آلاف السعوديين يتطوعون لخدمة الحجاج بـ14 لغة

282 فتاة سعودية بين طبيبة وممرضة يقدمن خدمات تطوعية للحجاج

TT

آلاف السعوديين يتطوعون لخدمة الحجاج بـ14 لغة

يحرص آلاف السعوديين على خدمة الحجاج مجاناً، ويقدمون من أنحاء السعودية إلى المشاعر المقدسة كل عام، ليقدم كلٌ منهم خلاصة معرفته وخبرته دون مقابل، لمساندة جهود الجهات الرسمية، وتقديم الدعم اللوجيستي لكل القطاعات من خلال عمل مؤسساتي منظم.
تجربة التطوع في معسكر الكشافة واحدة من أبرز أمثلة التطوع في خدمة الحجاج، إذ يبلغ عدد أفراد الكشافة المتطوعين هذا العام 8 آلاف فرد، توزعوا بين المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنافذ بحسب الدكتور عبد الله الفهد المشرف العام على المعسكرات الكشفية في الحج.
وقال الفهد لـ«الشرق الأوسط» إن «الموجودين الآن في المشاعر المقدسة فقط يقدر عددهم بخمسة آلاف، انطلقت أعمالهم أول من أمس في الإرشاد، وسبقهم الموجودون في المستشفيات».
ولفت إلى أن متطوعي الكشافة يقومون بأعمال متنوعة تدربوا عليها قبيل وصولهم، حيث خضعوا لدورات في أماكن العمل، كلٌ حسب مجاله، سواء في إرشاد الحجاج التائهين أو في العمل في المستشفيات والمراكز الصحية، أو في الإرشاد المتجول، أو في مراقبة المواد الغذائية والمطاعم والحلاقين وغير ذلك، وهناك أيضا مشاركون في تفويج الحجاج من منى إلى الجمرات ومن الجمرات إلى مقارهم».
وأوضح الفهد أن متطوعي الكشافة يوجدون منذ اليوم الأول لشهر ذي الحجة، وهذا العام تم إجراء اختبار معرفي ومهاري إلكترونيا للمشاركين، بحيث لا يشارك الفرد إلا بعد حصوله على الدرجة المطلوبة، إلى جانب الاشتراطات السابقة مثل اجتياز عدد من الدورات المهمة، مشيراً إلى أن الكشافة فتحت المجال هذا العام لذوي الاحتياجات الخاصة من الصم للمشاركة بخدمة الحجاج الصم، ومشاركة عدد من الكشافة من مترجمي لغة الإشارة، ويوجد 14 لغة من اللغات الرئيسية، يتم التعامل مع الحجاج وفقها.
وفي تجربة ثانية، وضمن جهود التطوع في خدمة الحجاج، أوضح العقيد مبارك الخريف مدير إدارة شؤون المتطوعين بالدفاع المدني، أن عدد المتطوعين والمتطوعات في الدفاع المدني بلغ 700 فرد. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن من بينهم 282 متطوعة صحية من النساء، ما بين طبيبة واختصاصية تمريض إضافة إلى التخصصات المختلفة.
وقال الخريف عن فوائد التطوع لخدمة الحجاج «الحج أكبر أكاديمية، من لم يستفد منها لن يستفيد أبدا»، وأفاد بأن مجالات العمل التطوعي في الدفاع المدني تشمل: إطفاء الحرائق الصغيرة ومحاصرة الحرائق الكبيرة حتى وصول فرق الدفاع المدني، أعمال الإنقاذ والبحث عن المفقودين، الأعمال التخصصية للإسعافات الأولية وإجراءات الإخلاء الطبي ونقل المصابين إلى مراكز العلاج وأعمال التمريض، أعمال الإنذار والتوجيه بالإخلاء وأعمال الإيواء وتقديم الخدمات الاجتماعية، تنفيذ عمليات الإغاثة الداخلية أو الخارجية، أعمال السلامة العامة والحماية المدنية الأخرى.
وعن التزام الدفاع المدني تجاه هؤلاء المتطوعين، أوضح أن ذلك يشمل: توفير الغطاء الرسمي أثناء الاستفادة من خدمات الفريق فيما يتعلق بأعمال الدفاع المدني فقط، وتوفير التجهيزات اللازمة التي قد يحتاجها أعضاء الفريق أثناء تأديتهم المهمة وفق الإمكانيات المتاحة، وتسليمها للمسؤول عن الفريق بالموقع وذلك بموجب سند رسمي، على أن تستعاد تلك التجهيزات إلى جهتها الأساسية بعد انتهاء الغرض منها، إلى جانب أن يكون التنسيق في استدعاء الفريق والتنسيق في الإجراءات والأعمال التي سيقدمها أثناء مشاركته مع الدفاع المدني من خلال رئيسه فقط.
وحول قصة بداية التطوع، ذكر الخريف أن ذلك يعود إلى 1965 حين وجهّت المديرية العامة للدفاع المدني لأول مرة نداء إلى كل المواطنين للتطوّع على أعمال الدفاع المدني من خلال فروعها بالمناطق، وعقدت أول دورة في مدرسة الشرطة بمكة المكرمة بعد قبولهم وتدريب مجموعة منهم على أعمال الإطفاء والإنقاذ، والإسعاف، وكذلك دروس في مجال أهمية الأعمال التطوعية.
وأشار إلى أن نظام الدفاع المدني الصادر قبل نحو 32 عام، هو أول نظام في المملكة ينص على اعتماد التطوع كمكون رئيسي في منظومة الدفاع المدني بمفهومه الشامل حيث تم النص على التطوع في ثلاث مواد رئيسية فيه، من أهمها اعتبار المتطوعين الركيزة الثالثة التي يُعتمد عليها في القيام بأعمال وتدابير الدفاع المدني.
يذكر أن الدكتور محمد بنتن وزير الحج والعمرة، دشن هذا الأسبوع لقاء متطوعي ومتطوعات برنامج «كن عونا» للأعمال التطوعية خلال موسم الحج الحالي، وأوضح الوزير في كلمته خلال الحفل، أن هذه المبادرة تجسد دعم وزارة الحج والعمرة لبرامج المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي، مشيراً إلى اعتزازه بشباب وفتيات المملكة الذين وظفوا مهاراتهم، وخبراتهم تطوعاً لخدمة ضيوف الرحمن.
وأشاد بنتن بالمتطوعين الذين تبرعوا بوقتهم، وجهدهم من أجل خدمة الحجاج، مطالباً الجميع باستشعار عظم المسؤولية تجاه ضيوف الرحمن الذين تشرف السعودية بخدمتهم. في حين أوضح برنامج «كن عونا» أن البرنامج خطوة أولية تشمل جميع أعمال التطوع في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين، والزوار، وستتبعها المرحلة الثانية، والثالثة.
وشهد موقع البرنامج تسجيل أكثر من 2935 متطوعا، و24 فريقا، منذ انطلاقته منتصف الشهر الماضي، وتراوحت أعمار الفئات المسجلة بين 18 إلى 40 عاماً، نسبة الذكور منهم 62 في المائة، وكان المجال الإداري الأكثر طلبا من المتقدمين، في حين بلغت نسبة المتقدمين الذين لم يسبق لهم العمل في المجال التطوعي 86 في المائة. ومثلت نسبة السعوديين من مجمل المتقدمين 61 في المائة، فيما توزعت النسب الأخرى على متقدمين من الجنسيات المصرية، واليمنية، والسودانية، والباكستانية.
واستضاف مستشفى قوى الأمن بمكة المكرمة الأسبوع الماضي ندوة الخدمات التطوعية الصحية بالحج التي انطلقت بعنوان «التجارب والمبادرات التطوعية الصحية في الحج»، وناقشت الندوة التي شارك فيها مجموعة من الجهات الحكومية عددا من النقاط المتعلقة بالخدمات التطوعية، شملت التطوع في الدفاع المدني والبرنامج الصحي التطوعي في الحج وأساسيات نجاح العمل التطوعي وغيرها من المحاور والموضوعات، كما خرج بتوصيات لتطوير جانب العمل التطوعي الصحي في الحج.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)