تحت شعار «صحتي حقي»، تنطلق في عدد من العواصم العربية، اليوم، احتفالات اليوم العالمي للإيدز، الذي ارتفعت أعداد المصابين به خلال عام 2016، بنِسَب غير عالية في كثير من الدول العربية التي تأسست فيها اتحادات وجمعيات ومنظمات مجتمع مدني لحاملي الفيروس.
وأعلنت عدة عواصم عربية، مثل الخرطوم والقاهرة والمغرب وتونس والجزائر، احتفالها بهذه المناسبة التي تبدأ عادة في الأول من ديسمبر، وتستمر لمدة شهر.
وفقاً لتقرير الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإيدز الذي يصادف الجمعة الأول من ديسمبر (كانون الأول)، ويحتفل به حول العالم سنويّاً، فإنّ هناك 685 ألف شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية يحصلون على العلاج المضاد للفيروسات. وبحلول يونيو 2017، كان بإمكان نحو 20.9 مليون شخص الحصول على الأدوية المنقذة للحياة.
وقد أسهمت تلك المؤسسات والجمعيات المدنية بجانب وزارات الصحة في تلك الدول في التقليل من خطورة الإيدز، حيث دخل العام الماضي منظومة العلاج الدائم للإيدز أكثر من مليون ونصف المليون من حاملي الفيروس، كانوا رافضين للعلاج، لأسباب «الوصمة»، أو لا يدركون حملهم للفيروس، الذي يمكن أن تصل فترة حضانته إلى ثماني سنوات من دون أن تظهر أي علامات على حامل المرض، ما يشكل خطورة على نفسه والآخرين.
ولم يكن من الممكن تحقيق مثل هذا التوسع الهائل في معرفة المصابين بأهمية العلاج، من دون شجاعة وتصميم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وحقوقهم، مدعومة بقيادة ثابتة وقوية والتزام مالي.
أوضح لـ«الشرق الأوسط» عمر عبد الله مدير مشروع حماية حقوق المتعايشين مع فيروس الإيدز في السودان الذي يموله الاتحاد الأوروبي، ومسؤول التخطيط في الجمعية السودانية لرعاية المتعايشين، التي تدير نحو 18 جمعية في البلاد، يصل منسوبوها إلى نحو خمسة آلاف متعايش، أن بلاده تحتفل باليوم العالمي للإيدز لهذا العام، وقد قطعت شوطا في الحفاظ على الحقوق القانونية للمتعايشين مع فيروس الإيدز في السودان. مضيفاً أن الجهات المختصة وافقت على تأسيس وقيام إدارة قانونية في كل وزارة صحة في أنحاء البلاد في نحو 15 مدينة تقريباً، تقدم خدماتها القانونية لكل من يحضر لتلقي العلاج أو الإرشاد.
وقال عمر: «نحن في الجمعية، وبعد مراجعتنا للواقع والتجارب الشخصية، وإجرائنا لدراسات لمعرفة حجم هذه الانتهاكات في القطاعات الصحية والتعليمية وأماكن العمل والسكن في جميع ولايات البلاد، تكشف لنا أنّ هنالك حالات كثيرة تعرضت لهذه الانتهاكات، وسعينا مع الدولة في خطوات كبيرة لإزالة الوصمة من قبل العاملين بالقطاع الطبي، الذي يشكل هاجساً كبيراً لدى المتعايشين، كخطوة أولى. وأصدرت الوزارة تعليمات ودليلاً للعاملين في جميع القطاع الصحي في البلاد للالتزام والتعامل مع حاملي الفيروس، وفقاً لحقوق المرضى عامة».
وأضاف أنّ الجمعية السودانية لرعاية المتعايشين مع فيروس الإيدز تنظم حالياً مع مفوضية الاتحاد الأوروبي في الخرطوم، برنامجاً لمعالجة هذه القضية الشائكة من كل النواحي، خصوصاً الحقوق القانونية للمتعايشين، وذلك في كيفية التصدي للانتهاكات والوصمة التي يقابلونها في حياتهم العملية والصحية والسكنية.
وأشار عمر عبد الله إلى أن برنامج الاتحاد الأوروبي المنفذ لحقوق المتعايشين مع الإيدز، سيعمل على زيادة المعرفة والوعي لدى المتعايش مع حقوقه التي يكفلها له الدستور والقانون وجميع حقوقه كإنسان. ويمكنه بعد ذلك من مواجهة أي انتهاكات والتصدي لها وأفراد أسرته ومجتمعه، موضحاً أن مشروع الحقوق الأساسية للمتعايشين، من أهم المشاريع التي تعول عليها الجمعية السودانية لرعاية المتعايشين مع الإيدز وشركائها في مفوضية الاتحاد الأوروبي، في تحقيق الأهداف الكبرى في رفع وزيادة أعضاء الجمعية، ليصبح كل حامل للفيروس عضواً فعالاً ومشاركاً.
في اليوم العالمي للإيدز... دخول 20 مليون مصاب دائرة العلاج
الجمعية السودانية للمتعايشين مع الفيروس تتصدى لانتهاكات الحقوق
في اليوم العالمي للإيدز... دخول 20 مليون مصاب دائرة العلاج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة