عضوان بمجلسي النواب والدولة في ليبيا: مبادرة باتيلي مرفوضة وفاشلة

أكدا أنها تزيد المشهد السياسي تعقيداً لأنها «أقصت ممثلي مدن الجنوب»

المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في لقاء سابق مع عدد من أعيان وشيوخ القبائل الليبية (البعثة)
المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في لقاء سابق مع عدد من أعيان وشيوخ القبائل الليبية (البعثة)
TT
20

عضوان بمجلسي النواب والدولة في ليبيا: مبادرة باتيلي مرفوضة وفاشلة

المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في لقاء سابق مع عدد من أعيان وشيوخ القبائل الليبية (البعثة)
المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في لقاء سابق مع عدد من أعيان وشيوخ القبائل الليبية (البعثة)

أكد عضوان في مجلسي الدولة والنواب الليبيين أن مبادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، الخماسية «فاشلة». وقال مسعود عبيد، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، لوكالة «أنباء العالم العربي»، اليوم الأربعاء، إن هذه المبادرة «لم يدرسها باتيلي جيداً، ولم يعد لها بالشكل المطلوب، وهي عبارة عن مضيعة للوقت، وتأتي على حساب الاستقرار في ليبيا، وتزيد المشهد الليبي تعقيداً أكثر مما هو معقد».

مسعود عبيد النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الليبي (الشرق الأوسط)
مسعود عبيد النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الليبي (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال خليفة الدغاري، عضو مجلس النواب الليبي، لوكالة «أنباء العالم العربي» عن المبادرة ذاتها: «إنها لم تدرس جيداً ردود الفعل الداخلية، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الشعبي، ولم تدرس حتى ردود الفعل الخارجية من قبل الأطراف المتداخلة في الشأن الليبي، ولديها أذرع قوية سواء كان في شرق ليبيا أو غربها». وكان باتيلي قد وجه دعوات إلى الأطراف المؤسسية الرئيسية في ليبيا للمشاركة في اجتماعٍ يهدف إلى التوصل لتسوية سياسية حول القضايا مثار الخلاف السياسي، والمرتبطة بتنفيذ العملية الانتخابية، وتحديد المسائل العالقة، التي يجب حلها لتمكين المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من الشروع في تنفيذ قانوني الانتخابات، الصادرين عن مجلس النواب. وفي خضم الاعتراضات التي أبدتها قوى سياسية على المبادرة، حذر باتيلي، الثلاثاء، من استمرار الوضع الحالي في البلاد، وجدد الدعوة إلى القادة الليبيين إلى الالتقاء بحسن نية، وبروح من المسؤولية والتوافق، وإبداء الاستعداد لتقديم تنازلات من أجل المصلحة الوطنية. وأضاف عبيد موضحاً أن تحذيرات باتيلي «لم تقدم جديداً، فالكل يعلم أن الانقسام الحالي يهدد بالفعل البلاد، لكن عليه أن يلوم نفسه؛ لأن مبادرته لم تراعِ مصالح كل الأطراف الموجودة في ليبيا، والمؤثرة في المشهد السياسي في البلاد». وانتقد النائب الأول لرئيس مجلس الدولة التمثيل الجنوبي في هذه المبادرة، قائلاً إن باتيلي «دعا إلى مبادرة من أجل التوصل إلى توافق، وقال إن التوازن العددي غير مطلوب في الاجتماعات، ونحن نتفق معه في ذلك، لكننا نختلف معه على غياب التوازن التمثيلي، خاصة أنه لم يوجه الدعوة إلى أحد من إقليم فزان (جنوب ليبيا)»، مضيفاً أن هذه المبادرة «مرفوضة من حيث المبدأ؛ لأنه يجب أن يكون هناك تمثيل من الجنوب، وأن يحضر أحد أبناء الجنوب على طاولة صنع القرار في الاجتماعات، التي تتم في إطار المبادرة». وتابع عبيد قائلاً: «لا بديل عن التوافق بين مجلس الدولة ومجلس النواب، بوصفهما الجسمين التشريعيين المسؤولَين عن وضع أي اتفاق سياسي للدولة الليبية». ولم تتمتع ليبيا بالاستقرار منذ الاحتجاجات الشعبية، التي انتهت بمقتل رئيسها معمر القذافي في 2011، وانقسمت في 2014 بين فصائل متحاربة في الشرق والغرب، لكن المعارك توقفت إلى حد كبير منذ وقف إطلاق النار عام 2020.

دعوة السلطة التنفيذية خطأ

يرى الدغاري، عضو مجلس النواب، أنه من الخطأ دعوة السلطة التنفيذية للمشاركة في مبادرة المبعوث الأممي، سواء كانت المجلس الرئاسي، أو رئيس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني، أو رئيس الوزراء في حكومة بنغازي. وقال موضحاً أن «هذه أطراف سلطة تنفيذية ليس لها علاقة أصلا بتشكيل حكومة جديدة».

خليفة الدغاري عضو مجلس النواب الليبي (الشرق الأوسط)
خليفة الدغاري عضو مجلس النواب الليبي (الشرق الأوسط)

وأضاف الدغاري: «ربما يكون الاختصاص الأهم لمجلس النواب بالدرجة الأولى، وبمشاركة من مجلس الدولة، أما الأطراف الأخرى عسكرية ومدنية، فهي سلطات تنفيذية، وهي المستهدفة بالتغيير، وبالتالي من الخطأ أن تشترك سلطة تنفيذية في حوار يهددها بالتغيير، ولذلك فإن نتيجة الحوار ستكون صفرية حتى قبل أن يبدأ». وتابع الدغاري موضحاً: «لقد وصلت الأزمة حالياً إلى نقطة تجعلنا لا نرى في الأفق أي توافق بين الأطراف، خاصة فيما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة، ولا نرى أي توافق على إقامة الانتخابات، والحل الحالي في إصدار دستور دائم، ودونه سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة». ورداً على سؤال حول السيناريوهات المتوقعة التي يمكن أن يقوم بها باتيلي في الفترة المقبلة، قال الدغاري: «باتيلي مجرد سكرتير للقوى المتحكمة في المشهد الليبي، والمتمثلة في القوى الموجودة في مجلس الأمن الدولي، ولا يقدم أي ورقة أو أي اقتراح إلا بعد التشاور مع هذه الأطراف». وتوقع عضو مجلس النواب أن يقوم باتيلي، في حال فشل مبادرته، بتفعيل المادة 64 من الاتفاق السياسي، التي تنص على تشكيل لجنة رفيعة المستوى، تتشكل من خلالها حكومة جديدة. وقال بهذا الخصوص: «لكن باتيلي لن يقوم بذلك إلا إذا حصل على ضوء أخضر من الدول الفاعلة في المشهد الليبي، وخاصة الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا، ثم إصدار قرار جديد من مجلس الأمن للاعتراف بالحكومة الجديدة».



هجوم ناري للبرهان على «تدخل» الاتحاد الأفريقي و«إيغاد» في شؤون السودان

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)
TT
20

هجوم ناري للبرهان على «تدخل» الاتحاد الأفريقي و«إيغاد» في شؤون السودان

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)

ندّد قائد الجيش السوداني رئيس «مجلس السيادة» الانتقالي عبد الفتاح البرهان، بدعوة قمة الاتحاد الأفريقي الـ38 والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»، لوقف الحرب في السودان... كما أبدى غضبه من مشاركة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في أعمال القمة، وأعلن رفضه ما سماها «محاولات فرض حكومة من الخارج».

وقال البرهان بلهجة غاضبة أمام «مؤتمر مبادرات دعم التعليم الإلكتروني والبنية التعليمية لإقليم دارفور» في بورتسودان الاثنين: «الشعب السوداني يرفض أي حلول خارجية، ولن يقبل أن تفرض عليه حكومة، مثلما لن يقبل أن يفرض عليه عبد الله حمدوك أو أي شخص آخر». وأضاف: «من يرد أن يحكم السودان، فليأت وليقاتل مع السودانيين، والأفضلية ستكون للذين يقاتلون الآن».

البرهان خلال حديثه في بورتسودان الاثنين (أ.ف.ب)
البرهان خلال حديثه في بورتسودان الاثنين (أ.ف.ب)

وتأتي تصريحات البرهان غداة اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي الـ38، التي رفضت رفع تعليق عضوية السودان المجمدة في المنظمة القارية منذ انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) 2021 على الحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، واشترطت وقف الحرب، وعودة الطرفين لمائدة التفاوض، واستعادة الحكم المدني الديمقراطي.

ووجه البرهان رسالة غاضبة لكل من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»، ودعاهما لما سمّاه توفير جهدهما بقوله: «نقولها للاتحاد الأفريقي و(إيغاد)، وفروا جهدكم، ولا تتعبوا أنفسكم في أمور دون فائدة لن تنال رضا السودانيين».

وقطع البرهان بعدم عودة من أطلق عليهم «عملاء الخارج الذين يتحدثون باسم الشعب السوداني للحكم»، وهي إشارة إلى مطالبات الاتحاد الأفريقي بعودة الحكم المدني، قال: «أستغرب كيف يأتون بشخصيات نُبذت في السودان، وطردت من داخله، لتنصيبها على السودان مرة أخرى، هذا أمر غير مقبول، وما دام أننا موجودون والشعب السوداني موجود، فلن يحكمنا أي ممن يتجولون في الخارج».

رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (رويترز)

ولمّح البرهان إلى دول لم يسمها، ترغب في عودة حمدوك لمكتبه، وقال: «أتعجب من دول تنادي بعودة حمدوك للحكم، وتسأل هل تقبلونه مرة أخرى»، وأكد «أن الشعب هو من يختار من يحكمه سواء البرهان أو حمدوك». وتابع: «هذا ليس حقنا، بل حق الشعب الذي قتل ونهب وعذب وانتهكت حرماته، وهو صاحب الحق في تقرير من يأتي للحكم أنا أو حمدوك، وقطعاً لن نسمح لأي أحد كان أن يأتينا بحكومة من الخارج».

وحذّر ممن سماهم بـ«المجتمعين الإقليمي والدولي»، قائلا: «لا تتعبوا أنفسكم في أمور قال الشعب السوداني رأيه فيها»، ودعاهم إلى بذل جهودهم «من داخل السودان إذا كانوا يريدون مساعدة شعبه... هذه أمور واضحة لا لبس فيها، والسودانيون متفقون عليها».

جانب من حضور القمة الأفريقية الأخيرة (أ.ف.ب)
جانب من حضور القمة الأفريقية الأخيرة (أ.ف.ب)

وتعهد البرهان بمواصلة القتال «حتى القضاء على التمرد»، وقال: «معركتنا مستمرة ولن تتوقف، إلا بعد التأكد من أن السودان أصبح خالياً من أي شخص يحمل السلاح خارج نطاق النظم المعروفة والمعمول بها، ودحر التمرد، وأي مؤامرة تحاك ضده، وسينتصر في النهاية شاء من شاء وأبى من أبى».

وقال إن هدفه هو «تكوين جيش قومي مهني واحد، يخول له حمل السلاح والدفاع عن السودان، بعيداً عن السياسة، أو أن يكون تحت إمرة أي جهة سياسية، أو حزبية أو عقدية».

وحمل على مواقف دول أعضاء في الاتحاد الأفريقي، وقال: «السودان من أوائل الدول التي نالت استقلالها في أفريقيا، وأسهم مساهمة فعّالة في تحرير معظم الدول الأفريقية التي تحاول التدخل في شأنه».

حمدوك رئيس تنسيقية «تقدم» خلال أحد الاجتماعات في لندن أكتوبر الماضي (فيسبوك)
حمدوك رئيس تنسيقية «تقدم» خلال أحد الاجتماعات في لندن أكتوبر الماضي (فيسبوك)

ورداً على تصريحات المسؤول في «التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة» (صمود) خالد عمر يوسف، وحديثه عن استمرار التواصل مع قيادتي الجيش و«الدعم السريع» من أجل وقف الحرب، نفى البرهان أي تواصل، وقال: «هناك من يتكلمون في الميديا عن اتصالات، هذا كذب، نحن ما عندنا اتصالات مع قوى الحرية والتغيير (قحت) نحن لا نتصل إلا مع المقاتلين في الميدان، ولا نتصل بأي شخص أو نسمع كلامه، ما لم يأت ويقاتل مع المقاتلين، بعدها يمكن أن نتكلم معه، لكن وهو يحمل السلاح في الخارج ويقاتلنا، ما عندنا كلام معه».

عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

وأشار البرهان إلى دول ضمن عضوية الاتحاد الأفريقي لم يسمها، وقفت مع حكومته، وامتنعت عن حضور المؤتمر الذي عقد على هامش القمة لدعم السودان، وقال: «إنه مؤتمر غُلّف لتدبير وتجيير أمور معينة لصالح المعتدين على الشعب السوداني»، وتابع: «الشعب السوداني يعي أصدقاءه وأعداءه، والمعركة ستستمر بدعم الأشقاء والأصدقاء»، وأضاف: «نحن واقفون مع الحق، ولا يهمنا رضا زيد أو عبيد، ولن نبحث عن رضا شخص».