تركيا تعاود التصعيد ضد «قسد» في شمال غربي سوريا

قصف تركي على مواقع لمجلس منبج العسكري تسبب في إحراق أراضٍ زراعية (إكس)
قصف تركي على مواقع لمجلس منبج العسكري تسبب في إحراق أراضٍ زراعية (إكس)
TT

تركيا تعاود التصعيد ضد «قسد» في شمال غربي سوريا

قصف تركي على مواقع لمجلس منبج العسكري تسبب في إحراق أراضٍ زراعية (إكس)
قصف تركي على مواقع لمجلس منبج العسكري تسبب في إحراق أراضٍ زراعية (إكس)

واصلت القوات التركية تصعيد قصفها لمواقع مجلس منبج العسكري التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في ريف منبج شرق حلب لليوم الثاني على التوالي. وقصفت المدفعية التركية، الجمعة، مواقع تابعة لمجلس منبج في قرى جبلة الحمرا وجب مخزوم وميل ويران، ما أدى إلى اندلاع النيران في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأشجار الزيتون. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتضرر مساحة بلغت نحو 150 هكتاراً و1500 شجرة زيتون جراء القصف التركي، مشيراً إلى أن القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة في منطقتي «درع الفرات» و«نبع السلام»، تتعمد حرق المحاصيل الزراعية ضمن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، بعد استهدافها للبنى التحتية في المنطقة في وقت سابق.

وتسبب القصف التركي في احتراق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في ناحية شركراك بريف عين عيسى شمال محافظة الرقة، وعجزت فرق الإطفاء عن إخماد النيران فيها وكذلك في قرى منبج. وقبل 3 أيام، اندلعت حرائق في حقول زراعية، نتيجة الاشتباكات عند خطوط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية في قرية الدندنية بريف منبج. وصعدت القوات التركية والفصائل الموالية قصفها المدفعي، الخميس، على عديد من المناطق في ريف منبج، ما أدى إلى مقتل امرأة تبلغ من العمر 55 عاماً، في القصف المدفعي التركي على قرية أم السطح في ريف منبج الغربي، كما أصيب زوجها بجروح خطيرة ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأُصيب أيضاً أفراد عائلة أخرى بجروح متفاوتة، وهم امرأة في العقد الرابع من العمر، و3 من أبنائها، في قصف تركي على قرية عوسجلي صغير بريف منبج.

وتعرضت مناطق آهلة في منطقة الساجور بريف حلب الشرقي، لقصف تركي مكثف بعشرات القذائف المدفعية، منذ صباح الخميس، وسقطت قذائف على قريتي توخار وجات، بالإضافة لجبل الصياد بريف منبج، بالتزامن مع قصف نقاط التماس مع مجلس منبج العسكري بالمدفعية الثقيلة.

قصف للطيران الروسي على جبل الزاوية جنوب إدلب (أرشيفية)

وقُتل مواطن في الأربعين بطلق ناري نافذ في الرأس أثناء محاولة قوات الدرك التركية منعه من عبور نهر الساجور الواقع بين جرابلس ومنبج لدخول الأراضي التركية. وفقد 6 مدنيين حياتهم منذ بداية العام الحالي برصاص قوات الدرك التركية في مناطق متفرقة في حلب وإدلب. بالتوازي، لا تزال الانتهاكات مستمرة بمناطق خفض التصعيد، المعروفة بمنطقة «بوتين - إردوغان» في شمال غربي سوريا. ونفذت طائرة مسيّرة مسلحة تابعة للقوات الجوية السورية ضربة في محيط «الفوج 111» بريف حلب الغربي الجمعة.

كما قصفت القوات السورية، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، بقذائف المدفعية الثقيلة، محيط بلدتي البارة والفطيرة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. ونفذ الطيران الحربي الروسي، الخميس، نحو 10 غارات جوية استهدفت قرى وبلدات عدة في محيط محور الكبانة بمنطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وطالت الغارات الجوية محيط قرى وبلدات شنان والرويحة وإحسم ومعربليت بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي.


مقالات ذات صلة

مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا تدفعهم للبحث عن مآوٍ أخرى

المشرق العربي اللاجئون السوريون في تركيا يخشون الاتفاق مع دمشق على صفقة لترحيلهم رغم تطمينات أنقرة (أرشيفية)

مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا تدفعهم للبحث عن مآوٍ أخرى

تتصاعد مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا يوماً بعد يوم مع ما يبدو أنه إصرار من جانب أنقرة على المضي قدماً في تطبيع العلاقات مع دمشق، فضلاً عن موجة العنف ضدهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سوري يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع بدمشق رغم انقطاع التيار الكهربائي (رويترز)

السوريون يصوتون في الانتخابات البرلمانية... ولا مفاجآت متوقعة

يُقبل السوريون في مناطق سيطرة الحكومة على صناديق الاقتراع من أجل انتخاب أعضاء مجلس الشعب في استحقاق هو الرابع من نوعه منذ اندلاع النزاع عام 2011

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي يتحدث خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة حلف «الناتو» في واشنطن (أ.ف.ب)

ماذا يريد إردوغان من التطبيع مع الأسد؟

كشفت تقارير عن خطة تركية من شقين لحل مشكلة اللاجئين السوريين بُنيت على التطبيع المحتمل للعلاقات مع سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي فراس الجهام

إيران تعزز أذرعها في سوريا عبر انتخابات مجلس الشعب

هل تستفيد إيران فعلاً من دعم مرشحين في انتخابات برلمانية لا يعدّها كثيرون جادة أو شفافة، أم إنها بحاجة إلى «وجوه سورية» واجهةً محليةً لها؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي العشرات تجمعوا في حديقة المشتل بإدلب للتنديد بالتعليقات التركية حول التقارب مع النظام (الشرق الأوسط)

التقارب التركي السوري المحتمل يثير مخاوف سكان مناطق «المعارضة»

بعد أسبوعين على بدء دعوات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للتصالح مع نظيره السوري بشار الأسد، ما زال سكان مناطق شمال غربي سوريا يحتجون بمظاهرات ضد الخطوة.

«الشرق الأوسط» (إدلب)

تقرير: إسرائيل ناقشت مع مصر سحب قواتها من محور فيلادلفيا

الحدود المصرية الإسرائيلية (رويترز)
الحدود المصرية الإسرائيلية (رويترز)
TT

تقرير: إسرائيل ناقشت مع مصر سحب قواتها من محور فيلادلفيا

الحدود المصرية الإسرائيلية (رويترز)
الحدود المصرية الإسرائيلية (رويترز)

ناقشت إسرائيل ومصر بشكل خاص انسحاباً محتملاً لقواتها من حدود غزة مع مصر، وفقاً لمسؤولين اثنين إسرائيليين ودبلوماسي غربي كبير، وهو تحول قد يزيل إحدى العقبات الرئيسية أمام اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس».

ووفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، تأتي المناقشات بين إسرائيل ومصر ضمن موجة من الإجراءات الدبلوماسية في قارات متعددة تهدف إلى تحقيق هدنة ووضع القطاع على الطريق نحو حكم ما بعد الحرب. وقال مسؤولون من «حماس» و«فتح»، أمس (الاثنين)، إن الصين ستستضيف اجتماعات معهم الأسبوع المقبل في محاولة لسد الفجوات بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة. كما ترسل إسرائيل مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي إلى واشنطن هذا الأسبوع لعقد اجتماعات في البيت الأبيض، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويبدو أن المفاوضات بشأن الهدنة اكتسبت زخماً في الأيام الأخيرة، ولكن لا تزال هناك عدة نقاط خلافية أبرزها يتعلق بطول مدة وقف إطلاق النار: «حماس» تطالب بأن يكون وقفاً دائماً، في حين تريد إسرائيل وقفاً مؤقتاً.

وقالت «حماس» إن الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي تشمل الحدود بين مصر وغزة هو شرط أساسي لوقف إطلاق النار.

وسيطر الجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية لغزة خلال شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران). وأجبرت هذه العملية «حماس» على الابتعاد عن محور ذي أهمية استراتيجية للحركة، ويقول الجيش الإسرائيلي إنه اكتشف ودمر العديد من الأنفاق هناك. لكن السيطرة الإسرائيلية على الحدود أدت أيضاً إلى توتر علاقات إسرائيل مع مصر، التي حذرت من أن هذا الإجراء سيسبب ضرراً كبيراً ويمكن أن يهدد الأمن القومي المصري.

وتتردد الحكومة الإسرائيلية في الانسحاب، قائلة إن القيام بذلك من شأنه أن يسهل على «حماس» إعادة تخزين ترسانتها وإعادة بسط سلطتها على غزة. وقال نتنياهو في بيان، يوم الجمعة الماضي، إنه «يصر على بقاء إسرائيل على ممر فيلادلفيا». لكن في مناقشات خاصة أجريت الأسبوع الماضي مع الحكومة المصرية، أشار مبعوثون إسرائيليون كبار إلى أن إسرائيل قد تكون مستعدة للانسحاب إذا وافقت مصر على إجراءات من شأنها منع تهريب الأسلحة على طول الحدود، وفقاً للمسؤولين الثلاثة.

وقال المسؤولون إن الإجراءات المقترحة تشمل تركيب أجهزة استشعار إلكترونية يمكنها اكتشاف الجهود المستقبلية لحفر الأنفاق، بالإضافة إلى بناء حواجز تحت الأرض لمنع بناء الأنفاق. وطلب الثلاثة عدم الكشف عن هويتهم من أجل التحدث بحرية أكبر عن فكرة لم تؤيدها إسرائيل علناً.

وفي العلن، كانت إسرائيل ومصر مترددتين في تأكيد وجود المحادثات. ويحتاج الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو إلى دعم المشرعين الذين يعارضون أي هدنة قد تترك «حماس» في السلطة، وقد تنهار حكومته إذا اعترف بما يناقشه مبعوثوه على انفراد.

عندما نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية ووكالة «رويترز» التقارير عن المحادثات لأول مرة الأسبوع الماضي، سارع نتنياهو إلى وصفها بأنها «أخبار كاذبة تماماً». لكن وزير دفاع نتنياهو، يوآف غالانت، كان قد اقترح في بيان منفصل في وقت سابق من الأسبوع أن إسرائيل يمكن أن تنسحب في ظل ظروف معينة. وأضاف: «المطلوب حل يوقف محاولات التهريب ويقطع الإمدادات المحتملة عن (حماس)، ويمكّن من انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي».

ومع إعراب المسؤولين الأميركيين عن تفاؤلهم المتجدد خلال الأسبوع الماضي بأن المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار تتقدم الآن، أصبحت المناقشات حول مستقبل غزة أكثر إلحاحاً، بما في ذلك احتمال عمل «حماس» و«فتح» معاً.

وفشلت المحاولات السابقة للوساطة بين المجموعتين - بما في ذلك اجتماع في بكين في أبريل (نيسان) - في تحقيق نتائج ملموسة، وأعرب العديد من المراقبين عن تشاؤمهم الشديد من أن المحادثات في العاصمة الصينية ستحقق انفراجة.

وسيترأس إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، وفد الحركة إلى بكين. ومن المقرر أن توفد «فتح» ثلاثة مسؤولين، بينهم محمود العالول، نائب رئيس الحركة، إلى العاصمة الصينية، بحسب عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد.

وقال الأحمد إن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، سيجتمع مع الفصائل الفلسطينية في 21 يوليو (تموز) ومرة ​​أخرى في 23 منه، على أن تجتمع المجموعتان على انفراد بينهما. وقال أحمد في مكالمة هاتفية: «نحن متفائلون دائماً، لكننا نقول ذلك بحذر».