مصر تؤكد استمرار جهودها للتهدئة ووقف الحرب في غزة

دعت إلى تكثيف المساعدات... وحذّرت من خطورة أوضاع القطاع على المنطقة

دخان ناتج عن القصف الإسرائيلي بخان يونس في وقت سابق (أ.ف.ب)
دخان ناتج عن القصف الإسرائيلي بخان يونس في وقت سابق (أ.ف.ب)
TT

مصر تؤكد استمرار جهودها للتهدئة ووقف الحرب في غزة

دخان ناتج عن القصف الإسرائيلي بخان يونس في وقت سابق (أ.ف.ب)
دخان ناتج عن القصف الإسرائيلي بخان يونس في وقت سابق (أ.ف.ب)

أكدت مصر استمرار جهودها للتوصل إلى تهدئة ووقف الحرب في غزة. في حين دعت القاهرة، الجمعة، إلى «تكثيف تدفق المساعدات إلى قطاع غزة». وحذرت من «خطورة تصاعد الأوضاع في قطاع غزة على المنطقة».

وحلَّت القاهرة بنداً ثابتاً على أجندة جولات لمسؤولين ووفود غربية عدة، كان أبرزهم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، وقيادات الكونغرس الأميركي. وتصدر تطورات الوضع في قطاع غزة جدول أعمال مباحثات المسؤولين الغربيين في القاهرة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، إن «وقف نزيف الدماء الفلسطيني في أقرب وقت، هو الشغل الشاغل لمصر والقيادة السياسية وجميع المسؤولين والجهات المعنية».

وأوضح في تصريحات متلفزة، مساء الخميس، أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر، الجمعة، أن «هناك اتصالات على جميع المستويات وتحركات في جميع الاتجاهات، والجهد المصري لم يتوقف ساعة واحدة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى الآن، والهدف الأول منه هو وقف نزيف الدماء وإنقاذ حياة كل فلسطيني يتعرض للقتل والتشريد والحصار والتجويع».

مركبات تابعة للجيش الإسرائيلي خلال غارة في مخيم الفارعة للاجئين بالقرب من مدينة طوباس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

مساعدات للقطاع

وحسب متحدث الرئاسة المصرية فإنه «لا يمكن الحديث عن الشهداء والضحايا الفلسطينيين بوصفهم أرقاماً، لأن هذا الأمر غاية في الصعوبة؛ لأن كل طفل يموت أو يُيتَّم وكل أب وأم فقدوا أبناءهم وكل شخص يصاب بعاهات، هي أمور لا تُعوَّض، وبالتالي فإن الأولوية الأولى والقصوى لمصر هي السعي بكل الوسائل المتاحة لتجنب سقوط مزيد من الضحايا».

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، ارتفاع عدد ضحايا العـدوان الإسرائيلي على غزة إلى «23708 شـهـداء، و60005 جرحى منذ 7 أكتوبر الماضي».

وحول الجهود المصرية بشأن إدخال المساعدات للفلسطينيين. أكد فهمي أن «نحو 75 أو 80 في المائة من المساعدات والإغاثات التي تدخل غزة هي من مصر، لكن هناك احتياج لمزيد من المساعدات، وكذلك تسريع وتفعيل الآليات التي تسمح بإدخال هذه المساعدات بالكميات الكافية التي تخفف عن أهالي غزة وتمكّنهم من البقاء»، مشدداً على أن «المسؤولية الأولى للقيادة السياسية هي حماية مصر وأمنها القومي»، مشيراً إلى أن «منع تصفية القضية الفلسطينية، وهي أولوية لمصر؛ وإلا ما كانت هناك تضحيات من أجل القضية الفلسطينية على مدار عقود طويلة ليس فقط من مصر؛ لكن من جميع الدول العربية والإسلامية، فلا يُمكن أن يتم إنهاؤها دون الحل العادل من خلال تسوية وليست تصفية»، مضيفاً أن «مصر تبحث عن المساحات المشتركة في المواقف تجاه القضية الفلسطينية، فالأمن يكمن في السلام وفي إقامة الدولة والتعايش السلمي».

5 طائرات

واستقبل مطار العريش الدولي في شمال سيناء «5 طائرات تحمل 38.5 طن من المساعدات، و88 طبيباً لغزة». وقال مصدر مسؤول في شمال سيناء، الجمعة، إن «المطار استقبل خلال الساعات الماضية طائرة مساعدات من قطر تحمل 26.5 طن من المواد الغذائية، وطائرة مساعدات من تركيا تحمل 3 أطنان من الأدوية والمواد الغذائية، وطائرة ثانية من تركيا، وحملت على متنها 9 أطنان من الأدوية، إلى جانب وصول طائرة من إيطاليا حملت على متنها 48 طبيباً من الأطباء الإيطاليين العاملين في المستشفى الميداني الإيطالي بميناء العريش، وطائرة فرنسية حملت على متنها 40 طبيباً من العاملين في المستشفى الفرنسي العائم بالعريش».

شاحنات مصرية تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بعد خضوعها للتفتيش ​​عند معبر «كيرم شالوم» (إ.ب.أ)

في السياق أكد متحدث «الرئاسة المصرية» أن «موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية ثابت ومعروف للجميع»، موضحاً أن «هناك رغبة تزداد لدى القوى الدولية وكذلك الدول العربية لوضع حد للقتل والعنف ووقف إطلاق النار سواء في شكل هدن أو وقف نار إنساني»، منوهاً إلى أن «جميع مواقف الدول تجري بلورتها لمحاولة التوصل لموقف موحد تجاه الأزمة الفلسطينية». وأشار فهمي إلى أن «مصر وفلسطين لديهما هدف مشترك يتمثل في إنهاء النزاع، ووقف نزيف الدماء، وأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كافة في إقامة دولة مستقلة بما يحقق السلام والاستقرار في المنطقة».

رفض تصفية القضية

وتوافقت قمة ثلاثية في العقبة، الأربعاء، جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، على ‏«رفض أي مساعٍ أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو (تهجير الفلسطينيين) خارج أراضيهم»، وكذا رفض «أي محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى ديارهم».

كما طالب السيسي وعباس خلال مباحثات قمة في القاهرة، قبل أيام، المجتمع الدولي والقوى الفاعلة بـ«التحلي بأعلى درجات المسؤولية، التاريخية والسياسية والإنسانية، للعمل على التسوية العادلة والشاملة، التي تتضمن إقامة والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وباعتبار ذلك أيضاً الضامن الأساسي للأمن والاستقرار في المنطقة». وأكدا حينها «رفض أي مساعٍ أو محاولات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو (تهجير الفلسطينيين) خارج أراضيهم بأي شكل من الأشكال».

الرئيس المصري والعاهل الأردني ومحمود عباس خلال «القمة الثلاثية» الأخيرة في العقبة (الرئاسة المصرية)

الوساطة المصرية

وعن إمكانية عودة الوساطة المصرية - القطرية مرة أخرى لتهدئة الأوضاع في غزة، قال متحدث الرئاسة المصرية إن «الجهود المصرية لم ولن تتوقف سواء في شكل وساطة أو تبادل لوجهات النظر أو على شكل اتصالات مكثفة، لوقف نزيف الدماء في غزة»، مشدداً على «عزيمة وإصرار مصر على المضيّ في الدفع إلى التوصل لوقف إطلاق النار وتهدئة الموقف بما يحقق السلام في المنطقة». لكنه في الوقت نفسه حذَّر «من خطورة وعواقب الأوضاع في غزة على المنطقة بأكملها».

كانت القاهرة قد تقدمت بإطار مقترح يتكون من 3 مراحل، لوقف إطلاق النار في غزة ضمن جهود الوساطة السياسية، حسب تصريحات سابقة لرئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، الذي أكد في تصريحات سابقة، أن المقترح المصري أُرسل إلى الأطراف المباشرة والشركاء الدوليين، ‏لافتاً إلى عدم تلقي مصر أي ردود ‏سواء بالرفض أو القبول حتى اليوم السابق لاغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، صالح العاروري. ووفق مراقبين، «تواجه الوساطة المصرية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية منذ أيام (صعوبات) في إحداث اختراق في مواقف أطراف الصراع عقب اغتيال العاروري»، إلا أن مصدراً مصرياً رفيع المستوى أفاد في تصريحات سابقة تناقلتها وسائل إعلام مصرية، بأنه «لا يوجد بديل عن المسار التفاوضي لحل الأزمة في قطاع غزة». وشدد حينها على أنه في حالة عدم وساطة مصر «قد تزداد حدة الأزمة وتتفاقم بما يتجاوز تقديرات الأطراف كافة».

في غضون ذلك، أكد سفير بلجيكا في القاهرة، فرنسوا كورنييه دى إلزيوس، أن «بلاده تدعم وتقدّر عالياً الجهود الحثيثة لمصر من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة، وكذا تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع عبر معبر رفح». وحسبما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط بمصر، الجمعة، فقد أشار السفير البلجيكي إلى أن «بلجيكا تدعم رفض مصر (تهجير الفلسطينيين) من قطاع غزة»، مشدداً على أن «سكان غزة يجب أن يكون بوسعهم أن يعيشوا بالقطاع في الظروف الملائمة، وهذا هو الخط السياسي الثابت لبلجيكا الذي تتقاسمه مع مصر».


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية مشاهد من حيفا لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي خلال اعتراض صواريخ (أرشيفية - رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن، بعد وقت قصير من انطلاق صفارات الإنذار في مناطق من البلاد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مواطنون فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)

اليوم التالي في غزة... دعوة «حماس» لتبني مقترح «الإسناد المجتمعي» تلقى «تحفظاً»

دعوات جديدة من «حماس» بشأن «لجنة إدارة قطاع غزة» في اليوم التالي من الحرب، تطالب حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس بالتجاوب مع جهود تشكيلها

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا فلسطينيون يحملون جثة شخص قُتل في غارة إسرائيلية أصابت منزلاً بحي الشجاعية شمال غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: «تفاؤل حذر» و«ضغوط» لإبرام «الصفقة»

جولة مفاوضات جديدة بالدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن قوبلت بـ«تفاؤل حذر» في الإعلامين الإسرائيلي والأميركي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية متظاهرون يقطعون طريقاً في تل أبيب خلال احتجاج يطالب بالإفراج الفوري عن الرهائن في غزة (رويترز)

بسبب الحرب... الإسرائيليون يعانون من تكلفة المعيشة

أفاد تقرير إخباري، السبت، بأنه مع بداية 2025، يواجه الإسرائيليون فاتورة حرب تقدر بنحو 40 مليار شيقل (11 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

المنقوش: لقاء كوهين كان بتنسيق بين إسرائيل وحكومة الدبيبة

المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية
المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية
TT

المنقوش: لقاء كوهين كان بتنسيق بين إسرائيل وحكومة الدبيبة

المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية
المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية

كشفت وزيرة الخارجية المقالة بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، نجلاء المنقوش، عن أن لقاءها مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين الذي تمّ قبل أكثر من عام في روما، كان بتنسيق بين إسرائيل والحكومة، وقالت إنها ناقشت معه عدداً من القضايا «الأمنية الحساسة التي تهم استقرار ليبيا وفقاً لما كُلفت به».

صورة أرشيفية لنجلاء المنقوش (الوحدة)

وأضافت المنقوش لـ«منصة 360»، التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية، مساء يوم الاثنين، في أول حديث لها منذ مغادرتها ليبيا، أن اللقاء مع كوهين كان سرياً لأغراض أمنية واستراتيجية، لكنها أوضحت أنه كان يتعلّق «بالبحر المتوسط، والمحافظة على الموارد الليبية النفطية والمائية بالإضافة إلى الطاقة».

وأشارت إلى أنها «لم تكن طرفاً في الترتيب لأجندة الاجتماع مع كوهين... الحكومة هي التي رتبت، وأنا دوري كان إيصال الرسائل إلى الجانب الإسرائيلي»، واصفة تنصل «الوحدة» من اللقاء بأنه «عدم حكمة أو فقد القدرة على معالجة الأزمة بعد تسريب خبر اللقاء».

وأبدت المنقوش استغرابها من تسريب الجانب الإسرائيلي اللقاء، بالنظر إلى أن «الاتفاق كان عدم إعلانه وإبقاءه سرياً... المشكلة بالنسبة لي لم تكن في تسريب الخبر؛ بل كانت في طريقة معالجته، لأن ما قمت به هو من صميم عملي الدبلوماسي، كنت أقود الدبلوماسية الليبية؛ وعملي مقابلة كل وزراء الخارجية».

وقالت إن لقاءها كوهين «لم يكن خطأ من ناحية المبدأ»، مشددة على أن مقابلة الطرف الإسرائيلي كانت محددة في موضوعات وإطار معين، وكما يقولون «رب ضارة نافعة»، فبداية حديثي مع الوفد الإسرائيلي أكدت لهم أن موقف الليبيين الشرفاء والعرب الشرفاء هو الاعتراض على السياسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته.

احتجاجات سابقة في طرابلس على اللقاء بين المنقوش ونظيرها الإسرائيلي (أ.ب)

وسبق أن أثار اجتماع المنقوش - كوهين، الذي احتضنته إيطاليا في أغسطس (آب) الماضي، حالةً من الغضب في ليبيا تسببت في مغادرتها البلاد، في حين نفى عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة علمه بلقائها كوهين.

ولُوحظ خروج الكثير من المواطنين في مصراتة (غرب ليبيا)، سعياً للتظاهر ضد الدبيبة الذي قالت تقارير إنه وجّه وزير الداخلية بتشديدات أمنية على طرابلس لمواجهة أي احتجاجات.

وصعّد رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حمّاد، يوم الاثنين، أمام مجلس النواب، من هجومه ضد غريمه الدبيبة، وعدّ لقاء مسؤولين في «الوحدة» مع «العدو الصهيوني» سقوطاً أخلاقياً وقانونياً، يجرّمه القانون بشأن مقاطعة إسرائيل.

والمنقوش المولودة في بنغازي (54 عاماً) خرجت من ليبيا سراً، عقب حالة غضب عارمة ومظاهرات في بعض المدن، إثر وقوعها تحت طائلة القانون الليبي، الصادر في عام 1957 بشأن «مقاطعة إسرائيل».

ويقضي القانون بـ«الحبس لمدة لا تقل عن 3 سنوات، ولا تزيد على 10 سنوات، وبغرامة لا تتجاوز 5 آلاف دينار، عقاباً لكل مَن يعقد اتفاقاً مع أي نوع من هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل، أو منتمين إليها بجنسيتهم، أو يعملون لحسابها».

وأبدت المنقوش احترامها للقانون الليبي، وقالت إنها مستعدة للمثول أمام جهات التحقيق، لإثبات الحقيقة لليبيين الذين قالت «إنها تحبهم، وليس لديها ما تخفيه عنهم». وكان النائب العام أحالها إلى التحقيق منذ أغسطس 2023، لكنها تقول: «لم يتم استدعائي حتى اليوم».