احتجاجات في دول عربية بعد «مذبحة المستشفى» بغزة

مواجهات بمحيط السفارة الأميركية في بيروت

جانب من المواجهات بين القوى الأمنية اللبنانية والمتظاهرين قرب السفارة الأميركية في بيروت اليوم (رويترز)
جانب من المواجهات بين القوى الأمنية اللبنانية والمتظاهرين قرب السفارة الأميركية في بيروت اليوم (رويترز)
TT

احتجاجات في دول عربية بعد «مذبحة المستشفى» بغزة

جانب من المواجهات بين القوى الأمنية اللبنانية والمتظاهرين قرب السفارة الأميركية في بيروت اليوم (رويترز)
جانب من المواجهات بين القوى الأمنية اللبنانية والمتظاهرين قرب السفارة الأميركية في بيروت اليوم (رويترز)

خرج متظاهرون إلى الشوارع في عدد من الدول العربية، اليوم (الأربعاء)، للتعبير عن الغضب الشعبي العارم وتنديدا بقصف المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، الذي أسفر عن مقتل 471 شخصاً.

الضفة الغربية

تظاهر مئات من الفلسطينيين، اليوم، في عدد من مدن الضفة الغربية. وفي نابلس، شمال الضفة، خرج المئات حاملين أعلاما فلسطينية وأعلام حركة «حماس»، ورددوا هتافات ضد إسرائيل والولايات المتحدة. وردد المتظاهرون أيضا «ارحل ارحل يا عباس... الشعب يريد إسقاط الرئيس»، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

جانب من المظاهرات في رام الله اليوم (أ.ف.ب)

وبحسب مراسلة «وكالة الصحافة الفرنسية» في نابلس قامت قوات الأمن الفلسطينية بإلقاء الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين. ونظمت احتجاجات مماثلة في رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، حيث ردد المشاركون شعارات مؤيدة لحركة «حماس» وضد «التنسيق الأمني» مع إسرائيل. في رام الله، اندلعت مواجهات، مساء أمس، بين قوات الأمن الفلسطينية ومتظاهرين يطالبون برحيل الرئيس عباس.

عمّان

تظاهر نحو خمسة آلاف أردني، اليوم، بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان للتعبير عن غضبهم. وأفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» بوجود أمني كثيف في المكان، فيما هتف المتظاهرون الذين حملوا الأعلام الفلسطينية: «يلا نحكي عالمكشوف سفارة ما بدنا نشوف»، و«لا سفارة صهيونية على الأرض الأردنية»، و«لا سفارة أميركية على الأرض الأردنية».

كما حملوا صور الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكتب عليها بالعربية والإنجليزية «مجرم حرب» و«شركاء في الجريمة».

متظاهرون أردنيون يتظاهرون خارج السفارة الأميركية في عمّان اليوم (أ.ف.ب)

ومنعت قوات الأمن المحتجين الغاضبين الذين كانوا يصرخون «عالسفارة عالسفارة» من الاقتراب من مبنى السفارة الذي يقع في منطقة الرابية غرب عمان وفرضوا طوقا أمنيا وأغلقوا جميع الطرق المؤدية إليها.

وقدر مصدر أمني فضل عدم الكشف عن هويته للوكالة عدد المتظاهرين بنحو خمسة آلاف شخص.

وأطلقت القوى الأمنية، مساء أمس، الغاز المسيل للدموع لتفريق ما بين أربعة إلى خمسة آلاف أردني غاضبين تظاهروا أمام السفارة الإسرائيلية في عمان للتنديد بقصف المستشفى في غزة.

لبنان

تظاهر المئات، اليوم، أمام السفارة الأميركية في عوكر شمالي بيروت بدعوة من الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية. واتخذت القوى الأمنية والجيش اللبناني تدابير مشددة أمام السفارة وقطعت كل الطرق المؤدية إليها بالأسلاك الشائكة.

متظاهرون لبنانيون قرب مبنى السفارة الأميركية في بيروت اليوم (رويترز)

وحاول المحتجون إزالة الشريط الشائك للدخول إلى السفارة لكن القوى الأمنية منعتهم باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع. وحصلت مواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية بعد قيام المحتجين بإلقاء الحجارة باتجاه مبنى السفارة.

تونس

تظاهر، اليوم، الآلاف من التونسيين أمام السفارة الفرنسية في العاصمة التونسية. وردد المتظاهرون «طرد السفير واجب»، وفقا لمراسل «وكالة الصحافة الفرنسية». كما كُتب على لافتات: «ماكرون قاتل». ويشعر الكثير من التونسيين بالغضب إزاء فرنسا بسبب موقفها من إسرائيل في حربها مع حركة «حماس». وينتقد مستخدمو الإنترنت التونسيون ووسائل الإعلام المحلية بشدة التغطية «غير المنصفة» لهذه الحرب في وسائل الإعلام الفرنسية. وأشار صحافيو الوكالة إلى أن نحو ثلاثين شخصا تجمعوا أيضا بالقرب من السفارة الأميركية في شمال العاصمة التونسية بعد الظهر. ومنعت الشرطة المتظاهرين من دخول المبنى.

جانب من المظاهرات في العاصمة تونس (رويترز)

وخرجت مظاهرات في مدن تونسية أخرى، في بنزرت (شمال) وسوسة (شرق) وصفاقس (وسط) والقيروان (وسط) وقابس (جنوب). وأفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن كنيساً فارغاً تعرض لأضرار، مساء أمس، في مدينة الحامة على بعد 20 كلم من قابس، على يد متظاهرين غاضبين أشعلوا النار في بابه وألحقوا أضراراً بالجدران.

مصر

خرج الآلاف من المصريين في مظاهرات، اليوم، في محافظات مصر تضامنا مع غزة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية. ووفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي»، نقلت فضائية «إكسترا نيوز» المصرية مشاهد تظهر متظاهرين في عدد من المحافظات، بينها المنيا في الجنوب والدقهلية والمنوفية في دلتا النيل.

مصريون يتظاهرون تضامناً مع غزة في محافظة الجيزة اليوم (أ.ف.ب)

وذكر موقع «واي نت» الإسرائيلي، اليوم، أن وزارة الخارجية قامت بإجلاء موظفي سفارتي إسرائيل في المغرب ومصر بسبب مظاهرات متعلقة بالوضع في غزة.


مقالات ذات صلة

2025... عام ملء الفراغات؟

العالم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

2025... عام ملء الفراغات؟

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم... فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات أو خلق بعضها؟

المحلل العسكري (لندن)
المشرق العربي عائلات المحتجزين الإسرائيليين يشاركون في احتجاج بتل أبيب يدعو إلى وقف الحرب (إ.ب.أ)

إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات في قطر بشأن هدنة غزة

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم السبت، استئناف المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» في قطر من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي طفلة تبكي أقارب لها قتلوا بغارة إسرائيلية في مستشفى بحي الشجاعية شمال قطاع غزة السبت (أ.ف.ب)

إسرائيل تدمّر ما تبقى من شمال القطاع وتزيل حياً سكنياً

قوات الاحتلال دمرت جميع البنايات الشاهقة التي تطل على مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في شمال القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يعاينون حفرة أحدثتها غارة إسرائيلية في دير البلح وسط غزة الجمعة (د.ب.أ)

«يوم قاسٍ» جديد في غزة

رصد الجيش الإسرائيلي مقذوفَين أُطلقا من شمال قطاع غزة، في حادثة باتت متكررة في الأيام الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية انفجار أعقب غارة إسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة الجمعة (رويترز)

إسرائيل تفاوض في الدوحة... وتجعل الحياة مستحيلة في غزة

يجري قادة اليمين الحاكم مداولات حول مشاريع إعادة الاستيطان اليهودي في قطاع غزة وتوفير الظروف لجعل حياة الفلسطينيين فيه مستحيلة.

نظير مجلي (تل أبيب)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».