تخفيض الإمدادات يرفع أسعار النفط في نهاية الأسبوع

مزيج برنت يصل إلى 60.75 دولار للبرميل

إحدى مضخات النفط بالولايات المتحدة (رويترز)
إحدى مضخات النفط بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

تخفيض الإمدادات يرفع أسعار النفط في نهاية الأسبوع

إحدى مضخات النفط بالولايات المتحدة (رويترز)
إحدى مضخات النفط بالولايات المتحدة (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، أمس (الجمعة)، بفضل تخفيضات الإمدادات التي تقودها «أوبك»، والتي تقلِّص الفجوة بين العرض والطلب في السوق وبدعم من الطلب القوي، لكن بعض المحللين أشاروا لضرورة تمديد التخفيضات لمواجهة ارتفاع الإنتاج الأميركي.
وبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة خلال تعاملات الجمعة 60.75 دولار للبرميل. وصعد برنت نحو 37 في المائة منذ بلوغه أدنى مستوياته في 2017 في يونيو (حزيران) الماضي.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 54.70 دولار للبرميل. وارتفع الخام الأميركي نحو 30 في المائة عن أدنى مستوى له في 2017 الذي سجله في يونيو.
وترتفع أسعار النفط في السوق الحاضرة أيضا، إذ رفعت «أرامكو السعودية» سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف في ديسمبر (كانون الأول) لزبائنها في آسيا بمقدار 65 سنتا للبرميل عن نوفمبر (تشرين الثاني) ليصل إلى 1.25 دولار فوق متوسط خامي عمان ودبي. وهذا هو أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2014.
وتزيد أسعار العقود الآجلة لأسباب من بينها قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين خارجها، من بينهم روسيا خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا لتقليص المعروض في السوق.
ويسري اتفاق خفض الإمدادات حتى مارس (آذار) 2018. وبينما تزداد التوقعات بتمديد الاتفاق حتى نهاية 2018، لم يتم التوصل لاتفاق على التمديد حتى الآن.
ويقول محللون إنه دون تمديد التخفيضات فإن تخمة المعروض قد تعود من جديد. وقال هاري تشيلينجويريان، من «بي إن بي باريبا»: «أرقامنا التقديرية للنفطية تتضمن سحبا عالميا محدودا من المخزونات في 2017، وهو ما لا يكفي تقريبا لتعويض الزيادات الكبيرة التي شهدتها من2014 إلى 2016. وعلاوة على ذلك، تشير تقديراتنا إلى استئناف زيادة المخزونات العالمية في 2018». وأضاف أن ارتفاع الإنتاج الأميركي، الذي زاد أكثر من 13 في المائة منذ منتصف 2016 إلى 9.6 مليون برميل يوميا، أدى لزيادة الصادرات. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية هذا الأسبوع إن أحدث بيانات صادرات الخام الأميركية تشير لارتفاعها إلى مستوى قياسي بلغ 2.1 مليون برميل يوميّاً. وتابع: «مع زيادة تصدير الفائض النفطي الأميركي... قد يكون من الصعب أن يتماسك برنت عند 60 دولاراً للبرميل في 2018»، مشيراً إلى أنه يتوقع وصول متوسط الخام الأميركي وبرنت إلى 50 دولاراً و55 دولاراً للبرميل على الترتيب في 2018.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الخميس الماضي إن الإنتاج في حقل السارة النفطي بشمال شرقي البلاد انخفض 50 ألف برميل يومياً بسبب احتجاجات ربطتها المؤسسة بخلاف تعاقدي مع شركة «فنترسهال» الألمانية.
وكان محتجون في واحة أجخرة قالوا، الأربعاء الماضي، إنهم أوقفوا الإنتاج، واتهموا المؤسسة الوطنية للنفط بعدم الاستجابة لمطالب محلية تتعلق بالتنمية والوظائف. وأكدت «فنترسهال» يوم الخميس أن المحتجين طالبوا بوقف بعض الإنتاج من حقول النفط في مناطق امتيازها.
ودخلت مؤسسة النفط في خلاف تعاقدي مع «فنترسهال» أدى إلى وقف الإنتاج من امتيازات الشركة في وقت سابق هذا العام. وتوصل الطرفان إلى اتفاق مؤقت لاستئناف الإنتاج في يونيو.
ومن جهتها، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان يوم الخميس الماضي إن مجلس إدارتها «يعبر عن عميق قلقه بسبب أن شركة (فنترسهال) قررت إغلاق الإنتاج دون التشاور مع المؤسسة»، مضيفةً أن خسائر تقلص إنتاج حقل السارة تقدر بنحو ثلاثة ملايين دولار يوميّاً.
وأضاف البيان الذي نسب إلى رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله: «لقد طالبنا بتوضيحات خصوصاً منذ أن بينت هذه الاحتجاجات في منطقة أجخرة أن الهدف منها هو منع تنفيذ شروط العقد الجديد مع شركة (فنترسهال). لن نسمح لشركة (فنترسهال) بالعودة للشروط التعاقدية السابقة».
وذكرت المؤسسة أنها قد تناقش ما يمكن القيام به لدعم المجتمع المحلي فور استئناف الإنتاج «لكن لا يوجد ما يمكن مناقشته بينما الإنتاج متوقف». وأشارت إلى أنها «على علم بالجهود المبذولة لإدخال بلديات أخرى في عملية الإغلاق ولكنها رفضت ذلك».
وتعطل إنتاج النفط في ليبيا مراراً بسبب الاحتجاجات والإغلاقات المسلحة، وسط ضغط من مجموعات محلية في أنحاء البلاد لتنفيذ مطالب مالية وغيرها.
وفي وقت سابق قالت «فنترسهال»، وحدة النفط والغاز التابعة لـ«باسف»، إنها «على اتصال وثيق بالمجتمع (المحلي) والمؤسسة الوطنية للنفط»... ولم يمكنها الإدلاء بمزيد من التعليقات في ذلك الوقت. ولم يتسنَّ الحصول على تعقيب من أي مسؤول بالشركة على بيان مؤسسة النفط.
فيما تحركت أسعار الذهب في نطاق ضيق، أمس (الجمعة)، دون أعلى مستوياتها في الجلسة السابقة، مع استقرار الدولار وسط حالة من الحذر قبل صدور تقرير الوظائف الأميركية.


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

قال مصدر لوكالة «رويترز» للأنباء إن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مددت مهلة حتى يوم الاثنين المقبل، أمام إيلون ماسك، للرد على عرضها لحسم تحقيق في استحواذ الملياردير على «تويتر»، مقابل 44 مليار دولار في عام 2022.

وغرد ماسك، أمس (الخميس)، بنسخة من رسالة أرسلها محاموه إلى رئيس الهيئة، جاء فيها أن موظفي الهيئة منحوه 48 ساعة للموافقة على دفع غرامة أو مواجهة اتهامات.

وقال المصدر إن الهيئة أرسلت إلى ماسك عرض تسوية، يوم الثلاثاء، سعياً للحصول على رد في 48 ساعة، لكنها مددت العرض إلى يوم الاثنين بعد طلب مزيد من الوقت.

وانخرطت الهيئة وهي أعلى سلطة في تنظيم الأسواق الأميركية وماسك في معركة قضائية، معلنة عن التحقيق الذي أجرته الوكالة في استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي التي غيّر ماسك اسمها منذ ذلك الحين إلى «إكس».

ورفض متحدث باسم مكتب الشؤون العامة في هيئة الأوراق المالية والبورصات التعليق، ولم يرد محامي ماسك بعد على طلبات التعليق.

وكانت الهيئة تحقق فيما إذا كان ماسك قد انتهك قوانين الأوراق المالية في عام 2022 حين اشترى أسهماً في «تويتر»، بالإضافة إلى البيانات والملفات التي قدمها فيما يتعلق بالصفقة. وقد سعت إلى إنفاذ أمر استدعاء قضائي لإجبار ماسك على الإدلاء بشهادته بشأن هذه المسألة.

ويتعلق التحقيق بالملف الذي قدمه ماسك في الآونة الأخيرة إلى الهيئة بشأن مشترياته من أسهم «تويتر»، وما إذا كان أراد التربح أم لا.