رئيس وفد الحوثيين لـ«الشرق الأوسط»: السلام خيارنا الأول

عبّر عن أمله أن تُتوج لقاءات الرياض بتقدم ملموس في الملفات كافة

محمد عبد السلام يجلس يمين السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر خلال زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء في أبريل الماضي (الشرق الأوسط)
محمد عبد السلام يجلس يمين السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر خلال زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء في أبريل الماضي (الشرق الأوسط)
TT
20

رئيس وفد الحوثيين لـ«الشرق الأوسط»: السلام خيارنا الأول

محمد عبد السلام يجلس يمين السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر خلال زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء في أبريل الماضي (الشرق الأوسط)
محمد عبد السلام يجلس يمين السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر خلال زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء في أبريل الماضي (الشرق الأوسط)

قال محمد عبد السلام، رئيس وفد الحوثيين، إن السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه، معبّراً عن أمله أن تُتوَّج نقاشات الرياض بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، وبما يحقق السلام والاستقرار في اليمن ودول الجوار والمنطقة.

وأكد، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارة الوفد إلى العاصمة السعودية الرياض تأتي في سياق النقاشات السابقة التي جرت مع الوفد السعودي في مسقط وصنعاء. وأضاف أن «الزيارة في سياق النقاشات السابقة التي جرت مع الوفد السعودي، في فترات سابقة، في مسقط وصنعاء، وحالياً في الرياض».

وتابع عبد السلام قائلاً «نأمل أن تُتوَّج هذه المفاوضات بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، ومعالجة آثار الحرب، وبما يحقق السلام والاستقرار في عموم اليمن ودول الجوار والمنطقة».

ووصل وفد جماعة الحوثي إلى الرياض، مساء الخميس، بمعيّة وفد عماني، في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن، بعد نحو 9 سنوات من الحرب.

وفي ردّه على سؤال عما إذا كان متفائلاً بنتائج هذه المفاوضات، أجاب عبد السلام بقوله «نتفاءل دائماً بالخير، والسلام مطلب أساسي لنا وخيارنا الأول الذي نعمل عليه».

من جانبها، رحّبت الحكومة اليمنية بالجهود السعودية العمانية، والمساعي الأممية والدولية الهادفة لدفع الميليشيات الحوثية نحو التعاطي الجادّ مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.

وشدَّدت الحكومة، في بيان لها، الجمعة، على استمرار نهجها المنفتح على كل المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل، وفقاً للمرجعيات الثلاث، وبما يضمن إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن.

وكانت السعودية قد أعلنت، مساء الخميس، أنها وجّهت الدعوة لوفد من صنعاء لزيارتها؛ وذلك لاستكمال اللقاءات والنقاشات، بناءً على المبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس (آذار) 2021.

جاءت هذه الدعوة استمراراً لجهود السعودية وسلطنة عمان، للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، وحل سياسي مستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي، برئاسة محمد آل جابر، سفير المملكة لدى اليمن، وبمشاركة من سلطنة عُمان في صنعاء، خلال الفترة من 8 إلى 13 أبريل (نيسان) الماضي.

السفير آل جابر أكد سابقاً أن زيارته لصنعاء تهدف لتثبيت الهدنة، ووقف إطلاق النار، ودعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن.

وأشار إلى أن السعودية وقفت، حكومة وشعباً، منذ عقود مع الأشقاء اليمنيين في أحْلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية، مؤكداً استمرار الجهود الأخوية منذ عام 2011 لتحقيق تطلعات أبناء اليمن بعودة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي.

من ناحيته، رحّب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الجمعة، بزيارة أول وفد رسمي من جماعة الحوثي للسعودية. وقال سوليفان، في بيان، للبيت الأبيض: «نُشيد بقيادة المملكة العربية السعودية لهذه المبادرة الحالية، ونشكر (سلطنة) عمان على دورها المهم»، مشيراً إلى أن زيارة الوفد الحوثي تأتي بعد ما يَقرب من 18 شهراً متتالياً من الهدوء الذي بدأ بعد دخول هدنة، بوساطة «الأمم المتحدة»، حيز التنفيذ، لأول مرة في 2 أبريل 2022.

ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن بيان البيت الأبيض دعوة واشنطن «إلى ترسيخ وتوسيع الهدنة التي جلبت قدراً من السلام للشعب اليمني، ووضع حد لهذه الحرب في نهاية المطاف».


مقالات ذات صلة

مدينة تعز تستقبل آلاف المرضى النفسيين جراء الصراع

المشرق العربي تضافر بين الحرب والممارسات الحوثية والأوضاع المعيشية  في مضاعفة الأعباء النفسية على اليمنيين (أ.ف.ب)

مدينة تعز تستقبل آلاف المرضى النفسيين جراء الصراع

يتلقى المرضى النفسيون بسبب الحرب والممارسات الحوثية العلاج في مدينة تعز، وتسهم منظمات أممية ودولية في خدمات الرعاية النفسية لليمنيين في ظل تردي القطاع الصحي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جنازة الناشط المكحل تحولت إلى انتفاضة ضد سلطة الحوثيين (إعلام محلي)

تقرير دولي: محافظة إب باتت مركزاً لمعارضة الحوثيين

أكد مركز دولي معني بمراقبة الصراعات حول العالم أن محافظة إب اليمنية باتت مركزاً للمعارضة السياسية للجماعة الحوثية التي تشن حملة انتهاكات خوفاً من انهيار وجودها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عناصر حوثيون خلال تجمع في إحدى مديريات صنعاء (إعلام حوثي)

إقالة مسؤولي أحياء في صنعاء لرفضهم حشد مجندين

أقالت الجماعة الحوثية نحو 52 عاقل حارة (مسؤولي الأحياء) في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بعد اتهامهم بالإهمال وعدم القيام باستقطاب مجندين جُدد.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي غروندبرغ خلال إحاطة أمام مجلس الأمن بشأن الحالة في اليمن (الأمم المتحدة)

أميركا تتوعد الحوثيين... وبريطانيا تلمح لشراكة أمنية حول السواحل اليمنية

توعدت واشنطن الحوثيين في حال عادوا لهجماتهم في البحر الأحمر، في الوقت الذي لمحت فيه بريطانيا إلى شراكة أمنية سيتم الإعلان عنها لاحقاً لمنع تهريب الأسلحة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

«اجتماع أزمة» يمني للحد من تداعيات تصنيف الحوثيين إرهابيين

عقد رئيس مجلس القيادة اليمني اجتماعاً مع لجنة الأزمات الاقتصادية والإنسانية لبحث الإجراءات التي تحد من الآثار الإنسانية عقب سريان تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (عدن)

«الوزاري الإسلامي» يدعم الخطة العربية لإعمار غزة ويرفض التهجير

الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)
الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)
TT
20

«الوزاري الإسلامي» يدعم الخطة العربية لإعمار غزة ويرفض التهجير

الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)
الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء الجمعة في جدة (منظمة التعاون الإسلامي)

أكدت منظمة التعاون الإسلامي، الجمعة، دعمها الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي اعتمدتها «قمة فلسطين» في القاهرة، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه.

جاء ذلك في كلمة لأمينها العام حسين طه، خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء بجدة، الذي بحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، ومخططات الضم والتهجير من أرضه، وأقرّ استئناف عضوية سوريا في المنظمة.

وأوضح طه أن الخطة العربية تُشكِّل رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازم لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين، محذّراً من خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وأكد أنه لا يمكن الاستغناء عن وكالة «الأونروا» ودورها الحيوي، أو استبداله في خدمة الملايين منهم، مشدداً على ضرورة مضاعفة الدعم السياسي والمالي والقانوني لها.

وأضاف الأمين العام أن الاجتماع يلتئم، وهو مثقل بالتحديات التي تشهدها القضية الفلسطينية نتيجة استمرار إسرائيل في احتلالها واستيطانها وجرائمها اليومية، ومخططات الضم والتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم، وتغيير المعالم الجغرافية والديموغرافية في الأرض المحتلة، ومحاولاتها تهويد مدينة القدس الشريف وانتهاك حرمة مقدساتها، وكذلك الحصار والتجويع والاعتقال، واقتحام المدن والمخيمات، وتدمير بنيتها التحتية والمنازل فيها.

ودعا إلى تضافر الجهود لتحقيق وقف إطلاق نار مستدام، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وإيصال المساعدات الإنسانية، ومساعدة النازحين للعودة إلى بيوتهم، وتمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مهامها والحفاظ على وحدة الأرض المحتلة، بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتنفيذ برامج الإغاثة الطارئة والإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.

جانب من الاجتماع الوزاري الإسلامي الاستثنائي في جدة الجمعة (الخارجية السعودية)
جانب من الاجتماع الوزاري الإسلامي الاستثنائي في جدة الجمعة (الخارجية السعودية)

من جهته، دعا محمد مصطفى، رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، إلى تبني خطة «قمة القاهرة» بوصفها «خطة عربية - إسلامية مشتركة»، تضمن إعادة إعمار بأيادٍ فلسطينية، ثابتة في الأرض دون تهجيرها، وبدعم إقليمي ودولي، على طريق تجسيد دولة فلسطين، وبناء مؤسساتها واقتصادها، مؤكداً أن نجاحها مرهون بإلزام إسرائيل بوقف العدوان، وضمان عودة النازحين، وانسحاب قوات الاحتلال، وفتح المعابر، واستدامة وقف إطلاق النار، ودخول مواد البناء والمعدات اللازمة، وتوفير الدعم المالي اللازم.

وأضاف: «سنعمل بكل الوسائل لإنجاح تنفيذ خطة إعادة الإعمار، لتكون أرضية ليس فقط لعودة الحياة إلى أهلنا في قطاع غزة وكامل فلسطين فحسب، بل أرضية ننطلق فيها نحو الانعتاق من نيران الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة على ترابنا الوطني».

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني لتكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي، وتصعيد الضغط السياسي والدبلوماسي والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال، «حتى ينال شعبنا حقوقه المشروعة كاملة، غير منقوصة، وتتويجها بحرية شعبنا، وبسيادته على أرضه، وقدسه العاصمة الأبدية لدولة فلسطين».

وأعرب عن بالغ تقدير دولة فلسطين لعقد هذا الاجتماع الطارئ، بدعوة كريمة من السعودية، وإيران، وباكستان، وتأكيداً على التزام الأعضاء بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وترسيخ مركزية القضية في وجدان الأمة الإسلامية، وفي صلب التزامات منظمة التعاون الإسلامي السياسية والدبلوماسية.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن وحدة الموقف الإسلامي، والالتزام الجماعي تجاه فلسطين، هو الطريق والأداة الفاعلة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، وتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.

الأمير فيصل بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي في جدة (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي في جدة (الخارجية السعودية)

من جانبه، دعا أسعد الشيباني وزير الخارجية السوري، في كلمته بالاجتماع، دول المنظمة للوقوف إلى جانب بلاده في هذه المرحلة الحاسمة من إعادة الإعمار، مشيراً إلى احتياج بلاده لدعمهم واستثماراتهم وتضامنهم، لتكون نهضة سوريا شاهداً على وحدة الأمة الإسلامية، ومؤكداً أن الاستثمار في إعادة الإعمار مكسب للأمة الإسلامية بأسرها.

وأضاف: «خلال الأشهر الماضية، أسسنا مرحلة انتقالية تضمن وحدة سوريا وأمانها، ونجحنا في دمج الفصائل ضمن الجيش الوطني لضمان سيادة القانون. كما تم تعيين أحمد الشرع رئيساً انتقالياً، وبدأنا حواراً وطنياً شاملاً لتجاوز عقود من القمع والانقسام».

ولفت الشيباني إلى أن الحكومة السورية تسعى لتخفيف معاناة السوريين، برفع العقوبات الاقتصادية التي تعيق إعادة الإعمار، مثمناً خطوات الاتحاد الأوروبي في تعليق بعض القيود، وداعياً الجميع لدعم التعليق الكامل لهذه العقوبات الجائرة.

وتابع: «رغم جهودنا، لا تزال سوريا تواجه تهديدات داخلية وخارجية، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في انتهاكاتها غير القانونية»، داعياً منظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم ضد هذه الاستفزازات.

وعدّ الشيباني عودة سوريا إلى المنظمة خطوة نحو الاستقرار والتنمية، مؤكداً التزام بلاده بأهدافها.