صفقة تخرج «داعش» من ريف حماة إلى إدلب

TT

صفقة تخرج «داعش» من ريف حماة إلى إدلب

غادرت عناصر «داعش» ومئات المدنيين، آخر جيب للتنظيم في ريف حماة الشرقي، نتيجة اتفاق مع قوات النظام، متجهين إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب، في وقت استمر قصف النظام وروسيا على ريفي حماة وإدلب، لليوم الثالث على التوالي، منذ بدء هجوم «هيئة تحرير الشام» على مواقع للنظام، حيث أعلن «مركز إدلب الإعلامي» عن خروج أربعة مراكز للدفاع المدني عن الخدمة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن مئات المدنيين غادروا جيباً محاصراً يسيطر عليه «داعش» بعد توصل التنظيم والنظام إلى اتفاق يسمح لهم بعبور المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام إلى مناطق خاضعة لفصائل المعارضة. وقال مصدر في المعارضة في شمال غربي سوريا، إن المدنيين، وهم في معظمهم من الرعاة الذين يعيشون في المنطقة الواقعة بين محافظتي حمص وحماة، وصلوا إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة.
وعزلت قوات النظام، مدعومة بالقوة الجوية الروسية وجماعات تدعمها إيران، الجيب الذي يشكل آخر وجود لـ«داعش» في وسط سوريا، في أغسطس (آب) خلال حملته العسكرية باتجاه الشرق. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «أن نحو 2500 مدني عبروا بآلياتهم ومع ماشيتهم باتجاه ريف إدلب الشرقي وريف حماة الشمالي الشرقي، أي مناطق سيطرة (هيئة تحرير الشام) والفصائل»، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق تفضي بإنشاء مخيم للمدنيين شرق مدينة السلمية، مذكراً بأن أغلب عناصر التنظيم في منطقة الاتفاق، هم من الجنسية السورية، وإذا ما تم تنفيذ هذا الاتفاق، فإن محافظة حماة ستكون خالية بالكامل من عناصر «داعش».
وأفاد «مركز إدلب الإعلامي» باستمرار القصف لليوم الثالث على التوالي على ريف إدلب، معلناً عن خروج مراكز للدفاع عن الخدمة في معرة النعمان وكفر نبل والتمانعة وخان شيخون عن الخدمة بعد استهدافها.
وقال زياد عبود، مدير مركز «403» الوحيد في خان شيخون لـ«إدلب الإعلامي»، استهدفت طائرات روسية المركز بخمس غارات متتالية، وخلفت دماراً كبيراً في البناء والآليات، وتسببت في تعطيل معدات وسيارات إسعاف.

ولفت «المرصد» إلى أن انفجارات عنيفة هزت أمس، الريف الجنوبي لإدلب، لافتاً إلى أنها ناجمة عن سقوط صواريخ أطلقت من بوارج روسية متمركزة في البحر، وسقطت على الأراضي الزراعية في بلدة حاس في الريف الغربي لمعرة النعمان، وفي منطقة قرب مدينة خان شيخون من جهة كفر سجنة، كما سقط صاروخ آخر قرب منطقة جبل الزاوية، ما تسبب بإصابة مواطنين بجروح.
وليلاً، كانت مجموعات من «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» هاجمت نقاطاً تابعة لقوات النظام بريف حماة الجنوبي، بحسب «مركز إدلب»، حيث سجّل اشتباكات عنيفة بين الطرفين على وقع قصف عنيف من الطيران الحربي، مشيراً إلى أن الهجوم أسفر عن السيطرة على حاجزين واغتنام أسلحة وذخائر.
وهذا الهجوم المشترك لـ«الأحرار» و«تحرير الشام» هو الأول من نوعه بعد الخلاف الذي حصل بين الطرفين في إدلب، وأدى إلى معارك بينهما انتهت بسيطرة الأخيرة على معظم مناطق إدلب.


مقالات ذات صلة

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )
خاص معتقلون من تنظيم «داعش» في سجن الغويران بالحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

خاص «قسد» ترفض تسليم معتقلي «داعش» لدمشق بلا ضمانات أمنية

نفى قيادي من قوات «قسد» التي تسيطر على مساحات واسعة شمال شرقي سوريا، وجود اتفاق مع الإدارة السورية الجديدة على تسليمها معتقلي تنظيم «داعش».

كمال شيخو (دمشق) حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي امرأة تحمل طفلها تمر من أحد الأنفاق في دمشق ويظهر خلفها بعض الباحثين عن مأوى (أ.ب)

الشيباني يؤكد العمل على دستور شامل لسوريا ويطالب بالضغط على إسرائيل

أكد وزير الخارجية في الإدارة السورية أسعد الشيباني أنه سيتم خلال المرحلة الانتقالية وضع دستور على أساس الحوار الوطني يضمن حقوق جميع السوريين على قدم المساواة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».