بلينكن: واشنطن تعمل مع الرياض لإيصال المساعدات وحماية المدنيين في غزة

اجتماع استثنائي لوزراء «التعاون الإسلامي» بطلب سعودي

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ينزل من طائرته لدى وصوله إلى الرياض (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ينزل من طائرته لدى وصوله إلى الرياض (أ.ف.ب)
TT
20

بلينكن: واشنطن تعمل مع الرياض لإيصال المساعدات وحماية المدنيين في غزة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ينزل من طائرته لدى وصوله إلى الرياض (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ينزل من طائرته لدى وصوله إلى الرياض (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (السبت)، إن واشنطن تعمل مع السعودية لضمان حماية المدنيين في قطاع غزة، وإقامة مناطق آمنة وإيصال المساعدات.

وأضاف خلال لقائه نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، أن الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل لا يمكن وصفه، لافتاً إلى أن «حماس» لا تمثل الشعب الفلسطيني وآماله.

ولفت إلى أن بلاده تعمل مع السعودية في الكثير من القضايا ومنها إحلال السلام بالمنطقة.

من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ومعالجة الأزمة الإنسانية.

وشدد وزير الخارجية السعودي على ضرورة العمل لضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، مشيراً إلى الحاجة لجهد جماعي لوقف دوامات العنف.

كان وزير الخارجية السعودي قد أكد أمس خلال اتصال هاتفي بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي بما فيه السماح بوصول المواد الغذائية والإغاثية إلى غزة، ورفع الحصار عنها، مشدداً على أهمية العمل على إيجاد حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

كما شددت السعودية على رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزّل هناك.

وجددت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها مطالبة المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف جميع أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين، ومنع حدوث كارثة إنسانية، وتوفير الاحتياجات الإغاثية والدوائية اللازمة لسكان غزة، مؤكدة أن حرمانهم من هذه المتطلبات الأساسية للعيش الكريم يُعد خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وسيفاقم من عمق الأزمة والمعاناة التي تشهدها تلك المنطقة.

ودعت إلى رفع الحصار عن الأشقاء في غزة، وإجلاء المصابين المدنيين، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، والدفع بعملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، الرامية إلى إيجاد حلٍ عادلٍ وشاملٍ، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م، عاصمتها القدس الشرقية.

فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض في أعقاب الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة (رويترز)
فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض في أعقاب الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة (رويترز)

وبطلب سعودي، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي عن عقد اجتماع استثنائي على مستوى الوزراء، الأربعاء المقبل، وذلك لبحث التصعيد العسكري في قطاع غزة ومحيطه وتفاقم الأوضاع بما يهدد المدنيين وأمن واستقرار المنطقة. وقالت المنظمة في بيان اليوم، إنه وبدعوة من المملكة العربية السعودية، رئيس القمة الإسلامية في دورتها الحالية، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، تعقد اللجنة التنفيذية للمنظمة اجتماعاً استثنائياً عاجلاً على مستوى الوزراء مفتوح العضوية. وأوضحت منظمة التعاون الإسلامي أن الاجتماع الذي سيعقد الأربعاء المقبل بمقر المنظمة في جدة، سوف يخصص لتدارس التصعيد العسكري في قطاع غزة ومحيطه وتفاقم الأوضاع بما يهدد المدنيين وأمن واستقرار المنطقة.

فلسطينيون يفرون إلى جنوب قطاع غزة بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً بالإخلاء (أ.ب)
فلسطينيون يفرون إلى جنوب قطاع غزة بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً بالإخلاء (أ.ب)

من جانبها، أعربت «رابطة العالم الإسلامي» عن رفضها وإدانتها بأشدّ العبارات دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، واستمرار استهداف المدنيين العزّل فيها، محذِّرة من كارثة إنسانية مروعة ستخلِّفها هذه الدعوات والممارسات التي تمثِّل انتهاكاً صارخاً وخطِراً للقوانين والأعراف الإنسانية والدولية كافة. وفي آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت، فإن ما لا يقل عن 2269 فلسطينياً قُتلوا وأصيب 9 آلاف و814 جراء الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، وفقاً لوكالة «رويترز».

مسعفون يدخلون جريحاً إلى مستشفى «الشفاء» في غزة (أ.ب)
مسعفون يدخلون جريحاً إلى مستشفى «الشفاء» في غزة (أ.ب)

وتتواصل الضربات الإسرائيلية الموجهة لقطاع غزة مع بداية اليوم الثامن للحرب، على الرغم من دعوة الجيش الإسرائيلي، أمس، سكان الجزء الشمالي من القطاع إلى إخلائه والتوجه صوب الجنوب، فيما بدا استعداداً لشن هجوم واسع من الشمال.


مقالات ذات صلة

«حرب عطش» يخوضها الغزيون بلا أسلحة

المشرق العربي فتى فلسطيني يعمل في معمل لاستخلاص الوقود من البلاستيك المعاد تدويره في جباليا شمال قطاع غزة أمس (

«حرب عطش» يخوضها الغزيون بلا أسلحة

ازدادت الحرب الإسرائيلية على غزة ضراوة، وخلّفت حرباً إضافية يخوضها الغزيون يومياً بلا أسلحة للحصول على المياه، إذ تم تشديد الحصار على القطاع وأغلقت المعابر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنديان إسرائيليان يقفان إلى جانب آلية عسكرية خلال عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية 4 مارس 2025 (رويترز).

إسرائيل تخطط لتجزئة الضفة كما تفعل في غزة

أكّدت مصادر أن إسرائيل تسعى جاهدة لإعادة إحياء مشروع «روابط القرى» الذي رفضه الفلسطينيون في سبعينات القرن الماضي لاستنساخ خطة تجزئة غزة في الضفة الغربية.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يتسلمون أكياس الدقيق وغيرها من المساعدات الإنسانية التي توزعها «الأونروا» في جباليا بقطاع غزة (أ.ب) play-circle 00:53

«الأونروا»: مخزون المساعدات آخذ في النفاد والوضع يزداد سوءاً في غزة

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأحد، من أن مخزون المساعدات الإنسانية آخذ في النفاد، وأن الوضع يزداد سوءاً في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنازات أُقيمت في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة لثمانية من العاملين الصحيين من الهلال الأحمر الفلسطيني الذين قُتلوا بهجوم إسرائيلي في رفح (د.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يتراجع عن روايته الأولى تجاه مقتل مسعفين في غزة

تراجع الجيش الإسرائيلي عن روايته الأولى عن ملابسات مقتل 15 من المسعفين وموظفي الإغاثة قرب رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
خاص نازحون فلسطينيون يعبرون ممر «نتساريم» وهم في طريقهم إلى الأجزاء الشمالية من قطاع غزة (أ.ف.ب)

خاص قطاع غزة... جولة على أبرز محاور التوغل الإسرائيلي

كيف تبدو خريطة قطاع غزة في ظل توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته داخل القطاع؟ هذه جولة على محاور التقدّم الإسرائيلية وخطط تقسيم القطاع إلى أجزاء منفصلة عن بعضها.

«الشرق الأوسط» (غزة)

وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل يبحثان وقف التصعيد في غزة

الشيخ عبد الله بن زايد لدى لقائه مع الوزير جدعون ساعر في أبوظبي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد لدى لقائه مع الوزير جدعون ساعر في أبوظبي (وام)
TT
20

وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل يبحثان وقف التصعيد في غزة

الشيخ عبد الله بن زايد لدى لقائه مع الوزير جدعون ساعر في أبوظبي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد لدى لقائه مع الوزير جدعون ساعر في أبوظبي (وام)

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، مع جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين، ومجمل التطورات الراهنة في المنطقة وتداعياتها، لا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

وتطرق الطرفان خلال لقائهما في العاصمة الإماراتية أبوظبي إلى الجهود الإقليمية والدولية لاستئناف اتفاق الهدنة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وأكد الشيخ عبد الله بن زايد أولوية العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتجنب اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، مشدداً على دعم دولة الإمارات للجهود الدبلوماسية كافة الرامية إلى حماية المدنيين كافة وتعزيز الاستجابة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

كما جدد التأكيد على الأهمية العاجلة للدفع نحو إيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين، وضرورة العمل من أجل إنهاء التطرف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة، وتضافر جهود المجتمع الدولي لتلبية تطلعات شعوبها في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.

وأشار وزير الخارجية الإماراتي إلى أن الأوضاع المأساوية التي يعانيها المدنيون في قطاع غزة، تتطلب بذل الجهود كافة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية الملحة على نحو آمن ومستدام ومن دون عراقيل، مؤكداً على مواقف بلاده الأخوية التاريخية الراسخة تجاه الشعب الفلسطيني.

وشدَّد على التزام دولة الإمارات الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، والتي لن تدخر جهداً في مد يد العون للأشقاء الفلسطينيين، وتقديم الدعم الإنساني اللازم لهم بما يلبي احتياجاتهم، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية «وام».

وأشار الشيخ عبد الله بن زايد إلى الأولوية الملحة لتضافر الجهود الإقليمية والدولية للتصدي للتطرف والكراهية والعنصرية، والعمل الدولي الجماعي من أجل نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في المنطقة التي تشكل ركائز أساسية لبناء مجتمعات آمنة ومستقرة ومزدهرة.