الكويت: السعدون يزخّم الانتخابات... ونائب يترشح من وراء القضبان

رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون (كونا)
رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون (كونا)
TT

الكويت: السعدون يزخّم الانتخابات... ونائب يترشح من وراء القضبان

رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون (كونا)
رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون (كونا)

شهد اليوم السادس لتسجيل المرشحين لخوض انتخابات مجلس الأمة الكويتي «أمة 2023» تقديم رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون أوراق ترشحه إلى إدارة الانتخابات عن الدائرة الثالثة، ليصبح ثاني رئيس للبرلمان الكويتي يتقدم للترشح بعد مرزوق الغانم.

كما شهد يوم أمس تمكين النائب السابق الذي يقضي حكماً بالسجن لمدة سنتين في قضية فرعية انتخابات 2020 في الدائرة الرابعة لقبيلة «شمر» من تسجيل ترشحه للانتخابات المقبلة.

رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون (كونا)

ولدى تقديم أوراق ترشحه قال رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون إن «اليوم هو يوم من الأيام التي اعتدنا عليها في السنوات الأخيرة إذ لا تمر عدة أشهر قليلة حتى تقام انتخابات».

وأضاف «علينا أن ننتبه أن هذه الانتخابات رغم تكرارها سواء بالإبطال أو الحلّ، لها معنى مهم جدا وهو أن القرار للأمة»، داعيا الناخبين للحضور في الانتخابات.

وأكد السعدون أن «الإصلاح ليس مستحيلا لأننا بلد يتمتع بكل الإمكانيات البشرية والمالية والقانونية رغم اعتراضنا على بعض التشريعات الموجودة».

توافد العديد من المرشحين لإدارة شؤون الانتخابات (كونا)

وبعد ستة أيام من تسجيل المرشحين، ما زال الإقبال على خوض الانتخابات البرلمانية ضعيفاً، بعد أن شهدت البلاد خلال أقل من عام حلّ مجلس الأمة 2020 لمرتين وإبطال مجلس 2022. وبلغ عدد المرشحين حتى الآن 142 مرشحاً، بينهم أربع سيدات. وتغلق أبواب الترشح نهاية يوم 14 من شهر مايو (أيار) الجاري.

فيما كشف مدير عام الإدارة العامة للشؤون القانونية في وزارة الداخلية العميد صلاح الشطي عن تسجيل المرشح مرزوق الخليفة الشمري ممثلا عن الدائرة الرابعة صباح أمس الأربعاء.

في حين أعلن مرزوق الخليفة عبر حسابه في «تويتر» عن ترشحه في انتخابات مجلس الأمة 2023 عن الدائرة الرابعة، وأنه سجل ترشيحه رسمياً أمس.

وقال الخليفة: «أستمد عزيمتي وثقتي من أهل الكويت جميعا وناخبي وناخبات الدائرة الرابعة الذين منحوني الثقة الغالية لأكون ممثلا لهم وأنا وراء القضبان، على أن أكون هذه المرة بينهم ومعهم في القريب العاجل لاستكمال مسيرة الحملة الانتخابية في دواوينهم وتجمعاتهم وندواتهم لنكون جميعاً شركاء نعمل لخدمة البلاد والعباد».

وكان الخليفة فاجأ الجميع بفوزه في انتخابات مجلس الأمة 2022 التي أجريت 29 سبتمبر (أيلول) 2022، في واقعة هي الأولى من نوعها، حيث فاز الخليفة ومرشح آخر بعضوية‫ مجلس الأمة الكويتي، وهما مسجونان في قضايا تمس نزاهة المخالفات.

وجاء توقيف الخليفة وسط حملة مداهمات شنتها الحكومة لتوقيف متهمين بتنظيم انتخابات فرعية يجرمها القانون. وقد فاز مرزوق الخليفة في الدائرة الرابعة، في انتخابات مجلس الأمة 2022 وحل في المركز الثامن محققاً أكثر من خمسة آلاف صوت في نتائج أولية.

وفي 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 أسدلت محكمة التمييز الستار على قضية فرعية انتخابات قبيلة «شمر» التي أقيمت قبيل انتخابات مجلس الأمة 2020 في الدائرة الرابعة واتهم فيها النائب مرزوق الخليفة و27 مواطنا آخرون، وقضت المحكمة بتأييد حكم الحبس لمدة سنتين على جميع المتهمين.

وعدا عن انتخابات 2020 لم يشارك مرزوق الخليفة في أي انتخابات سابقة عدا مُشاركته في الانتخابات التكميلية عام 2015، لكنه خاض انتخابات مجلس الأمة 2016، وأعلن فوزه، ثم أيدت المحكمة الدستورية قبول طعن المرشح فراج العربيد آنذاك لتُعلنه كعضو شرعي في مجلس الأمة، حيث حل تاسعاً في الدائرة الانتخابية الرابعة بدلاً من مرزوق الخليفة، وسقطت بالتالي عضويته.



«اجتماع الرياض»: العقوبات تعرقل التنمية... ومستقبل سوريا يصوغه السوريون

TT

«اجتماع الرياض»: العقوبات تعرقل التنمية... ومستقبل سوريا يصوغه السوريون

الأمير فيصل بن فرحان مترئساً الاجتماع الوزاري الموسَّع بشأن سوريا في الرياض (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان مترئساً الاجتماع الوزاري الموسَّع بشأن سوريا في الرياض (الخارجية السعودية)

أكد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأحد، أهمية رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا، لافتاً إلى أن استمرارها يعرقل طموحات الشعب السوري في إعادة البناء، وتحقيق التنمية والاستقرار.

جاء ذلك عقب ترؤسه الاجتماع الموسَّع لـ«لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا»، الذي استضافته الرياض في ظل التطورات الراهنة، انطلاقاً من دورها المحوري في المنطقة والعالم، وتأكيداً لموقفها الثابت والداعم لكل ما يضمن أمن واستقرار سوريا، ووحدة وسلامة أراضيها بعيداً عن التدخلات الأجنبية، والتأثيرات الخارجية.

وقال وزير الخارجية السعودي إن الاجتماع يأتي لتنسيق الجهود لدعم سوريا، والسعي لرفع العقوبات عنها، مرحِّباً بقرار أميركا بشأن الإعفاءات المتصلة بها، ومطالباً الأطراف الدولية برفعها، والبدء عاجلاً بتقديم جميع أوجه الدعم الإنساني والاقتصادي، وفي مجال بناء قدرات الدولة السورية، مما يهيئ البيئة المناسبة لعودة اللاجئين.

الأمير فيصل بن فرحان مترئساً الاجتماع الوزاري الموسَّع بشأن سوريا في الرياض (الخارجية السعودية)

وبحث الاجتماع خطوات دعم الشعب السوري، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة المهمة من تاريخه، ومساعدته في إعادة بناء سوريا دولةً عربيةً موحدةً مستقلةً آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب، ولا خرق لسيادتها أو اعتداء على وحدة أراضيها من أي جهةٍ كانت.

وناقش المجتمعون دعم عملية انتقالية سورية تتمثل فيها القوى السياسية والاجتماعية، وتحفظ حقوق جميع السوريين، وبمشاركة مختلف مكونات الشعب، والعمل على معالجة أي تحديات أو مصادر للقلق لدى مختلف الأطراف عبر الحوار، وتقديم الدعم والنصح والمشورة بما يحترم استقلال بلاده وسيادتها، مؤكدين وقوفهم إلى جانب خياراته، واحترام إرادته.

وأوضح الأمير فيصل بن فرحان أن «معالجة أي تحديات أو مصادر للقلق تكون عبر الحوار، وتقديم الدعم والمشورة، بما يحترم استقلال سوريا وسيادتها، مع الأخذ في الاعتبار أن مستقبلها شأن سوري»، إيماناً من السعودية بأن السوريين هم الأحق بإدارة شؤونهم وتقرير مصيرهم وفق حوار داخلي يُفضي إلى الخروج من الأزمة في كامل منعطفاتها.

الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه الاجتماع الوزاري الموسَّع بشأن سوريا في الرياض (الخارجية السعودية)

وأضاف أن المشاركين في اجتماعات الرياض بشأن سوريا رحَّبوا بالخطوات الإيجابية للإدارة الجديدة في دمشق؛ للحفاظ على مؤسسات الدولة، واتخاذ نهج الحوار مع الأطراف السورية، والتزامها بمكافحة الإرهاب، وبدء عملية سياسية تضم مختلف مكونات الشعب، بما يكفل استقرار البلاد، وسيادة ووحدة أراضيها، وألا تكون مصدر تهديد لأمن واستقرار دول المنطقة.

وأبان وزير الخارجية السعودي أن الاجتماعات أكدت أهمية الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي، وضرورة بناء القدرات الوطنية السورية؛ لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، وخلق البيئة المناسبة لعودة اللاجئين، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وتمكينها من أداء دورها تجاه الشعب، معرباً عن تقدير بلاده للدول التي أعلنت تقديم مساعدات إنسانية وإنمائية لهم.

وعبّر المجتمعون عن قلقهم بشأن توغل الاحتلال الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ، ومحافظة القنيطرة، مؤكدين أهمية احترام وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها.

وجدّد وزير الخارجية السعودي بدوره، إدانة بلاده ورفضها هذا التوغل بوصفه احتلالاً وعدواناً ينتهك القانون الدولي واتفاق فض الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بالانسحاب الفوري لقوات الاحتلال من الأراضي السورية المحتلة.

مشاركة واسعة من الدول والمنظمات في الاجتماع الموسَّع بشأن سوريا (الخارجية السعودية)

وشهد اجتماع الرياض مشاركة وزراء خارجية وممثلي كلٍّ من البحرين، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، والعراق، وإيطاليا، والأردن، والكويت، ولبنان، وعمان، وقطر، وإسبانيا، وسوريا، وتركيا، والإمارات، وبريطانيا، وأميركا، وأمين عام جامعة الدول العربية، والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، والمبعوث الأممي لسوريا. وجاء استكمالاً للقاءات استضافتها مدينة العقبة الأردنية منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أسعد الشيباني وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة يشارك في الاجتماع (الخارجية السعودية)

إلى ذلك، التقى الأمير فيصل بن فرحان نظرائه المصري الدكتور بدر عبد العاطي، والبريطاني ديفيد لامي، والألمانية أنالينا بيربوك، والتركي هاكان فيدان، ووزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كلاس، ومستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا آن كلير لوجندر، على هامش الاجتماع.

وجرى خلال اللقاءات الثنائية، بحث علاقات التعاون بين السعودية وكلٍّ من الدول الست والاتحاد الأوروبي، والوضع الراهن في سوريا، ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والمستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.

الأمير فيصل بن فرحان يلتقي الوزير بدر عبد العاطي على هامش الاجتماع (الخارجية السعودية)

وتسيّر السعودية منذ أيام مساعدات إنسانية إلى دمشق عبر جسرين؛ بري وجوي، يحملان على متنهما مواد غذائية وإيوائية وطبية؛ لتخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً، وذلك ضمن دعمها المتواصل له منذ اليوم الأول للأحداث التي شهدتها بلادهم عام 2011، إذ استضافت الملايين منهم، ووفّرت لهم متطلبات الحياة الأساسية من تعليم وعلاج بالمجان، وأتاحت لهم ممارسة العمل، ودمجهم بالمجتمع.

وأكدت أن هذه المساعدات «ليس لها سقف محدد»؛ إذ سيبقى الجسر الإغاثي مفتوحاً حتى تحقيق أهدافه على الأرض في سوريا باستقرار الوضع الإنساني، وفق توجيهات القيادة السعودية؛ للتخفيف من معاناة المتضررين.