تغيب الممثلة اللبنانية تاتيانا مرعب لتعود بأسلوب تتجدد معه دائماً. ففي العام الماضي أطلت علينا بالبرنامج التلفزيوني «فتنا بالحيط»، فشكلت ثنائياً خفيف الظل مع الممثل فادي شربل تابعه المشاهد عبر محطة «الجديد». وشاركت في مسلسل «عنبر 6» في جزئه الأول ضمن تجربة دراما مشتركة مشوقة. مؤخراً انتهت من تصوير مسلسل جديد من إنتاج «غولدن فيلم» بعنوان «نزيف» من إخراج إيلي رموز. ومن المتوقع أن يعرض قريباً على الشاشات وهو من بطولة إسماعيل تامر وماريتا الحلاني.
وها هي حالياً تحصد شعبية كبيرة من خلال دورها (جومانا) في مسلسل «الخائن»، بتجسيدها شخصية الطبيبة العازبة التي تجاري نزوات صديق لها تجاه زوجته التي يخونها. ولكن تاتيانا تدافع عن (جومانا) لـ«الشرق الأوسط»: «إنها ليست امرأة لعوب أو شريرة أبداً. إنما صاحبة قلب طيب، تقف أمام أزمة زوجية لا تعرف كيفية التعامل معها. ولكن في الحلقات المقبلة سيشهد دوري تطوراً ملحوظاً، يشوّق المشاهد في خضم أحداث كثيرة تخلط الأمور وتحمل المفاجآت».
تجربة مرعب في «الخائن» ولّدت لديها صداقات متينة تقول: «كنا بمثابة عائلة واحدة وقد عشنا معاً كفريق عمل لمدة عام كامل. صرنا أعز الأصحاب ولا نزال نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى اليوم».
وتؤكد تاتيانا أن العلاقة التي كانت تجمعهم فترة التمثيل سادها الكثير من الانسجام. «جميعهم رائعون من قيس الشيخ نجيب وسلافة معمار وصولاً إلى مرام علي وإيلي متري وغيرهم. فمعاً استطعنا أن نتجاوز مشكلة الوقت الطويل والهجرة إلى بلد غريب. وكنا متعاطفين جداً مع بعضنا ومهتمين لأي أمر يواجهنا. بالفعل كنا نشكل عائلة واحدة جميلة».
يندرج مسلسل «الخائن» على لائحة الأعمال التركية المعربة. فهو يلتحق بسابقيه «الثمن» و«كريستال». فما رأي تاتيانا في هذه الظاهرة الدرامية الرائجة حالياً؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لولا الدراما المعربة هذه كان الممثلون ربما سيعانون من البطالة. الأعمال هذه حركت عجلة التمثيل وفتحت الفرص أمام كثيرين منهم. والأهم أن هذه الأعمال تحصد نسب مشاهدة عالية جداً. و(الخائن) يتربع على المرتبة الأولى فيها. فما دام الناس يحبون هذا النوع من الأعمال، ستبقى الظاهرة تكمل طريقها إلى حين ولادة (تريند) آخر».
دورها في «الخائن» أحبته وحضرت له بشغف وتعلق: «لم تعذبني أبداً شخصية جومانا التي تقمصتها. فمنذ البداية لفتني الدور وأحببته، وإلا ما استطعت إقناع المشاهد كي يتفاعل معي. فحالة التشويق التي تلف حبكة العمل ألقت بظلها إيجابياً على جميع الأدوار فيه».
شريحة من المشاهدين تساءلت عما يمكن أن يحمل «الخائن» من أحداث بعد. فمنذ حلقاته الأولى اعتبروا أن عقدته الأساسية كُشف عنها. والزوجة صارت تعرف بخيانة زوجها لها. وكان أول مشهد من المسلسل قد أثار الجدل حوله إذ اعتبره البعض النهاية المعدة له. فالأحداث التي تتبعه توضح خيوط قصة الخيانة بين الزوج والزوجة (سلافة معمار وقيس الشيخ نجيب).
ترفض تاتيانا هذا الاستنتاج: «ما تابعه المشاهد حتى اليوم ليس سوى البداية لسلسلة أحداث مشوقة. فهناك تطورات كثيرة ستحدث خلال عرض حلقاته الـ90 كاملة. وما على المشاهد إلا أن يبقي عينه على المسلسل حتى يدرك بأن النهاية لا تزال بعيدة. وأعده بأنه ستبقى أعصابه مشدودة طيلة حلقات العمل».
لا تنكر تاتيانا أن بعض الممثلين مغيبون عن الساحة. فلكل ممثل برأيها سببه الخاص الذي يبقيه على مسافة من أعمال درامية عدة. «بالنسبة لي أتلقى عروضاً كثيرة ولكن قلة منها تقنعني. فحب الظهور والبقاء على الشاشة لا يهمني. فإذا لم يكن العرض مناسباً لي من نواحٍ عدة أرفضه بكل بساطة».
هل تفكر بينها وبين نفسها لماذا لم توكل إليها بطولة بعد؟ توضح لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن الحظ يلعب دوره في هذا الموضوع وعلى الرغم من ذلك فقد لعبت أدوار بطولة. فأحياناً الجهد لا يكفي بسبب غياب شركة منتجة تساند الممثل. بعضهم لديهم علاقات وطيدة مع هذه الشركة أو تلك، فيكون التفكير بهم قبل غيرهم. هذه العلاقات المتينة بين الممثل والمخرج والمنتج تؤثر من دون شك على مسيرة الفنان». وتشرح مرعب: «هناك ممثلون يُساندون بشكل كبير فيُدعمون ويُركّز عليهم بهدف إنجاحهم. حتى أن بعض هؤلاء هم بمثابة وجوه جديدة لا تتمتع بمسيرة درامية غنية. وعلى الرغم من ذلك نجدهم في الطليعة لأن هناك من يساندهم».
لا تعارض تاتيانا دخول وجوه جديدة على الساحة، لا بل تحبذ إعطاء الفرص. «النجومية أيضاً يمكن أن تتجدد مع الوقت، فتكون الوجوه الجديدة مطلوبة. هذا ليس أمراً سيئاً لأن البحث عن إطلالة ووجه جديدين أمر ضروري في مهنتنا».
وعن الوجوه التمثيلية الجديدة التي لفتتها مؤخراً، تقول: «خالد شباط»، فهي تصفه بالممثل المبدع، الذي ترفع له القبعة لأدائه الاحترافي اللافت. «بعض الممثلين يتركون بأثرهم ويطبعون ذاكرة المشاهد حتى لو كنا نراهم للمرة الأولى. وهي حالة شباط الذي أتابعه في (كريستال)، فاكتشفت جدارته الكبيرة بالتمثيل. والأمر نفسه لمسته أيضاً في دوره في مسلسل (الخائن). وهو من الممثلين الشباب الذين ينتظرهم غد مشرق».
وعن مشاريعها المستقبلية تختم لـ«الشرق الأوسط»: «أحضر حالياً لمسلسل مشترك سيُصوّر قريباً، وهو من إنتاج سوري. لا أستطيع التحدث عنه والإفصاح عن دوري فيه، وأجهل إذا ما سيكون لموسم رمضان أو لا. ولكنني أتمنى أن يحبه الناس ويلقى إعجابهم».