ما الذي يُعيق خروج الأجانب من معبر «رفح»؟

واشنطن أكدت عدم ممانعة مصر... و«حماس» تحمّل إسرائيل المسؤولية

فلسطينيون من حمَلة الجنسيات الأجنبية ينتظرون فتح معبر رفح خلال الأيام الأولى من الحرب (أ.ب)
فلسطينيون من حمَلة الجنسيات الأجنبية ينتظرون فتح معبر رفح خلال الأيام الأولى من الحرب (أ.ب)
TT

ما الذي يُعيق خروج الأجانب من معبر «رفح»؟

فلسطينيون من حمَلة الجنسيات الأجنبية ينتظرون فتح معبر رفح خلال الأيام الأولى من الحرب (أ.ب)
فلسطينيون من حمَلة الجنسيات الأجنبية ينتظرون فتح معبر رفح خلال الأيام الأولى من الحرب (أ.ب)

يترقب حاملو الجنسيات الأجنبية المختلفة في قطاع غزة، وعوداً بإخراجهم عبر معبر «رفح» الحدودي مع مصر، وبينما تؤكد السلطات المصرية، أن المعبر - من جهتها - مفتوح أمام دخول المساعدات وعبور الأجانب، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر، حركة «حماس»، بـ«إعاقة خروج الأجانب وجعل الوضع عند معبر رفح الحدودي صعباً للغاية»، وهو ما وصفته «حماس» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«الكذب»، مؤكدة أن «القطاع مُغلق بسبب الاحتلال الإسرائيلي».

وفور الهجوم الإسرائيلي على غزة، قبل أكثر من أسبوعين، طلبت واشنطن من حاملي الجنسية الأميركية في القطاع، الذهاب إلى معبر رفح؛ تمهيداً لتنسيق خروجهم في أسرع وقت، إلا أن مصر «رفضت خروج الرعايا الأجانب وحاملي الجنسيات المزدوجة من غزة إلا بعد السماح بإدخال المساعدات الإنسانية من المعبر»، بحسب ما نقلت وسائل إعلام مصرية رسمية آنذاك عن مصادر مسؤولة.

ويُقدر عدد الأميركيين في قطاع غزة، بما بين 500 و600، معظمهم كانوا في زيارة إلى عائلاتهم، إلا أن «قصف معبر رفح في الجانب الفلسطيني أكثر من مرة حال دون خروجهم»، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

وقال مصدر أمني مصري رفيع لـ«الشرق الأوسط»: إن «السلطات أكدت مراراً استعدادها لعبور حاملي الجنسيات المختلفة، وأن المعبر لم يغلق من قِبل السلطات المصرية؛ لكن تكرار القصف الإسرائيلي للمعبر من الجهة الفلسطينية، وتضرر الطريق المؤدية إليه، وخشية تعرض المدنيين لإصابات، كلها عوامل حالت دون عبورهم».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر، قال (الخميس): إن «وجود عناصر من حركة (حماس) عند معبر رفح الحدودي جعل الوضع صعباً للغاية»، لكن المصريين «على استعداد لاستقبال المواطنين الأميركيين والأجانب الذين يصلون إلى جانبهم من الحدود». وفقاً لما نشرته «سي إن إن».

وأضاف: «في بعض الأحيان، لم يكن لدى (حماس) أحد يحرس المحطة الحدودية، وفي أوقات أخرى، رأينا مسلحي (حماس) هناك بالبنادق ويمنعون الناس من الاقتراب من المعبر». وأقرّ بوجود «مشكلة في نقل الناس عبر جانب غزة، حيث يمكنهم في النهاية العبور إلى الجانب المصري ليتم تجهيزهم للدخول إلى مصر».

لكن في المقابل، وصف حسام بدران، عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات الوطنية بحركة «حماس»، ما جاء على لسان الخارجية الأميركية بأن «حماس» هي من تقف أمام خروج حاملي الجنسيات من معبر رفح، بأنه «كذب». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «المعبر الوحيد لقطاع غزة مغلق حالياً بسبب الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحكم حصار غزة بدعم أميركي علني»، مؤكداً أن «عمليات القصف المتواصل على كل قطاع غزة من قِبل الاحتلال أوقف كل أوجه الحياة الطبيعة في غزة».

وسبق أن صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري، قبل نحو أسبوع، بأن الجانب الفلسطيني من معبر رفح تعرض لقصف إسرائيلي على الأقل 4 مرات.

على صعيد المساعدات، دخلت قافلة إمدادات إنسانية، الخميس، عبر مصر إلى غزة لتكون الخامسة من نوعها منذ بدء حرب إسرائيل على القطاع قبل 20 يوماً. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في بيان صحافي، الخميس، أن طواقمها تسلمت 12 شاحنة من الهلال الأحمر المصري عند معبر رفح، تحتوي على ماء، وغذاء وأدوية، ومستلزمات طبية.

ووصل عدد الشاحنات التي دخلت إلى قطاع غزة حتى اللحظة إلى 74 شاحنة، بينما لم يتم السماح بإدخال الوقود.

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من «مخاطر استمرار حظر إسرائيل إدخال الوقود إلى قطاع غزة في وقت تشتد الحاجة إليه لتشغيل المولدات الاحتياطية في ظل انقطاع الكهرباء بشكل تام».

وأشار المكتب، في بيان، إلى أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهي أكبر جهة تقدم المساعدات الإنسانية في غزة، قد استنفدت تقريباً احتياطاتها من الوقود وبدأت في تقليص عملياتها بشكل كبير.

ويقدر «برنامج الأغذية العالمي» أن المخزون الحالي من السلع الغذائية الأساسية في غزة يكفي لنحو 12 يوماً، ومع ذلك، على مستوى المتاجر، من المتوقع أن يستمر المخزون المتوافر لمدة خمسة أيام فقط. وبحسب البيان، يواجه تجار التجزئة تحديات كبيرة عند إعادة التخزين من تجار الجملة بسبب الدمار واسع النطاق وانعدام الأمن.

وأفادت «أونروا» بأن «الكثير من النازحين داخلياً الذين يقدر عددهم بأكثر من 4.1 مليون نسمة اعتمدوا وجبة واحدة في اليوم كاستراتيجية للتكيف بسبب نقص الغذاء».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تقر لأول مرة بمسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران

شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (إ.ب.أ)

إسرائيل تقر لأول مرة بمسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن بلاده اغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في الصيف الماضي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنديان من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية بقطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي ينشئ منتجعات لجنوده في غزة ومفاعلاً لتحلية مياه البحر

أنشأ الجيش الإسرائيلي 3 منتجعات لجنوده في مواقع عدة له بقطاع غزة، مما يدل على أنه يعمل ليبقى هناك مدة طويلة إذا احتاج الأمر.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي دبابة إسرائيلية بالقرب من قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام» تعلن تفجير أحد عناصرها نفسه بقوة إسرائيلية في جباليا

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، أن أحد عناصرها فجّر نفسه بقوة إسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لجلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة تطلب رأي «العدل الدولية» حول التزامات إسرائيل بشأن المساعدات للفلسطينيين

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، على مشروع قرار لطلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات للفلسطينيين من المنظمات الدولية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية جنديان إسرائيليان يحرسان معبراً في غزة الخميس (أ.ب)

جنود إسرائيليون يعترفون: قتلنا أطفالاً فلسطينيين ليسوا إرهابيين

تحقيق صحافي نشرته صحيفة «هآرتس»، الخميس، جاء فيه أن قوات الاحتلال المرابطة على محور «نتساريم»، رسموا خطاً واهياً، وقرروا حكم الموت على كل من يجتازه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

مقتل 5 صحافيين بضربة إسرائيلية في غزة... وإسرائيل تقول إنها استهدفت مسلحين

TT

مقتل 5 صحافيين بضربة إسرائيلية في غزة... وإسرائيل تقول إنها استهدفت مسلحين

قال مسعفون إن الصحافيين الخمسة كانوا ضمن 26 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية قبل الفجر (إ.ب.أ)
قال مسعفون إن الصحافيين الخمسة كانوا ضمن 26 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية قبل الفجر (إ.ب.أ)

قال مسؤولون في قطاع غزة إن غارة جوية إسرائيلية قتلت خمسة صحافيين فلسطينيين أمام مستشفى، اليوم الخميس، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه هاجم مركبة تقل مسلحين من «حركة الجهاد الإسلامي» كانوا ينتحلون صفة عاملين في الإعلام.

ووفقاً لـ«رويترز»، قال مسعفون إن الصحافيين الخمسة كانوا ضمن 26 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية في أنحاء القطاع قبل الفجر.

ويأتي ذلك في حين تتبادل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل الاتهامات بالتسبب في تأخير التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً.

وقالت نقابة الصحافيين الفلسطينيين إنها تدين «بأشد العبارات المجزرة الفظيعة والبشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، وراح ضحيتها خمسة صحافيين، باستهداف سيارة البث التابعة لقناة (القدس اليوم) أمام مستشفى (العودة) في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة».

وذكرت النقابة أن «أكثر من 190 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام قد ارتقوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة» في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ووصفت قناة «القدس اليوم»، التي تبث من غزة، الغارة بالمجزرة، وقالت في بيان على «تلغرام» إن الخمسة قتلوا «أثناء تأديتهم واجبهم الصحافي والإنساني وهذه الرسالة السامية».

في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «نفذ ضربة دقيقة على مركبة تقل خلية إرهابية من (حركة الجهاد الإسلامي) في منطقة النصيرات».

وفي وقت لاحق، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً ذكر فيه أسماء أفراد طاقم القناة الخمسة، وقال: «أكدت معلومات مخابراتية من مصادر متعددة أن هؤلاء الأفراد كانوا من عناصر الجهاد الإسلامي ينتحلون صفة صحافيين».

وتنفي إسرائيل عادة استهداف الصحافيين، وتقول إنها تتخذ إجراءات لتجنب إيذاء المدنيين.

وخاضت «حركة الجهاد الإسلامي» المدعومة من إيران والحليفة لـ«حماس» عدة جولات ضد إسرائيل على مدى العقدين المنصرمين، وانضم مقاتلو الحركة إلى القتال في مواجهة إسرائيل منذ أكتوبر 2023. وذكرت الحركة أنها تحتجز رهائن أيضاً.

حطام السيارة (د.ب.أ)

جنازات

أظهر مقطع فيديو لموقع هجوم اليوم حطام مركبة «فان»، بيضاء اللون، مع ما يبدو أنه بقايا كلمة (برس) «صحافة» باللون الأحمر على الأبواب الخلفية.

وشارك العشرات من الأقارب والصحافيين في وقت لاحق اليوم في جنازات الصحافيين الخمسة الذين لُفت جثامينهم في أكفان بيضاء. ووُضعت سترات زرقاء مضادة للرصاص مكتوب عليها كلمة (برس) «صحافة» فوق الجثامين المكفنة.

وقال عبد الله المقداد، مراسل «التلفزيون العربي» خلال الجنازات: «يدعي الجيش الإسرائيلي أو يبرر هذا الاستهداف بأنه في إطار استهدافه لعناصر يعملون في تنظيمات وخلايا فلسطينية، لكن على الأرض هؤلاء كانوا في مهمة عمل صحافية، كانوا يقيمون في مركبة صحافية، وكانوا يعملون أيضاً على تغطية الحدث».

وبكت نساء جانب الجثامين خلال أداء الرجال صلاة الجنازة قبل الدفن.

وقالت والدة الصحافي، فادي حسونة، الذي كان بين القتلى الخمسة: «حسبي الله ونعم الوكيل، الله ينتقم منهم، هو اللي بيعمل الخبر ويقول للناس الجرايم هيك تسووا فيه؟».

وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» في التقرير الختامي للعام، إن غزة هي المنطقة الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحافيين بسبب عمليات القتل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.

وقال مسعفون في القطاع إن 13 آخرين قتلوا، وأصيب 25 في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الزيتون بمدينة غزة. وأضافوا أن عدد القتلى قد يرتفع نظراً لوجود كثيرين محاصرين تحت الأنقاض.

وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية على منزل في حي الصبرة بمدينة غزة قتلت ثمانية أشخاص آخرين، ليرتفع عدد القتلى، اليوم الخميس، إلى 26.

وتبادلت حركة «حماس» وإسرائيل، أمس الأربعاء، الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، رغم حديث الجانبين خلال الأيام الماضية عن إحراز تقدم.

وقالت «حماس» إن إسرائيل وضعت شروطاً أخرى، بينما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الحركة بالتراجع عن تفاهمات تسنى التوصل إليها بالفعل.

وقالت «حماس» في بيان: «مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطاً جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل إلى الاتفاق الذي كان متاحاً».

ورد نتنياهو في بيان قائلاً: «منظمة (حماس) الإرهابية تواصل الكذب، وتتنصل من تفاهمات تسنى التوصل إليها بالفعل، وتستمر في خلق الصعوبات في المفاوضات».