دول «بريكس» منفتحة على انضمام أعضاء جدد... وتدعو إلى «إعادة توازن» النظام العالمي

وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون (أ.ف.ب)
وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون (أ.ف.ب)
TT
20

دول «بريكس» منفتحة على انضمام أعضاء جدد... وتدعو إلى «إعادة توازن» النظام العالمي

وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون (أ.ف.ب)
وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون (أ.ف.ب)

أعلن دبلوماسيون كبار من دول «بريكس»، خلال محادثات في جنوب أفريقيا (الخميس)، أن المجموعة منفتحة على انضمام أعضاء جدد، في وقت تسعى فيه الكتلة إلى الحصول على صوت أقوى في الساحة الدولية.

ودعا وزراء خارجية «مجموعة الدول الخمس»، المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلى «إعادة توازن» النظام العالمي، وذلك خلال اجتماعهم في الكاب، في إطار مؤتمر يستمر يومين تطغى عليه تداعيات الحرب في أوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، خلال كلمة افتتاحية: «اجتماعنا يجب أن يبعث برسالة قوية مفادها بأن العالم متعدد الأقطاب، وأنه يعيد توازنه، وأن الطرق القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة». وأضاف: «نحن رمز للتغيير، ويجب أن نتصرف على هذا الأساس».

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى عزل موسكو إلى حد كبير على المسرح الدولي، ما دفعها إلى السعي لتوثيق العلاقات مع الصين وغيرها.

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «أكثر من عشر دول»، يتردد أن من بينها السعودية، قد أبدت اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة «بريكس».

وذكر لافروف أن القضية نوقشت مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الموجود في الكاب.

بدوره قال نائب وزير الخارجية الصيني، ما تشاو تشو، إن بكين ترحب بالمتقدمين المحتملين. وأضاف في مؤتمر صحافي: «نتوقع انضمام مزيد من الدول إلى عائلتنا الكبيرة».

يأتي اجتماع دول مجموعة «بريكس»، الخميس، في الكاب قبل قمة لرؤساء الدول، مقررة في أغسطس (آب) تهيمن على تحضيراتها إمكانية حضور فلاديمير بوتين إلى جنوب أفريقيا، الدولة المضيفة للقمة.

وصدرت في حق بوتين مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة «ترحيل» أطفال أوكرانيين في إطار هجوم موسكو على أوكرانيا.

نظرياً، وبصفتها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، يتوجب على جنوب أفريقيا اعتقال الرئيس الروسي إذا دخل أراضيها. لكن البلدين يقيمان علاقات وثيقة.

في هذا الصدد أكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور أن «دعوة وُجّهت إلى كل من رؤساء الدول الخمس».

وأضافت أن حكومة جنوب أفريقيا التي لم تتخذ موقفاً من مسألة احتمال اعتقال الرئيس الروسي، تدرس «الخيارات القانونية».

وأشارت باندور إلى أن القمة ستعقد في جوهانسبرغ، بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن الحكومة تدرس نقلها إلى مكان آخر للالتفاف على هذه القضية.

في الغضون هتف متظاهرون يحملون الأعلام الأوكرانية خارج الفندق الذي عُقد فيه الاجتماع: «أوقفوا بوتين! أوقفوا الحرب!» وحمل البعض لافتات تصوّر لافروف، كُتب عليها «قاتل أطفال» بحروف حُمر.

وقالت دزفينكا كاتشور (41 عاماً) عضو الرابطة الأوكرانية في جنوب أفريقيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «صعب أن نرى أن جنوب أفريقيا التي لديها موقف قوي لناحية حقوق الأطفال، تصافح شخصاً هو جزء من جرائم الحرب المنهجية هذه ضد الأطفال الأوكرانيين».

وأوضحت باندور أن وزراء الخارجية لم يناقشوا مسألة حضور بوتين، بل ركزت محادثاتهم على الاستخدام المحتمل لعملات بديلة للدولار الأميركي في التجارة الدولية، وعلى تعزيز «بنك التنمية الجديد»، المعروف أيضاً باسم بنك «بريكس».

وفي إشارة واضحة إلى الإجراءات الغربية ضد روسيا، قالت إنه تم البحث أيضاً في سبل «ضمان عدم وقوعنا ضحايا للعقوبات التي لها آثار ثانوية على الدول التي لا تنخرط في القضايا التي أدت إلى تلك العقوبات الأحادية».

وترفض بريتوريا إدانة موسكو منذ بدء الحرب على أوكرانيا، مؤكدة أنها تتخذ موقفاً محايداً، وتفضل الحوار لحل الأزمة، وهو ما يثير القلق على الساحة الدولية.

في أبريل (نيسان) قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين تضع جنوب أفريقيا «في موقع صعب».

هذا الأسبوع منحت حكومة جنوب أفريقيا حصانة دبلوماسية للمسؤولين الذين حضروا قمة «بريكس»، قائلة إنه إجراء اعتيادي لتنظيم المؤتمرات الدولية.


مقالات ذات صلة

فرنسا: لا نفهم سبب إلقاء ترمب اللوم على أوكرانيا في الحرب

العالم المرشح الرئاسي الجمهوري حينها دونالد ترمب ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلنسكي خلال لقاء في برج ترمب في مدينة نيويورك... الولايات المتحدة 27 سبتمبر 2024 (رويترز)

فرنسا: لا نفهم سبب إلقاء ترمب اللوم على أوكرانيا في الحرب

قالت متحدثة باسم الحكومة الفرنسية، اليوم (الأربعاء)، إن بلادها لا تفهم سبب إلقاء ترمب اللوم على أوكرانيا في الحرب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم خلال الاجتماع الدبوماسي الأميركي الروسي رفيع المستوى برعاية سعودية في قصر الدرعية في العاصمة السعودية الرياض، 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب) play-circle 01:10

بوتين يصف نتائج اجتماع الرياض بأنها «إيجابية»

وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نتائج اجتماع بين روسيا وأميركا بمبادرة سعودية بأنها «إيجابية».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ب)

لافروف يشيد بتصريحات ترمب حول أوكرانيا

أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء بالرئيس الأميركي دونالد ترمب لإلقائه اللوم في النزاع الأوكراني على التحركات الرامية إلى ضم كييف لحلف الناتو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك (أ.ب)

زيلينسكي يريد «إنهاء» الحرب مع روسيا خلال عام 2025

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، رغبته في الحصول على «ضمانات أمنية» من قبل حلفائه الغربيين تتيح «إنهاء» الحرب مع روسيا خلال السنة الحالية.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الخليج  ولي العهد السعودي لدى اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي في الرياض أمس (واس)

«لقاء الدرعية» ينهي القطيعة الأميركية ــ الروسية

‏أنهى اللقاء الذي عقد في الدرعية شمال غربي العاصمة السعودية الرياض، أمس (الثلاثاء)، بين وفدين رفيعين أميركي وروسي، برعاية من ولي العهد السعودي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الجيش يعلن إنهاء وجود «بوكو حرام» في تشاد

رئيس تشاد: سنلاحق إرهابيي «بوكو حرام» حتى آخر معاقلهم (رئاسة تشاد)
رئيس تشاد: سنلاحق إرهابيي «بوكو حرام» حتى آخر معاقلهم (رئاسة تشاد)
TT
20

الجيش يعلن إنهاء وجود «بوكو حرام» في تشاد

رئيس تشاد: سنلاحق إرهابيي «بوكو حرام» حتى آخر معاقلهم (رئاسة تشاد)
رئيس تشاد: سنلاحق إرهابيي «بوكو حرام» حتى آخر معاقلهم (رئاسة تشاد)

أعلن الجيش التشادي انتهاء هجومه المضاد على جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في منطقة بحيرة تشاد، مشيراً إلى أنه لم يعد لها «أي ملاذ على الأراضي التشادية».

وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التشادية، الجنرال شنان إسحق الشيخ، خلال مؤتمر صحافي، إن الهجوم أسفر عن مقتل «297 إرهابياً»، فيما سقط في المقابل 27 قتيلاً هم: 24 جندياً و3 مدنيين إضافة إلى 41 جريحاً، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف: «جماعة (بوكو حرام) ليس لها أي ملاذ على الأراضي التشادية. استهدفت العمليات الجوية والبرية المختلفة في وقت متزامن وبفعالية كل الخطوط الأمامية والقواعد الخلفية لهؤلاء الإرهابيين».

نحو 40 جندياً قُتلوا في الهجوم الإرهابي الذي دفع الجيش التشادي إلى ملاحقة «بوكو حرام» وقتل 297 من عناصرها (رئاسة تشاد)
نحو 40 جندياً قُتلوا في الهجوم الإرهابي الذي دفع الجيش التشادي إلى ملاحقة «بوكو حرام» وقتل 297 من عناصرها (رئاسة تشاد)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أسفر هجوم لـ«بوكو حرام» على قاعدة عسكرية في منطقة بحيرة تشاد عن سقوط نحو 40 قتيلاً، وفق السلطات المحلية. ورداً على ذلك، أطلق الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو هجوماً مضاداً قال إنه قاده «شخصياً» لمدة أسبوعين من منطقة بحيرة تشاد «للقضاء على قدرة (بوكو حرام)».

وكانت تشاد أعلنت بشكل مفاجئ في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) فسخ الاتفاقات العسكرية والأمنية المبرمة بينها وبين فرنسا، في خطوة مثّلت نهاية التعاون العسكري بين البلدين الذي استمر 60 عاماً أي منذ انتهاء الاستعمار الفرنسي.

وفي فبراير (شباط)، تم نشر مدربين أتراك في البلاد، وخصوصاً لتدريب الجيش التشادي على استخدام مسيّرات حصلت عليها نجامينا، وفقاً لمصادر عسكرية تشادية.

استنفار أمني عقب هجوم «بوكو حرام» (متداولة)
استنفار أمني عقب هجوم «بوكو حرام» (متداولة)

وغالباً ما تستهدف جماعة «بوكو حرام» عناصر الجيش في منطقة بحيرة تشاد.

وبدأ هذا النزاع في 2009 في شمال شرقي نيجيريا، وأدى إلى ظهور جماعات إرهابية أخرى، مثل تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا، وتسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص، ونزوح نحو مليونين في شمال شرقي نيجيريا... وامتد إلى الدول المجاورة (تشاد والكاميرون والنيجر) متسبباً في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.

وأصبحت بحيرة تشاد التي تحدها أربع دول معقلاً للإرهابيين، ما أدى إلى عرقلة صيد الأسماك والزراعة ورعي المواشي التي يعتمد عليها 40 مليون شخص حول البحيرة.