زوجة نتنياهو تتّهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري

رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشى اغتياله... ومتظاهرون يهاجمون «عائلة الديكتاتور»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في صورة تعود إلى عام 2019 (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في صورة تعود إلى عام 2019 (د.ب.أ)
TT

زوجة نتنياهو تتّهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في صورة تعود إلى عام 2019 (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في صورة تعود إلى عام 2019 (د.ب.أ)

بعد يوم واحد من تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهم فيها قوى اليسار بالدعوة إلى اغتياله، خرجت زوجته سارة بإعلان درامي اتهمت فيه الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري ضده.

جاءت اتهامات سارة نتنياهو خلال لقاء أجرَته مع عدد من ممثّلي عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، الأسبوع الماضي، وكُشف النقاب عنه، الثلاثاء، في صحيفة «هآرتس»، وحسب أكثر من شخص حضر اللقاء، ذكرت سارة نتنياهو عدة مرات أنها لا تثق بقيادة الجيش الإسرائيلي؛ «لأن كبار الجنرالات يسرّبون للصحافة أنباءً كاذبة عن زوجي بشكل منهجي وبلا حدود».

وقد قاطعها عدد منهم، محتجّين على هذه الاتهامات ورافضين لها، فردّت عليهم بأنهم لا يفهمون أن هناك محاولة جدّية لتنفيذ انقلاب عسكري، وردّدت هذا الاتهام بهذه الكلمات مرة تلو الأخرى.

وقالت العقيد في جيش الاحتياط، فاردا فومرنتس، وهي بنفسها أمّ ثكلت أحد أبنائها الجنود، وشغلت منصب رئيسة دائرة المصابين في الجيش، إنها كانت شاهدة على تصريحات سارة نتنياهو، وإنها حرصت على نقل المشهد إلى قيادة الجيش.

متظاهرون يشاركون في احتجاج ضد حكومة نتنياهو في تل أبيب يوم 22 يونيو الجاري (رويترز)

وعُدّت تصريحاتها خطيرة، خصوصاً أنها جاءت فقط بعد يومين من مشاركة نجلها يائير نتنياهو متابعيه على حساباته في الشبكات الاجتماعية منشورات تتّهم قادة في الجيش بتنظيم انقلاب عسكري على والده؛ للتغطية على قصورهم في مواجهة هجوم «حماس» على البلدات الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتتهم المنشورات رئيس الأركان، هرتسي هليفي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهرون حليفا، ورئيس المخابرات العامة، رونين بار، بإخفاء معلومات عن الجمهور. وتساءل يائير نتنياهو: «ماذا يُخفون؟ أليست هذه خيانة؟ لماذا يرفضون إجراء تحقيق خارجي في تصرفاتهم؟».

ومع أن الناطق بلسان رئيس الحكومة نفى تصريحات سارة نتنياهو، فإن الإعلام العبري تمسّك بها، وقال إن هناك تكتيكاً جديداً يتبعه نتنياهو، يحاول فيه الظهور على ضحية حتى يخفّف من الرفض الجماهيري الواسع له، فاستطلاعات الرأي تشير إلى أنه في حال إجراء انتخابات اليوم سيخسر الحكم بشكل مؤكّد، كما تشير إلى أن محاولاته الظهور على أنه قائد قوي يجلب الانتصار لإسرائيل على «حماس»، لا تقنع الجمهور.

يُذكر أن نتنياهو نفسه ظهر في مقابلة صحافية للمرة الأولى باللغة العبرية، الأحد الماضي، وذلك في «القناة 14» التي تعد بُوقاً لمعسكر اليمين المتطرف، وقال إنه بات قلِقاً على حياته وعلى حياة أولاده وزوجته.

احتجاج قرب منزل نتنياهو في قيسارية الخميس الماضي (رويترز)

وجاءت كلماته في وقت أعلن «الشاباك»، (جهاز المخابرات العامة)، أنه يطالب بإعفائه من حراسة ابنه يائير الذي يستجمّ منذ سنة في ميامي الأميركية. والتقط سيّاح إسرائيليون صوراً له وهو يستجمّ أيضاً في غواتيمالا. وسمع شهود عيان نتنياهو وهو يصيح غاضباً: «يلاحقون ابني من مكان إلى مكان، يريدون قتله، وفي هذا الوقت بالذات يقرّر الشاباك رفع الحماية عنه».

ومعلوم أن الشاباك طلب أن تُنقل الحراسة إلى وحدة حماية رئيس الحكومة، وليس رفع الحماية عنه، إذ إنه حسب القانون يتحمّل الشاباك حراسة مجموعة ضيقة من الشخصيات السياسية والعسكرية المهمة.

وتحدّث نتنياهو في المقابلة عن التهديد الذي يتعرض له من المتظاهرين أمام بيته، وقال: «علينا أن نعرف وندرك أن عدوّنا في الخارج وليس في الداخل، لقد شاركت في حفل لذكرى ضحايا سفينة الطلينا (التي جلبت يهوداً وعلى متنها أسلحة في سنة 1948، وأعطى رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون، أوامر بإغراقها)، وكنت أتحدث عن الوحدة وفي الخلفية يحرّضون عليّ، ويهتفون ضدي، ويطلقون هتافات تدعو لقتلي، وأنا أريد أن أتوجه إليهم من هنا وأقول: انضجوا وارتقوا إلى مستوى المسؤولية».

وقد توجّه المستشار القضائي لحزب الليكود، المحامي آفي هليفي، برسالة إلى المستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف ميارا، محذراً من أن «هناك خطراً واضحاً وفورياً على الأمن الشخصي لرئيس الحكومة وعائلته»، وطلب اعتقال ثلاثة من قادة الاحتجاج، هم: عامي درور، وإيهود بيرنور، وفيلوندا يابور.

جانب من الاحتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب السبت الماضي (رويترز)

وكان درور قد قال، خلال مظاهرة أمام بيت نتنياهو في قيسارية، مساء السبت الماضي: «إننا سنمسح الفيلا التي يعيش فيها الديكتاتور نتنياهو وعائلته، سنمسحها عن وجه الأرض، ونزرع العشب الأخضر مكانها، سنمحو ذِكر هذه العائلة، يسألوننا مَن العدو الحقيقي لإسرائيل بيبي (بنيامين) أو حسن نصر الله؟ أنا أقول لكم بلا تردد: بيبي هو العدو».

أما بيرنور فقال: «أيها الشيطان نتنياهو، أنت وعائلتك تُهدرون دماء المخطوفين، إنكم عائلة إجرام تدمر دولة إسرائيل، ويجب أن ندمّركم».

وقال يابور من جهته: «الحكاية بسيطة، لدينا رئيس حكومة جبان وضعيف، يخاف من شعبه، ويخاف من نفسه، يُقنع نفسه بأنه ملاك، ولكنه يكتشف أنه شيطان، زوجته (...) تخاف من الجراثيم، تخاف من الإثيوبيين، تخاف من عائلات المخطوفين، عائلة تعيش مرض الملاحقة».

وهناك من يرى أن نتنياهو يخاف من أن تقود هذه اللهجة ضده إلى اغتياله، كما حصل مع رئيس الوزراء الأسبق، إسحق رابين، سنة 1995.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت يستقيل من الكنيست

شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد وقت قصير من إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو... في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت يستقيل من الكنيست

قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، الأربعاء، إنه استقال من الكنيست بعد أن اتخذ في كثير من الأحيان خطاً مستقلاً عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية «الكنيست» مجتمعاً بحضور نتنياهو لإقرار القانون (إكس)

نتنياهو يواجه مزيداً من الهزات لائتلافه

هزت أزمة جديدة الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وجعلت مصيره مجهولاً، بعد تمرد أحزاب رئيسية فيه خلال تصويت حاسم على قانون مرتبط بالميزانية العامة في «الكنيست»، ما…

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

بعد خضوعه لجراحة الأحد... نتنياهو يغادر المستشفى لحضور تصويت في البرلمان

حضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، جلسة مهمة للبرلمان للتصويت على الموازنة الوطنية، بعد أقل من 48 ساعة من خضوعه لجراحة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تطل من شق في الخيمة التي تسكن فيها مع عائلتها رغم الطقس العاصف بمدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب) play-circle 02:50

نتنياهو يبدد الآمال بصفقة توقف النار: سنعود للقتال

نُقل عن بنيامين نتنياهو قوله: «إذا كانت هناك صفقة، وآمل أن تكون كذلك، فإن إسرائيل ستعود للقتال بعدها... لا لبس في ذلك».

كفاح زبون (رام الله)
العالم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

نتنياهو: سنتذكّر دائماً دور الرئيس كارتر في اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر

غداة وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، بدور كارتر في إحلال السلام بين إسرائيل ومصر.

«الشرق الأوسط» (القدس)

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت يستقيل من الكنيست

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد وقت قصير من إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو... في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد وقت قصير من إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو... في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت يستقيل من الكنيست

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد وقت قصير من إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو... في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت يتحدث إلى الصحافة بعد وقت قصير من إقالته من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو... في تل أبيب 5 نوفمبر 2024 (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، اليوم (الأربعاء)، إنه استقال من البرلمان (الكنيست) بعد أن اتخذ في كثير من الأحيان خطاً مستقلاً عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف في الحكومة.

وأقال نتنياهو غالانت من الحكومة في نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد خلافات بينهما على مدى أشهر تتعلق بطريقة إدارة الحرب على حركة «حماس» في قطاع غزة، لكنه احتفظ بمقعده عضواً منتخباً في الكنيست.

وقال غالانت، في بيان نقله التلفزيون: «مثلما هو الحال في ساحة المعركة، أصبح الحال في الخدمة العامة. هناك لحظات يجب فيها على المرء أن يتوقف ويقيم ويختار اتجاهاً من أجل تحقيق الأهداف».

كان غالانت قد خالف كثيراً نتنياهو وحلفاءه في ائتلاف الأحزاب اليمينية المتطرفة والدينية، بسبب أمور منها الإعفاء الممنوح لليهود المتزمتين دينياً (الحريديم) من الخدمة في الجيش، وهي قضية ساخنة في إسرائيل.

وفي مارس (آذار) 2023، أقال نتنياهو غالانت بعدما طالب بوقف خطة حكومية مثيرة للجدل الشديد لتقليص صلاحيات المحكمة العليا. وأثارت إقالته احتجاجات جماهيرية مما دفع نتنياهو للتراجع.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق غالانت ونتنياهو، إلى جانب قيادي في «حماس»، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في صراع غزة. وترفض إسرائيل قرار المحكمة بشأن غالانت ونتنياهو.

ومن المتوقع أن يحل عبد عفيف، من الطائفة الدرزية، محل وزير الدفاع السابق يوآف غالانت من «الليكود»، بعد استقالته من الكنيست، وفقاً لتقارير إعلامية عبرية.

حصل عفيف على المركز 44 في قائمة «الليكود» في انتخابات الكنيست 2022، وإذا دخل الكنيست، فسيكون عفيف النائب الدرزي الوحيد في الائتلاف الحاكم، حسبما أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».