نجوى كرم لـ«الشرق الأوسط»: أتمنى أن أنتمي إلى زمن الفن الجميل

قالت إنها تحب لغة العيون؛ كونها تختصر الكلام

ألبوم نجوى كرم الجديد «كاريزما» حقق ملايين المشاهدات (الفنانة)
ألبوم نجوى كرم الجديد «كاريزما» حقق ملايين المشاهدات (الفنانة)
TT

نجوى كرم لـ«الشرق الأوسط»: أتمنى أن أنتمي إلى زمن الفن الجميل

ألبوم نجوى كرم الجديد «كاريزما» حقق ملايين المشاهدات (الفنانة)
ألبوم نجوى كرم الجديد «كاريزما» حقق ملايين المشاهدات (الفنانة)

تفسَّر كلمة «كاريزما» بأنها هبة من رب العالمين، وتزوِّد صاحبها بقوة جاذبية خارقة فيفضّله الناس على غيره. وتُعدّ نجوى كرم نموذجاً حياً للفنانة التي تتمتع بهذه الهالة، فقد استطاعت، خلال مشوارها الفني، أن تجمع حولها الكبار والصغار، فشكّلت أيقونة غناء يتمثل بفنِّها كثيرون، ويَعدّونها المثال الأعلى لهم.

تحصد النجاح وراء الآخر، في كل مرة أطلقت فيها عملاً جديداً، ومؤخراً بُعَيد طرحها ألبومها «كاريزما»، طبّقت القول بالفعل، فتصدرت أغانيها وسائل التواصل الاجتماعي، منذ اللحظات الأولى لإطلاقها، وسحرت محبِّيها بإطلالات مختلفة رافقت تقديم أغاني الألبوم. وجاء كليب «شغل موسيقى»، من توقيع دان حداد، لتسبق بفكرته القائمة على بوابة العبور، المغنِّية العالمية بيونسيه، فهذه الأخيرة اختارت الفكرة نفسها في حفل افتتاح جولتها العالمية في ستوكهولم.

نجوى كرم لا ترى وجود مواهب غناء يمكنها أن تطول النجومية

يتضمن ألبوم كرم 7 أغنيات منوَّعة تميزت بالحداثة وبجرعات كبيرة من الطاقة الإيجابية، فهي من الفنانات القليلات اللاتي يقدمن على التجديد، مع الحفاظ على الهوية. أما موضوعات أغانيها فتتلوّن بالرومانسية والتحدي والبوح والشوق وجرعات مركزة من الحب، ولذلك يحتار سامعها عند أيٍّ منها يتوقف ويغوص بأحلامه، وكما في «شغل موسيقى»، و«10 دقايق»، و«مغرومة بحالي»، و«زعلك صعب»، كذلك في «بحبك حب»، و«كاريزما»، و«واني اشتقتلو»، تخبرنا عن قصص حب حقيقية تخاطب الناس بلسان حالها، وبألحان شعبية وكلاسيكية، وأخرى معاصرة تدخل فيها آلات عزف غربية، تشعر بأنها تَعبر من زمن إلى آخر. وتعلِّق، لـ«الشرق الأوسط»: «نعم، هذا صحيح أنني أَعبر في ألبومي (كاريزما) من زمن لآخر، ولكن من خلال كينونتي، فنحن، اليوم، لا نعيش زمن الألبومات الغنائية، ولكنني أفضِّلها على المنفردة، لذلك أقدمتُ على الخطوة بحماس كبير».

تقدم في «كاريزما» 7 أغنيات منوعة

وعندما بادرتها «الشرق الأوسط» بالتهنئة على عملها الجديد الناجح، ردّت: «مبروك لنا جميعاً؛ لأن النجاح بالفن هو مشترك، ويصح للمتلقي، كما لمصدّره زارع الفرح، ولكل من يزرع حضارة ووجه بلاد».

يلامسك ألبوم «كاريزما» بكلماته، وموضوعاته، وألحانه، وباطلالة أنيقة لنجوى، فيسرق حواسّك مجتمعة بحيث تشعر بأنك تتذوق الأغاني، وتشتمّ عطورها التي يفوح منها ذكاء الانتقاء. «لا أحبُّ أن تمر أغانيَّ مرور الكرام، وأفضِّل أن تحفر في الذاكرة، فالكلمة يجب أن تحكي عن حالة معينة يَسهل تداولها وتَطبعها البساطة الشعبية، فيتفاعل معها الناس، من دون انتهاء صلاحيتها ولعمر مديد، فتعيش في الأزمنة الماضية واليوم وغداً». وماذا بالنسبة للحداثة والعصرنة اللذين يطبعان «كاريزما»؟ «إنهما من ضمن خطة التجديد التي أتّبعها ضمن نطاق نجوى كرم دائماً. وأحياناً لا نصيب الهدف؛ لأننا نكون ابتعدنا عن شخصيتنا الفنية. ومرات أخرى يحصل العكس؛ لأن هذا التحديث يكون يشبهنا».

تستعدّ لإحياء حفل غنائي في بيروت بمناسبة عيد الأضحى

تتعاون نجوى كرم في «كاريزما» مع مجموعة من الملحّنين والشعراء، فيحضر عامر لاوند، وعلي حسون، ووسام الأمير، وألكسي قسطنطين، وإميل فهد، وإيفان نصوح، والشاب سامر، وستيف سلامة، فكيف تختار أغانيها عادةً؟ وهل تلجأ إلى استشارات معينة؟ «أنفرد مع حالي لاختيار أغانيَّ، ولو كان بقربي 100 شخص يمكنهم أن يؤثروا عليَّ. كي أختار أغنية، يجب أن أقتنع شخصياً بالكلام واللحن». وعن مصدر الطاقة الإيجابية التي تتمتع بها، تقول: «الطاقة الإيجابية لا تُستمدّ من الخارج، فهي موجودة بداخلنا، وكل ما علينا هو تفجيرها، نأمر عقلنا بأن يخضع لمزاجنا الإيجابي، ونعيش الحالة، تمسكتُ بهذه الحالة بعد فترة قاتمة وسلبية عشناها، فشعرت في هذا الانقشاع الذي لمسته في الأجواء، وكأن الخير والأمان آتيان لا محالة».

تعترف نجوى كرم بأن على الساحة، اليوم، أصواتاً جميلة، ولكن لا مساحة عندها للنجومية، فعصرنا وزمننا اليوم، كما تقول، مغايران تماماً لما سبقهما. وتسألها «الشرق الأوسط» عما إذا زمن نجوى كرم يمكن أن يشكّل الجزء الثاني من زمن الفن الجميل؟ توضح: «أتمنى أن يكون كذلك؛ لأنني منذ بداياتي سعيتُ له، وتمنيت أن أكون من بين الأشخاص المعمّرين في الفن، فتكون أعمالي متداولة من جيل إلى آخر، خصوصاً أنها من نوع السهل الممتنع، فتكون قائمة على ركيزة قوية، في حال كانت الأغاني البشرية حاضرة، فنحن نجهل مصير الأصوات البشرية مستقبلاً، في ظل التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي».

ترفض نجوى كرم أن تسمي أغنية تفضِّلها على غيرها، فهي تُكنّ لكل واحدة منها معزَّة خاصة؛ «لأنها أغنيات تخبرنا بقصص إنسانية تلامسنا، بعيداً عن التاريخ والجغرافيا، فلا يمكنني أن أفضِّل واحدة على أخرى؛ لأن لكل منها حالة معينة».

مؤخراً أبدى عشاق نجوى كرم، عبر وسائل السوشيال ميديا، انزعاجهم من منع بث أغانيها عبر تطبيق «تيك توك» وغيره، فما القصة؟ توضح: «لا أعتقد أن هناك مشكلة مع بعض التطبيقات والمواقع الإلكترونية، هذه المشكلات تتولى شركة الإنتاج (روتانا) حلّها، فلا أتدخّل فيها، ولكننا بصفتنا فنانين يهمُّنا إرضاء الجميع».

في حوارك مع نجوى كرم تلفتك دقةُ أجوبتها بعيداً عن السطحية، إذ تعكس ثقافة فنية أصيلة وعمقاً في التحليل، فهي مثلاً تكلّمك عن المعرفة بأسلوب فلسفي مقنع، وتقول: «المعرفة الحقيقية تصور لكِ نسبة الجهل الذي يكتنفكِ، فعندما تغوصين فيها تدركين أنك بالكاد تعرفين نقطة من بحرها، ولذلك ليس علينا ادعاؤها، وأتمنى أن نقترب أكثر فأكثر منها، فهي قادرة على تقريبنا من الحقيقة ومن فعل الحب».

أعلنت نجوى كرم، إثر إطلاقها «كاريزما»، خلال شهر مايو (أيار)، أنها ستتبع هذا الموعد سنوياً، وتوضح: «منذ عام 1994 وحتى من قبل، وأنا أعتمد هذا الشهر تاريخاً لإطلاق ألبوماتي، فأنا أتفاءل به، كما أجده يأتي قبل موسم الصيف بفترة قليلة، مما يتيح للألبوم انتشاراً ووقْعاً إيجابياً، خصوصاً في الحفلات والمهرجانات».

وترى كرم في لغة العيون الحاضرة في كثير من أغانيها الجديدة، محطة تستسيغها كثيراً. «أحب لغة العيون، ومن يفهم نجوى كرم (عالطاير). لا أحب العكّ في الكلام وتكرار الأسئلة والأجوبة نفسها مع من أتعامل معهم. وفي حال وُجدتْ في العلاقات فهي دليل تفاهم كبير، وأجدها من أجمل اللغات التي تختصر الكلام وتُحدِث انصهاراً بين اثنين أو أكثر».

أما الإنسان المبدع والمبتكر والعميق، الذي يدفعها إلى التحليل والغوص، فهو من يدهشها. «أحب هذا النوع من الناس، ويلفتونني لأنهم يُخرجونني من العادية». ومن يستفزُّك في المقابل؟ «تكرار الأخطاء من قِبل الشخص نفسه، ولا سيما فرض الرأي بفوقية من قِبل المتسلط والديكتاتوري، فهي مشهدية لا أتحملها وتدفعني لأكون عديمة الصبر».

قريباً تُحيي نجوى كرم حفلات غنائية كثيرة في لبنان والعالم العربي، وتستهلّها في مناسبة عيد الأضحى في 29 يونيو (حزيران) في فندق الحبتور ببيروت.

وتختم: «أتمنى أن يكون ألبومي قد حقق النجاح، منذ اللحظات الأولى، كما ذكرت آنفاً، فينضمّ إلى نجاحات سابقة حققتها ويشبه كل ما قدمته من قبل».


مقالات ذات صلة

بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم

يوميات الشرق احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)

بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم

800 مليون دولار و32 جائزة «غرامي» ومسيرةٌ صنعت فيها نفسها بنفسها. مواصفاتٌ كانت كافية لتضع بيونسيه في المرتبة 35 من بين أقوى نساء العالم وفق تصنيف مجلة «فوربس».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان علي الحجار وأغانٍ متنوعة في حفل له بالأوبرا (دار الأوبرا المصرية)

الحجار يستعيد وهج «تترات المسلسلات» بالأوبرا المصرية

قدّم الفنان المصري علي الحجار مجموعة من شارات الأعمال الدرامية التي غنّاها من قبل، في حفل احتضنه المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، الخميس.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق أنجلينا جولي في دور ماريا كالاس (أ.ب)

أنجلينا جولي تتحدث عن «عدم أخذها على محمل الجد» كفنانة... ما القصة؟

كشفت النجمة الأميركية، أنجلينا جولي، أنها لم تؤخذ على محمل الجد كفنانة، لأن التركيز كان على مكانتها كشخصية مشهورة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق محمد رمضان في لقطة من الأغنية (يوتيوب)

أغنية «برج الثور» تعيد محمد رمضان إلى دائرة الأزمات

أعادت أغنية «جوانا... برج الثور» الفنان المصري محمد رمضان إلى دائرة الجدل والأزمات مجدداً.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق محمد رحيم وجنات (حساب رحيم على فيسبوك)

«الثقافة» المصرية لتكريم الراحل محمد رحيم بـ«حفل ضخم»

تستعد دار الأوبرا المصرية لاستضافة حفل ضخم لتكريم الموسيقار المصري الراحل محمد رحيم.

داليا ماهر (القاهرة )

«أبي سرجة»... فيلم وثائقي يُبرز رحلة العائلة المقدسة في مصر

إحدى الأيقونات في فيلم «كنيسة أبي سرجة» (يوتيوب)
إحدى الأيقونات في فيلم «كنيسة أبي سرجة» (يوتيوب)
TT

«أبي سرجة»... فيلم وثائقي يُبرز رحلة العائلة المقدسة في مصر

إحدى الأيقونات في فيلم «كنيسة أبي سرجة» (يوتيوب)
إحدى الأيقونات في فيلم «كنيسة أبي سرجة» (يوتيوب)

فوق المغارة التي لجأت إليها العائلة المقدسة خلال رحلتها في مصر، وتحديداً بالمنطقة المعروفة حالياً بمصر القديمة «مجمع الأديان»، بُنيت كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس المعروفة بكنيسة «أبي سرجة» التي يبرزها فيلم وثائقي يحمل اسمها أنتجته مكتبة الإسكندرية.

الفيلم الذي يحمل عنوان «كنيسة أبي سرجة» يرصد إحدى المحطات المهمة التي استقرت فيها العائلة المقدسة في حصن بابليون، بعد لجوئها إلى مصر هروباً من بطش الحاكم الروماني في فلسطين.

ويأتي الفيلم ضمن سلسلة أفلام وثائقية بعنوان «عارف»، وتصل مدته إلى نحو 3 دقائق، ليقدم شرحاً مفصلاً لكل جوانب الكنيسة المعمارية وما تتضمّنه من فنون قبطية مميزة وأيقونات تدل على تاريخها الطويل وقيمتها التاريخية والروحية.

ويوضح مدير مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري في مكتبة الإسكندرية، المشرف على مشروع الأفلام الوثائقية، الدكتور أيمن سليمان، أن «كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس، المعروفة بـ(أبي سرجة)، من أقدم الكنائس في مصر، وتشتهر بارتباطها العميق بتاريخ المسيحية في المنطقة».

الفيلم تضمن شرحاً مفصلاً للكنيسة بما تتضمنه من روائع الفن القبطي (لقطة من الفيلم على يوتيوب)

مضيفاً، لـ«الشرق الأوسط»: «سُمّيت الكنيسة على اسم الشهيدين سرجيوس وباخوس، وهما ضابطان رومانيان اعتنقا المسيحية في القرن الثالث واستشهدا دفاعاً عن إيمانهما، وبُنيت الكنيسة في القرن السابع الميلادي في عهد الخليفة الأموي عبد العزيز بن مروان، فوق المغارة التي مكثت فيها العائلة المقدسة تباركاً بالموقع؛ حيث كانت المغارة ملاذاً للسيدة العذراء مريم والسيد المسيح عليهما السلام ويوسف النجار، خلال رحلتهما إلى مصر».

وأكد سليمان أن الكنيسة «تتميز بعمارتها الفريدة وبنائها بالطوب الأحمر المحروق، على الطراز البازيليكي، وهو عبارة عن صالة عرضية تفتح على قاعة الكنيسة المقسمة بصفين من الأعمدة إلى 3 ممرات: الممر الأوسط وهو صحن الكنيسة، وممران جانبيان يُطلق عليهما الأجنحة، وفي النهاية هيكل الكنيسة ويحجبه عن قاعتها الحجاب الخشبي أو حامل الأيقونات أسفل هيكل الكنيسة، التي يقع في شرقها المكان الذي تبارك بالعائلة المقدسة، وبئر المياه التي استخدمتها السيدة العذراء طوال إقامتها، كما تحتضن الكنيسة كثيراً من الكنوز الأثرية، بالإضافة إلى مجموعة قيمة من الأيقونات والمخطوطات والمنسوجات».

لوحة أيقونية للقديسين (لقطة من الفيلم على يوتيوب)

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن خطة لإحياء مسار العائلة المقدسة، خصوصاً بعد إدراج الرحلة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022. ويتضمّن المسار 25 نقطة على مسافة 3500 كيلومتر أقرّتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتمرّ في 40 مدينة مصرية من سيناء إلى جنوب مصر.

ويأتي الفيلم التسجيلي «كنيسة أبي سرجة» بعد أفلام عدّة قدّمها مشروع «عارف» الذي يطمح لتقديم 100 فيلم وثائقي تتنوع بين التراث الحضاري والطبيعي من بينها «الكنيسة المعلقة»، و«الملك الذهبي توت عنخ آمون»، و«مصر القديمة»، و«المحميات الطبيعية»، و«المطبخ القديم»، و«حديقة الأورمان».