الجيش اليمني يستعيد مواقع استراتيجية جنوب البلاد

TT

الجيش اليمني يستعيد مواقع استراتيجية جنوب البلاد

استعادت قوات الجيش الوطني اليمني، سيطرتها على مواقع استراتيجية جديدة في شبوة جنوب البلاد، خلال معارك الساعات الـ24 الساعة الماضية، ضد ميليشيات الحوثي وصالح، في ظل استمرار الغارات الجوية المكثفة لمقاتلات تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وقال المتحدث باسم قوات الجيش في «اللواء 19» النقيب مطلق المعروفي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش استعادت السيطرة على مواقع العكدة والعبارة وحصن عبد الرحمن في عسيلان، بعد مواجهات دامية، مع الميليشيات، وذلك بعد ساعات من سيطرة الميليشيات على تلك المواقع. وذكر أن الميليشيات انسحبت وفرّت من تلك المناطق قبيل تكثيف قوات الجيش استهداف مواقعها ومحاصرتها.
وشنت مقاتلات التحالف العربي خلال ساعات الفجر الأولى، على تجمعات للميليشيات في منطقة المعقيب غرب طوال السادة في عسيلان، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى. وقال المعروفي إن قوات الجيش لديها خطة جديدة لفرض سيطرتها على مديرية بيحان الخاضعة لسيطرة الميليشيات، بعد التغييرات العسكرية الجديدة لقيادة «اللواء 19».
وذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يدفعون بتعزيزات عسكرية لقواتهم الموجودة في المناطق الحدودية بين بيحان وعسيلان عبر عقبة القنذع غرب المحافظة، وأن تلك التعزيزات تأتي من البيضاء المجاورة لشبوة، حسبما أفادت المصادر. من جهته، قال الناشط أحمد المصعبي لـ«الشرق الأوسط» إن حملة اختطافات واعتقالات واقتحام عدد من المنازل تقوم بها الميليشيات الانقلابية في مديرية بيحان، وإنها اختطفت خلال اليومين الماضيين، عشرات المواطنين بينهم أطفال، مع استمرار الحصار الخانق على المديرية، وفقاً للمصعبي.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت مصادر ميدانية في محافظة حجة، بشمال غربي البلاد، إن مدفعية القوات المشتركة واصلت قصفها العنيف على مواقع تمركز الميليشيات في مديريتي حيران وحرض، حيث تشهد جبهات وادي بن عبد الله والجمرك القديم بحرض قصفاً مدفعياً متقطعاً ومعارك كر وفر بين قوات الجيش الوطني، من جهة، والميليشيات، من جهة أخرى. وخلال 24 الساعة الماضية شنت قوات الجيش قصفاً عنيفاً على مواقع الميليشيات، في وقت قدرت فيه المصادر القصف بأكثر من 90 قذيفة مدفعية. كما واصلت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية على مواقع الميليشيات، التي تبعد نحو كيلومترين من مدخل مدينة ميدي، وسط استمرار التحليق المكثف فوق المناطق الحدودية.
وفي محافظة الجوف، استمرت المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني والتحالف العربي، من جانب، والميليشيات، من جانب آخر، قبيل ساعات من إطلاق الأخيرة صاروخاًَ باليستياً نحو مركز المحافظة. وقالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» إن معارك عنيفة شهدتها مديرية خب والشعف، شمالي غرب المحافظة، خلّفت 9 قتلى من مسلحي الميليشيات، على الأقل، وإصابة آخرين. وذكرت المصادر أن الميليشيات تواصل حشدها لأبناء القبائل في المناطق الخاضعة لسيطرتها في المحافظة، بغية التحرك نحو مواقع استعادها الجيش الوطني مؤخراً في المصلوب والمتون. وكانت ميليشيات الحوثي وصالح قد قصفت مساء أول من أمس بصاروخ باليستي مدينة الحزم، عاصمة المحافظة، غير أنه سقط في منطقة غير آهلة بالسكان، وفقاً للمصادر القبلية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».