حقائب السفر تكتسب القلوب بوظائف تتعدى العملية

جيوب خارجية لحمل اللابتوب وتكنولوجيا لشحن الهاتف والبلوتوث

إلى جانب عمليتها تلوّنت بالجمال والمرونة (تومي)
إلى جانب عمليتها تلوّنت بالجمال والمرونة (تومي)
TT
20

حقائب السفر تكتسب القلوب بوظائف تتعدى العملية

إلى جانب عمليتها تلوّنت بالجمال والمرونة (تومي)
إلى جانب عمليتها تلوّنت بالجمال والمرونة (تومي)

لم تعد حقيبة اليد وحدها التي تعكس الجاه أو الذوق الخاص، ولا وحدها التي تُغذي تلك الرغبة الملحة في التميز. فما الفائدة من حقيبة يد باهظة الثمن وأزياء من ماركة عالمية إذا لم تترافق مع حقيبة سفر من نفس المستوى تنقل صاحبها من مطار إلى آخر بشكل مريح، مضمون وأنيق؟

لا يختلف اثنان على أن تصاميم حقائب السفر خضعت لتغييرات وعمليات تجميل كثيرة في السنوات الأخيرة جعلتها تتعدى دورها الوظيفي القديم، الذي كان ينعكس على تصاميمها وألوانها القاتمة. حتى المسافر العادي، الذي لم يكن مهتماً بشكلها بقدر ما كان مهتماً بما تحتويه من أغراض، تغيّرت نظرته وتعامله معها.

من جهتها، لم تبخلْ عنها شركات عالمية بالجديد والمتطور، بل كثفت جهودها للارتقاء بأشكالها وموادها لتشمل مواد كانت حكراً على المركبات الفضائية أو الدروع الوقائية وكل ما من شأنه أن يخفف من وزنها ويزيد من متانتها. وظائفها أيضاً تعدّدت لتُلبي حاجة مسافر أصبح يطلب الكثير، مثل جيوب خارجية لحمل «اللابتوب» وتكنولوجيا لشحن الهاتف والبلوتوث وغيرها من الأشياء التي أصبحت من الأساسيات له.

حقيبة السفر عند «ريموا» أصبح لها إكسسوارات تخاطب مسافراً متطلباً (ريموا)
حقيبة السفر عند «ريموا» أصبح لها إكسسوارات تخاطب مسافراً متطلباً (ريموا)

وبما أن صناع الترف قارئون جيدون لتغيرات الأسواق، توسّع بعضهم فيها مثل مجموعة «إل في إم إتش» التي استحوذت منذ سنوات على شركة «ريموا» (Rimowa) الألمانية، رغم أنها تمتلك «لويس فويتون» التي تأسست على صناعة إكسسوارات السفر أساساً. شركة «سامسونايت» أيضاً استحوذت على شركة «تومي Tumi» لتعزيز مكانتها كأكبر صانع لحقائب السفر. كل هذا يسلط الضوء على الاهتمام المتزايد في قطاع جديد لا يضم سوى عدد محدود من اللاعبين، لكنّ فرص نموه مغرية في ظل التغيرات التي تشهد عليها معدلات الإقبال على السفر والسياحة.

من أهم الشركات التي تفتخر بجمعها الوظيفي بالأنيق «ريموا Rimowa» و«مون بلان Montblanc» و«تومي» من بين أخرى. هذه الثلاث مثلاً انتبهت إلى أن ما كان في الماضي مجرد إكسسوار يُفترض فيه أن يحمل أغراضهم ويحافظ عليها من عبث البعض وتعاملهم الفظ، وهو كان يتطلب صُنعها بمتانة تتحمل كل هذا، أصبح مؤشراً للأناقة والمركز والجاه أيضاً.

ورغم الاعتقاد أن الشكل لا يتغير كثيراً، بل لا يتحمل العبث به، فإنها تخضع كل سنة لتغييرات طفيفة إما في التكنولوجيا المستعملة وإما في الألوان وحتى التصميم الذي بات يأخذ بعين الاعتبار إضافة تفاصيل جديدة لم تكن مطلوبة في السابق. الألوان أيضاً بلغت مرحلة من الجرأة لم تكن مقبولة في السابق، وهو ما يُفسره بُعده العملي بالنظر إلى عدد المسافرين المتزايد في المطارات وما يترتب عن ذلك من تشابه حقائبهم عند التسلم.

بينما حافظت «ريموا» على أساسيات حقائبها من حيث المتانة والجمال أضافت ألواناً بدرجات البحر للمزيد من التميز (ريموا)
بينما حافظت «ريموا» على أساسيات حقائبها من حيث المتانة والجمال أضافت ألواناً بدرجات البحر للمزيد من التميز (ريموا)

شركة «ريموا» طرحت مؤخراً مجموعة محدودة الإصدار قالت إنها استوحتها من المياه الزرقاء في محيط القطب الشمالي. و«مون بلان» أيضاً وسَّعت تشكيلتها بإدخال ألوان جديدة وحلول عملية، فيما صرَّحت شركة «تومي» بأنها ركَّزت في مجموعتها الأخيرة على دمج التكنولوجيا والفاعلية العملية بالانتباه إلى أدق التفاصيل.

حقيبة #MY4810 من «مون بلان» تستلهم ألوانها من منتجات الدار الجلدية لخريف وشتاء 2023 إضافة إلى وظائف جديدة ومرنة (مون بلان)
حقيبة #MY4810 من «مون بلان» تستلهم ألوانها من منتجات الدار الجلدية لخريف وشتاء 2023 إضافة إلى وظائف جديدة ومرنة (مون بلان)

حقيبة #MY4810 من «مون بلان» تستلهم ألوانها من منتجات الدار الجلدية لخريف وشتاء 2023. حيث تتوفر بالرمادي والأخضر الداكن وأزرق الأوتانيو. صُنع الهيكل الخارجي من البولي كربونات بتصميم مبطن على سطح لامع مميز وعجلات كروية تدور بهدوء بزاوية 360 درجة، تجعل الحركة والتنقل سهلاً ومريحاً للغاية. ومن الداخل، تشتمل الحقيبة على جزء تخزين داخلي مبطن بالأسود مع جيوب عملية مقسمة بسحّاب لتنسيق وترتيب جميع المستلزمات والحفاظ عليها.

حقيبة #MY4810 من «مون بلان» تتميز أيضاً بعجلات كروية تدور بهدوء بزاوية 360 درجة لتسهيل استعمالها (مون بلان)
حقيبة #MY4810 من «مون بلان» تتميز أيضاً بعجلات كروية تدور بهدوء بزاوية 360 درجة لتسهيل استعمالها (مون بلان)

مجموعة ريموا RIMOWA الجديدة محدودة الإصدار، وتشمل أحجاماً من مختلف الفئات مثل «مون بلان» وغيرها. الألوان المستوحاة من المياه الزرقاء المتلألئة (FEM1) في محيط القطب الشمالي تتمتع بدرجات هادئة. ورغم أن كل حجم ونوع له اسم خاص، فإن حقيبة Original أوريجينال تبقى الأكثر تميّزاً بهندسيتها بدءاً من المسكة القابلة للتمدّد إلى النظام متعدد العجلات مروراً بالأقفال TSA(FEM2) الحاصلة على موافقة إدارة أمن النقل من أجل حفظ الأغراض بشكل آمن في أثناء السفر الرحلات الطويلة.

استعملت «تومي» في مجموعتها الجديدة التيتانيوم لصلابته ووزنه الخفيف ومادة البولي كربونات الصناعية المعاد تدويرها (تومي)
استعملت «تومي» في مجموعتها الجديدة التيتانيوم لصلابته ووزنه الخفيف ومادة البولي كربونات الصناعية المعاد تدويرها (تومي)

تعاملت «تومي» مع مجموعتها الجديدة بعقلية الهايبركرافت (Hypercraft) بدمج التقنيات التقليدية وتقدير المواد الطبيعية بما تتطلبه ثقافة السفر بمفهومها المعاصر من مرونة. استعملت فيها التيتانيوم لما يتميز به من صلابة ووزن خفيف، ومادة البولي كربونات الصناعية المعاد تدويرها، وبطانة مصنوعة من زجاجات بلاستيكية معاد تدويرها. أدخلت أيضاً الدينم الغامق وألوان جديدة مثل الأحمر والأخضر الداكن والوردي والبنفسجي الغامق.


مقالات ذات صلة

الفراء الاصطناعي يعود لعروض الأزياء أعلى نعومة وفخامة

لمسات الموضة من إبداعات شيمينا كامالي مصممة دار «كلوي»... (أ.ف.ب)

الفراء الاصطناعي يعود لعروض الأزياء أعلى نعومة وفخامة

لا تستغني عنه الموضة ولا المرأة المقتدرة، مهما تصاعدت نسبة مناهضي استعمالاته وتهديداتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حتى عندما تكون الأزياء مفصلة بالمليمتر تتمتع بعنصر الراحة والحشمة (لورو بيانا)

مجموعة «لورو بيانا» الرمضانية تفوح بنكهة استشراق لذيذة

تشكيلة «لورو بيانا» الرمضانية تبذل جهداً في إرساء مفهوم معاصر لهذا الاستشراق مبني على دراسة السوق لا على المخيلة وحدها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة المغنية بلقيس سفيرة «ميسيكا» تتألق بمجوهرات في حملتها الرمضانية لعام 2025 (تصوير: موكس سانتوس)

بلقيس نجمة «ميسيكا» لرمضان 2025

من يتابع الفنانة بلقيس، يعرف أن بينها وبين الموضة علاقة وطيدة. تعشقها ولا تفوّت أي فرصة لحضور عروضها أو فعالياتها المختلفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

تراجيديا ميغان ماركل أنها «عدوة نفسها»، بسبب جموحها للظهور والأضواء بأي ثمن. هذا الثمن تعكسه أيضًا أزياؤها ومجوهراتها التي لا تتماشى مع الزمان أو المكان.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

أطلقت علامة «كوتش» حديثاً حملةً رمضانيةً تدعو فيها إلى التحلّي بالشجاعة وعدم التردد في التعبير عما يجول في الخاطر والذهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الفراء الاصطناعي يعود لعروض الأزياء أعلى نعومة وفخامة

من إبداعات شيمينا كامالي مصممة دار «كلوي»... (أ.ف.ب)
من إبداعات شيمينا كامالي مصممة دار «كلوي»... (أ.ف.ب)
TT
20

الفراء الاصطناعي يعود لعروض الأزياء أعلى نعومة وفخامة

من إبداعات شيمينا كامالي مصممة دار «كلوي»... (أ.ف.ب)
من إبداعات شيمينا كامالي مصممة دار «كلوي»... (أ.ف.ب)

لا تستغني عنه الموضة ولا المرأة المقتدرة، مهما تصاعدت نسبة مناهضي استعمالاته وتهديداتهم. فهو كان دائماً عنواناً للترف؛ سواء أدخل في الأزياء على شكل لمسات خفيفة، أم جاء قطعاً كاملة. لكنه تعرض لنكسة بعد تنامي مفهوم الاستدامة والمطالبة بها. كان لا بد من إيجاد بدائل له. لم يكن الأمر صعباً بالنظر إلى تطور التقنيات الحديثة، التي جعلت الفرو الاصطناعي يتمتع بجماليات لا يُستهان بها، قد لا تُميَّز عن الطبيعي في نعومته وفخامته إذا صُنع بشكل صحيح.

يقول محرر الموضة ماتيو بوبار ديليير، في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الفراء الاصطناعي منتشر في كل مكان منذ فترة».

من جهته، يقول كريستوفر سارفاتي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «إيكوبيل» الفرنسية لإنتاج الفراء الاصطناعي، التي توفّر منتجاتها لنحو 300 ماركة في مختلف أنحاء العالم: «منذ الشتاء الماضي، بدأت العلامات التجارية الفاخرة وعلامات مثل (زارا)، طرح نماذج أنيقة على نحو لم يسبق له مثيل». وليس أدلّ على ذلك من ارتفاع مبيعات شركته عام 2024 عن عام 2023 بنسبة تزيد على 15 في المائة بالسوق الأوروبية، وبنحو 28 في المائة بآسيا.

من عرض «كلوي» الأخير في «باريس»... (أ.ف.ب)
من عرض «كلوي» الأخير في «باريس»... (أ.ف.ب)

ما يزيد من شعبيته أنه أصبح اليوم يبدو مطابقاً للطبيعي. وبدا هذا المنحى جليّاً في التشكيلة التي عرضتها دار «كلوي» خلال «أسبوع الموضة» الأخير في باريس. وقد أوضحت المديرة الفنية شيمينا كامالي أن الدار الفرنسية لم تعد تستخدم الفراء منذ عام 2018، وأنها استخدمت الـ«شيرلينغ»؛ أي جلد الغنم الاصطناعي، على شكل وشاح، أو على أكمام سترة، أو على طية صدر معطف طويل، أو على شكل ذيل ثعلب على حقيبة. ليست «كلوي» الوحيدة التي تنأى بنفسها عن الفراء، فمنذ سنوات، توقفت دور أزياء عدة للمنتجات الفاخرة، من بينها شركات عملاقة كمجموعة «كيرينغ» المالكة «سانت لوران»، و«غوتشي»، وبيوت أزياء أخرى مثل «شانيل» و«دولتشي آند غابانا» و«بُيربري»، عن استعمال الفراء.

أصبح الفرو يظهر في أجزاء وإكسسوارات كما في معاطف (أ.ف.ب)
أصبح الفرو يظهر في أجزاء وإكسسوارات كما في معاطف (أ.ف.ب)

وهذه المبادرة اتخذتها المصممة ستيلا مكارتني منذ بدايتها، واعتمدها جيل جديد من المصممين. وقال مصمما دار «فاكيرا (Vaquera)» برين توبنسي وباتريك دي كابريو، اللذان عرضا هذا الأسبوع تشكيلة من الفرو الاصطناعي، في لقاء صحافي إن «الفراء الاصطناعي أكثر جمالاً بالنسبة إلينا؛ لأننا لسنا مع ممارسة الوحشية على الحيوانات». ولاحظ ماتيو بوبار ديليير أن «العلامات التجارية التي لا تزال تستخدم الفراء الحقيقي على منصات العرض يمكن عدّها على أصابع اليد الواحدة». وأشارت شركة «إيكوبيل» التي تتابع السوق من كثب إلى أن 89 في المائة من منتجات الفراء التي عُرضت خلال «أسبوع الموضة» في ميلانو كانت اصطناعية، في حين بلغت النسبة 62 في المائة بنيويورك، ومائة في المائة بلندن. ففي الواقع، تحظر العاصمة البريطانية استخدام الفراء في عروض الأزياء منذ سنوات. وهو إجراء ينبغي أن يُحتذى في باريس أيضاً، وفق جمعية «بيتا» و«مؤسسة بريجيت باردو» للرفق بالحيوان، اللتين تظاهرتا في اليوم الأول من «أسبوع الموضة» ضد «عودة الفراء».

مجموعة من المناهضين لاستعمال الفرو الطبيعي خلال «أسبوع باريس للموضة»... (أ.ف.ب)
مجموعة من المناهضين لاستعمال الفرو الطبيعي خلال «أسبوع باريس للموضة»... (أ.ف.ب)

وتحظى ملابس الفراء المستعملة أيضاً بشعبية كبيرة، خصوصاً في صفوف جيل ما بعد الألفية الذي يهوى الأشياء القديمة، حتى إن بعض المنتميات إلى «جيل زي» يبحثن في خزائن جداتهنّ. ووصف ماتيو بوبار ديليير الفراء بأنه «يشكل تراثاً حقيقياً»، ناهيك بأن الفراء الاصطناعي شديد التلويث، وفق الصحافي السابق في مجلة «إيل» النسائية. وأكدت «إيكوبيل» أنها وجدت الحل عبر إطلاق فراء اصطناعي مصنوع بالكامل من النباتات. وشدّد كريستوفر سارفاتي على أن «(الماركات) لن تكون قادرة بعد اليوم على القول: (نحن لا ننتج فراءً اصطناعياً لأنه مصنوع من البوليستر أي النفط)». فهذه المادة «الثورية» ستصبح قريباً متوفرة في كل مكان؛ إذ زادت الطلبيات عليها للشتاء المقبل بنسبة 20 في المائة عما كانت عليه العام الماضي.