تقف المُعلمة سحر إسماعيل أمام لوح شبه مدمر في مدرسة حي الجزرة، على بعد 4 كيلومترات غرب مدينة الرقة، لتبدأ يوماً دراسياً جديداً بعد مضي شهر على فتح المدرسة التي أغلقها تنظيم داعش قبل 3 سنوات ونصف السنة. سحر (26 سنة) التي أنهت دراستها الجامعية عام 2011 وتحمل إجازة في التربية من جامعة دمشق، عينت في مدرسة الجزرة صيف 2012، لكنها أجبرت على ترك مهنتها بعد سيطرة «داعش» على مدينتها بداية 2014، فلم تقف مكتوفة اليدين، وسجلت في دورة تدريس عند التنظيم بغية السماح لها بالتدريس لتلاميذها في المنزل. وقالت: «لم تبقَ لديّ وسيلة سوى الدورة، وبقيت شهرا حتى حصلت على موافقة بتدريس تلاميذي الإناث فقط بالبيت». غير أنها كانت تتحايل على عناصر التنظيم الذين كانوا يجولون على المنازل التي سمح بإعطاء الدروس فيها آنذاك. وتضيف: «عندما كانت تأتي لجنة، كنت أخرج لهم الكتب التي يريدونها، لكنني حقيقة كنت أدرّس الكتب المدرسية والمنهاج السوري، وكان عندي نحو 50 طالبة كنت أحذرهن باستمرار كي لا يفتضح أمري».
بقيت سحر في حي الجزرة حتى بداية يونيو (حزيران) الماضي. وبعد إعلان الهجوم على الرقة، تعرض الحي لقذائف الهاون، وضربات طيران التحالف، الأمر الذي دفع سحر للهرب برفقة عائلتها إلى مزرعة يعرب (غرب الرقة) المحررة، ليبقوا فيها شهرين. وبعد إعلان تحرير الجزرة منتصف يوليو (تموز) الماضي، قررت العودة، رغم شدة الاشتباكات العسكرية في مدينة الرقة التي لا تبعد عنهم سوى بضعة كيلومترات فقط. أما اليوم، وبعد عودتها إلى التدريس، فقد عبرت سحر عن سعادتها، وقالت: «شعور جميل أن أحمل الطبشور وأقف أمام اللوح مرة ثانية. مهمتي اليوم تعليم الأجيال وطي صفحة الحرب».
...المزيد
15:2 دقيقه
معلّمة في الرقة تروي تفاصيل {تحايلها} على «داعش»
https://aawsat.com/home/article/1064666/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%91%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB
معلّمة في الرقة تروي تفاصيل {تحايلها} على «داعش»
- الرقة: كمال شيخو
- الرقة: كمال شيخو
معلّمة في الرقة تروي تفاصيل {تحايلها} على «داعش»
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة