بايدن يطلق حملته الانتخابية بالتصويب على ترمب

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال إلقائه خطابه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال إلقائه خطابه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا (رويترز)
TT
20

بايدن يطلق حملته الانتخابية بالتصويب على ترمب

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال إلقائه خطابه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال إلقائه خطابه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا (رويترز)

أطلق الرئيس جو بايدن حملته للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بخطاب حذّر خلاله من خطر سلفه ومنافسه المرجح دونالد ترمب، على الديموقراطية في الولايات المتحدة بعد ثلاثة أعوام من الهجوم على الكابيتول.

وقدّم بايدن (81 عاما) الذي يتخلّف عن ترمب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة، منافسه الجمهوري على أنه تهديد للبلاد في خطاب ألقاه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة إذ كان أحد المعسكرات الرئيسة للجيش خلال حرب الاستقلال. وأكّد بايدن أنّ ترمب وأنصاره يتوسّلون "العنف السياسي". وقال إن "ترمب وأنصاره (من مؤيدي شعار فلنجعل أميركا عظيمة مجددا) لا يتبنون العنف السياسي فحسب، بل يجعلونه مادة للضحك".

واتهم بايدن ترمب باستخدام خطاب "ألمانيا النازية"، قائلا إن الرئيس الجمهوري السابق "يتحدث عن دماء الأميركيين المسمومة، مستخدماً بالضبط الخطاب نفسه الذي استخدم في ألمانيا النازية". وأكد الرئيس الديموقراطي في خطابه أن النضال من أجل الديموقراطية "قضية مقدّسة"، حسبما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وكان مقرراً أن يلقي الرئيس خطابه السبت، أي بعد ثلاث سنوات من الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 الذي نفّذه أنصار لترمب في محاولة لمنع المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، لكنّه قُرِّب إلى الجمعة بسبب توقعات بوصول عاصفة. وغادر بايدن البيت الأبيض الجمعة في مروحية الرئاسة الأميركية من دون أن يدلي بأي تصريحات للصحافيين.

وقالت رئيسة فريق حملة المرشح الديموقراطي جولي تشافيز رودريغيز إن خطاب بايدن الانتخابي قبل أربع سنوات والذي كان يقود بموجبه "معركة من أجل روح أميركا"، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. وأوضحت في بيان أن "التهديد الذي شكّله دونالد ترمب عام 2020 على الديموقراطية الأميركية تصاعد خلال السنوات اللاحقة".

وتُعدّ المواقع التي اختارها بايدن لخطاباته رمزية، بدءا بفالي فورج حيث حشد جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، القوات الأميركية التي قاتلت ضد الإمبراطورية البريطانية قبل حوالى 250 عاما. وقال كوينتين فولكس، نائب مدير الحملة "اخترنا فالي فورج لأن جورج واشنطن وحّد المستعمرات هناك. ثم أصبح رئيسا ووضع الأساس للانتقال السلمي للسلطة، وهو ما رفض دونالد ترمب والجمهوريون فعله".

وتتواصل الاثنين الجهود لتعزيز حملة بايدن الذي يصوّر على أنه مدافع عن الديموقراطية، بزيارة كنيسة في ولاية ساوث كارولاينا حيث قتل أحد العنصريين البيض تسعة أميركيين سود بالرصاص عام 2015.

وتأتي هذه الرغبة في تسريع حملة بايدن بعد انتقادات من بعض الديموقراطيين الذين يعتقدون أنها بدأت بشكل بطيء جدا. ويواجه الديموقراطي عقبات عدة. فهو لم يتمكّن من إقناع الناخبين بأن الاقتصاد يتحسن رغم الأرقام الإيجابية، إذ لا يزال كثير من الأميركيين يعانون ارتفاع تكاليف الغذاء والسكن.

كذلك، ما زالت الهجرة عبر الحدود المكسيكية مسألة شائكة مع انقسام في الآراء داخل حزبه بشأن دعمه الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس، وفي وقت يعرقل الكونغرس محاولته إقرار حزم إضافية من المساعدات لأوكرانيا.

كما أن رفض بايدن التحدث عن القضايا الجنائية المختلفة التي يواجهها ترمب، حتى لا يعطي انطباعا بأنه يؤثر في النظام القضائي، قد حرمه أيضا من أحد أسلحته الرئيسية المحتملة ضد الملياردير الجمهوري.

لكن سنّ بايدن قد يكون نقطة ضعفه الرئيسية. وباعتباره أكبر رئيس للولايات المتحدة، تعرّض بايدن لسلسلة سقطات وأخطاء لفظية.

ويتقدم ترمب على بايدن في عدد من استطلاعات الرأي الأخيرة، فيما حظي الديموقراطي في ديسمبر (كانون الأول) بأسوأ نسبة تأييد لرئيس حالي قبل سنة انتخابات. وقال وليام غالستن الخبير في معهد "بروكينغز إنستيتيوشن" لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا أجريت الانتخابات غدا، فإن الرئيس بايدن سيخسر".

مع ذلك، يظهر خطابا بنسلفانيا وساوث كارولاينا أن حملة بايدن ستصوّر السباق إلى البيت الأبيض الآن على أنه خيار واضح بينه وبين الرئيس السابق الذي حوكم مرتين أمام الكونغرس بقصد عزله من السلطة.

وتتعامل حملة بايدن مع ترمب باعتباره المنافس المفترض رغم حقيقة أن المعركة على ترشيح الحزب الجمهوري لن تبدأ حتى تفتتح ولاية أيوا في 15 يناير (كانون الثاني) الانتخابات التمهيدية للحزب. ويستهدف الديموقراطيون أيضا ترمب بقضايا منها الحق في الإجهاض والرعاية الصحية.

في الغضون، يحذّر أول إعلان تلفزيوني لبايدن هذا العام من التهديد "الشديد" للديموقراطية ويظهر مشاهد للهجوم على الكابيتول. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار في مؤتمر صحافي الخميس "كان مشهدا مروعا... سيواصل الرئيس التحدث عن ذلك وسيرفع الصوت بشأنه".


مقالات ذات صلة

بايدن منتقدا ترمب: لم نشهد انقساما داخليا بهذا الشكل

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ملقيا كلمته خلال المؤتمر في مدينة شيكاغو (رويترز)

بايدن منتقدا ترمب: لم نشهد انقساما داخليا بهذا الشكل

وجه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الثلاثاء انتقادات لاذعة لنهج الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الضمان الاجتماعي، محذرا من اتساع الانقسام في البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب متحدِّثاً مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية لدى توجُّهه إلى فلوريدا 11 أبريل (أ.ب)

ترمب بصحة «جيدة جداً» بعد خضوعه لأول فحص طبي في ولايته الثانية

خضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لأول فحص بدني له في ولايته الثانية الجمعة، وأكَّد أنه في «حالة جيدة جداً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يخضع لأول فحص طبي خلال ولايته الثانية

قال البيت الأبيض إن دونالد ترمب، أكبر شخص سناً يتولى رئاسة الولايات المتحدة، سيخضع لأول فحص بدني له في ولايته الثانية، الجمعة، دون تخدير عام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية أميركا ترسل 20 ألف بندقية هجومية لإسرائيل علّق بايدن تسليمها

أميركا ترسل 20 ألف بندقية هجومية لإسرائيل علّق بايدن تسليمها

مضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدماً في بيع أكثر من 20 ألف بندقية هجومية أميركية الصنع لإسرائيل الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في احتفال تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة (أ.ب)

ترمب يلغي التصاريح الأمنية لبايدن وهاريس وكلينتون وآخرين

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب مذكرة رئاسية ألغى فيها التصاريح الأمنية وإمكانية الوصول إلى معلومات سرية لعدد من خصومه السياسيين.

إيلي يوسف (واشنطن)

ترمب يتحدث عن «تقدم كبير» في محادثات الرسوم الجمركية مع اليابان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر صلاة عيد الفصح والعشاء في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض في واشنطن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر صلاة عيد الفصح والعشاء في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض في واشنطن (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يتحدث عن «تقدم كبير» في محادثات الرسوم الجمركية مع اليابان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر صلاة عيد الفصح والعشاء في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض في واشنطن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر صلاة عيد الفصح والعشاء في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض في واشنطن (أ.ف.ب)

تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إحراز «تقدم كبير» بعد اتخاذ خطوة مفاجئة يوم الأربعاء بالتفاوض مباشرة مع مسؤولين يابانيين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية الواسعة.

وقال ترمب في رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتضمن تفاصيل عن المناقشات «تشرفت بلقاء الوفد التجاري الياباني. تقدم كبير!». وأوفدت طوكيو الوزير المكلف بإنعاش الاقتصاد ريوسي أكازاوا لبدء المحادثات، ومن المقرر أن يطلع الصحفيين لاحقا على نتائج اجتماع واشنطن.

من جهته، أعلن مبعوث اليابان إلى الولايات المتحدة لشؤون الرسوم الجمركية ريوسي أكازاوا إثر إجرائه في واشنطن جولة تفاوضية أولى لم تثمر نتائج فورية، أنّ الإدارة الأميركية تريد إبرام اتفاق تجاري مع بلاده قبل انتهاء فترة السماح الراهنة ومدتها 90 يوما.

وقال أكازاوا عقب اجتماعه مع كل من وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت وممثل التجارة الأميركية جيمسون غرير «أتفهّم رغبة الولايات المتحدة في إبرام اتفاق خلال الـ90 يوما. من جانبنا، نحن نرغب بذلك في أقرب وقت ممكن، لكن هذه مفاوضات ثنائية، وليس من الواضح كيف ستتقدّم المحادثات».

وكان المسؤول الياباني يأمل أن تقتصر المناقشات على مسائل التجارة والاستثمار. لكن ترمب تدخل في وقت مبكر من يوم الأربعاء وقال إنه سيشارك من أجل مناقشة قضايا من بينها المبلغ الذي تدفعه طوكيو لاستضافة قوات أميركية في اليابان، وهي أكبر عملية انتشار لقوات أميركية في الخارج.

وفرضت الولايات المتحدة على اليابان رسوما جمركية نسبتها 24 بالمئة إلا أنه جرى بعد ذلك تعليقها لمدة 90 يوما كما هو الحال مع معظم رسوم ترمب . إلا أن واشنطن لا تزال تطبق رسوما عالمية شاملة تبلغ عشرة في المئة إلى جانب رسوم تبلغ 25 بالمئة على السيارات التي تشكل قطاعا رئيسيا في اقتصاد اليابان المعتمد على التصدير.