متحف «تيم لاب بلا حدود»: 80 عملاً فنياً بتقنية رقمية على مساحة 10 آلاف متر مربع

0 seconds of 47 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:47
00:47
 
TT
20

متحف «تيم لاب بلا حدود»: 80 عملاً فنياً بتقنية رقمية على مساحة 10 آلاف متر مربع

تفاعل العمل الفني للشلال أثناء لمسه (تصوير: غازي مهدي)
تفاعل العمل الفني للشلال أثناء لمسه (تصوير: غازي مهدي)

تستعد مدينة جدة (غرب السعودية) في 10 يونيو (حزيران)، بالتزامن مع بدء إجازة نهاية العام الدراسي والإجازة الصيفية، لافتتاح متحف «تيم لاب بلا حدود»، أول متحف دائم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التفاعلية والتجارب الرقمية.

«تيم لاب» هو متحف دون خريطة. وعبر الأعمال الفنية، تهدف مجموعة من الخبراء ذوي الاختصاصات المختلفة، بمن فيهم فنانون ومبرمجون ومهندسون، واختصاصيو رسوم متحركة، وعلماء رياضيات ومهندسون معماريون، إلى استكشاف العلاقة بين الذات والعالم وأشكال جديدة من الإدراك.

متحدث وزارة الثقافة عبد الرحمن المطوع ومؤسس «تيم لاب» توشيوكي إينوكو (تصوير: غازي مهدي)
متحدث وزارة الثقافة عبد الرحمن المطوع ومؤسس «تيم لاب» توشيوكي إينوكو (تصوير: غازي مهدي)

وفي بداية الأسبوع، سلّط مؤتمر صحافي الضوء على تفاصيل المتحف، الذي يمتد على مساحة 10 أمتار مربعة، ويتكون برنامجه من 5 قنوات، يتجول الزوار عبرها داخل عالم من الأعمال الفنية، في رحلة هادفة، يقومون من خلالها ببناء عالم جديد واستكشافه مع الآخرين.

ووصف المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة، عبد الرحمن المطوع، المبادرة التعاونية بين وزارة الثقافة و«تيم لاب» بتجربة ثقافية إبداعية.

غابة المصابيح في متحف «تيم لاب بلا حدود» (تصوير: غازي مهدي)
غابة المصابيح في متحف «تيم لاب بلا حدود» (تصوير: غازي مهدي)

وبيّن المتحدث أن متحف «تيم لاب» يعزز تجربة الزائر للمنطقة التاريخية من خلال المحتوى الإبداعي، المتجسد في 80 عملاً فنياً، تم تصميمها خصيصاً للمتحف المقام في جدة، باستخدام تقنيات رقمية متقدمة في رحلة بصرية غامرة تتداخل فيها الأعمال بشكل مبتكر يتخطى الحدود، ليشكل عالماً إبداعياً متكاملاً، تم تصميمه لإثارة دهشة الزوار، وليحفزهم على الاكتشاف وتذوق الفنون بكل الحواس.

وقال توشيوكي إينوكو، مؤسس «تيم لاب»: «تعتمد أعمالنا الفنية على استمرارية المعرفة عبر تاريخ البشرية الطويل، ونود أن نجعل هذا المتحف تجربة يسافر فيها الناس بين الحاضر والماضي المتصل به بسلاسة، نعلم أن العالم يستمر بلا حدود، إلا أن الأشخاص يحددونه بإدراكهم ويرون كل عنصر فيه مستقلاً عن الآخر».

«إن تي هاوس» منطقة إعداد الشاي يتحول فيها الفنجان إلى عالم تزهر فيه الزهور حسب نوع الشاي (تيم لاب)
«إن تي هاوس» منطقة إعداد الشاي يتحول فيها الفنجان إلى عالم تزهر فيه الزهور حسب نوع الشاي (تيم لاب)

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الأعمال الفنية الموجودة تختلف باختلاف التقنية المستخدمة فيها، فلا يوجد عمل فني تشبه تقنيته عملاً آخر، إلا أن جميعها مترابطة فيما بينها ومتصلة بعضها ببعض، ولا يمكن إدخال أعمال فنية أخرى جديدة عليها.

أثناء التجول في المتحف، تحفز حركاتك الأعمال الفنية، فتجد الأزهار تتفتح بمجرد لمسها والشلالات يتغير مسار تدفقها، بينما تتبعك الفراشات أثناء تنقلك من منطقة لأخرى، فيما تأخذك رائحة الزهور التي تملأ المكان، وصوت الموسيقى الهادئة لتصلك بالعالم الافتراضي الذي صنعته الأعمال الفنية الرقمية.

يقول توشيوكي إينوكو، عن تنوع المشاعر بين الهدوء والاسترخاء والحماس الذي ينتاب الزائر أثناء تنقله بين قنوات المتحف، إن «التفاعل مع الأعمال الفنية المترابطة فيما بينها من خلال اللمس أو الأصوات والحركة تؤثر على جسد الإنسان وإحساسه، وتدخله أجواء العمل الفني والتقنية المستخدمة فيه للإحساس بالعمل كما لو كان في الواقع».

تشمل متاحف «تيم لاب» ومعارضه الدائمة «تيم لاب بلا حدود» و«كواكب تيم لاب» في طوكيو، و«تيم لاب ما وراء الطبيعة» في ماكاو، و«تيم لاب بلا كتلة» في بكين. إضافة إلى مزيد من المعارض التي سوف يتم افتتاحها في أبوظبي، وهامبورغ، وجدة، ويوتريخت.

توجد أعمال «تيم لاب» من ضمن المجموعة الدائمة لمتحف الفن المعاصر في لوس أنجليس، وفي معرض الفنون في نيو ساوث ويلز في سيدني، وفي معرض الفنون في جنوب أستراليا في أديليد، وفي متحف الفن الآسيوي في سان فرانسيسكو، وفي متحف جمعية آسيا في نيويورك، وفي مجموعة بوروسان للفن المعاصر في إسطنبول، وفي المعرض الوطني لفيكتوريا في ملبورن، وفي آموس ريكس في هلسنكي.


مقالات ذات صلة

أيادٍ ماهرة تُرمِّم كنوز «المدينة المحرَّمة» الصينية

يوميات الشرق يدٌ ماهرة تعيد الألق (أ.ف.ب)

أيادٍ ماهرة تُرمِّم كنوز «المدينة المحرَّمة» الصينية

يُعمَل حالياً على ترميم الآلاف من هذه الكنوز الثقافية، على أمل عرضها، بمجرّد إعادة البريق إليها، أمام زوار القصر السابق لأباطرة أسرتي مينغ وتشينغ.

«الشرق الأوسط» (بكين)
عالم الاعمال معرض «فنّ المملكة» يحُط رحاله بالمتحف السعودي للفن المعاصر في جاكس

معرض «فنّ المملكة» يحُط رحاله بالمتحف السعودي للفن المعاصر في جاكس

بعد النجاح الذي حققه في أولى محطاته الدولية في ريو دي جانيرو - البرازيل، افتتحت هيئة المتاحف اليوم معرض «فنّ المملكة»، في محطّته الثانية في الرياض.

علوم باحثون يقولون إن روائح المومياوات في المتحف المصري كانت لطيفة (أ.ف.ب)

بعد شم رائحة المومياوات المصرية القديمة… مفاجأة تصيب العلماء

عند عرض القطع الأثرية في المتاحف، فإن أحد أبرز الأشياء التي تفتقدها هي رائحة القطعة المعروضة وملمسها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير أهم مشروع سياحي مصري في القرن الـ21 (الشرق الأوسط)

مصر تعول على «المتحف الكبير» لتعزيز «قواها الناعمة»

تواصل مصر استعداداتها المكثفة لتنظيم حفل افتتاح باهر لـ«المتحف الكبير»، في 3 يوليو المقبل، معوّلة على إسهام المتحف في تعزيز «قواها الناعمة».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
عالم الاعمال هيئة المتاحف تستعرض رؤيتها ومشاريعها في أول لقاء افتراضي مفتوح لعام 2025

هيئة المتاحف تستعرض رؤيتها ومشاريعها في أول لقاء افتراضي مفتوح لعام 2025

أطلقت هيئة المتاحف رؤيتها الطموح لتحويل قطاع المتاحف في المملكة خلال أولى جلسات الحوار المفتوح لعام 2025.


بينالي الفنون الإسلامية يستعرض مبادئ الاستدامة وأفكاراً عملية لتقليل هدر الطعام

الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
TT
20

بينالي الفنون الإسلامية يستعرض مبادئ الاستدامة وأفكاراً عملية لتقليل هدر الطعام

الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال في ورشة رمضان «بلا إسراف» التي قدمتها في بينالي الفنون الإسلامية (بينالي الفنون الإسلامية)

يأتي شهر رمضان كل عام ليجدد في نفوس المسلمين معاني العطاء، والامتنان، والتقدير للنعم. غير أن مظاهر الإسراف والهدر الغذائي، التي تتفاقم في هذا الشهر الفضيل، تطرح تساؤلات جدية حول كيفية تحقيق توازن بين الوفرة والاعتدال. وفي محاولة لمعالجة هذه القضية، يقيم بينالي الفنون الإسلامية ورشة عمل بعنوان «رمضان بلا إسراف: تقدير النعم والحد من الهدر»، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي، وتقديم حلول عملية لمواجهة هذه الظاهرة.

سبعة مبادئ لتحقيق الوفرة

الورشة التي تستند إلى نهج الشيف النباتية والناشطة في الاستدامة عُلا كيال، تستعرض المبادئ السبعة للاستدامة المستوحاة من تعاليم الإسلام، والتي تشدد على تقدير النعم وعدم الإسراف. فالرسول (صلى الله عليه وسلم) كان قدوة في الاعتدال والاقتصاد، يدلل على ذلك قوله: «كلوا واشربوا ولا تسرفوا». هذه المبادئ تؤكد أن الاستدامة ليست مجرد مفهوم حديث، بل هي جزء من الموروث الإسلامي، الذي يحث على الحفاظ على الموارد والاعتدال في الاستهلاك.

من هذا المنطلق ترى كيال أن كل شخص لديه القدرة على إحداث تأثير إيجابي، وأن كل لقمة طعام تمثل نعمة تستحق التقدير. مضيفةً: «تقدير النعم يبدأ من وعينا بكيفية استخدام الطعام والاستفادة من كل جزء منه، حتى لا نهدر مواردنا ونكون ممن يسرفون في النعمة».

من الوفرة إلى الإسراف

تشير الإحصائيات المحلية إلى أن نسبة كبيرة من الأطعمة تُهدر خلال شهر رمضان، إذ تزداد المناسبات والتجمعات الاجتماعية. ومن بين ذلك الخبز، والأرز، والفواكه، والحلويات. وتكشف الأرقام عن تحولات ملحوظة في أنماط الاستهلاك، إذ أصبح الإسراف عادةً مألوفة، على الرغم من الدعوات المتكررة للترشيد. وألقت كيال الضوء على هذا التغير بالقول: «للأسف، اعتدنا ثقافة الأكل السريع وغير الصحي، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة. فالاستدامة تبدأ من المطبخ، من خلال تقليل الكميات وتقدير كل عنصر غذائي نستهلكه».

وخلال الورشة، تم تقديم عرض عملي حول كيفية إعادة استخدام أكثر الأطعمة المهدرة شيوعاً بطرق مبتكرة، مثل الخبز الجاف وتحويله إلى فتوش وبودينغ خبز، كذلك الأرز المتبقي الذي تم إعداد كرات الأرز المقلية منه وإضافته إلى الحساء، وأيضاً الفواكه الناضجة التي تم تحويلها إلى عصائر طبيعية ومربى، وأخيراً الاستفادة مما تبقى من الخضراوات لتحضير الشوربات والسلطات.

الشيف علا كيال تشرح للحاضرين أهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي (بينالي الفنون الإسلامية)
الشيف علا كيال تشرح للحاضرين أهمية تقليل هدر الطعام من منظور ديني وثقافي (بينالي الفنون الإسلامية)

كما تضمنت الورشة نصائح عملية حول كيفية تبريد الطعام بسرعة وتخزينه بشكل آمن لتجنب الأمراض المنقولة بالغذاء. حيث تؤكد الناشطة أهمية التعامل مع بقايا الطعام بوعي ومسؤولية، بالقول: «النقطة الأساسية هي تقليل الكميات من البداية، وإذا تبقى طعام، فيجب تبريده وتخزينه فوراً وإعادة تسخينه جيداً عند استخدامه لاحقاً».

وتم التأكيد خلال الورشة أن الحد من هدر الطعام ليس فقط مسؤولية فردية بل مجتمعية أيضاً. فبالإضافة إلى الاستخدام الشخصي للطعام المتبقي، يمكن التواصل مع شركات حفظ النعمة، التي تقوم بجمع بقايا الطعام بعد المناسبات وإعادة توزيعها على المحتاجين. كما يمكن تقديم بقايا الطعام في المطاعم لعمال النظافة، بوصفها خطوة عملية لتقليل الهدر.

الصحة تبدأ من المطبخ

وتشدد علا كيال على أن الصحة النفسية والجسدية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجودة الطعام الذي نتناوله. فالأطعمة المكررة مثل السكر الأبيض، والدقيق الأبيض، إضافةً إلى الأطعمة المصنعة، تعد من الأسباب الرئيسية لانتشار الأمراض المزمنة مثل السكري، والضغط، والكوليسترول. كما أن نقص بعض العناصر المعدنية مثل المغنيسيوم، الناجم عن الزراعة غير المستدامة، يؤثر سلباً على الصحة النفسية ويسبب الشعور بالتعب والاكتئاب.

مضيفةً أن «الصحة تأتي من الطعام المتكامل غير المكرر وغير المهدرج، ونحن في (نباتي) نحرص على إعداد كل شيء من الصفر، من دون أي مواد حافظة أو مكونات صناعية، لضمان تقديم طعام صحي 100 في المائة».

«نباتي» لتحقيق الاستدامة والوعي الغذائي

شغف علا كيال بالطهي بدأ منذ الطفولة، حيث كانت تُعِد الحلويات لعائلتها وتبيعها لصديقاتها وهي لا تزال مراهقة. رغم حبها المبكر للطهي، درست إدارة الأعمال في سويسرا قبل أن تحقق حلمها بالانضمام إلى أكاديمية فنون الطهي في سويسرا. وهناك، تلقَّت تدريباً مكثفاً في مطاعم عالمية حاصلة على نجوم ميشلان.

خلال دراستها، أطلقت فكرة مشروع «نباتي»، حيث ابتكرت وصفة آيس كريم نباتي خالٍ من السكر المكرر والمكونات الحيوانية. وفي عام 2019، أسست مشروعها في ميامي، قبل أن تعود إلى السعودية بعد 15 عاماً لتسهم في تعزيز ثقافة الطعام الصحي والمستدام.

يشار إلى أن ورشة رمضان بلا إسراف أكثر من مجرد ورشة عمل، بل هي رسالة ودعوة لإعادة التفكير في عاداتنا الاستهلاكية، وتقدير النعم، والعمل على تحقيق استدامة حقيقية تبدأ من المطبخ وتمتد لتشمل المجتمع بأسره.