عبد الكريم عبد القادر يغادر «وطن النهار» بـ«أنا ردّيت»

الكويت تشيّع «الصوت الجريح»... وأحبّة ينعونه

عبد الكريم عبد القادر.. وداعاً
عبد الكريم عبد القادر.. وداعاً
TT

عبد الكريم عبد القادر يغادر «وطن النهار» بـ«أنا ردّيت»

عبد الكريم عبد القادر.. وداعاً
عبد الكريم عبد القادر.. وداعاً

شيّعت الكويت أمس الفنان عبد الكريم عبد القادر، أحد رموز الإبداع الكويتي والخليجي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لنحو 6 عقود، أثرى خلالها المكتبة الغنائية الكويتية والخليجية والعربية بباقة من أروع الأغنيات بإيقاعاتها المتميزة، لينال العديد من الجوائز التقديرية محلياً وإقليمياً، وذلك بعد رحيله مساء الجمعة عن 82 عاماً إثر معاناة مع المرض.

عبد الكريم عبد القادر في صباه (كونا)

ولد عبد القادر عام 1941، في الزهيرية بمدينة الزبير؛ وفي الكويت شقّ طريق نجاحه معتمداً على موهبته، فهو لم يدرس الموسيقى؛ إذ عمل موظفاً في وزارة الداخلية، ثم انتقل إلى إدارة الجمارك، فقسم الموسيقى بوزارة الإعلام، قبل تقاعده.

كانت بدايته في الغناء مع الموشحات، فلحّن له الفنان يوسف المهنا أغنية دينية بعنوان «شوقي سعى إلى المدينة».

ترك عبد القادر إرثاً فنياً راسخاً في ذاكرة الأجيال، مثل أغنيته الشهيرة «سرى الليل يا قمرنا» التي غناها في 1969، كلمات عبد الله محمد العتيبي وألحان أحمد باقر، وفيها: «نطرناك يا قمرنا/ ولا جيت في سهرنا/ وأثاريك يا قمرنا/ خذاك الليل والهوى». إلى أغنيته الأيقونة «أنا رديت لعيونك»: «أنا رديت لعيونك... أنا رديت/ ولك حنيت مثل ما يحن حمام البيت»، التي غناها بعد عودته إلى الكويت من رحلة علاجية.

عبد الكريم عبد القادر في شبابه (كونا)

كما غنى: «تكون ظالم»؛ كلمات: محمد محروس وعبد الرحمن البعيجان. وفي السبعينات، لحّن له الملحن الشاب مصطفى العوضي أغنية «خليك معاي في الراي»، ثم أغنية «آه يا الأسمر يا زين»، من كلمات الشاعر يوسف ناصر.

وتعاون مع الملحن السعودي عبد الرب إدريس في «العمر الجديد»، من كلمات بدر بورسلي. كما تعاون مع طلال مداح في العديد من أعماله المميزة، مثل ألبوم «شفتك» الصادر عام 1994.

وحمل لقب «الصوت الجريح» في عام 1988 بعد أغنيته الشهيرة «أجرّ الصوت»، واشتهر بأغنيته «شخبارك»، التي طُرِحت عام 1998 ضمن ألبوم الفنان عبد الكريم عبد القادر، من ألحان إدريس، وفيه يخلّد الشاعر عبد اللطيف البناي، كاتب النصّ، قصة أسير كويتي في السجون العراقية... وتسرد الأغنية حكاية أم تستذكر ولدها الغائب: «وين أنت وشخبارك.../ يا مغرب عن ديارك/ أنا كل يوم أكحل ناظري بدارك/ أتمشى تحت هالسور/ أناظر بيتك المهجور... اللي بقى باب الحديد وينك يا فنر هالبيت/ وينك/ بعدك انطفى العالم/ ما بقى بالشوارع نور».

وهي نالت جائزة أفضل أغنية مصوّرة (من إخراج يعرب بورحمة) في «مهرجان القاهرة» الرابع عام 1998، بينما نال مغنّيها الجائزة الذهبية لكونه أفضل فنان في المهرجان.

عبد الكريم عبد القادر (كونا)

وليست هذه الأغنية الوحيدة التي لحّنها إدريس، بل تكرّس التعاون بين النجمين منذ السبعينات، وأسفر عن أعمال بينها: «تأخرتي»، «أعترف لج»، و«غريب»، و«باختصار» و«زوار»... جميعها كتب كلماتها الشاعر بدر بورسلي.

كما غنى لملحنين آخرين، بينهم سليمان الملا، ومشعل العروج، وأنور عبد الله، وطارق العوضي، وصالح عبيدون، وخالد عبد الكريم، وغنّى نصوصاً لشعراء، أبرزهم عبد اللطيف البنّاي وبدر بورسلي، والأمير خالد الفيصل، ودايم السيف، والأمير فهد بن خالد، والأمير سعود بن بندر، والأمير محمد بن عبد الله الفيصل، وخالد البذال، ومبارك الحديبي.

وتفوَّق في أعماله الوطنية التي كانت من أفضل ما كتب في التعبير عن انتمائه لبلده (الكويت) وعشقها، فغنّى: «حبي وتقديري لها»، و«أم الثلاث أسوار»، و«محمل الخير»، و«وطن النهار»؛ حتى باتت الأخيرة بعفويتها وإحساسها الصادق رمزاً لتحرير البلاد من الغزو العراقي. كما قدّم أغنيات رياضية تُردد في المدرجات أثناء تشجيع المنتخبات الوطنية، ومنها أغنية «باسم الله» التي أثارت حماسة متابعي منتخب الكويت الوطني لكرة القدم (الأزرق) في عصره الذهبي.

وخلافاً لمعظم المطربين، لم يجد الراحل نفسه في الحفلات الغنائية العامة أو الخاصة، وكان يرى أنّ عطاءه خلف ميكروفونات التسجيل يتيح له نشر فنه على نطاق أوسع، فاكتسب شعبية جارفة في دول الخليج.

وحصد عبد القادر العديد من الجوائز، منها جائزة «الأسطوانة البرونزية» في «مهرجان القاهرة الغنائي» عن أغنية «جمر الوداع»، وجائزة أفضل أغنية في المهرجان عينه سنة 1998 عن أغنية «شخبارك»، كما كُرِّم في مهرجان «القرين الثقافي» الـ24 ومهرجان «شتاء طنطورة» في السعودية عام 2019 ومهرجان «الكويت للموسيقى» عام 2015.

فن راقٍ وصوت أصيل

ونعت وزارة الإعلام الكويتية الفنان الكبير الذي ترك إرثاً فنياً خالداً في تاريخ الأغنية الكويتية، ورصيداً لا ينضب من المحبة والتقدير في قلوب محبيه محلياً وخليجياً وعربياً، بعد رحلة عطاء استمرت لأكثر من ستين عاماً.

ونقلت المتحدّثة باسم الوزارة، أنوار مراد، تعازي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري، ومواساته لأسرة الفقيد.

وقالت إنّ الراحل الكبير من بين أكثر الفنانين الذين كانت لهم بصمة على الساحة الفنية الكويتية؛ إذ نال شهرة جابت أرجاء العالم العربي بفنه الراقي وبصوته الأصيل.

كما نعى رئيس «الهيئة العامة للترفيه» في السعودية المستشار تركي آل الشيخ الراحل الكبير، وكتب في «تويتر»: «رحم الله الفنان الكبير عبد الكريم عبد القادر، وعزائي لعائلته الكريمة وكل محبيه في الكويت والعالم العربي. اليوم نفقد رمزاً من رموز الأغنية الخليجية والعربية».

وأيضاً نعاه الفنان عبد المجيد عبد الله، في «تويتر»، فكتب: «رحم الله أبا خالد، الفنان الذي زرع فينا الحب والجمال وأثر في أحاسيسنا».

وقال الفنان عبد الله الرويشد معزياً: «رحمك الله يا أخي الكبير، رحمك الله يا غالي على قلوبنا، يا صوتنا، يا معلمنا، ويا علماً من أعلام بلادنا، عبد الكريم عبد القادر، وخالص التعازي وصادق المواساة لأسرتك ومحبيك ولنا وللكويت جميعاً».

بدورها، نعته نوال الكويتية: «رحم الله صوت وطن النهار وصوت قلوبنا عبد الكريم عبد القادر، فقدت الكويت شخصاً كبيراً اليوم ومعلماً من معالمها، (...) لن ننسى هذا الصوت الذي كبرنا على سماعه، فملك قلوبنا».

وقال راشد الماجد: «وداعيّـة يا آخر ليلة تجمعنا... رحم الله الوالد والأستاذ والقلب الكبير... كنت بمثابة الأب الروحي والمعلّم والمُلهِم. رحلت يا أبا خالد ولكن ستبقى ذكراك محفورة في قلبي. خالص العزاء والمواساة لإخواني وأهلي في الكويت والخليج والعالم العربي».

ونعاه الفنان خالد العبيد قائلاً: «بمزيد من الحزن والأسى تلقيتُ نبأ وفاة فقيدنا المغفور له فنان وطن النهار».



«الثقافة السعودية» تطلق 4 خدمات لدعم المبتعثين

الوزارة تسعى لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين في مجالات الثقافة والفنون حول العالم (واس)
الوزارة تسعى لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين في مجالات الثقافة والفنون حول العالم (واس)
TT

«الثقافة السعودية» تطلق 4 خدمات لدعم المبتعثين

الوزارة تسعى لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين في مجالات الثقافة والفنون حول العالم (واس)
الوزارة تسعى لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين في مجالات الثقافة والفنون حول العالم (واس)

أطلقت وزارة الثقافة السعودية، 4 خدمات جديدة عبر «منصة الابتعاث الثقافي»؛ لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة لمبتعثيها بمجالات الثقافة والفنون حول العالم، وذلك ضمن جهودها لتنمية وتأهيل الكوادر الوطنية لتلبية احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية.

وتقدم خدمة «الاستشارات الأكاديمية» استشارات مخصصة للمبتعثين خلال مشوارهم، للمساهمة في توجيههم، ودعمهم في اختيار التخصصات والمواضيع البحثية المناسبة. بينما تدعمهم «الاستشارات المهنية» وتُوَجِّههم نحو الإعداد المسبق لسوق العمل، عبر مساعدتهم في استغلال تجربة الابتعاث لتطوير المعارف والمهارات اللازمة لبدء مسارٍ مهني ناجح.

ويركز «التدريب المهني في بلد الابتعاث» على دعمهم بالشراكة مع صندوق «هدف» خلال فترة تدريبهم على رأس العمل في الشركات والجهات الرائدة بمجالات الثقافة والفنون، ليتسنّى للخريجين تعزيز معارفهم ومهاراتهم عبر تطبيقها في بيئات مختلفة، وتعزيز أقصى استفادة ممكنة من تجربة الابتعاث.

وتُمكِّن خدمة «دعم البحوث العلمية» القائمين على دراسات ومشاريع بحثية من التواصل مع الأفراد والجهات المختلفة ذات العلاقة في السعودية، مما يُسهِّل وصولهم إلى البيانات الموثوقة، وإجراء البحوث النوعية، ويساهم في تميزهم الأكاديمي.

يُشار إلى أن برنامج الابتعاث الثقافي أُطلق عام 2020 ضمن أولى مبادرات الوزارة لخدمة مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، وتحت مظلة «رؤية السعودية 2030»، بهدف تمكين المبدعات والمبدعين السعوديين من الالتحاق بأبرز المؤسسات التعليمية في التخصصات الثقافية بمختلف أنحاء العالم.

ويساهم في تحقيق استراتيجية تنمية القدرات الثقافية عبر توفير فرصٍ تعليمية متميزة لهم، تمكِّنهم من التخرج بدرجاتٍ علمية مميزة، وبمستوياتٍ مختلفة من أبرز جامعات العالم في مجالات متنوعة تشمل علم الآثار والتراث، والعمارة والتصميم، والمتاحف، والموسيقى، والمسرح، وصناعة الأفلام، والأدب، واللغات واللغويات، والمكتبات وعلم البيانات، والفنون البصرية، والطهي، وتصميم الأزياء، وتكنولوجيا علوم الأغذية، والمحتوى الرقمي.

من جهة أخرى، وقّعت وزارةُ الثقافة وهيئة الأوقاف، الثلاثاء، مذكرةَ تفاهم لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بهدف إثراء القطاعين الثقافي والوقفي بما يحقق استراتيجياتهما الوطنية، حيث مثّل الوزارةَ نائب الوزير حامد فايز، فيما مثّل الهيئة محافظها عماد الخراشي.

مذكرة تفاهم لإثراء القطاعين الثقافي والوقفي عبر عدة مجالات (وزارة الثقافة)

وتضمنت المذكرة عدة مجالات، من أبرزها تطوير السياسات والإجراءات للأوقاف الثقافية، ودراسة تعزيز الاستدامة المالية لها، وتنويع مصادر إيراداتها، وتوجيه مصارفها، كذلك المساهمة في إنشاء وتطوير منتجات تدعم الحفاظ على الأصول الثقافية الوطنية والإرث الإسلامي، ودعم قطاع الأوقاف في تنويع منتجاته، وزيادة الإنتاج الثقافي، مما يساهم في تنويع المحتوى الثقافي وتحفيز الابتكار.

وتُساهم في تعظيم أثر القطاع الوقفي الثقافي، وإثراء مساهمته في تطوّر القطاع الثقافي، في ظل التعاون الدائم بين الوزارة ومختلف الجهات؛ للمساهمة في الحفاظ على التراث الوطني، وبناء مستقبل غنيّ تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون، لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية.