«جي بي مورغان» يبحث مع شركات سعودية «الإدراج الدولي»

TT

«جي بي مورغان» يبحث مع شركات سعودية «الإدراج الدولي»

قال بنك الاستثمار العالمي «جي بي مورغان» أمس إنه يجري حاليا محادثات أولية مع عدد من الشركات السعودية من أجل بحث إدراج أسهمها في الأسواق الدولية خارج المملكة، وذلك في غضون عملية مرتقبة لطرح عملاق النفط السعودي شركة أرامكو لحصة تبلغ 5 في المائة من أسهمها، وبقيمة تقدر بنحو مائة مليار دولار، وهي العملية التي تتجاذبها عدد من البورصات العالمية، وعلى رأسها بورصتا نيويورك ولندن.
وأوضح دانييل بينتو، الرئيس التنفيذي لدى «جي بي مورغان»، في مقابلة مع «رويترز»، إن الشركات السعودية التي تتطلع إلى النمو والتوسع «فإنه يجب أن يكون الوصول إليها متاحاً عبر أسواق رأس المال الدولية، وهو ما يتمثل بإمكانية الإدراج الدولي لأسهمها»، مؤكداً أن عدداً من الشركات السعودية «مهتمة بهذا بشكل مبدئي».
وبحسب «رويترز»، فإنها المرة الأولى التي يتحدث فيها مصرفي مؤثر، عن وجود شركات سعودية غير أرامكو تتطلع إلى خطط إدراج أسهمها في أسواق دولية. وتخطط السعودية لطرح 5 في المائة من أرامكو، والمقدرة قيمتها بنحو تريليوني دولار. وبحسب المعلن، سيكون الطرح في سوق الأسهم السعودية وسوق دولية أخرى لم تحدد بعد، ويجذب هذا الطرح اهتمام كبريات البورصات العالمية من نيويورك ولندن إلى تورونتو وشنغهاي وطوكيو وغيرها.
ولم تعلن مصادر رسمية عن دور محدد لـ«جي بي مورغان» في عملية طرح أرامكو، إلا أن اسمها تردد خلال الفترة الماضية مرتبطا بالعملية.
ويتزايد الاهتمام الدولي وسخونة السباق للحصول على حصة طرح أرامكو يوما بعد الآخر، ومساء أول من أمس، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن بورصة لندن قدمت مسوغات قوية جدا لشركة أرامكو السعودية لإدراج أسهمها في بريطانيا، وذلك بعد ساعات من تصريحات وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب يدعو فيها السعودية للتفكير في إدراج حصة أرامكو ببورصة نيويورك.
وقال المتحدث البريطاني للصحافيين: «من الواضح أن هناك الكثير من أسواق الأسهم الكبرى المهتمة بأرامكو، بما في ذلك بورصة لندن التي نعتقد أنها قدمت مسوغات قوية جدا لطرح أسهم الشركة السعودية هناك».
وفي إطار عام حول الاقتصاد السعودي، أشار بينتو في حديثه مع «رويترز» إلى ما يمر به اقتصاد المملكة من «تحول هائل بهدف تنويع الاقتصاد... وقد كان رد فعل المستثمرين إيجابي على هذه الخطوات». كما كشف أن «جي بي مورغان» يعتزم زيادة موظفيه السعوديين بنسبة 30 في المائة من عددهم الحالي عند 70 موظفا، وذلك خلال سنتين إلى ثلاث سنوات، مع تزايد حجم الأعمال.
وأوضح بينتو أيضا أن «جي بي مورغان» يجري محادثات في دول خليجية، وأن شركات أخرى ربما تتبع خطوات الطرح لأصول على قوائم في نيويورك ولندن وهونغ كونغ وسنغافورة، متابعا: «وقد يساعد هذا على زيادة سيولة هذه الشركات وجعلها جاذبة للمستثمرين الدوليين»، وأكد أنه «عندما يكون مثل هذا الزخم الاقتصادي حاضرا، فإن المستثمرين يرون فوائد امتلاك أسهم شديدة السيولة؛ وبالتالي ستتخذ شركات أخرى في المنطقة المسار ذاته».
وكانت سلطنة عمان أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها تعتزم طرح أسهم بعض شركات الطاقة المملوكة للدولة. وقال محللون ومصرفيون إن الكويت قد تنظر في خطط لإدراج أصول الطاقة.
وبلغ إجمالي إصدارات السندات المقومة بالدولار في الخليج نحو 80 مليار دولار هذا العام، وهو أعلى من الرقم القياسي المسجل في 2016 بأكمله عند نحو 63.5 مليار دولار بحسب بيانات «تومسون رويترز».
واعتبر بينتو أن الحاجة إلى إصدار السندات الخليجية ستظل قائمة: «لكنها ستكون أقل في العام المقبل بسبب ارتفاع أسعار النفط وتراجع العجز ولأن الكثير من إعادة التمويل جرى في السنة الحالية».



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.