«داعش» يعرض لقطات لـ«متطرفين سابقين» لوقف فرار عناصره وانهيار «الخلافة»

«داعش» يعرض لقطات لـ«متطرفين سابقين» لوقف فرار عناصره وانهيار «الخلافة»

«داعش» يعرض لقطات لـ«متطرفين سابقين» لوقف فرار عناصره وانهيار «الخلافة»
TT

«داعش» يعرض لقطات لـ«متطرفين سابقين» لوقف فرار عناصره وانهيار «الخلافة»

«داعش» يعرض لقطات لـ«متطرفين سابقين» لوقف فرار عناصره وانهيار «الخلافة»

«راياته تتساقط في العراق وسوريا، ولاذ عناصره بالفرار»، هذا هو حال «دولة داعش المزعومة» بعد هزائم التنظيم المتلاحقة. وفي محاولة من التنظيم لوقف نزيف فرار عناصره، بث مقطع مصور على أحد مواقعه حمل اسم «صناعة الرجال.... الرعيل الأول»، تضمن كلمات حماسية ولقطات ظهر فيها متطرفون سابقون أطلق عليهم «الأبطال» كنوع من تحفيز عناصره للبقاء والمقاومة.
بينما قال أحمد بان الخبير في شؤون الحركات الإسلامية بمصر لـ«الشرق الأوسط» إن «المقطع الجديد كشف فرار عناصر التنظيم من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق»، مرجحا أن ينضم منشقو التنظيم لـ«القاعدة» أو جماعات محلية.
ويتكبد «داعش»، الذي وصف بالتنظيم الأكثر دموية خلال السنوات الماضية، خسائر يومية بسبب هجمات التحالف الدولي وجيوش الدول... هذه الخسائر أضحت تهدد «دولته المزعومة» التي أعلن عنها عام 2014.
استعرض مقطع «داعش» المصور، الذي بدأ بأناشيد حماسية، مراحل تطور التنظيم منذ بداياته، حتى سيطرته على مساحات كبيرة في سوريا والعراق وليبيا، وانتشاره في عدد من دول العالم، وتبنيه عشرات العمليات الإرهابية... كما تضمن المقطع قصصا عن بعض العناصر التي أطلق عليهم لقب «أبطال» مثل البغدادي، وأبو مصعب الزرقاوي، وأبو عبد الله الأنصاري، وحجي بكر وكان يطلق عليه مهندس «الخلافة»، وأبو محمد العدناني المتحدث الرسمي باسم التنظيم، وأبو علي الأنباري أحد الإداريين الماليين للتنظيم، فضلا عن أبو عمر الشيشاني، وأبو نبيل، وأبو علاء العفري، وأبو مسلم التركماني، وأبو بكر الرقتاوي، وأبو صالح، وأبو إسماعيل، وأبو جهاد المصري، وغيرهم من قادة الإرهاب في التنظيم.
وقال «داعش» في إصداره إن «هؤلاء عاشوا داخل الصحراء وهربوا من أعين الأمن، ليحولوا حلم «الخلافة» – على حد زعمهم - لواقع داخل مدن العراق وسوريا.
مراقبون أكدوا في السياق، أن «عناصر التنظيم ليس لهم مخرج الآن سوى الفرار من المناطق الواقعة تحت سيطرة (داعش) في العراق وسوريا، نتيجة انخداعهم بالشعارات والدعاية المضللة... وتحول هروب المقاتلين لظاهرة آخذة في التزايد، تهدد تماسك التنظيم وسيطرته على باقي مقاتليه خلال الفترة المقبلة».
من جانبه، قال «بان» عندما نشأت فكرة «الخلافة المزعومة» لدى «داعش» اعتمدت على البيعة للخليفة وجمع العناصر لإقامة «دولة» وبانحصار «الخلافة» ينتهي الحلم بلا رجعة، مضيفا: يختلف «داعش» عن تنظيم «القاعدة» لأن عناصر «القاعدة» يتوافقون في إطار فكري متماسك عكس «داعش» لأن عناصره لم يجتمعوا على أساس الفكرة، إنما على حلم السيطرة على الأرض.... وعندما يتهاوى التنظيم يعود كل عنصر من عناصره لاتجاهه القديم، ويسعى للانضمام من جديد سواء لـ«القاعدة» أو لأي تنظيم محلي آخر.
«بان» لفت إلى أن الإصدار الجديد لـ«داعش» يكشف عن فرار عناصره من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، مؤكدا أن التنظيم سوف ينقسم خلال الفترة المقبلة لمجموعات صغيرة يتبنون فكرة «النكاية».... وسوف يعلن التنظيم عن جميع العمليات الإرهابية سواء التي كلف بها، أو لم يكلف بها وقام بها متعاطفون معه. واختتم «داعش» إصداره المصور بالاعتراف ولأول مرة بأنه أصبح الآن عبارة عن مجموعات منتشرة في صحراء الدول.
ويبرر الهاربون من «داعش» أسباب هروبهم بـ«نقض البيعة» واختفاء أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم وعدم قدرته على الإدارة، وكان «داعش» قد أعلن مقتل البغدادي؛ لكن تقارير عربية وغربية لم تؤكد ذلك صراحة.... وقدر عدد مقاتلي «داعش» في العراق وسوريا نهاية عام 2015 نحو 25 ألف مقاتل بعد أن كان 30 ألفا خلال عام 2014.
وأكد أحمد بان أن «التنظيم سوف يواجه خسائره باستغلال العمليات الإرهابية التي تنفذها عناصره، حتى لو كانت صغيرة لإظهار مدى قوته للعالم، والترويج لذلك عبر أزرعه الإعلامية».


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.