«النواب» المغربي يصادق على منح الأطفال ضحايا الزلزال صفة «مكفولي الأمة»

يندرج في إطار التعليمات الملكية من أجل التكفل الفوري بالصغار اليتامى

جانب من جلسة مجلس النواب المغربي (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة مجلس النواب المغربي (الشرق الأوسط)
TT
20

«النواب» المغربي يصادق على منح الأطفال ضحايا الزلزال صفة «مكفولي الأمة»

جانب من جلسة مجلس النواب المغربي (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة مجلس النواب المغربي (الشرق الأوسط)

صادق مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) في جلسة عامة تشريعية، عقدها، الجمعة، بالإجماع على مشروع قانون يتعلق بمنح الأطفال ضحايا زلزال الأطلس الكبير صفة «مكفولي الأمة».

وأوضح الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، خلال تقديمه مضامين مشروع القانون، الذي صُودِقَ عليه في المجلس الوزاري في 19 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن هذا النص يندرج في إطار تعليمات الملك محمد السادس من أجل التكفل الفوري بالأطفال اليتامى، الذين فقدوا أسرهم وأصبحوا من دون مورد، إثر الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير في 8 من سبتمبر (أيلول) الماضي.

مشروع القانون يندرج في إطار تعليمات الملك محمد السادس من أجل التكفل الفوري بالأطفال اليتامى (الشرق الأوسط)
مشروع القانون يندرج في إطار تعليمات الملك محمد السادس من أجل التكفل الفوري بالأطفال اليتامى (الشرق الأوسط)

وأفاد لوديي بأنه جرى إعداد مشروع هذا القانون، الذي جاء متضمناً ثلاث مواد، من أجل تمديد الأحكام المتعلقة بالحقوق المنصوص عليها في القانون المتعلق بمكفولي الأمة، مبرزاً أنه يهدف إلى تحديد شروط منح الأطفال ضحايا الزلزال صفة «مكفولي الأمة»، استناداً إلى أحكام القانون المتعلق بمكفولي الأمة. وقال إن مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين ستعمل على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والترتيبات، بعد إقرار مشروع هذا القانون وصدوره للسهر على التطبيق السريع والأمثل لمقتضياته. وبخصوص الحقوق المخولة للأطفال ضحايا الزلزال المتمتعين بصفة مكفولي الأمة، ذكر الوزير المنتدب أن مشروع القانون نص على تخويل هؤلاء الأطفال كل الحقوق المنصوص عليها في القانون المؤطر رقم 33.97، والمقررة لفائدة مكفولي الأمة، من خلال استفادتهم من الدعم المادي والمعنوي، الممنوح من طرف الدولة، والمتمثل أساساً في إعانة إجمالية بمبلغ شهري حدد في 1250 درهماً (125 دولاراً)، وفقاً للمرسوم رقم 2.01.93 بتطبيق القانون رقم 33.97 المتعلق بمكفولي الأمة كما جرى تغييره.

بعض آثار الزلزال الذي ضرب الأطلس الكبير وخلّف عشرات الضحايا (الشرق الأوسط)
بعض آثار الزلزال الذي ضرب الأطلس الكبير وخلّف عشرات الضحايا (الشرق الأوسط)

كما يستفيد هؤلاء الأطفال، يضيف لوديي، من مجانية العلاجات الطبية والجراحية، والاستشفاء والتشكيلات الصحية المدنية والعسكرية التابعة للدولة، وتخفيضات التنقل عبر كل وسائل النقل السككي، بالإضافة إلى دعم مالي عند كل دخول مدرسي، وإعانة مالية بمناسبة عيد الأضحى لكل عائلة، مشيراً في هذا السياق إلى أنه ستكون لهؤلاء الأطفال ضحايا الزلزال الأسبقية في الالتحاق بمؤسسات التعليم والتكوين، وفي الحصول على المنح الدراسية، والأسبقية لولوج المناصب العمومية لإدارات الدولة والمؤسسات العمومية، والجماعات الترابية (البلديات والجهات). ونوه لوديي في ختام كلمته بالتفاعل الإيجابي والسريع لمجلس النواب تجاه مشروع هذا القانون، «الذي سيكون له وقع جيد على تحسين الوضعية الاجتماعية والمعيشية للأطفال ضحايا الزلزال المتمتعين بصفة مكفولي الأمة». تجدر الإشارة إلى أن مجلس المستشارين صادق بدوره بالإجماع على مشروع هذا القانون في جلسة عامة تشريعية، عقدها الثلاثاء الماضي.


مقالات ذات صلة

المغرب يستضيف منتدى أفريقيا لبحث قضايا السلم والأمن بالقارة

شمال افريقيا البرلمان المغربي الذي يستضيف أعمال المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الأفريقية (الشرق الأوسط)

المغرب يستضيف منتدى أفريقيا لبحث قضايا السلم والأمن بالقارة

تستضيف العاصمة المغربية الرباط أعمال المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الأفريقية، بمشاركة ممثلي 40 برلماناً أفريقياً.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا سكان قبيلة أوزرو بإقليم الحوز يعيشون في خيام بعد أن دمر الزلزال منازلهم (أ.ف.ب)

المغرب: ضحايا زلزال الحوز يستأنفون الاحتجاج بسبب «التهميش»

أعلنت «التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز»، الذي ضرب المغرب في الثامن من سبتمبر (أيلول) 2023، عزمها التصعيد والاحتجاج أمام البرلمان في العاصمة الرباط.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد صورة جماعية لوزراء الدول المشارِكة في اللجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة (وام)

قطر وتركيا تنضمان إلى مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية

أعلنت اللجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية للإنتاج والتنمية الاقتصادية المستدامة انضمام دولتيْ قطر وتركيا للشراكة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
شمال افريقيا واجهة مبنى البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)

رؤساء برلمانات أفريقيا يبحثون في المغرب تعزيز التعاون

افتُتحت في مقر مجلس النواب المغربي أعمال اجتماع رؤساء برلمانات الدول الأفريقية الأطلسية، الذي يُعقد تحت شعار «نحو بناء شبكة برلمانية من أجل أفريقيا مستقرة».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا من إضراب سابق في العاصمة الرباط (الشرق الأوسط)

نقابات مغربية تدعو إلى إضراب عام بسبب الغلاء

دعت نقابات مغربية إلى إضراب وطني في المغرب غداً الأربعاء وبعد غد الخميس؛ احتجاجاً على غلاء الأسعار و«تدهور القدرة الشرائية».

«الشرق الأوسط» (الرباط)

«هدنة غزة»: «مصير مهدد» للاتفاق بعد إرجاء خروج أسرى فلسطينيين

طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: «مصير مهدد» للاتفاق بعد إرجاء خروج أسرى فلسطينيين

طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وسط مشهد متأرجح بين التهدئة والتصعيد، بات اتفاق «هدنة غزة» على المحك بعد خطوة إسرائيلية مفاجئة بتأجيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، رغم إتمام حركة «حماس» تسليم الرهائن.

مخاوف عززتها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصف خلالها عملية التسليم بأنها «مهينة»، بينما يبقى مصير الاتفاق معلقاً بين المناورات السياسية والتطورات الميدانية وضغوط الوسطاء لاستكمال التهدئة.

هذه التطورات دفعت مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للحديث عن احتمال وصوله للمنطقة، الأربعاء، لبحث استكمال الصفقة التي باتت مهددة، غير أن خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، يرون أنه سيكون هناك دور كبير للوسطاء لسد ذرائع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يحاول «التملص» من دخول المرحلة الثانية من الاتفاق التي كان يجب أن تبدأ مفاوضاتها في 3 فبراير (شباط) الحالي، غير أن مستقبل استكمال الصفقة سيكون محل شكوك باستمرار بسبب العراقيل الإسرائيلية.

وأعلن مكتب نتنياهو، الأحد، في بيان، أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين سيتأجل «حتى تُنهي (حماس) المراسم المهينة» التي تُقيمها أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين، في احتمال أن يكون إشارة إلى فيديو نشرته الحركة يظهر اثنين من الرهائن الذين لم يتم إطلاق سراحهم بعد، وهما يشاهدان عملية تسليم في غزة السبت، فضلاً عن تقبيل أحد الرهائن رأس أحد عناصر الحركة على منصة التسليم.

بالمقابل، قال عضو المكتب السياسي في «حماس»، باسم نعيم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأحد: «ما تقوم به حكومة إسرائيل يعرض الاتفاق برمته للخطر الشديد»، مؤكداً أن «الوسطاء الذين ضمنوا الاتفاق، خصوصاً الأميركيين، مطالبون بالضغط على العدو لإنفاذ الاتفاق كما هو، والإفراج الفوري عن هذه الدفعة من الأسرى الفلسطينيين».

وسبق أن أعلنت «حماس» في 10 فبراير الحالي، تعليق عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين «حتى إشعار آخر»، بسبب «استمرار انتهاكات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار»، قبل أن يتدخل الوسطاء ويعلنون التوصل لتفاهمات بزيادة المساعدات لغزة مع استمرار الاتفاق الذي أبرم في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، كما كان على 3 مراحل كل مرحلة عمرها 42 يوماً.

عناصر «حماس» يستعرضون الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم حديثاً ضمن اتفاق الهدنة (أ.ف.ب)
عناصر «حماس» يستعرضون الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم حديثاً ضمن اتفاق الهدنة (أ.ف.ب)

الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، عضو «مجلس الشؤون الخارجية»، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن نتنياهو تعرض للطمات شديدة مع رسائل تسليم الرهائن، وأراد بتلك الخطوة لفت انتباه الرأي العام الإسرائيلي بعيداً لعناوين أخرى تقلل من حجم الانتقادات ضده.

ويتوقع أنور أن تسعى مصر لتجاوز ذلك خلال الساعات المقبلة، بالضغط على الجانب الفلسطيني لمزيد من المرونة والالتزام لتفادي ذرائع نتنياهو، مشيراً إلى أن الاتفاق سيعود لمساره وسينفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتفاق كما كان، وسيطلق سراح الأسرى الفلسطينيين، وسيبحث عن ذريعة أخرى لتعطيله.

وباعتقاد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن ذلك الإرجاء الإسرائيلي جزء من محاولات نتنياهو لتهديد مصير الاتفاق باستمرار، مؤكداً أنه لن يكون الذريعة الأولى والأخيرة له بل سيحاول أن يبحث عن مبررات جديدة لتعطيل الذهاب لمفاوضات المرحلة الثانية التي كانت من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير الحالي.

ويتوقع الرقب، بذل الوسطاء جهوداً لإنقاذ التهدئة وإكمال المرحلة الثانية، وتنفيذ إسرائيل لتسليم الأسرى كما كان مقرراً، مثلما قبلت «حماس» سابقاً، مؤكداً أن الحركة كانت محقة فيما فعلت مسبقاً للضغط على نتنياهو لعدم منع المساعدات ومعدات الإيواء أما الإرجاء الإسرائيلي الجديد رغبة في تهديد الصفقة لا أكثر.

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل بقطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل بقطاع غزة (رويترز)

وكان من المتوقع أن تطلق إسرائيل سراح 620 أسيراً فلسطينياً بعد إطلاق سراح 6 رهائن إسرائيليين، السبت، والذين يعدون آخر دفعة بالمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي يتبقى على انتهائها نحو أسبوع واحد فقط دون بدء محادثات بشأن المرحلة الثانية بعد.

وبينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، في بيان، إن أوامر صدرت للجيش بالاستعداد لـ«بقاء طويل» في مناطق من الضفة الغربية المحتلة، أكد ويتكوف أن الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وذلك في مقابلة مع «سي إن إن» عندما سُئل عن قرار إسرائيل بتأجيل إطلاق سراح سجناء ومعتقلين فلسطينيين، مضيفاً: «يجب تمديد المرحلة الأولى... سأتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع... ربما، الأربعاء، للتفاوض على ذلك»، ووفقاً لـ«رويترز».

ويرجح أنور، أن يستمر نتنياهو بتسخين الجبهات لا سيما في الضفة لعرقلة أي مسار لتهدئة، مشيراً إلى أن الضغوط الأميركية ستكون فيصلاً في تحديد مستقبل الاتفاق، ولذا يجب انتظار مخرجات زيارة ويتكوف.

ويتوقع الرقب أن يضغط ويتكوف في تمديد المرحلة الأولى واستكمال الثانية التي تضمن استلام إسرائيل كامل الرهائن، بينما تبقى المرحلة الثالثة للاتفاق والمعنية ببدء الإعمار مهددة وقريبة من أن ينقلب عليها نتنياهو لحرب واسعة في الضفة وغزة، مشدداً على أن الوسيطين مصر وقطر بخلاف «حماس» يدركون ذلك، وربما ستكون هناك مساع لضمانات أميركية لتفادي حدوث ذلك.