احتفى المتحف المصري في ميدان التحرير بقلب العاصمة القاهرة بالذكرى الـ115 لافتتاحه عام 1902. وفي احتفالية عالمية بحضور وزراء وسفراء دول أجنبية وأعضاء من البرلمان وعدد من الأثريين، تم عرض مجموعة من الميداليات التذكارية الخاصة بتخليد ذكرى تأسيس المتحف، وبعض الخرائط والوثائق والصور التي تحكى مراحل بنائه. كما عرضت بعض القطع الأثرية التي أعادتها إمارة الشارقة إلى مصر أوائل الشهر الحالي؛ ومنها: تماثيل ولوحات جنائزية ومومياء من العصر الروماني عليها قناع مذهّب من الكارتوناج. وافتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، على هامش الاحتفالية ليلة أول من أمس، معرضاً يضم 86 قطعة أثرية لبعض الأدوات التي تم استخدامها في وضع حجر أساس المتحف المصري، منها قطعة من الخشب المطعّم بالفضة، و«مَسْطِرِين» وجاكوش، والدواة والريشة التي تم التوقيع بها على وثيقة بناء المتحف، بالإضافة إلى مجموعة من الميداليات التذكارية الخاصة بتخليد ذكرى تأسيس المتحف المصري، وبعض الخرائط والوثائق والصور التي تحكي مراحل بنائه.
ويعد المتحف المصري أول مبنى يصمم بصفته متحفا، ويضم مجموعات أثرية تعد ثروة إنسانية هائلة لا نظير لها في العالم. وكان الخديوي عباس حلمي الثاني قد وضع حجر أساس المتحف المصري القديم عام 1897 قبل 3 سنوات من انتهاء المهندس الفرنسي مارسيل دورونو من وضع تصميمه على الطراز الكلاسيكي. ويحتوي على أكبر مجموعة من آثار مصر القديمة، على رأسها مجموعة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، كما يضم عدداً هائلاً من الآثار منذ عصور ما قبل التاريخ؛ منها تماثيل: زوسر، وخوفو، وخفرع، ومنكاورع، وبعض الآثار اليونانية والرومانية. وقالت مصادر أثرية إن «المتحف المصري القديم، بموقعه الحالي المطل على نهر النيل، يعد أكبر وأول متحف في العالم يضم كنوز الحضارة الفرعونية، وقد أنشئ خصيصا ليكون متحفاً، عكس متاحف أوروباً التي كانت في الأصل قصوراً أو بيوتاً للأمراء». ويضم المتحف مقتنيات الملك «توت عنخ آمون» ومقتنيات من عصر الدول: القديمة والوسطى والحديثة، فضلاً عن مقتنيات تعود للأسرة الـ21 وحتى دخول الإسكندر الأكبر إلى مصر، بالإضافة إلى التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والجداريات. وأكد العناني في كلمته خلال الاحتفالية، أنه «لا داعي للقلق ممن يتخوف على مستقبل المتحف المصري بعد نقل بعض القطع الأثرية للمتحف الكبير... فالمتحف المصري لن يموت، وهناك كثير من القطع الجديدة التي سيتم عرضها بسيناريو عرض جديد»، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن كشف أثرى جديد غرب الأقصر بجنوب مصر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ هو مقبرتان جديدتان؛ إحداهما تحتوي على جدار مذهّب، إلى جانب افتتاح «قدس الأقداس» بمعبد حتشبسوت بالدير البحري بعد الانتهاء من مشروع تطويره. وخلال الاحتفالية جذبت مومياء من العصر الروماني عليها قناع مذهّب من الكارتوناج، اكتشفت منذ أيام في منطقة دير البنات بالفيوم، أنظار الحضور.
وأكدت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، أنه «آن الأوان لأن يرى العالم مدى قدرة مصر في الحفاظ على التراث والحضارة». ويتميز المتحف ببهوه الكبير ونوافذه الزجاجية التي تنفذ من خلالها أشعة الشمس لتنير داخل المتحف بإضاءة ذاتية، فضلاً عن عمارته الداخلية التي تتميز بالأعمدة ذات الطابع الفرعوني. إلهام صلاح الدين، رئيسة قطاع المتاحف بوزارة الآثار، قالت إن فعاليات الاحتفال هذا العام تتضمن قيام المسؤولين بالمتحف بمصاحبة الزائرين لتقديم الشرح لأهم المقتنيات الأثرية النادرة، والتوعية الأثرية والثقافية بقيمة المتحف التاريخية، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «احتفال هذا العام وجه رسالة للعالم أجمع بضرورة زيارة معالم مصر الأثرية والتاريخية، والتأكيد على توافر الأمن والأمان في مدن مصر الأثرية والسياحية».
من جانبها، قالت صباح عبد الرازق، المديرة العامة للمتحف المصري، إن «أهمية المتحف ترجع إلى أنه أول مبنى صمم ونفذ منذ البداية لكي يؤدي وظيفة المتحف، إلى جانب ما يضمه المتحف من مجموعات أثرية مهمة تعد ثروة هائلة من التراث المصري لا مثيل لها في العالم». يذكر أن تاريخ المتحف المصري يمتد إلى ما قبل وضع حجر الأساس له قرب نهاية القرن التاسع عشر؛ حيث أمر محمد علي باشا عام 1835 بنقل الآثار القيمة إلى بيت صغير بالقرب من بركة الأزبكية بالقاهرة خصص أيضا لتسجيل الآثار في أعقاب الطموحات الكبرى التي تلت فك رموز حجر رشيد.
المتحف المصري بالقاهرة يحتفي بعامه الـ115
عرض 86 قطعة أثرية استخدمت في تأسيسه
المتحف المصري بالقاهرة يحتفي بعامه الـ115
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة