أفضل وسائل التكنولوجيا لدى خبراء الأمور المالية

أجهزة وتطبيقات للتعاملات الموثوقة

رون ليبير كاتب عمود «أموالكم» في {نيويورك تايمز} يتابع الأخبار المالية في منزله ({نيويورك تايمز})
رون ليبير كاتب عمود «أموالكم» في {نيويورك تايمز} يتابع الأخبار المالية في منزله ({نيويورك تايمز})
TT

أفضل وسائل التكنولوجيا لدى خبراء الأمور المالية

رون ليبير كاتب عمود «أموالكم» في {نيويورك تايمز} يتابع الأخبار المالية في منزله ({نيويورك تايمز})
رون ليبير كاتب عمود «أموالكم» في {نيويورك تايمز} يتابع الأخبار المالية في منزله ({نيويورك تايمز})

كيف يستفيد صحافيو «نيويورك تايمز» من التكنولوجيا في عملهم وفي حياتهم الشخصية؟ فيما يلي، يتحدث رون ليبير، المحرر في قسم «ذا تايمز يور ماني» عن التكنولوجيا التي يستخدمها.
> واظبت على تقديم النصائح المالية في عمود «يور ماني Your Money» (أموالكم) لسنوات. ما هي أهم الأدوات التكنولوجية التي تستخدمها للقيام عملك؟
ــ إن الأمور المالية الخاصة، هي شؤون خصوصية فعلاً. مع الوقت، اكتشفت أنني أتعلم من الأشخاص الذين يقرأون كتاباتي، أموراً توازي الأمور التي أتعلمها من المصادر. وللاستفادة من تجارب الأشخاص، غالباً ما ألجأ إلى قراءة التعليقات الموجودة في العمود، أدرسها بدقة، ومن ثم أجاوب على الأسئلة أو التصريحات المستفزة.
في بعض الأحيان، أتلقى كماً كبيراً من التعليقات التي تتطلب أن أوافق عليها شخصياً، مما يحتم علي حمل لابتوب أينما ذهبت، بهدف المتابعة الدائمة. لذا أسعى دوماً إلى شراء الجهاز الأخف وزنا. لهذا السبب، أعتمد وبشدة على جهازي الخاص من «ماك بوك إير».
> ما هي الأمور التي تحبها في هذا الجهاز، وما هي الأمور التي يمكن أن تكون أفضل برأيك؟
ــ هل تعني أمرا غير شعور بكرهي لنفسي لأنني استخدم منتجات «آبل» حين أعالج أموراً تتعلق بالصين؟ أتمنى لو كان جهاز ماك أخف وزنا مما هو عليه، ولو أن مديري في العمل يزودني بجهازين إضافيين لأتمكن من توسيع متابعتي في أماكن مختلفة.
منذ مدة، سمعت الكاتبة غريتشين روبين تتحدث عن سعادتها عندما عرفت أنها يمكن أن تستخدم جهاز شحن متعدد المنافذ للهواتف وأكثر من سلك لجهاز اللابتوب بدل استخدام سلك واحد. أما أنا، فقد اشتريت جهاز «كروم بوك» لاستخدامه في مهام المكتب (وضعته في المكتب وتركت جهاز الماك بوك في المنزل)، أي أنني لم أعد أحمل الماك بوك معي في القطار كما كنت سابقاً.
تطبيقات مالية
> ما هو تطبيقك المفضل، ولماذا؟
ــ أحب فكرة أن أكون قادراً على التحقق من الصكوك والإيداعات دون الاضطرار إلى الخوض في روتين المغلفات الورقية والطوابع وصناديق البريد. تخليت عن فكرة متابعة حساباتي المصرفية في فروع المصارف منذ نحو 15 عاماً، ولكنني أشعر بالفضول حول قدرة موظفي المصرف على إدخال الأوراق اللازمة في حسابي دون تأخير، في حين يتطلب تحويل الأموال من حساب الادخار الخاص بي إلى حساب آخر مدة أربعة أيام.
كما أنني شعرت في فترة من الفترات بالحماسة لاستخدام بعض التطبيقات المالية وتسيير أموري وفقاً لخططها، في حين أن ابنتي (11 عاماً) لا تزال تتمسك بأساليب الادخار التقليدية.
> تقدم للقراء نصائح التوفير لشراء سيارات، والاستفادة من عروض البطاقات المصرفية، وزيادة مدخرات التقاعد. ما هي النصيحة التي يمكنك أن تقدمها حول أذكى الطرق لشراء منتجات إلكترونية؟
ــ اعتدت دوماً أن أردد العبارة التالية: «لا شيء بسيط أو سهل». باتت التكنولوجيا طريقاً طويلاً، ولكن التعامل معها ليس بسيطاً كما يقول المسوقون. إذ نادراً ما استطعنا، زوجتي وأنا، أن نستخدم أي جهاز بصري - صوتي في منزلنا دون أن نحتاج لشخص يشغله لنا بالطريقة الصحيحة. يمكن القول إن الاستعانة بشخص خبير يقدم الدعم في هذه الأمور أفضل بكثير من تضييع الوقت في محاولة تشغيل الجهاز الجديد والفشل في النهاية. لهذا السبب، أنصح الناس بتخصيص ميزانية لهذا الهدف سواء كان من ناحية الوقت أو المال.
> بعيداً عن وظيفتك، ما هو المنتج الإلكتروني الذي تحب أن تستخدمه في حياتك اليومية، وكيف تستفيد منه أنت وعائلتك؟
ــ صندوق «سبوتيفاي» الموسيقي هو من أحب الاكتشافات التكنولوجية إلى قلبي، خاصة وأنني أعتبره وسيلة ناجحة وجذابة لتعريف ابنتي على الموسيقى. عندما كانت أصغر سناً، وقبل أن تتعلم الكلام، استخدمت لوائح خاصة من الأغاني التي تتضمن كلمات مرتبطة بالطعام والوجبات، ومن ثم نشرتها على «فيسبوك» مصحوبة بصورة لتسلية الأقارب والأصدقاء. وبعد أن نطقت كلمتها الأولى، بدأنا بتشغيل أغان تتضمن هذه الكلمة.
> لماذا تعتبر «سبوتيفاي» خياراً أفضل من تطبيقات أخرى كـ«آبل ميوزيك» مثلاً؟
ــ لم أجرب «آبل ميوزيك»، لذا لست واثقاً من أنه يمكن اعتبار «سبوتيفاي» خياراً أفضل في هذا المجال. ولكنني أحب فكرة أنني قادر على نشر مقاطع موسيقية أتشارك فيها مع الأصدقاء على «فيسبوك». لِمَ أتخلى عن فرصة كتابة أو طلب أمور مألوفة كـ«انشر الأغاني الست الأخيرة التي استمعت إليها على (فيسبوك)» والحصول على ما أريد؟
أجهزة المستقبل
> في حال طلبوا منك أن تفكر في جهاز أو تطبيق يجب أن يكون موجوداً اليوم، ما هي الاقتراحات التي قد تقدمها؟ وما هي المبالغ المالية التي قد تدفعها مقابل الحصول عليها؟
ــ في هذه الحالة، لا أعرف من أين أبدأ. ولكن أظن أنني سأنطلق من الأجهزة والتطبيقات الرخيصة إلى الأغلى ثمناً.
لنقل إنني سأبدأ بجهاز يفتح باب المنزل وحده حين تكون يداي متسختين، وأنا مستعد لدفع 10 دولارات مقابله. ثم، يمكنني أن أفكر في تطبيق مخصص لأول هاتف يحمله الأولاد، يسمح لهم بمساعد شخص محتاج على الطريق. يمكنهم مثلاً أن ينقروا على زر واحد وأن يتبرعوا بدولار لأقرب ملجأ أو بنك للطعام، ولن أتردد في دفع 20 دولارا لشراء هذا التطبيق. قد يمكن لـ«غوغل» و«آبل» أن يطورا هذا النوع من التطبيقات وعرضه في متاجر منتجاتهم.
وأخيراً، يمكنني أيضاً أن أحلم بتطبيق يتيح لي تخزين أسماء جميع المطاعم التي أرغب بتجربتها، وأن يذكرني في كل مرة أشعر فيها بالجوع بالمطعم الأقرب إلي من بينها وعنوانه الصحيح كي أتوجه إليه. أنا مستعد لدفع 25 دولارا ثمن لهذا التطبيق.
والأهم، يمكنني أن أدفع تريليون دولار مقابل تطبيق يملأ الاستمارات الخاصة بالمدارس والمؤسسات الصحية دون الحاجة إلى جهد مني!
* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».