سالي هوكينز تقع في حب الوحش في «شكل الماء»

الممثلة البريطانية في حوار مع «الشرق الأوسط»

سالي هوكينز
سالي هوكينز
TT

سالي هوكينز تقع في حب الوحش في «شكل الماء»

سالي هوكينز
سالي هوكينز

الفيلم الذي تشترك الممثلة الإنجليزية سالي هوكينز فيه غريب لحد بعيد. دورها ربما يزيده غرابة. إنه «شكل الماء». دراما فانتازية من إخراج الأميركي غوليرمو دل تورو الذي يضم إليها ذلك العالم الخاص الذي يؤلفه من غرائبيات داكنة.
حكاية امرأة بكماء اسمها إليزا (سالي هوكينز) تعيش وحيدة وتعمل في مركز أبحاث. نحن في الستينات والعالم ما بين ماضيه ومستقبله، أما الحاضر فواقع بينهما شاهداً على نقطة تحوّل تاريخية، ففيها نهاية عصر السيارات الفارهة والموسيقى الرومانسية والأفلام الكلاسيكية وبداية لعصر سيتدخل فيه العلم ليفرض شروطه على المجتمع المقبل.
إليزا تعمل في مركز أبحاث، وذات يوم يتم جلب مخلوق برمائي إلى ذلك المركز. معه يأتي ستريكلاند (مايكل شانون) الذي يعمل موظفاً لبعض الإدارات الحكومية. مايكل مصاب بانتفاخ الشخصية وعدم تقدير الآخرين وهو يطلب من إليزا، التي يؤول إليها وإلى زميلتها (أوكتاڤيا سبنسر) تنظيف المكان، مغادرة القاعة التي تم فيها وضع المخلوق في بركة ماء مربوطاً بقيود حديدية.
إليزا بطبيعتها المتعاطفة والبسيطة تتواصل مع ذلك المخلوق المتوحش (يبدو نسخة متطوّرة أكثر بقليل من وحش «مخلوق البحيرة السوداء»، أحد أفلام جاك أرنولد الخمسيناتية المرعبة) بالموسيقى وبالمعاملة الإنسانية. والوحش يستجيب ثم تنبري للدفاع عنه عندما تشهد ستريكلاند وهو يقوم بتعذيبه ويقترح تقطيع جسده لفحصه.
سالي هوكينز (41 سنة) كانت شقت طريقها على حين غرّة. بعد عشرات الأفلام التي مثلتها في إطار السينما البريطانية والأميركية بدءاً من العام 1996 وصلها الدور الذي جعلها نجمة. كان ذلك في فيلم Happy‪ - ‬Go‪ - ‬Lucky لمايك لي حول امرأة شابة ترفض أن تحمل هموم الحياة فوق كاهليها وتتمتع بالروح الإيجابية التي تساعدها على المواجهة.
بعد هذا الفيلم شوهدت في أدوار أولى، أو أولى مشتركة في أفلام مثل «جين أير» و«توقعات عظيمة» وفي فيلم وودي ألن «بلو جاسمين» من بين أخرى.
«الشرق الأوسط التقت سالي هوكينز، ودار معها الحوار التالي:
> عملياً، هذا ثاني فيلم لك على التوالي يتحدث عن علاقة عاطفية غريبة. هنا مع مخلوق غير إنساني، وفي فيلمك القريب «مودي» مع رجل يعيش ظروفاً صعبة تجعله غير قابل للمعاشرة. هل توافقين على هذا التصنيف؟
- نعم. الفيلمان هو عن امرأة تنطلق من عاطفتها حيال من هم أقل دراية منها بالعالم الذي يحيط بهم جميعاً. وجدت في «مود» دوراً أعتز به، رغم أنني على علم كامل بأن القليل جداً من رواد السينما شاهد الفيلم. نعم، الشخصية التي تواجهها مود هي شخصية رجل صعب، لكنها كانت مؤمنة جداً بأنها ستستطيع تطويعه أو ترويضه.
> هي قصـة حقيقية على ما أعتقد…
- طبعاً. مود لويس كانت رسامة والمشروع بصيغته الأوسع كان عن حياتها وفنها كما عن تلك العاطفة التي تكنها حيال إيڤيريت (إيثان هوك). لم تكن رسامة مشهورة، يجب أن يعرف البعض ذلك؛ لأنها مارست الرسم هوايةً فقط، لكن عندما شاهدت لوحاتها وقعت في حبها. لديها قدرة كبيرة على رسم مشاعر المرأة في حالاتها العاطفية المختلفة، لكن لديها رسومات تبدو طفولية وهي جميلة جداً. أشبه بتعليق على بهجة الحياة. أسلوبها في هذه الرسومات مختلف، لكنها رسومات جميلة جداً.
> ماذا عن «شكل الماء»؟
- أرى التشابه الذي تتحدث عنه، لكن «شكل الماء» يختلف في كل شيء آخر. كما شاهدت الفيلم قبل قليل، هو شيء مثل «الجميلة والوحش» أو «شبح الأوبرا» من حيث إن المرأة تحمل للمخلوق العطف الذي يفتقده. طبعاً «شكل الماء» ليس أي من هذين الفيلمين على الإطلاق. (المخرج) دل تورو يؤم عالماً بعيداً جداً على الرغم من أنه فانتازي بدوره.
> إذا سمحت لي بالإشارة إلى اختلاف آخر هو أن شخصيتك هنا شخصية امرأة بكماء.
- نعم. هذا كان مهماً جداً في نظري للفيلم. ليس هذا فقط، لم يرد المخرج تقديمي كامرأة جذابة وجميلة ولا الفيلم لديه النية؛ لأنه ينظر إلى الجمال وإلى العاطفة من وجهة نظر مختلفة.
> لحظة، أعتقد أن هناك تشابهاً آخر بين دوريك في «شكل الماء» و«مودي»… تلعبين فيهما دور امرأة تعاني من عائق بدني.
- صحيح.
> هل الحركات التي تستخدمينها هنا للتعبير عما تريدين قوله صحيحة؟
- نعم. تعلمتها وتدربت عليها. لكن تلاحظ أن ما يستدعي التعبير بالإشارات هنا هو أيضاً قليل. ليس هناك استخدام كثير لأن شخصيتي هنا أكثر انطوائية وانعزالاً من شخصيتي في «مودي»، وحتى في أي شخصية أخرى قمت بتمثيلها.
> من ذهب إلى الآخر؟ هل أنت التي سعيت لتمثيل هذا الفيلم، أم أن المخرج غويلرمو دل تورو هو الذي اختارك؟
- الفيلم هو الذي سعى إليّ. كنت التقيت بدل تورو في مناسبة سينمائية (حفلة الغولدن غلوبس سنة 2014) وعرض عليّ المشروع آنذاك، ووجدته مثيراً، لكني لم أكن في حالة يمكن لي أن أحفظ كل ما أسمعه من مشاريع. تعرف في الحفلات تلتقي بكثيرين وتسمع الكثير. لكن بعد أشهر قليلة، تسلمت السيناريو وقرأته وأعجبت به. تلقيت هاتفاً من دل تورو بعد أن عرف أني قرأت السيناريو وسألني ما رأيي؟ قلت له إنني موافقة بلا تردد. بعد ذلك التقينا مجدداً وتباحثنا في الدور، لكنه ترك لي الكثير مما كان عليّ إيجاد الأجوبة عنه.
> ماذا عن المشهد الأول لك عارية في الحمّـام؟ هل نص عليه السيناريو الذي قرأتيه، أم تم الاتفاق عليه فيما بعد؟
- لا. كان في السيناريو منذ البداية. لكن أريد أن أخبرك شيئا غريباً حدث لي. قبل تسلمي هذا السيناريو، كنت بدأت كتابة سيناريو لفيلم أمثل فيه دور امرأة تتحوّل إلى سمكة.
> الآن أنت تمثلين دور امرأة أمام مخلوق يشبه السمكة…
(تضحك).
> ماذا بعد هذا الفيلم؟
- «بادينغتون 2»…
> جزء ثان من حكاية المرأة وزوجها اللذين تعرفا إلى دب بريء يحتاج إلى رعاية؟
- نعم. وبعد ڤينيسيا وتورونتو سأبدأ تصوير «غودزيلا»… هذا ليس جزءاً، بل فيلماً منفصلاً على ما أعتقد…
> لديك إذن ثلاثة أفلام تضعك أمام مخلوقات مختلفة.
- إلى أن أجد فيلماً يعيدني إلى الأرض الواقع.
> هل تفضلين أفلاماً تقوم على روايات أو مصادر أدبية وواقعية مثل «توقعات كبيرة» لتشارلز ديكنز؟
- ربما يجب أن أقول إنني أحب كثيراً الأفلام التي لها مصدر أدبي أو مصدر كلاسيكي. لكن هذا ليس شرطاً. لعبت «بلو جاسمين» واستمتعت به، وأحببت «شكل الماء» بالقدر الذي أحببت فيه الفرصة التي سنحت لي لكي أمثل دور جنجر في «توقعات عظيمة». إنها المهنة التي أزاولها.


مقالات ذات صلة

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.