهول لم يحظَ بالتقدير اللازم في الدوري الإنجليزي

لاعب وسط مانشستر يونايتد يمنح نجوم الفريق الحرية اللازمة للتألق وإظهار مهاراتهم

ماتيتش يفعل الكثير ولا يتحدث عن قدراته سوى القليلين («الشرق الأوسط»)
ماتيتش يفعل الكثير ولا يتحدث عن قدراته سوى القليلين («الشرق الأوسط»)
TT

ماتيتش جندي مجهول لم يحظَ بالتقدير اللازم في الدوري الإنجليزي

ماتيتش يفعل الكثير ولا يتحدث عن قدراته سوى القليلين («الشرق الأوسط»)
ماتيتش يفعل الكثير ولا يتحدث عن قدراته سوى القليلين («الشرق الأوسط»)

لا يمكن لنجم بمفرده أن يصنع فريقا، لكن يمكن للاعب بمفرده أن يصنع الفارق. كان هذا هو ما كان واضحا - على سبيل المثال - بعد المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على واتفورد بأربعة أهداف مقابل هدفين على ملعب «أولد ترافورد» الثلاثاء الماضي. ورغم أن عبارات الثناء والمديح قد انهالت على أشلي يونغ بفضل الأداء القوي الذي قدمه في المباراة وإحرازه هدفين من أهداف فريقه الأربعة، لم يتحدث أي شخص عن أحد اللاعبين الذين كان لهم دور بارز للغاية في المباراة ونجح في إفساد الهجمات المرتدة لواتفورد مرة بعد الأخرى.
صحيح أن هذا اللاعب لا يملك سرعة ومهارة بول بوغبا أو ماركوس راشفورد أو روميلو لوكاكو أو أنتوني مارسيال، لكنه لم يتمركز بصورة خاطئة في أي لحظة من لحظات المباراة، كما كان له دور بارز في إفساد هجمات واتفورد في بدايتها، وكان مؤثرا في أداء مانشستر يونايتد بصورة كبيرة بفضل تمريراته القصيرة والبسيطة والحاسمة، وكان يتحرك بشكل يسمح لزملائه بالتقدم بكل حرية في الثلث الأخير من الملعب. وكان له دور محوري في حصول فريقه على ثلاث نقاط هامة للغاية تبقيه في إطار المنافسة مع مانشستر سيتي الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعندما عدت لزملائي في نادي برايتون سمعتهم يتحدثون عن اللاعبين الكبار الذين يواجهونهم في المباريات، لكنهم لم يذكروا اسمه مطلقا، وهو ما جعلني أفكر في الأهمية التي نعطيها للاعبين الذين يقومون بدور الجندي المجهول في الملعب من أجل أن يمنحوا نجوم الفريق الحرية اللازمة للتألق وإظهار مهاراتهم في نصف ملعب الفرق المنافسة، في الوقت الذي يقومون فيه أيضا بحماية المدافعين ومساعدتهم في مواجهة مهاجمي الفرق الأخرى.
قد يعد نيمانيا ماتيتش هو أكثر لاعب لم يحظَ بالتقدير اللازم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وإذا ما نظرنا إلى أكثر الفرق تحقيقا للنجاح في كرة القدم الحديثة فلن نجد أي منها يلعب دون لاعب محور ارتكاز يتمتع بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على التكيف مع الخطط التكتيكية المختلفة واللعب بمنتهى إنكار الذات من أجل الفريق والتمركز بشكل رائع من أجل الربط بين خطي الدفاع والهجوم من خلال تقديم الدعم اللازم للمدافعين والمساعدة في بدء الهجمات المرتدة لفريقه من عمق الملعب.
وإذا ما ألقينا نظرة سريعة على الفرق التي حققت نجاحات مذهلة خلال العقود القليلة الماضية، مثل برشلونة تحت قيادة جوسيب غوارديولا ومانشستر يونايتد بقيادة المدير الفني الأسطوري للنادي السير أليكس فيرغسون وفريق آرسنال عندما لا يقهر بقيادة آرسين فينغر وتشيلسي بقيادة جوزيه مورينيو وحتى ليستر سيتي خلال الموسم الذي حصل فيه على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لو نظرنا إلى تلك الفرق لوجدنا أنها لم تكن لتحقق هذا النجاح دون سيرجيو بوسكيتس وروي كين وباتريك فييرا وكلود ماكيليلي ونغولو كانتي.
وأخشى أن يتم تجاهل قيمة وأهمية مثل هؤلاء اللاعبين في عصر الإحصائيات والتحليلات التي تعتمد على عبارات مثل «التمريرات الحاسمة» و«الأهداف المحتملة» و«المسافة التي تم تغطيتها» وأشياء أخرى من هذا القبيل. في الحقيقة، يقوم مثل هؤلاء اللاعبين بمهام لا يمكن للإحصائيات أن تدركها، حيث يمكنك أن تكتب إحصائيات عن الكرات التي تُقطع أو التمريرات التي تُكتمل، لكن لا يمكن لمثل هذه الإحصائيات بأي حال من الأحوال أن تقيس التوازن الذي يحدثه مثل هؤلاء اللاعبين بين الهجوم والدفاع أو التمريرات التي لا ينجح لاعبو الفرق المنافسة في القيام بها من الأساس بسبب وجود مثل هؤلاء اللاعبين في المكان الصحيح والتوقيت الصحيح داخل الملعب.
وحتى عندما نشاهد الأداء الرائع الذي يقدمه مانشستر سيتي خلال الموسم الحالي، فإن الجميع يتحدث عن القوة الهجومية الخارقة وعن أداء لاعبين مثل كيفين دي بروين وليروي ساني ورحيم ستيرلينغ وغابريل جيسوس، لكني متأكد تماما من أن لاعبي مانشستر سيتي أنفسهم ومديرهم الفني غوارديولا يتفقون تماما على أهمية الدور الذي يقوم به فيرناندينيو في طريقة 4 - 3 - 3 التي يلعب بها الفريق وتحركاته الرائعة التي تسمح لهؤلاء اللاعبين بالتألق في الخط الأمامي بفضل التزامه الشديد ووعيه الخططي وتنظيمه داخل الملعب ودعمه لزملائه. ودون فرناندينيو، سوف تقل فعالية مانشستر سيتي كثيرا.
ويقدم نادي ليفربول كرة هجومية رائعة هذا الموسم، لكنه يعاني من مشكلات دفاعية واضحة ويتعرض مدافعو الفريق لانتقادات لاذعة في وسائل الإعلام. لكني أود أن أشير إلى حقيقة واضحة في هذا الصدد وهي أن مدافعي ليفربول يلعبون بشكل منعزل ودون حماية أو تغطية من لاعب ارتكاز قوي في منتصف الملعب يكون قادرا على إفساد الهجمات المرتدة وتقديم الدعم اللازم لخط الدفاع أمام هجمات الفرق المنافسة. يمتلك ليفربول لاعبين رائعين مثل جوردان هندرسون وإيمري كان وغيني فينالدوم، لكن لا يمكننا أن نعتبر أي منهم لاعب الارتكاز التقليدي الذي يكون سعيدا عندما يتخلى عن ظهوره في الشق الهجومي من أجل تقديم الدعم أولا لدفاع الفريق وخلق حالة من التوازن لحماية الفريق من الهجمات المرتدة للفرق المنافسة.
وفي سوق انتقالات اللاعبين الحالي، الذي يشهد تضخما كبيرا في أسعار اللاعبين، تبحث جميع الأندية عن مهاجم قادر على إحراز 20 هدفا في الموسم أو جناح أو لاعب خط وسط قادر على صناعة 15 هدفا أو حارس مرمى يخرج بشباكه نظيفة في 20 مباراة، ويكونوا مخطئين تماما عندما يتجاهلون البحث عن مثل هؤلاء اللاعبين الذين يلعبون بمنتهى إنكار الذات ولديهم مرونة تكتيكية كبيرة وقدرة على التمركز بشكل صحيح بشكل يؤثر كثيرا على نتائج الفريق لكن مشكلتهم تكمن في أنه لا يمكن للإحصائيات أن تكشف عن أرقام تعكس طبيعة الدور الرائع الذي يقومون به.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».