باكستان تتعهد بالقضاء على التشدد والإرهاب

نعت قتلاها في هجوم وزيرستان الانتحاري... والرئيس زرداري حضر صلاة الجنازة

الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير والجنرال ساهر شمشاد ميرزا رئيس لجنة هيئة الأركان المشتركة إلى جانب آخرين يحضرون جنازة المقدم سيد كاشف علي والنقيب محمد أحمد بدر بعد أن هاجم مسلحون موقعاً عسكرياً في مير علي منطقة وزيرستان الشمالية (رويترز)
الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير والجنرال ساهر شمشاد ميرزا رئيس لجنة هيئة الأركان المشتركة إلى جانب آخرين يحضرون جنازة المقدم سيد كاشف علي والنقيب محمد أحمد بدر بعد أن هاجم مسلحون موقعاً عسكرياً في مير علي منطقة وزيرستان الشمالية (رويترز)
TT
20

باكستان تتعهد بالقضاء على التشدد والإرهاب

الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير والجنرال ساهر شمشاد ميرزا رئيس لجنة هيئة الأركان المشتركة إلى جانب آخرين يحضرون جنازة المقدم سيد كاشف علي والنقيب محمد أحمد بدر بعد أن هاجم مسلحون موقعاً عسكرياً في مير علي منطقة وزيرستان الشمالية (رويترز)
الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير والجنرال ساهر شمشاد ميرزا رئيس لجنة هيئة الأركان المشتركة إلى جانب آخرين يحضرون جنازة المقدم سيد كاشف علي والنقيب محمد أحمد بدر بعد أن هاجم مسلحون موقعاً عسكرياً في مير علي منطقة وزيرستان الشمالية (رويترز)

في الوقت الذي لقي فيه 6 جنود باكستانيين مصرعهم في تفجيرات انتحارية متعددة ومتزامنة استهدفت نقطة تفتيش عسكرية في شمال وزيرستان، ينعى الشعب الباكستاني قتلاه ويؤكد قادته السياسيون والعسكريون للأمة أنهم لن يدخروا جهداً للقضاء على التشدد في مناطق الحدود الباكستانية - الأفغانية.

استنفار أمني في الشارع الباكستاني (غيتي)
استنفار أمني في الشارع الباكستاني (غيتي)

وأكد مسؤولون باكستانيون أن حركة «طالبان» الباكستانية تقف وراء التفجيرات الانتحارية الكثيرة التي قتل فيها اثنان من ضباط الجيش الباكستاني، وهما المقدم كاشف علي (39 عاماً) والنقيب أحمد بدر (23 عاماً).

المقدم كاشف علي احد ضحايا الهجوم الارهاب " الجيش الباكستاني"
المقدم كاشف علي احد ضحايا الهجوم الارهاب " الجيش الباكستاني"

من جهته، تعهد الرئيس المنتخب حديثاً آصف علي زرداري، الذي حضر صلاة الجنازة، بأن دماء أبناء الوطن لن تذهب هدراً. كما حضر رئيس أركان الجيش الباكستاني الفريق عاصم منير الجنازة، وكذلك عدد كبير من المواطنين، وخصصت وسائل الإعلام الباكستانية الإلكترونية تغطية استثنائية لهذا الحدث.

الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري (يسار) ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير مع آخرين يحملون نعشاً أثناء حضورهم جنازة المقدم سيد كاشف علي (39 عاماً) بعد أن هاجم مسلحون موقعاً عسكرياً في مير علي بمنطقة شمال وزيرستان (رويترز)
الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري (يسار) ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير مع آخرين يحملون نعشاً أثناء حضورهم جنازة المقدم سيد كاشف علي (39 عاماً) بعد أن هاجم مسلحون موقعاً عسكرياً في مير علي بمنطقة شمال وزيرستان (رويترز)

وجاء في بيان صادر عن الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني: «في الساعات الأولى من 16 مارس (آذار) 2024، هاجمت مجموعة من 6 إرهابيين موقعاً للقوات الأمنية بمنطقة عامة في مير علي، داخل إقليم شمال وزيرستان».

تفجير مركبة محملة بالمتفجرات

وتصدت القوات الباكستانية للمحاولة الأولى للاقتحام، لكن الإرهابيين فجروا مركبة محملة بالمتفجرات عند المدخل، تلتها تفجيرات انتحارية متعددة، ما أدى إلى انهيار جزء من المبنى، وسقوط 5 جنود قتلى.

ومن بين الضحايا، رقيب صابر (منطقة خيبر)، والقائد خورشيد (منطقة لكي مروت)، وجندي ناصر (منطقة بيشاور)، وجندي راجا (منطقة كوهات)، وجندي سجاد (منطقة أبوت آباد).

وقال مسؤول عسكري إنه خلال عملية التطهير التي تلت ذلك، «تصدى جنودنا بقيادة المقدم كاشف، وأبادوا الإرهابيين الستة».

جندي باكستاني في نقطة مراقبة (غيتي)
جندي باكستاني في نقطة مراقبة (غيتي)

وأضاف البيان: «إلا أنه خلال تبادل كثيف لإطلاق النار، وبينما كان يقود قواته من المقدمة، استشهد المقدم سيد كاشف علي، والنقيب محمد أحمد بدر، بعد أن قاتلا ببسالة وقدما تضحية عظيمة».

وتابع البيان: «ويجري تنفيذ عملية تمشيط للقضاء على أي إرهابي آخر قد يوجد في المنطقة، حيث تقف القوات الأمنية الباكستانية عازمة على القضاء على آفة الإرهاب من البلاد، ومثل هذه التضحيات التي يقدمها جنودنا البواسل من شأنها أن تقوي من عزيمتنا».

من جهته، قال الرئيس زرداري خلال الجنازة، إن الشعب الباكستاني وقواته المسلحة متحدون وسيواجهون الإرهاب معاً. كما أعرب عن عزمه محاسبة الإرهابيين على دم كل جندي سقط قتيلاً، مضيفاً أن الإخوان والأبناء والأصدقاء الشجعان كانوا يدافعون عن الحدود.

وتعد هذه أول عملية انتحارية في العام تلحق ضرراً بالقوات الأمنية، لكن التفجير نجح في تحريك وتعبئة الرأي العام بالمجتمع الباكستاني ضد التشدد والإرهاب.

وأقيمت جنازات الجنود الباكستانيين الخمسة في مناطق مختلفة من البلاد بمدنهم وقراهم الأصلية، حيث حضر جمع غفير من الناس صلاة الجنازة. ويرى خبراء أن الهجمات الأخيرة تتبع نمطاً نادراً ما تتبعه الجماعات المسلحة الباكستانية لشن هجمات انتحارية متعددة ومتزامنة على هدف واحد تلو الآخر، لإحداث أقصى قدر من الضرر.

وجاء في بيان للجيش الباكستاني أن ما لا يقل عن 6 مهاجمين قتلوا خلال تبادل إطلاق النار مع القوات الباكستانية. وحدث الانفجار ونشبت معركة إثر ذلك واستمرت لعدة ساعات. وأضاف البيان أن مفجراً انتحارياً فجر نفسه عند مدخل الحاجز، قبل أن يصطدم مفجر انتحاري آخر بسيارته بالبوابة.

كما أدان وزير الخارجية إسحاق دار، الهجوم بشدة. وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «الأمة الباكستانية موحدة في الكفاح ضد الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره. ونحن إذ نواصل ردع مثل هذه الأعمال الجبانة، فإننا نؤكد التزامنا وعزمنا على مكافحة هذا الخطر بكل قوة».

وأعادت الهجمات الانتحارية تركيز الأمة الباكستانية على النضال والتطرف بعد شهرين من النشاط السياسي السلمي الذي توج بالانتخابات البرلمانية. وستواجه حكومة «الرابطة الإسلامية» الجديدة التي وصلت إلى السلطة نتاج انتخابات برلمانية، ضغوطاً شديدة للتعامل مع قضية الإرهاب في الأيام المقبلة.


مقالات ذات صلة

باريس تضغط على الجزائر بعد ارتكاب مهاجر غير نظامي هجوماً في فرنسا

أوروبا وزير الداخلية الفرنسي متحدثاً للصحافة عقب هجوم مولوز يوم 22 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

باريس تضغط على الجزائر بعد ارتكاب مهاجر غير نظامي هجوماً في فرنسا

شددت باريس، الاثنين، على أنّ رفض الجزائر استعادة مواطنيها المرحّلين من فرنسا أمر «غير مقبول»، متوعدة بإجراءات انتقامية ردّاً على هجوم جهادي ارتكبه جزائري.

أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية في وسط برلين (أ.ف.ب)

منفذ عملية الطعن عند النصب التذكاري للمحرقة النازية في برلين يتبنى فكر «داعش»

أعلنت النيابة العامة الألمانية، الاثنين، أن منفذ عملية الطعن التي طالت سائحاً إسبانياً عند النصب التذكاري للمحرقة النازية ببرلين يتبنى آيديولوجية تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (برلين)
آسيا تم القبض على بيتر (79 عاماً) وباربي رينولدز (75 عاماً) من قبل «طالبان» في الأول من فبراير بعد عودتهما إلى منزلهما في ولاية باميان في أفغانستان (نيويورك تايمز)

«طالبان» تسعى للإفراج عن زوجين بريطانيين محتجزين في أفغانستان

قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن حركة «طالبان» «ستسعى» إلى إطلاق سراح زوجين بريطانيين محتجزين في أفغانستان «في أقرب وقت ممكن».

«الشرق الأوسط» (كابل - لندن )
أوروبا عناصر في مرسيليا مع روبوت لإزالة الألغام خارج القنصلية الروسية (أ.ف.ب)

اعتقال شخصين على خلفية الهجوم على القنصلية الروسية في مرسيليا

قال المدعي العام لمدينة مرسيليا الفرنسية إن شخصين اعتقلا فيما يتعلق بالهجوم التخريبي الذي استهدف القنصلية الروسية في مرسيليا أمس (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي والروسي هاكان فيدان وسيرغي لافروف خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك عقب مباحثاتهما في أنقرة الاثنين (إ.ب.أ)

اتفاق تركي - روسي على وحدة سوريا ورفض الحركات الانفصالية

أكدت تركيا وروسيا تمسكهما بوحدة أراضي سوريا وعدم القبول بوجود الجماعات الانفصالية المدعومة أميركياً فيها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«طالبان» تسعى للإفراج عن زوجين بريطانيين محتجزين في أفغانستان

تم القبض على بيتر (79 عاماً) وباربي رينولدز (75 عاماً) من قبل «طالبان» في الأول من فبراير بعد عودتهما إلى منزلهما في ولاية باميان في أفغانستان (نيويورك تايمز)
تم القبض على بيتر (79 عاماً) وباربي رينولدز (75 عاماً) من قبل «طالبان» في الأول من فبراير بعد عودتهما إلى منزلهما في ولاية باميان في أفغانستان (نيويورك تايمز)
TT
20

«طالبان» تسعى للإفراج عن زوجين بريطانيين محتجزين في أفغانستان

تم القبض على بيتر (79 عاماً) وباربي رينولدز (75 عاماً) من قبل «طالبان» في الأول من فبراير بعد عودتهما إلى منزلهما في ولاية باميان في أفغانستان (نيويورك تايمز)
تم القبض على بيتر (79 عاماً) وباربي رينولدز (75 عاماً) من قبل «طالبان» في الأول من فبراير بعد عودتهما إلى منزلهما في ولاية باميان في أفغانستان (نيويورك تايمز)

قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن حركة «طالبان» «ستسعى» إلى إطلاق سراح زوجين بريطانيين محتجزين في أفغانستان «في أقرب وقت ممكن».

واعتقل بيتر رينولدز، 79 عاماً، وزوجته باربي 75 عاماً أثناء سفرهما إلى منزلهما في مقاطعة باميان في الأول من فبراير (شباط)، حسبما أكد موظف في شركة التدريب التي يعمل بها الزوجان لوكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

وقالت ابنتهما سارة إنتويستل لإذاعة «تايمز راديو» الاثنين: «لقد فضلنا في البداية عدم زج القنصلية البريطانية، على أمل أن توضح لنا (طالبان) بشكل مباشر سبب اعتقال والدينا». وأضافت: «لكن بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من عدم الرد، لم نستطع الانتظار. ونحن الآن ندعو القنصلية البريطانية بشكل عاجل إلى بذل كل ما في وسعها للحصول على إجابات وممارسة أكبر قدر من الضغط على (طالبان) لإطلاق سراحهما». وكتبت مع أشقائها الثلاثة رسالة مفتوحة إلى حركة «طالبان» للمطالبة بالإفراج عن والديهم اللذين يحملان الجنسية الأفغانية أيضاً. وأكدوا: «نحن لا نعرف أسباب هذا الاعتقال» موضحين أن والديهم «أعربا باستمرار عن ارتباطهما بأفغانستان». وقرر الزوجان البقاء في البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في العام 2021.

ومن المرجح أن توقيفهما يتعلق بإحدى الدورات التدريبية حول تربية الأبناء المخصصة للأمهات اللواتي تزيد أعمارهن عن الثلاثين، بحسب «صنداي تايمز».

أكدت وزارة الداخلية الأفغانية اعتقال الأجانب (أ.ف.ب)
أكدت وزارة الداخلية الأفغانية اعتقال الأجانب (أ.ف.ب)

وأعلنت وسائل إعلام محلية اعتقالهما إلى جانب أميركية من أصل صيني ومترجمهم الأفغاني، في الأول من فبراير في ولاية باميان السياحية غرب كابل المعروفة على وجه الخصوص بتماثيل بوذا العملاقة التي فجرتها حركة «طالبان» عام 2001. ورفض قاني إعطاء مزيد من التفاصيل حول ظروف الاعتقالات وأسبابها وهوية الأجانب المحتجزين.

ورفض مسؤولو «طالبان» ووزارة الخارجية البريطانية التعليق رداً على سؤال من «وكالة الصحافة الفرنسية»: «لا تعترف بريطانيا بشرعية حكومة حركة (طالبان) وليس لها علاقات دبلوماسية رسمية معها».

واعتقلت «طالبان» الزوجين مع صديقة أميركية تدعى فاي هول، استأجرت طائرة للسفر معهما، ومترجم من شركة التدريب التابعة للزوجين «ريبيلد».

وقالت موظفة شركة «ريبيلد» إنه تم إبلاغ المجموعة بأن رحلتهم «لم تنسق مع الحكومة المحلية»، مضيفة أن الثلاثة مسجونون في كابل.

عناصر من «طالبان» في احتفالات إمارة أفغانستان بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في العام 2021 (متداولة)
عناصر من «طالبان» في احتفالات إمارة أفغانستان بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في العام 2021 (متداولة)

وفي بيان نقلته هيئة الإذاعة البريطانية الاثنين، قال المسؤول في «طالبان» عبد المتين قاني: «يتم النظر في سلسلة من الاعتبارات، وبعد التقييم، سنسعى للإفراج عنهم في أقرب وقت ممكن». وأضاف قاني أن الأجانب الثلاثة كانوا يحملون جوازات سفر أفغانية وبطاقات هوية وطنية.

ولم تقدم أي تفاصيل إضافية حول سبب اعتقال الزوجين رينولدز، وفقاً لما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية عبد المتين قاني الاثنين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن سلطات «طالبان» تحتجز بريطانيَين وأميركيّا - صينيّا.

وأضاف بعد فترة وجيزة من نداء وجّهته امرأة بريطانية إلى حكومتها بأن تفعل «كل ما في وسعها» من أجل إطلاق سراح والديها بيتر وباربي رينولدز اللذين كانا يديران دورات تدريبية في البلاد منذ العام 2009 أن «جهوداً جارية لحل هذه القضية».