مصر تسمح لسكان مناطق حدودية بالعودة إلى ديارهم بعد 10 سنوات

الحدود المصرية مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
الحدود المصرية مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT
20

مصر تسمح لسكان مناطق حدودية بالعودة إلى ديارهم بعد 10 سنوات

الحدود المصرية مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
الحدود المصرية مع قطاع غزة (إ.ب.أ)

أبلغ شهود وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، اليوم الاثنين، بأن السلطات المصرية سمحت لسكان كان قد تم إخراجهم من منازلهم في مدينتي رفح والشيخ زويد الحدوديتين لأسباب أمنية بالعودة إلى ديارهم بعد نحو عشر سنوات.

وقال مصدر أمني لوكالة أنباء العالم العربي إن عودة السكان إلى منازلهم جاءت عقب استقرار الأوضاع الأمنية والقضاء على مسلحين كان وجودهم يهدد سكان هذه المناطق.

وكانت السلطات المصرية قد أخلت مناطق في رفح والشيخ زويد في شبه جزيرة سيناء في خضم حملة الجيش على جماعات مسلحة موالية لتنظيم داعش، لكن بعد سنوات من الاشتباكات أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطلع العام الحالي النجاح في القضاء تماماً على الجماعات المسلحة.

وتأتي عودة السكان في ظل هجمات إسرائيلية على قطاع غزة مستمرة منذ أكثر من أسبوعين أوقعت آلاف القتلى في أعقاب هجوم مباغت من حركة «حماس» على بلدات إسرائيلية أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400. وأثارت دعوات إسرائيلية لسكان قطاع غزة بالتوجه جنوباً نحو الحدود المصرية رفضاً من القاهرة ودول عربية.

إعلان سيناء خالية من الإرهاب

وقال الشيخ يحيى أبو نصيرة، المنتمي لقبيلة الرميلات، وهو أحد السكان الذين اضطروا لترك منازلهم في الجانب المصري لمدينة رفح: «هجرنا من ديارنا في منطقة الماسورة في رفح منذ حوالي عشر سنوات تقريباً وقت الحرب بين الجماعات التكفيرية وقوات الأمن المصرية». وتابع قائلاً: «منذ إعلان سيناء خالية من الإرهاب ونحن نطالب المسؤولين في محافظة (شمال سيناء) بالعمل على إعادتنا إلى منازلنا، واليوم تم إخطارنا من قبل الأجهزة الأمنية بالموافقة على العودة».

وقال الشيخ سالم عودة من قبيلة السواركة في بلدة الشيخ زويد: «نحمد الله على العودة إلى الديار... منذ عشر سنوات ونحن نعيش في منطقة بئر العبد في غرب العريش منتظرين بفارغ الصبر العودة إلى مزارعنا وبيوتنا التي هجرنا منها نتيجة الحرب على الإرهاب».

وأكد أشرف الحفني، المتحدث باسم اللجنة الشعبية للدفاع عن سيناء ومقرها العريش، أن حوالي 50 ألف شخص في رفح والشيخ زويد اضطروا إلى ترك منازلهم خلال حملة الجيش المصري على الجماعات المسلحة في السنوات العشر الماضية.


مقالات ذات صلة

تحركات لحلحلة أزمة «التدابير التجارية» بين المغرب ومصر

شمال افريقيا لقاءات وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري في المغرب (وزارة التجارة المصرية)

تحركات لحلحلة أزمة «التدابير التجارية» بين المغرب ومصر

لقاء وزاري اقتصادي مغربي - مصري بالرباط، أسفر عن توافق على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وعقد لقاءات للمستثمرين في هذا الإطار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)

السيسي: دولة فلسطينية هي «الضمانة الوحيدة» لسلام دائم

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن إقامة دولة فلسطينية على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي «الضمانة الوحيدة» لسلام دائم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تكررت حوادث سائقي «النقل الذكي» في مصر أخيراً (حساب إحدى شركات «النقل الذكي» على «فيسبوك»)

مصر: توقيف سائق «نقل ذكي» تعدى على سيدة بالضرب

تمكنت وزارة الداخلية المصرية، الجمعة، من توقيف سائق تابع لإحدى شركات «النقل الذكي» في البلاد، بعد اتهامه بـ«التعدي على سيدة بالضرب».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا معالم الأقصر الأثرية تجتذب آلاف السائحين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تُعزز حضورها أفريقياً عبر التعاون في مجال السياحة

تستهدف مصر تعزيز حضورها الأفريقي عبر التعاون في مجال السياحة، من خلال زيادة الاستثمارات في القارة.

أحمد إمبابي (القاهرة )
العالم العربي تجمع فلسطينيين ومسلحي «حماس» خلال عملية إطلاق سراح الرهائن في النصيرات وسط غزة (رويترز) play-circle

هدنة غزة: بدء مباحثات بين وفود إسرائيلية وأميركية وقطرية بالقاهرة

بدأ موفدون من إسرائيل وقطر والولايات المتحدة «مباحثات مكثفة» في القاهرة بشأن المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة بين الدولة العبرية و«حماس» في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ما «حاجة رمضان» التي «تُرهق» ميزانية أسر مصرية؟

كثير من الأسر المصرية يحرص على شراء السلع قبل رمضان (الشرق الأوسط)
كثير من الأسر المصرية يحرص على شراء السلع قبل رمضان (الشرق الأوسط)
TT
20

ما «حاجة رمضان» التي «تُرهق» ميزانية أسر مصرية؟

كثير من الأسر المصرية يحرص على شراء السلع قبل رمضان (الشرق الأوسط)
كثير من الأسر المصرية يحرص على شراء السلع قبل رمضان (الشرق الأوسط)

حين توجهت فاطمة عبد الفتاح (على المعاش) إلى السوبر ماركت في أحد الأحياء المتوسطة بالقاهرة، قبل ساعات قليلة من حلول شهر رمضان، لم تتخيل الزحام الذي وجدته في المكان، حتى إنها لم تجد سيارة تضع فيها السلع التي تشتريها من داخل المحل الكبير، وفق قولها.

«ذهبت لإحضار مستلزمات المنزل لشهر رمضان، على الأقل الأيام الأولى من الشهر، حتى لا أضطر للنزول مرة أخرى في بدايات الشهر»، هكذا توضح السيدة المصرية سبب شرائها كميات من الأطعمة والمواد الغذائية التي اشتهر بها شهر رمضان في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».

وتشهد الأيام الأخيرة قبل حلول شهر رمضان في مصر زحاماً كبيراً لشراء السلع الغذائية ومستلزمات رمضان التي تسميها بعض الأسر «حاجة رمضان». وتتنوع هذه السلع بين اللحوم والمواد التموينية من جهة، وكذلك الياميش والتمر والقطائف والكنافة من جهة أخرى.

ويرى الخبير الاقتصادي محمود العسقلاني، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، أن «حاجة رمضان هي عادة مصرية يلتزم بها كثير من الأسر المصرية، خصوصاً من الطبقة المتوسطة حتى يتفرغوا للراحة والعبادة في أول أيام الشهر الفضيل».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط»: «الأيام الأخيرة قبل رمضان يمكن أن تجد شخصاً يشتري شيكارة سكر، نحو 10 أو 12 كيلوغراماً، في الأيام العادية لا يشتري سوى كيلو أو اثنين، لكن لأن السكر مهم في صناعة الحلويات والكنافة والقطائف التي يهواها المصريون في رمضان يتم شراء مخزون كبير منه، وهكذا من السلع الأخرى مثل الياميش والتمر وقمر الدين وخلافه».

وصل حجم واردات مصر من «ياميش رمضان» الذي يتضمن المكسرات والتمر وقمر الدين وغيره من السلع، إلى 140 مليون دولار في عام 2024، وفق تصريحات صحافية سابقة لمسؤول بغرفة القاهرة التجارية، لافتاً إلى انخفاض الكميات في العام الجديد 2025 بسبب ارتفاع الأسعار العالمية لمكونات الياميش.

أنواع من التمور والياميش تنتشر في السوق المصرية (الشرق الأوسط)
أنواع من التمور والياميش تنتشر في السوق المصرية (الشرق الأوسط)

ويرى مهندس الكومبيوتر محمد السعيد (39 عاماً) أن السبب الرئيسي للزحام على المحلات وشراء الناس لما يطلقون عليه «حاجة رمضان»، هو أن «الكثير من المحلات الكبرى تقدم خصومات وعروضاً كبيرة على السلع، فيسعى كثيرون للاستفادة منها، وفي الوقت نفسه يجهزون مؤونة بعض أيام الشهر، دون أن يشغلوا بالهم بالتسوق مرة أخرى في فترة قريبة».

وتراوحت أسعار مكونات الياميش بحسب الأصناف؛ فسعر كيلو اللوز يتراوح بين 480 إلى 600 جنيه، (الدولار يساوي 50.66 جنيه مصري)، بينما يصل سعر كيلو الكاجو إلى 800 جنيه، وكيلو البندق المقشر إلى 680 جنيهاً، وتتراوح أسعار الزبيب ما بين 30 إلى 70 جنيهاً للكيلو، أما البلح فيتراوح سعره بين 20 إلى 90 جنيهاً للكيلو، بحسب إفادة لشعبة العطارين بالغرف التجارية في القاهرة.

وأشار العسقلاني إلى أن «السلع موجودة في معارض (أهلاً رمضان) و(سوق اليوم الواحد) التي تتيح السلة الغذائية بأقل سعر ممكن، وبأسعار أقل عن الأسواق الخاصة، بخصومات تصل لنحو 30 في المائة، ويمكن أن تكون مسألة الإتاحة هذه ساهمت في زيادة هذه الظاهرة وإقبال الناس على شراء السلع المختلفة أو (حاجة رمضان)».

وتوضح أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس بالقاهرة، الدكتورة سامية خضر صالح، أن «الناس اعتادوا على شراء حاجيات رمضان قبل حلول الشهر بفترة؛ حتى لا يُفاجأوا بنقص في مواد معينة»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف شراء بعض الأسر للسلع بكميات كبيرة يؤدي إلى إهدار أو فساد هذه السلع، فبعض الناس يشترون كميات كبيرة لتنظيم ولائم أو عزومات عائلية ويصنعون طعاماً يفيض عن الحاجة، ويضطرون للتخلص من بعضه».

وعلى الرغم من تحذيرها من الإسراف والتبذير في الشهر الكريم، تشير سعاد إلى أن «البعض يحب الاحتفاظ بكميات كبيرة من السلع لكفاية بيته لعدة أيام في رمضان أو للتصدق بها على الفقراء في الحي الذي يعيش فيه».