حملات أمنية في دمشق وحماة واجتماعات تصالحية بالساحل

جهة دعوية إسلامية تتسبب في إشكال أمني بحي القصاع المسيحي في دمشق

دوريات لقوات الأمن في شوارع دمر إحدى ضواحي العاصمة السورية خلال عملية لمصادرة الأسلحة ومطاردة المؤيدين المسلحين للأسد (أ.ف.ب)
دوريات لقوات الأمن في شوارع دمر إحدى ضواحي العاصمة السورية خلال عملية لمصادرة الأسلحة ومطاردة المؤيدين المسلحين للأسد (أ.ف.ب)
TT
20

حملات أمنية في دمشق وحماة واجتماعات تصالحية بالساحل

دوريات لقوات الأمن في شوارع دمر إحدى ضواحي العاصمة السورية خلال عملية لمصادرة الأسلحة ومطاردة المؤيدين المسلحين للأسد (أ.ف.ب)
دوريات لقوات الأمن في شوارع دمر إحدى ضواحي العاصمة السورية خلال عملية لمصادرة الأسلحة ومطاردة المؤيدين المسلحين للأسد (أ.ف.ب)

شهدت اللاذقية، اليوم الأربعاء، عقد لقاءات بين شخصيات علوية ومحافظي طرطوس واللاذقية وريفها ومديري الإدارة السياسية في الإدارة السورية الجديدة بمدن الساحل «بهدف التوصل إلى مصالحة مجتمعية»، بحسب مصادر قريبة من إدارة العمليات تحدثت لـ«الشرق الأوسط».

وذلك بعد يوم ساخن (الثلاثاء)، شهد مواجهات عنيفة بين قوى الأمن ومجموعات مسلحة من مؤيدي النظام السابق بقيادة بسام حسام الدين، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة آخرين وأسر 7 من عناصر الأمن العام الذين تم تحريريهم عقب اشتباكات عنيفة انتهت بتفجير بسام حسام الدين نفسه.

وفي تصريحات سابقة لمدير إدارة الأمن العام في اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي. أوضح أن «فلول ميليشيات الأسد تختبئ بين منازل المدنيين في منطقة جبلة ومحيطها، وتتخذ من الجبال والأودية منطلقاً لعملياتها ضد قوات الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية».

قوات الأمن السورية تشن عملية تفتيش في دمر إحدى ضواحي دمشق خلال حملتها الأربعاء لمصادرة الأسلحة ومطاردة المسلحين المؤيدين لنظام الأسد (أ.ف.ب)
قوات الأمن السورية تشن عملية تفتيش في دمر إحدى ضواحي دمشق خلال حملتها الأربعاء لمصادرة الأسلحة ومطاردة المسلحين المؤيدين لنظام الأسد (أ.ف.ب)

وتابعت قوات الأمن العام حملاتها الأمنية في محيط العاصمة دمشق، وشملت يوم الأربعاء منطقة مشروع دمّر ووادي المشاريع وجبل الرز ومنطقة الديماس، بريف دمشق. وتهدف العمليات لملاحقة فلول النظام السابق بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية.

بالتوازي مع حملة أمنية لتمشيط بعض المناطق في ريف حماة في بلدات مثل «قمحانة، أرز، خطاب» حيث يتمركز أنصار النظام السابق بهدف سحب السلاح منهم.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية، في حماة، القول بأنه يجري «العمل حالياً على مدينة حلفايا وباقي المدن التي يتخذها الخارجون عن القانون أوكاراً لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين وعناصر وزارة الداخلية». هذا وأسفرت الحملة الأمنية عن إلقاء القبض على عدد من الأشخاص المتورطين «بجرائم قتل وتعذيب ونهب الأسلحة بهدف زعزعة الاستقرار والأمن الأهلي».

امرأة تعبر أمام قوات الأمن السورية أثناء تفتيش شوارع دمّر قرب دمشق خلال عملية لمصادرة الأسلحة ومطاردة المسلحين (إ.ف.ب)
امرأة تعبر أمام قوات الأمن السورية أثناء تفتيش شوارع دمّر قرب دمشق خلال عملية لمصادرة الأسلحة ومطاردة المسلحين (إ.ف.ب)

في شأن متصل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن إدارة العمليات العسكرية اعتقلت 16 شخصاً بينهم ستة أشخاص أكراد ومعهم آخرون يتحدرون من دير الزور، في عملية أمنية نفذتها بجبل الرز بدمشق، الأربعاء، بحثاً عن الأسلحة. كما أصيب شخص بجروح في الحي ذاته، أثناء محاولته الفرار من عناصر الدورية. وبحسب المرصد فقد «تم استهدافه بالرصاص المباشر».

في مركز مدينة حماة... تسوية أوضاع 16 ألف عسكري من قوات النظام السابق (سانا)
في مركز مدينة حماة... تسوية أوضاع 16 ألف عسكري من قوات النظام السابق (سانا)

في الأثناء، وقبل أن تهدأ تداعيات التوترات في الساحل السوري، كان هناك أفراد من جهة دعوية يجوبون حي القصاع ذا الغالبية المسيحية في مدينة دمشق، مساء الثلاثاء، يدعون إلى دخول الإسلام. ولدى اعتراضهم من سكان الحي نشب شجار بالأيدي بين الطرفين، وقام شباب من الحي باحتجاز عناصر المجموعة الدعوية لحين وصول قوى الأمن العام وفض الشجار واحتواء الإشكال.

«الشرق الأوسط» التي صادف تواجدها في حي القصاع لاحظت انتشار قوى الأمن في الشوارع عقب الحادثة وسط حالة من الهدوء سادت الحي عموماً. وقال هاني سعد من أهالي الحي لـ«الشرق الأوسط» إن «لجان الأحياء تعمل بالتعاون مع قوى الأمن على تأمين الحي، وفرض الاستقرار»، لافتاً إلى أنه بعد أكثر من شهر من سقوط النظام وتسلم إدارة العمليات السلطة، يحاول أفراد أو جهات متشددة فرض أجنداتها على المشهدين السياسي والاجتماعي في دمشق، بالإضافة لوجود ضعاف نفوس يستغلون الفرصة للقيام بتجاوزات أمنية وتعديات، مشدداً على أن الأهالي بالتعاون مع قوى الأمن يعملون على مواجهتها. كما أكد سعد وجود جهات «خفية» تعمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي على تهويل أي حادثة بهدف «إثارة البلبلة والذعر في أوساط المسيحيين». ولم ينفِ سعد وجود مخاوف لدى المسيحيين في هذا السياق، لافتاً إلى أن تكرار هذه التصرفات رغم احتوائها «يثير قلقنا كمجموعة مسالمة في دمشق رفضنا، ولا نزال، حمل السلاح».


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي لسوريا: صدور الإعلان الدستوري «قد يسد فراغاً قانونياً»

المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه غير بيدرسون المبعوث الأممي لسوريا في دمشق 20 يناير 2025 (الرئاسة السورية) play-circle

المبعوث الأممي لسوريا: صدور الإعلان الدستوري «قد يسد فراغاً قانونياً»

رحب غير بيدرسون المبعوث الأممي لسوريا بالخطوات المتخذة لاستعادة سيادة القانون في البلاد، وقال إن صدور الإعلان الدستوري في دمشق «قد يسد فراغاً قانونياً مهماً».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي مسيرة تضامنية لأكراد سوريا مع قوات (قسد) في مدينة القامشلي بعد تعرض مقراتها لضربات تركية جوية في يناير 2023 (الشرق الأوسط)

الأكراد ينتقدون الإعلان الدستوري: «يتنافى» مع تنوع سوريا

انتقدت الإدارة الذاتية الكردية، الخميس، الإعلان الدستوري الذي وقعه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، معتبرة أنه «يتنافى» مع تنوع سوريا

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (القامشلي)
المشرق العربي الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع يوقع الخميس على الإعلان الدستوري للبلاد وإلى جانبه وزير الخارجية أسعد الشيباني في القصر الرئاسي في دمشق (أ.ف.ب)

باريس تنبه دمشق بأنها تحت المجهر والتعامل معها مرهون بأدائها

ربطت باريس استمرار العمل برفع العقوبات أو التخلي عن عقوبات جديدة بمحاكمة المسؤولين عن المجازر الأخيرة في سوريا.

ميشال أبونجم (باريس)
المشرق العربي روسيا تنتقد حكام سوريا الجدد في اجتماع مغلق للأمم المتحدة وتحذر من صعود المتطرفين (أ.ب)

روسيا تنتقد قادة سوريا الجدد بشدة في اجتماع مغلق للأمم المتحدة

قال مصدران مطلعان لـ«رويترز» إن روسيا انتقدت بشدة حكام سوريا الجدد في اجتماع مغلق للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عدت «انتفاضة 14 آذار» أكبر تجمع شعبي في لبنان (أرشيفية)

بعد 20 عاماً على «14 آذار»... المطالب اللبنانية بدأت تتحقق

بعد 20 عاماً على «ثورة 14 آذار» بدأت معالم الحلم والمطالب التي رفعها الأفرقاء اللبنانيون تتحقَّق مع التبدلات الداخلية والخارجية.

كارولين عاكوم (بيروت)

الإعلان الدستوري السوري: 5 سنوات انتقالية

الرئيس السوري أحمد الشرع لدى توقيعه الإعلان الدستوري لسوريا في دمشق أمس (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع لدى توقيعه الإعلان الدستوري لسوريا في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT
20

الإعلان الدستوري السوري: 5 سنوات انتقالية

الرئيس السوري أحمد الشرع لدى توقيعه الإعلان الدستوري لسوريا في دمشق أمس (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع لدى توقيعه الإعلان الدستوري لسوريا في دمشق أمس (أ.ف.ب)

وقّع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، أمس (الخميس)، الإعلان الدستوري الذي حدد المرحلة الانتقالية في البلاد بخمس سنوات، مشيداً بما وصفه بـ«تاريخ جديد» في البلاد.

ونصّ الإعلان المؤلف من أربعة أبواب، على «الفصل المطلق» بين السلطات، وأكد على جملة من الحقوق والحريات الأساسية في البلاد، بينها حرية الرأي والتعبير، وحق المرأة في المشاركة.

وقال عضو لجنة صياغة الإعلان الدستوري، عبد الحميد العواك، أمس: «اخترنا نظاماً سياسياً يعتمد الفصل التام بين السلطات، وهذا النظام السياسي المقترح يساعد على إدارة المرحلة الانتقالية». وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «عملنا على إعادة النظام السياسي إلى سكة دستورية حقيقية، وأوصينا بتقديم دستور دائم». ونصّ «الإعلان» على أهمية القضاة وأحكامهم واستقلاليتهم، وترك أمر عزل الرئيس أو فصله أو تقليص سلطاته إلى مجلس الشعب الذي يتولى العملية التشريعية كاملة، أما السلطة التنفيذية فيتولاها رئيس الجمهورية.

وتزامناً مع توقيع الإعلان الدستوري، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جديدة في منطقة سكنية بقلب دمشق، وذلك بعدما كانت قوات إسرائيلية قد نفّذت صباحاً عملية توغل في ريف القنيطرة، ووسّعت نطاق احتلالها للمنطقة.