شدد مشاركون مسؤولون ورجال أعمال على سباق القارة الأفريقية مع التحديات التي تواجه الاستثمار وضخ رؤوس الأموال، إضافة إلى سعي الدول في القارة السمراء إلى إعداد بيئة جاذبة للشركات الاستثمارية الأجنبية، بمختلف أحجامها، في ظل ما توفره من فرص حقيقية في قطاعات عدة.
وحثت جلسة «تمويل الأعمال الأفريقية - إبرام الاتفاقيات وتجنب المخاطر»، رؤوس الأموال لدخول الأسواق الأفريقية التي تحمل الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة، ولا سيما في قطاعات الكهرباء والبنية التحتية والتقنيات الحديثة، وهي تعد من أهم القطاعات الحالية التي تسهم في تغيير الوضع في القارة السمراء.
وأشار المشاركون إلى وجود رؤوس أموال كثيرة تأتي إلى أفريقيا عندما تكون هناك فرص استثمارية كبيرة وواضحة، ولكنهم أشاروا أيضا إلى أن هناك مخاطر كثيرة في الوضع الاستثماري الآن، وما زالت هناك حاجة لتجاوز هذه المخاطر، في الوقت الذي لا بد من التفكير بالاستثمار في جميع أنحاء القطاعات، وأنه لا بد من التأكيد على أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة في بناء اقتصاد السوق بشكل عام.
وأكد المشاركون أن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار للمساهمة في النمو ومنح الشركات مميزات لضخ رؤوس الأموال، ولا بد أيضاً من وضع استراتيجية واضحة تمكن من تأسيس شركة وتنميتها وكيفية الخروج، ولا بد من التفكير بطريقة مختلفة واستحداث مفاهيم جديدة بأن يكون هناك أعمال تحث على الاستدامة.
وشدد داني فور، رئيس سيشل، على أهمية الاعتماد على الحوكمة والشفافية لتعزيز الأداء الاقتصادي في دولة سيشل وفي جميع دول القارة الأفريقية، وحتى تتمكن في الوقت ذاته من جذب الاستثمارات الكبرى وتعزيز حضورها على الخريطة الاقتصادية العالمية.
وبين أن الاقتصاد هو محور عمل جميع الحكومات، وعلى الجميع العمل لتحقيق نمو اقتصادي لسنة تلو الأخرى وحماية سكان البلاد، والعمل على تقديم أفضل الخدمات التي تعزز من مستوى حياة سكان البلاد، وأضاف: «علينا تعزيز النمو الاقتصادي وتمكين القطاع الخاص من القيام بدوره، وذلك من خلال تحديد دور الحكومة بتيسير الأعمال وليس إدارتها لأن رجال الأعمال هم الأقدر على إدارة الإعمال، ومن هنا فقد حرصنا على وضع إطار تشريعي لتشجيع المستثمرين وأدخلنا سياسة ضريبية جديدة وجعلها أكثر عدلاً واتخاذ قرارات أدت إلى ازدهار قطاع الأعمال».
في المقابل، قال محمدو باوميا نائب الرئيس الغاني: «تضع الحكومة الارتقاء بقطاع التصنيع ضمن أولوياتها، ولدينا في غانا 1.2 مليار يد عاملة، ونسعى حاليا للتعاون مع 26 دولة حول العالم للنهوض بمستقبل هذا القطاع، ونعمل على ترجمة خطط واستراتيجيات التطوير إلى مشاريع واستثمارات تسهم في تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي والارتقاء بجودة التصنيع من أجل دخول أسواق عالمية جديدة، مما يسهم بتوفير المزيد من فرص العمل للشباب ويعزز نمو الشركات».
وأكد على اهتمام حكومة غانا بقطاع التصنيع، لا سيما أن 11 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لغانا سنويا يأتي من هذا القطاع، حيث قامت الحكومة بتوفير بيئات محفزة على الاستثمار في القطاع مبنية على تكامل الخدمات والتساهل في فرض الضرائب بهدف زيادة علميات الإنتاج وتحقيق الاستقرار في معدلات الفائدة وارتفاع نسب السيولة في الأسواق وغيرها من الإجراءات التي تصب في مصلحة المستثمرين وأصحاب المصانع، بالإضافة إلى تبنى حلول التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التغيرات السريعة حول العالم.
إلى ذلك، قالت أمينة غريب رئيسة موريشيوس إن «الارتقاء بمنظومة التعليم وتهيئة البيئة الممكنة المحفزة التي تحتضن الشباب الأفريقي، وتعمل على صقل مهاراته وشحذ خبراته، هو السبيل الوحيد لوقف هجرة الأدمغة من القارة الأفريقية»، مؤكدة أن مستقبل أفريقيا يكمن في أيدي شبابها وليس في مواردها أو ثرواتها.
وأكدت على ضرورة الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة ومجالات العلوم المتقدمة، لمواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في العصر الراهن، وتفعيل دور التكنولوجيا الذكية في الارتقاء بالمنظومة التعليمية الراهنة التي تسود القارة الأفريقية، والتركيز على أهميتها الكبيرة في الوصول إلى المناطق النائية.
وكانت فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال، الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة دبي تحت عنوان: «أفريقيا الغد: جيل جديد من رواد الأعمال» انطلق يوم أول من أمس برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لاكتشاف الفرص الاستثمارية في القارة السمراء وبحث آفاق بناء علاقات تجارية واقتصادية مستدامة.
وقال ماجد الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، إن المنتدى يبرز التوجهات والعوامل المهمة التي من المتوقع أن تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي في أفريقيا خلال المرحلة المقبلة، والتي يأتي في مقدمتها امتلاك القارة الأفريقية ثروة بشرية وربما تعد من أهم ثرواتها وهي طاقة الشباب، والتي توفر إمكانات ومقومات كبيرة للنمو، منوهاً بأن دول القارة تشهد أكثر من أي وقت مضى نهضة كبيرة في مشاريع البنية التحتية، الأمر الذي يسهم في خلق المزيد من فرص العمل والتجارة والاستثمار.
ولفت الغرير إلى أن دبي أكدت مكانتها كبوابة عالمية للشركات الأفريقية، وتتصدر الإمارات دول منطقة الخليج من حيث حجم تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى أفريقيا، مشيراً إلى أن دبي شهدت مؤخراً نمواً في عدد الشركات الأفريقية المسجلة مع غرفة دبي لتبلغ 17.4 ألف شركة، بارتفاع قدره 41 في المائة، مقارنة بعدد الشركات المسجلة عند استضافة الدورة الماضية من المنتدى في عام 2015.
دعوات للاستفادة من الفرص الاستثمارية الأفريقية بـ«إزالة التحديات»
المنتدى العالمي الأفريقي في دبي: الحوكمة والشفافية عمادا جذب رؤوس الأموال
دعوات للاستفادة من الفرص الاستثمارية الأفريقية بـ«إزالة التحديات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة