يعيش الفنان المصري رشدي الشامي مؤخراً، حالة من التوهج الفني عقب تكريمه في المهرجان القومي للمسرح المصري، التي تستمر فعالياته حتى 14 أغسطس (آب) الحالي، وسبق أن تميّز خلال موسم دراما رمضان الماضي.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يقول الشامي: «للمسرح فضل كبير على مشواري الفني»؛ ويضيف أنه «لا يُمانع في تقديم دور (شرير) بأي عمل فني»، لافتاً إلى أن «النجومية لا تشغله».
وتابع الشامي حديثه مؤكداً أن سعادته كبيرة في تكريم «القومي للمسرح» له، خصوصاً أنه جاء من أحد أهم وأعرق المهرجانات المتخصصة في المسرح، ويقول إن ما زاد من سعادته هو، «مقدار الحب والفرحة اللذين رأيتهما في عيون الكثيرين خلال التكريم».
«لا أؤمن بالألقاب أو التصنيف بقدر ما أؤمن بـ(شمولية الفن) وقدرة الفنان على تقديم جميع الألوان من مسرح ودراما تلفزيونية وسينما»
الفنان المصري رشدي الشامي
وعن مدى تفضيله للقب «فنان مسرحي» نظراً لتقديمه أكثر من 120 مسرحية على مدار مشواره الفني الذي بدأ في السبعينات من القرن الماضي، قال الشامي: «لا أؤمن بالألقاب أو التصنيف بقدر ما أؤمن بـ(شمولية الفن) وقدرة الفنان على تقديم جميع الألوان من مسرح ودراما تلفزيونية وسينما». وأضاف أن «المسرح فضله كبير عليّ، فقد تربيت فيه وشربت التمثيل على خشبته، واكتسبت خبرات مواجهة الجمهور وجهاً لوجه».
كما قال إنه «طوال عمره لم يهتم بالانتشار، أو البحث عن النجومية»، مشيراً إلى أن «المسرحيين عموماً يهتمون بإتقان عملهم حتى ينالوا رضا الجمهور على خشبة المسرح، وهو ما قمت بفعله لنحو أربعين عاماً منذ وقوفي لأول مرة على خشبة مسرح الجامعة».
وعن ضعف الأجور في مسارح الدولة المصرية، أوضح الفنان الشامي: «صحيح أن الأجور ضعيفة في المسرح العام، ولا مجال لمقارنتها بالأجور في السينما والتلفزيون؛ لكن متعة الوقوف على خشبته لا تضاهيها متعة أخرى وتستحق أن ندفع فيها أموالاً».
وعن ذكرياته مع مسلسل «واحة الغروب» الذي أُنتج عام 2017 وكان بداية معرفة الجمهور به ذكر: «قرأت الرواية التي أُخذ عنها المسلسل أكثر من مرّة لأستطيع تخيّل الشخصية التي سأجسدها، وكانت شخصية الشيخ صابر»، مضيفاً أنها «كانت صعبة ومرهقة؛ لكن عزائي في نجاح العمل ككل، وتفاعل الجمهور مع الشخصية، وهو أمر لم أفعله بمفردي، بل بتوجيهات المخرجة كاملة أبو ذكرى». وهنا أشار الشامي إلى أنه «من المهم للممثل أن يُثقِف نفسه في الفنون الأخرى المتقاطعة مع التمثيل، كالموسيقى والرّسم والإبداع الأدبي».
وفي سياق الكلام تابع متحدثاً عن شخصية عزت التي قدمها ضمن أحداث مسلسل «أزمة منتصف العمر» وقد اتسمت بـ«القسوة والقوة» معاً، قال: «لم أكرهها، وما زلت أدافع عنها وأتعاطف معها، وأنه لولا تفهمي لدوافعها لما استطعت الإمساك بمفاتيحها على المستوى النفسي». وأضاف: «لا بدّ من تقديم الشخصيات (الشريرة)، وإلّا فالفن سيتحوّل إلى (موعظة غير مؤثرة)».
أما عن أسباب نجاح شخصية عمّ ربيع، التي خطفت الاهتمام في مسلسل «تحت الوصاية»، فأكّد، أنّه لم يتوقع إطلاقاً هذا النجاح، وكشف قائلاً: «به أدين للمخرج محمد شاكر خضير بسبب توجيهاته، وأيضاً للفنانة منى زكي بطلة العمل التي نشرت جوّاً من المحبة في كواليس المسلسل».
وعن جديده خلال في الفترة الحالية، قال: «بدأت بتصوير مسلسل (الجولة الأخيرة) مع الفنان المصري أحمد السقا، ولهذا السبب سافرت بصحبته إلى بيروت لتصوير الحلقات الأولى من العمل، الذي أُجسد فيه شخصية والد السقا».