ازدهار صناعة «التخصيب» في أميركا... وقيمتها تقدر بمليارات الدولارات

علامات استفهام حول أساليب تجنيد المتبرعين والجوانب الأخلاقية

عائلة شلومر تمضي أوقاتاً ممتعة في سكنها (واشنطن بوست) - إليسا ولوغان يتدربان على الرقص في منزلهما (واشنطن بوست)
عائلة شلومر تمضي أوقاتاً ممتعة في سكنها (واشنطن بوست) - إليسا ولوغان يتدربان على الرقص في منزلهما (واشنطن بوست)
TT

ازدهار صناعة «التخصيب» في أميركا... وقيمتها تقدر بمليارات الدولارات

عائلة شلومر تمضي أوقاتاً ممتعة في سكنها (واشنطن بوست) - إليسا ولوغان يتدربان على الرقص في منزلهما (واشنطن بوست)
عائلة شلومر تمضي أوقاتاً ممتعة في سكنها (واشنطن بوست) - إليسا ولوغان يتدربان على الرقص في منزلهما (واشنطن بوست)

عندما تلقت جولي شلومر أخيراً نبأ حملها وهي في الثالثة والأربعين، سرعان ما تحول تفكيرها باتجاه الأمهات الأخريات؛ كنّ ثلاثاً وجميعهن غريبات تماماً، لكن ربطت بينهن صلة استثنائية بفضل التقدم الطبي وجهود التسويق في القرن الحادي والعشرين... كانت السيدات يحملن جميعاً «نصف أشقاء».
في ظل برنامج يرمي لترشيد التكاليف أطلقه مركز «شيدي غروف للتخصيب»، في روكفيل، تشاركت السيدات في 21 بويضة جرى الحصول عليها من متبرعة واحدة زرقاء العينين وداكنة الشعر وتحمل شهادة ماجستير بمجال التدريس. وجرى تخصيب كل بويضة بحيوانات منوية تخص زوج كل واحدة منهن، ثم نقلت إلى أرحامهن.
وبالفعل، أنجبت شلومر توأماً (ولد وبنت) يبلغ الآن 3 سنوات. وتأمل في أن يتمكن طفلاها يوماً ما من التواصل مع أشقائهما الجينيين.
وقالت شلومر: «أود لو أرى صوراً للأطفال الآخرين، وأن أتحدث إليهم».
الملاحظ أن ثمة ازدهارا في صناعة التخصيب التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، مع تجريب نماذج أعمال تحدث تغييرات على صعيد الأسر الأميركية على نحو جديد وغير متوقع.
من جانبهم، أصبح باستطاعة الأزواج الراغبين في الإنجاب والساعين نحو الحصول على بويضات وحيوانات منوية من متبرعين، الاختيار من بين قائمة طويلة من مجموعات سمات بدنية وذهنية. وتعرض العيادات الطبية حالياً تخفيضات كبيرة وعروضا خاصة وضمانات بنسبة مائة في المائة فيما يخص الإنجاب، الأمر الذي يثير بدوره تساؤلات أخلاقية وقانونية معقدة.
وتبعاً لما كشفته مراكز مكافحة الأمراض واتقائها، فإن 12 في المائة من الأميركيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و55 عاماً (7.3 مليون نسمة) حصلن على خدمة ما بمجال التخصيب. كما تضاعف معدل الاستعانة بالتقنيات المعاونة على الإنجاب خلال العقد الماضي. عام 2015، أثمرت هذه التقنيات عما يقرب من 73 ألف طفل (ما يعادل 1.6 في المائة من إجمالي المواليد الأميركيين)، ويرتفع هذا المعدل في بعض الدول الأخرى، مثل اليابان (5 في المائة) والدنمارك (10 في المائة).
ويعتمد معظم الأزواج على بويضات وحيوانات منوية خاصة بهم، ويلجأون إلى الأطباء لتيسير الحمل من خلال تقنيات مثل التلقيح الصناعي. إلا أن ثمة ازديادا ملحوظا في الاعتماد على البويضات والحيوانات المنوية الآتية من متبرعين. واللافت أن صناعة التبرع بالبويضات والحيوانات المنوية على وجه التحديد شهدت انطلاقة على مدار العقد الماضي مع تطور آليات آمنة لتجميد البويضات. وبالفعل، ارتفعت أعداد محاولات إحداث الحمل بالاعتماد على بويضات من متبرعات من 1.800 عام 1992 إلى نحو 21.200 عام 2015.
إلا أنه داخل الولايات المتحدة، لا تزال الصناعة في الجزء الأكبر منها تتولى تنظيم ذاتها بذاتها. وثمة علامات استفهام كثيرة حول أساليب تجنيد المتبرعين والجوانب الأخلاقية لإجراءات مسح واختيار الأجنة لسمات بدنية معينة، وامتلاك عينات من بويضات وحيوانات منوية بقيمة تقدر بمئات الملايين من الدولارات، والقدرة المتنامية على التدخل في الأجنة عبر أداة «كريسبر» للتنقيح الجيني.
وفي وقت سابق من العام الحالي، وثقت مجموعة من البالغين الذين ولدوا بالاعتماد على بويضات وحيوانات منوية من متبرعين، كثيرا من السقطات الأخلاقية داخل الصناعة، منها كذب بعض المتبرعين على الآباء والأمهات بخصوص تاريخهم الصحي ومؤهلات أخرى، وادعاء بعض العيادات أن لديها تبرعات محدودة من بعض الأفراد، بينما سمحت في واقع الأمر لهؤلاء الأفراد بتقديم المئات من العينات. ودعت المجموعة «إدارة الغذاء والدواء» إلى ممارسة دور رقابي أكبر على «بنوك الحيوانات المنوية» التي تجمع وتخزن وتبيع السلعتين الأهم في إطار هذه الصناعة؛ الحيوانات المنوية والبويضات.

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»


مقالات ذات صلة

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة. معقِّمات بمواد مسرطنة أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على …

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
الولايات المتحدة​ روبرت كينيدي جونيور مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب: روبرت كينيدي سيبحث في الصلة المحتملة بين اللقاحات و«التوحد»

قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب إن روبرت كينيدي جونيور، مرشحه لمنصب وزير الصحة، قد يحقّق في وجود صلة مفترضة بين اللقاحات ومرض التوحّد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.