الإعصار «دانيال»: توقعات ليبية بحصيلة «مخيفة»... و6 آلاف قتيل في درنة

حكومة الوحدة الليبية ترسل طائرة مساعدات إلى المناطق المتضررة في بنغازي

0 seconds of 32 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:32
00:32
 
TT
20

الإعصار «دانيال»: توقعات ليبية بحصيلة «مخيفة»... و6 آلاف قتيل في درنة

محاولات عناصر من الهلال الأحمر الليبي فتح الطرق التي غمرتها السيول في شرق ليبيا (أ.ف.ب)
محاولات عناصر من الهلال الأحمر الليبي فتح الطرق التي غمرتها السيول في شرق ليبيا (أ.ف.ب)

ظهرت بشكل أوضح، اليوم (الثلاثاء)، آثار الدمار الهائل الذي خلفه الإعصار المتوسطي «دانيال» في مدن الشرق الليبي، وبالأخص درنة التي دفعت الثمن الأعظم.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان اليوم الثلاثاء، إن عدد القتلى الذين سقطوا في مدينة درنة بشرق البلاد جراء الإعصار «دانيال» تجاوز ستة آلاف، مشيرا إلى أن العدد مرشح للزيادة.
ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن المتحدث طارق الخراز قوله عبر الهاتف: «الوضع الإنساني في درنة يحتاج مناشدة دولية ومساندة من دول الجوار والدول الصديقة، فهذه كارثة إنسانية».
وأضاف أن عدد المفقودين لا يزال آخذا في التزايد، لافتا إلى أن هناك «عائلات بالكامل تم فقدها جراء الفيضانات».
وتابع «نواجه صعوبات بسبب ضعف الإمكانيات، رغم أن السلطات المحلية تقوم بدورها على أكمل وجه. ما زالت هناك جثث تحت الأنقاض تحتاج إلى وسائل حديثة للوصول إليها بأسرع وقت».

ويتوقّع أن ترتفع حصيلة قتلى الفيضانات بشكل هائل في ظل تقارير عن آلاف المفقودين، وفق ما حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وقال المسؤول في المنظمة طارق رمضان للصحافيين في وقت سابق اليوم: «حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف... نؤكد من مصادرنا المستقلة للمعلومات أن عدد المفقودين وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن».

وقال وزير الصحة بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل اليوم الثلاثاء إن أعداد الوفيات التي ستظهر غدا في درنة «مخيفة» وستكون أكبر بكثير مما هو معلن حاليا.وأضاف الوزير في تصريحات تلفزيونية أن الوضع ما زال خطيرا في المدينة الواقعة بشرق ليبيا، مؤكدا على أن هناك أماكن لا تزال معزولة. وأشار عبد الجليل إلى أن السيول جرفت أحياء كاملة في درنة، لافتا إلى أن القوات المسلحة تقوم بجهود كبيرة للوصول إلى هذه المناطق.

من جانبه، وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، اليوم، عبر منصة «إكس»، إنه تم إرسال طائرة تحمل 14 طناً من المستلزمات والأدوية وأكياس حفظ الجثث، وتقل 87 من أفراد الأطقم الطبية والمسعفين إلى مدينة بنغازي في شرق ليبيا للمساعدة في جهود الإغاثة من السيول.

في السياق، أشار وزير في حكومة شرق ليبيا، اليوم، إلى أنه تم انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة التي اجتاحتها السيول، وأنه من غير الممكن إحصاء العدد الكلي للقتلى في الوقت الراهن، لكن العدد كبير للغاية.

وأضاف هشام شكيوات وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ للوكالة عبر الهاتف: «عُدت من هناك (درنة)... الأمر كارثي للغاية... الجثث ملقاة في كل مكان بالبحر، في الأودية، تحت المباني».

وتابع: «ليس لدي عدد إجمالي للقتلى، لكن هو كبير كبير جداً... عدد الجثث المنتشلة في درنة تجاوز الألف... لا أبالغ عندما أقول إن 25 بالمائة من المدينة اختفى. كثير من المباني انهار».وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصة «إكس»، إن «الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب، وهو في حالة استعداد لتقديم المساعدة».

وأضاف: «شعرت بالصدمة لرؤية الصور التي تظهر الدمار الذي لحق بليبيا، التي تعرضت لطقس صعب، ما تسبب في فقدان كثير من الأرواح».

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم، إنه من المتوقع أن تكون حصيلة قتلى ومصابي السيول التي اجتاحت ليبيا كبيرة. وأضاف عبر منصة «إكس»: «من المتوقع سقوط كثير من القتلى والمصابين، خصوصاً في الشرق. قلوبنا مع جميع المتضررين وعائلاتهم». ولفت إلى أن ألمانيا تقف جنباً إلى جنب مع الأمم المتحدة وبقية الشركاء لتقديم المساعدات الممكنة إلى ليبيا.

جانب من الأضرار جراء الإعصار في درنة (أ.ف.ب)
جانب من الأضرار جراء الإعصار في درنة (أ.ف.ب)

واجتاحت سيول الإعصار كامل منطقة الجبل الأخضر وكبرى مدنه، مثل درنة والبيضاء والمرج وشحات وسوسة، بالإضافة لقرى وبلدات بالمنطقة.

وقال عميد بلدية شحات حسين بودرويشة، لـ«وكالة الأنباء الألمانية» (د ب أ)، إن «السيول غمرت نحو 20 ألف كيلومتر مربع في المنطقة»، عادّاً ما حدث أكبر كارثة طبيعية تشهدها ليبيا منذ زلزال المرج سنة 1963. وتمثلت مصيبة مدن الشرق في السيول التي جرفت كل ما كان أمامها من بشر وسيارات، والرياح القوية التي أسقطت أعمدة الكهرباء والإنارة، وكان الأمر كذلك بالنسبة لدرنة قبل أن ينهار سدان يفصلان جزء المدينة الساحلي عن الجبل.

ووفق شهود عيان من المدينة، انفجر السد الأول عند الساعة الثانية من صباح أمس، وسرعان ما لحق به السد الثاني، لتتدفق كميات ضخمة من المياه وتجرف معها سكان المدينة وكل معالمها المحاذية للوادي من ضفتيه الشرقية والغربية إلى البحر.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم حطام حفار وسط دمار ناتج عن تسونامي ضرب  باندا آتشيه في إندونيسيا في 10 يناير 2005 (إ.ب.أ)

كيف تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في الإنقاذ من كوارث؟

بعد عشرين عاماً على ضرب أمواج تسونامي دولاً على ساحل المحيط الهندي في 26 ديسمبر 2004، استغرق الأمر أياماً لمعرفة نطاق الكارثة بسبب عدم توفّر وسائل اتصال.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أفريقيا ارتفاع عدد القتلى بسبب الإعصار «تشيدو» في موزمبيق إلى 94 شخصاً (أ.ف.ب)

94 قتيلاً جراء الإعصار «تشيدو» في موزمبيق

ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم (الأحد)، نقلاً عن «وكالة إدارة الكوارث» في موزمبيق، أن عدد القتلى؛ بسبب الإعصار «تشيدو» في البلاد ارتفع إلى 94 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (مابوتو)
العالم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

انتقد سكان غاضبون في أحد أحياء جزيرة مايوت، المتضرّرة من إعصار «تشيدو»، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنه رد عليهم بأن الوضع كان من الممكن أن يكون «أسوأ».

«الشرق الأوسط» (مامودزو)
أوروبا دمر الإعصار «تشيدو» أنحاءً شاسعة من مايوت بعد أن صاحبته رياح تجاوزت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة (أ.ف.ب) play-circle 00:38

استمرار البحث عن ناجين وإحصاء القتلى في مايوت الفرنسية بعد الإعصار

بحث عمال الطوارئ عن ناجين، الاثنين، وسابقوا الزمن لاستعادة الخدمات الأساسية في مايوت، وهي من الأراضي الفرنسية ما وراء البحار، حيث يُخشى مقتل الآلاف.

«الشرق الأوسط» (موروني)

مصر: ضبط «ترسانة أسلحة» بحوزة «خُط الصعيد»

وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)
وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)
TT
20

مصر: ضبط «ترسانة أسلحة» بحوزة «خُط الصعيد»

وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)
وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)

عثرت السلطات الأمنية في مصر على «ترسانة أسلحة» بحوزة «خُط الصعيد» في محافظة بصعيد البلاد.

وأكدت «الداخلية المصرية»، مساء الأربعاء، أنه «استكمالاً لجهود أجهزة الوزارة بشأن القضاء على بؤرة إجرامية شديدة الخطورة ومصرع عناصرها الذين يتزعمهم المدعو محمد محسوب، من القائمين على جلب المواد المخدرة والأسلحة والذخائر غير المرخصة وفرض السيطرة وترويع الأهالي بدائرة مركز شرطة ساحل سليم بأسيوط، فقد تمكن خبراء المفرقعات التابعون للوزارة من تفكيك عدد من العبوات البدائية التي كانت مزروعة بمحيط أسوار المبنى محل اختبائهم من الداخل للحيلولة دون اقتحامه».

وكانت «الداخلية المصرية» قد أعلنت، مساء الثلاثاء، استهداف «خُط الصعيد الجديد»، وتصفيته برفقة 7 آخرين من «العناصر شديدة الخطورة»، خلال مواجهات عنيفة.

وقالت «الداخلية» حينها إن قواتها تحركت لـ«ضبط تشكيل عصابي بعد ورود معلومات عن قيامهم بجلب مواد مخدرة وأسلحة وذخائر غير مرخصة، وفرض السيطرة وترويع الأهالي»، بجانب صدور أحكام قضائية بحقهم في جنايات قتل وشروع في قتل، واختبائهم بمناطق جبلية وترددهم في أوقات متباينة على أحد المباني، حيث قاموا بإنشائه وتحصينه بخنادق ودشم بقرية «العفادرة»، التابعة لمركز «ساحل سليم» بأسيوط.

أحد شوارع محافظة أسيوط (محافظة أسيوط)
أحد شوارع محافظة أسيوط (محافظة أسيوط)

وبحسب رواية «الداخلية»، فإن «المتهمين بادروا بإطلاق النيران تجاه قوات الأمن واستخدموا أسلحة متعددة منها (آر بي جي، وقنابل وبنادق آلية)»، كما «فجروا أسطوانات غاز للحيلولة دون تمكين القوات من دخول المبنى»، وأسفر التعامل الأمني معهم عن مصرعهم جميعاً، وإصابة ضابط شرطة.

وذكرت «الداخلية» في إفادة لها، الأربعاء، أنه «تم ضبط مخزن الأسلحة الخاص بالبؤرة الإجرامية، الذي يحتوى على عدد 201 قطعة سلاح، ليصل إجمالي الأسلحة المضبوطة إلى 359 قطعة سلاح عبارة عن (آر بي جي، و8 قنابل F1، و3 رشاشات غرينوف، و88 بندقية آلية، و71 بندقية خرطوش، ورشاش متعدد، و187 فرداً محلياً، وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة».

وأشارت «الداخلية»، الثلاثاء، إلى أن المتهم الرئيسي محمد محسوب الذي أطلق على نفسه لقب «خُط الصعيد الجديد»، مطلوب في 44 جناية متنوعة ما بين سرقة بالإكراه وقتل وشروع في قتل بمدد بلغت 191 سنة سجناً، وهي الاتهامات التي سبق أن وجهت لباقي العناصر التي رافقته، ومن بينهم متهم صدر بحقه أحكام بالسجن 108 سنوات.

عاجل ترمب: أشكر السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على استضافة المحادثات الروسية الأميركية