أيقونة لبنان سيلين تبدأ رحلة التعافي بالتحديات بعد «غارة إسرائيلية غادرة»

عائلتها تناشد الدولة بتحمل تكاليف العلاج الباهظة

TT

أيقونة لبنان سيلين تبدأ رحلة التعافي بالتحديات بعد «غارة إسرائيلية غادرة»

سيلين محاطة بحب عائلتها التي تشجعها وتساندها وتأمل في عودتها نجمة في الملاعب من جديد (الشرق الأوسط)
سيلين محاطة بحب عائلتها التي تشجعها وتساندها وتأمل في عودتها نجمة في الملاعب من جديد (الشرق الأوسط)

داخل غرفتها في المستشفى، تحاول سيلين التعايش مع الواقع الذي فُرض عليها. رغم التحديات التي تواجهها، تستقبل زوارها بابتسامة دافئة تخفي وراءها مزيجاً من المشاعر المتناقضة، بين سعادتها برؤيتهم وحزنها العميق على حالها الصحي.

عيناها تشعان بإرادة قوية، وكأنهما تعبران عن كلمات لا تستطيع نطقها، بينما تتحرك شفتاها في محاولات مستمرة للتواصل، رغم أن قدرتها على الحديث ما زالت محدودة، وحركتها مقيدة. تعتمد بشكل أساسي على جهاز التنفس الاصطناعي، بينما تخوض معركتها بصمت وإصرار.

استيقظت سيلين من الغيبوبة بعد نحو شهرين على إصابتها الخطيرة في الرأس. ففي 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، كانت سيلين حيدر تهرب من منزلها في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت بعد صدور أمر إخلاء من إسرائيل. وأصيبت في الجانب الأيمن من رأسها، ما أدى إلى وضعها في حالة حرجة ودخولها العناية الفائقة.

سيلين اليوم أصبحت قادرة على التعرف على كل من حولها والضغط على أيديهم، وحتى أن تتواصل معهم عن طريق الكتابة. ومنذ استيقاظها، بدأت سيلين رحلتها الصعبة مع العلاج، رحلة محفوفة بالأمل والتحديات. لكنها تحاول أن تبقى قوية، رغم أنها لا تعلم حقيقة ما حدث لها حتى اليوم.

«أنا حرام»، قالتها سيلين بخفوت عبر تحريك فمها، لكن أختها كارول سارعت بالرد عليها: «أنتِ لستِ كذلك، أنتِ قوية، ستخرجين من هنا وستعودين لحياتك».

كارول ليست مجرد أخت، بل هي رفيقة الدرب والسند التي لم تتركها لحظة منذ وقوع الحادث. تلازمها، تعتني بها، تواسيها، وتمنحها القوة، رغم أن الدموع تخونها كلما سُئلت عن شقيقتها الصغيرة.

سيلين، محاطة بحب عائلتها التي تشجعها وتساندها. بدأت تتفاعل مع محيطها، تميز الوجوه، تفرح بلقاء زوارها. تحدثت عن صديقاتها، وعن الملعب الذي تشتاق إليه، وعن عشقها لنادي النجمة اللبناني، وحتى أنها تسأل عن المنتخبات والمباريات القادمة. وعندما زارتها «الشرق الأوسط»، ابتسمت وطلبت التقاط صورة معنا، ما يدل على أنها بدأت تتذكر وتدرك كل ما يحصل حواليها وهو مؤشر إيجابي.

تحدثت سناء شحرور، والدة سيلين، عن التحديات التي تواجهها مع ابنتها منذ تعرضها للحادث. قالت: «فرحت جداً لأنها استيقظت وبدأت تظهر تجاوباً معنا، وهي الآن تستطيع الكتابة لنا ما تريد عبر الهاتف. في البداية، لم تكن تستطيع الكتابة إلا باستخدام الورقة والقلم، وكانت ترتجف من تعب الأعصاب، ولكن اليوم بدأت تتحسن رغم أن يدها لا تزال تؤلمها».

بين الأمل والخوف تعيش عائلة سيلين أيامها الحالية بجوار سرير ابنتهم (الشرق الأوسط)

وتضيف: «بدأ الأطباء يغلقون الجرح على عنقها، وبدأت تنطق بعض الكلمات بصعوبة، مثل الهمسات عندما يكون هناك شيء يزعجها أو عندما تحتاج إلى شيء. يجب أن أضع أذني بالقرب من فمها لأسمعها بشكل جيد».

أما والدها عباس، يقول بحزن: «لم نخبرها بعد كيف أصيبت. تعتقد أنها تعرضت لإصابة خلال لعب كرة القدم. لا نستطيع أن نصدمها بالحقيقة الآن، حالتها النفسية لا تحتمل ذلك». ويضيف: «نحاول حمايتها، لذلك لا نعطيها الهاتف حتى لا ترى الأخبار أو صورها المنتشرة بعد الحادث».

ويتابع الوالد حديثه عن مراحل علاجها: «إصابتها خطيرة جداً، وقد خضعت لعدة عمليات، أولها كانت في الرأس لتخفيف الضغط عن الدماغ، حيث أزال الأطباء جزءاً من الجمجمة لمنع النزيف. لاحقاً، ستخضع لعملية أخرى لإعادة تثبيت العظمة وإغلاق الجمجمة».

تتطلع عائلة سيلين إلى تدخل الدولة أو الاتحاد اللبناني لمساعدتهم في العلاج الباهظ (الشرق الأوسط)

ورغم أنها نجت من الخطر الأكبر، فإن طريق التعافي لا يزال طويلاً. «ما زالت بحاجة إلى علاج طبيعي مكثف، لا تستطيع تحريك يدها اليسرى بشكل طبيعي، وقدمها أيضاً تحتاج إلى تأهيل. ستحتاج إلى جلسات فيزيائية لمدة طويلة، ونحن نحاول تأمين ذلك لها»، يضيف الوالد.

خروجها من المستشفى لا يعني انتهاء المعاناة، بل بداية مرحلة جديدة من التحديات. تحتاج سيلين إلى تجهيزات خاصة في المنزل، وإلى معدات طبية تساعدها على التنقل، وإلى فريق طبي لمساعدتها. «أنا ووالدتها لن نستطيع الاعتناء بها وحدنا، نحتاج إلى مساعدة»، يقول الأب بصوت يملؤه القلق.

حتى وهي على السرير، تحاول سيلين أن تبقى متصلة بشغفها الأول: كرة القدم. يقول والدها بابتسامة ممزوجة بالحزن: «عندما تشاهد المباريات، تحرك يدها وكأنها تعترض الكرة، أو ترفع أصابعها مشيرة إلى تمريرة أو تسديدة. لا تزال تعيش اللحظة، وكأنها في الملعب».

رغم كل شيء، لا تزال تحلم بالعودة، ولو بشكل آخر. تقول لوالدتها: «كنت أدرس لأصبح مدربة كرة قدم، أريد أن أستكمل ذلك». وحتى الآن، تحرص على متابعة المباريات، تسأل عن الفرق والنتائج، وتشجع النجمة في الدوري اللبناني، وكأنها بذلك تتمسك بجزء من حياتها السابقة.

شيء من الماضي يحضر في غرفتها... صور سابقة وعبارات داعمة (الشرق الأوسط)

العائلة تعيش بين الأمل والخوف، بين الفرح بوجودها بينهم والحزن على ما أصابها. والدتها سناء تقول: «فرحنا عندما استيقظت، وبدأت تتفاعل معنا. الآن، تكتب لنا عبر الهاتف ما تريد، وبداية عبر الورقة والقلم. لكن يدها ما زالت تؤلمها، وهذا الأمر يقلقنا».

رغم أن وزارة الصحة تكفلت بعلاجها داخل المستشفى، فإن تكاليف التأهيل اللاحق تقع على عاتق العائلة، وهي تكاليف باهظة. «نحن بحاجة إلى دعم، لا يمكننا تحملها وحدنا»، يقول والدها. يأمل أن تتدخل الدولة، أو الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي كانت سيلين تلعب تحت رايته، لمساعدتهم في تغطية تكاليف العلاج الطويلة.

يختم الأب حديثه «الأطباء يقولون إن الأمر يعتمد على إرادة الشخص، وأنا أؤمن بأن سيلين ستتجاوز هذه المحنة. كل ما نريده الآن هو أن تحصل على الرعاية التي تحتاجها، وأن تعود لحياتها ولو تدريجياً».

تبقى عائلة سيلين حيدر ورفاقها وكل من عرفها متمسكين بالأمل في أن تعود هذه الموهبة اللبنانية إلى حياتها الطبيعية وإلى الملعب الذي طالما تألقت فيه. أيام من الانتظار والدعاء، وأحلام بأن تسجل سيلين هدفها الأكبر في هذه المعركة، وتعود إلى أحضان عائلتها وجمهورها الذي يترقب بشغف لحظة انتصارها.


مقالات ذات صلة

«اعترافات» أمهز… تمهيد إسرائيلي لتصعيد ضد لبنان؟

شؤون إقليمية «هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب ما جاء في منشور على «إكس» للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي play-circle 03:20

«اعترافات» أمهز… تمهيد إسرائيلي لتصعيد ضد لبنان؟

حملة تروج لها السلطات الإسرائيلية لتبرير التصعيد الحربي على لبنان ومحاولة إقناع واشنطن وغيرها من العواصم الغربية بـ«ضرورة توجيه ضربة قاسية أخرى لحزب الله».

نظير مجلي (تل ابيب)
المشرق العربي صورة من مقر قيادة «يونيفيل» في الناقورة جنوب لبنان... عُقد الاجتماع اللبناني الإسرائيلي في هذا المقر وفق ما أوردته السفارة الأميركية في بيروت (رويترز) play-circle

اجتماع ممثلين مدنيين وعسكريين من لبنان وإسرائيل في إطار لجنة وقف النار

عقد ممثلون عن لبنان وإسرائيل، الجمعة، اجتماعاً في إطار اللجنة المكلفة بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الساري منذ عام، وفق ما أفادت السفارة الأميركية في بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بلدة العديسة بجنوب لبنان كما تظهر من الجانب الإسرائيلي من الحدود (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف ثلاثة عناصر من «حزب الله» بجنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، أنه استهدف ثلاثة عناصر من «حزب الله» في مناطق متفرقة في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام (رويترز)

سلام: الدولة اللبنانية وحدها يمكنها امتلاك السلاح داخل أراضيها

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن لبنان يواجه انهياراً شبه كامل بعد عقود من سوء الإدارة والفساد والطائفية والحروب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج السلطان هيثم بن طارق والرئيس اللبناني العماد جوزيف عون عقدا الأربعاء جلسة خاصة بقصر العلم في مسقط (العمانية)

عُمان ولبنان ينددان بالاعتداءات الإسرائيلية ودعم الجهود الدولية لمنع التصعيد

أعربت سلطنة عُمان ولبنان، في بيان مشترك، الأربعاء، عن قلقهما الشديد إزاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية واحتلال الأراضي العربية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)

«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
TT

«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)

يستهل المنتخب المغربي مشواره في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم على أرضه، بمواجهة نظيره منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية للبطولة، الأحد. وتعد هذه المواجهة الثانية بين المنتخبين في تاريخ النهائيات القارية، حيث يدخل «أسود الأطلس» اللقاء وهم في المركز الـ11 عالمياً، بوصفه أعلى منتخب أفريقي تصنيفاً، بينما يحتل منتخب جزر القمر المركز الـ108.

وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة بينهما، فقد التقى المنتخبان في 4 مناسبات سابقة، دانت فيها السيطرة للمغرب بـ3 انتصارات مقابل تعادل وحيد، وكان أول لقاء يجمعهما في تصفيات نسخة 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف نظيف وتعادلا إياباً بهدفين لكل منهما، ليكملا مسيرتيهما معاً نحو النهائيات.

كما تواجه الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2021 بالكاميرون، وانتهى اللقاء حينها بفوز مغربي بهدفين دون رد سجلهما سليم أملاح وزكريا أبو خلال، قبل تجدد المواجهة بينهما في كأس العرب بقطر في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث فاز «أسود الأطلس» 3 - 1.

ويخوض المنتخب المغربي كأس أمم أفريقيا للمرة الـ20 في تاريخه، والخامسة على التوالي منذ عام 2017، بينما يسجل منتخب جزر القمر حضوره الثاني فقط بعد ظهوره الأول التاريخي في نسخة الكاميرون، ومن المفارقات أن منتخب جزر القمر سيواجه مستضيف البطولة للمرة الثانية على التوالي في مبارياته بكأس الأمم، بعد أن خاض آخر مباراة له في النسخة الماضية له أمام المستضيف الكاميروني، وخسر بصعوبة بهدفين لهدف في دور الـ16.

وبالعودة لنسخة 2021، فقد تأهل الفريقان معاً عن المجموعة الثالثة، حيث تصدر المغرب المجموعة وحل منتخب جزر القمر ضمن أفضل الثوالث متفوقاً على غانا، التي تذيلت الترتيب.

وعلى صعيد الأرقام الخاصة بالمنتخب المغربي، يطمح «الأسود» لتحقيق انطلاقة قوية في استضافتهم الثانية للبطولة بعد نسخة 1988 التي حلوا فيها بالمركز الثالث، علماً بأن بداية مشوار الفريق في تلك النسخة انتهت بالتعادل بهدف لمثله أمام الكونغو الديمقراطية.

ويمتلك المغرب سجلاً حافلاً، حيث تُوِّج باللقب عام 1976 وحلَّ وصيفاً عام 2004، ويدخل هذه النسخة بسلسلة من الانتصارات في مبارياته الافتتاحية بآخر 3 نسخ، مع الحفاظ على نظافة شباكه في آخر 5 مباريات افتتاحية خاضها. وبوصفه أول منتخب أفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، يدخل المغرب البطولة بسجل مرعب في التصفيات، حيث حقق العلامة الكاملة بـ6 انتصارات مسجلاً 26 هدفاً، وكان إبراهيم دياز هداف التصفيات بـ7 أهداف.

في المقابل، يمثل منتخب جزر القمر طموح الجزر الأفريقية، وهو واحد من 4 منتخبات جزرية تأهلت للنهائيات تاريخياً بجانب الرأس الأخضر ومدغشقر وموريشيوس. وقد قدم منتخب جزر القمر أفضل حملة تصفيات في تاريخه، حيث تأهل دون خسارة من مجموعة ضمت تونس وغامبيا ومدغشقر، مستنداً إلى دفاع صلب لم يستقبل سوى 4 أهداف.

ورغم أن الفريق لم يحافظ على نظافة شباكه في مبارياته الـ4 السابقة بالنهائيات، فإنه أثبت خطورته في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل 3 أهداف من أصل 4 له في البطولة، ويعتمد الفريق على استقرار تشكيلته التي شارك فيها 25 لاعباً في التصفيات، منهم 4 لاعبين بدأوا جميع المباريات بصفة أساسية.


«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
TT

«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)

كان يتعيّن على المغربي حمزة إيغامان الاحتراف في الخارج كي يضمن استدعاءه إلى صفوف منتخب بلاده، ومزاحمة المخضرمين أيوب الكعبي ويوسف النصيري على مركز أساسي في قلب الهجوم.

سلك إيغامان، البالغ من العمر 23 عاماً، الطريق ذاته للكعبي والنصيري، حيث نجحا في ضمان مكان في تشكيلة «أسود الأطلس» عبر الاحتراف في الخارج بعدما بدأ مشوارهما الكروي محلياً، الأول مع فريق النهضة البيضاوية وبرز بعدها مع أولمبياكوس اليوناني والثاني في أكاديمية محمد السادس وتألق في صفوف إشبيلية الإسباني على الخصوص.

صنع إيغامان لنفسه اسماً في فريق الجيش الملكي الذي جلبه إلى صفوفه من وداد تمارة الذي اكتشفه في الأحياء الشعبية لمدينة تمارة المجاورة للعاصمة الرباط وضمه إلى صفوف فئتين للناشئين والشباب.

سجل 13 هدفاً في 47 مباراة على مدى ثلاثة مواسم، الأول منها كان في صفوف فريقه الرديف، حيث لعب سبع مباريات فقط في الدرجة الأولى بسن الثامنة عشرة دون أن يسجل أي هدف.

لكنه هز الشباك 6 مرات في 18 مباراة موسم 2022-2023، ثم 7 أهداف في موسم 2023-2024، وكانت بوابته إلى الاحتراف في صفوف رينجرز الأسكوتلندي لمدة 5 مواسم مقابل 3 ملايين يورو لكنه أمضى موسماً واحداً فقط معه وكان رائعاً سجل خلاله 12 هدفاً في 33 مباراة في الدوري مع تمريرة حاسمة.

كما سجل 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في 10 مباريات في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، حيث ساهم في بلوغ ربع النهائي قبل الخروج على يد أتلتيك بلباو الإسباني.

توّج بجائزتي أفضل لاعب شاب وأفضل هدف في الدوري الأسكوتلندي.

انضم إلى صفوف ليل الفرنسي لتعويض هدافه الدولي الكندي جوناثان ديفيد، وكان عند حسن الظن حتى الآن كونه هداف الفريق في الدوري برصيد 5 أهداف مع تمريرة حاسمة في 13 مباراة بين أساسي وبديل (435 دقيقة)، كما سجل له 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

أشاد به مدربه برونو جينيزيو بقوله: «يمتلك مهارات تقنية مميزة. يمتلك المهارة اللازمة، وديناميكيته تمنحه القدرة على إظهار أفضل ما لديه عند دخوله في مجريات المباراة».

لم يتأخر إيغامان في فرض نفسه على تشكيلة «أسود الأطلس» مثبتاً أنه ليس مجرد موهبة عابرة. استُدعي للمرة الأولى في مارس (آذار) الماضي للمباراتين ضد النيجر وتنزانيا ودخل بديلاً في الأولى التي حسمها المغرب 2-1 في مدينة وجدة.

لكنه انتظر سبتمبر (أيلول) الماضي لتسجيل هدفه الدولي الأول في مباراته الدولية الثانية وكانت ضد النيجر (5-1) بمناسبة تدشين ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، حيث تألق مع فريقه السابق الجيش الملكي قبل الاحتراف في أسكوتلندا.

وقتها دخل بديلاً للكعبي وهز الشباك بعد ثلاث دقائق من دخوله ثم صنع هدفاً لعز الدين أوناحي، واحتفل في نهايتها بتأهل «أسود الأطلس» إلى المونديال.

سجل هدفه الثاني في مباراته الدولية الثالثة والأولى كأساسي بعدها بأربعة أيام ضد المضيفة زامبيا (2-0) في مدينة ندولا بتسديدة رائعة من خارج المنطقة، ليرسخ مكانته داخل منظومة المدرب وليد الركراكي.

أكد الركراكي عقب الفوز على زامبيا أن إيغامان لم يخذل ثقته قائلاً: «عندما تعطي حمزة القميص فإنه يجيبك، لديه موهبة كبيرة، يشتغل يسمع ويأخذ الثقة شيئاً فشيئاً، أتمنى أن يبقى في هذا المستوى. لديه مستقبل كبير في المنتخب ومع فريقه أيضاً».

وأضاف: «عندما جاء للمرة الأولى لم يلعب، ثم بدأ يدخل تدريجياً، وهذا ما نفعله مع جميع اللاعبين الجدد، لأن حمل القميص الوطني ليس سهلاً».

وتابع: «أبان عن موهبة لافتة وإمكانات تقنية عالية، وبدأ يكتسب الثقة تدريجياً رغم الدقائق المحدودة التي خاضها حتى الآن مع المنتخب الأول».

وأوضح أن السياسة التي يعتمدها والقائمة على منح دقائق لعب تدريجية للاعبين الجدد، بدأت تؤتي ثمارها، مشيراً إلى أن إيغامان يجسد هذه المقاربة بنجاح.

وأعرب الركراكي عن ارتياحه للمنافسة القوية داخل المنتخب، خصوصاً في مركز قلب الهجوم: «هذا التنافس الصحي يخدم مصلحة المنتخب لأنه يدفع كل لاعب إلى بذل أقصى ما لديه من أجل ضمان مكانته في التشكيلة الرسمية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأداء العام للمجموعة».

يتمتع إيغامان بمهارات فنية متعددة، ويجيد اللعب على الجناحين. يجمع بين القوة البدنية والفنية، ما يسمح له بالاحتفاظ بالكرة واللعب وظهره إلى المرمى والمشاركة في بناء الهجمات.

كما يتميز أسلوب لعبه بمهارات المراوغة والقدرة على التسديد من مسافات بعيدة، وميله لتقديم التمريرات الحاسمة.

يُوصف أيضاً بأنه لاعب على غرار البرازيلي رونالدو نازاريو، يتمتع بغرائز قوية ومرونة ذهنية قوية، وهي صفات تبرز من خلال أدائه في المواقف الصعبة.

لم يبخس إيغامان الذي استلهم في شبابه من مهاجمين أمثال الإيفواري ديدييه دروغبا والفرنسي أوليفييه جيرو زميله في ليل حالياً، الذي يدخل مكانه بديلاً هذا الموسم، حق الجماهير المغربية وشكرها على مساندته، مطالباً إياها بالوثوق في المنتخب وتشجيعه للظفر باللقب الثاني في تاريخه.


تونس تفتقد المساكني لأول مرة منذ 2010

نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
TT

تونس تفتقد المساكني لأول مرة منذ 2010

نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)

للمرة الأولى منذ نهائيات كأس أمم أفريقيا 2010، يغيب نجم تونس المخضرم يوسف المساكني عن بعثة «نسور قرطاج» التي وصلت مساء الجمعة، إلى الرباط، للمشاركة في النسخة الـ35 من البطولة التي تقام في الفترة بين 21 ديسمبر (كانون الأول) و18 يناير (كانون الثاني).

ويعدّ غياب اللاعب الأكثر موهبة في تونس منذ نحو عقدين، خسارة كبيرة للمنتخب التونسي في مشواره للبحث عن اللقب الثاني، بعد تتويجه الوحيد عام 2004 على الملاعب التونسية.

وأبدى مدرب المنتخب سامي الطرابلسي في وقت سابق، حسرته لعدم جاهزية المساكني وابتعاده عن المنافسة، لكنه في الوقت نفسه كان ترك الباب مفتوحاً لإمكانية عودته في حال استعاد نشاطه.

وظل المساكني من دون أي نشاط بعد انتهاء عقده مع ناديه العربي القطري في يونيو (حزيران) الماضي، قبل أن يعلن الترجي التونسي استعادة نجمه بعقد لمدة عام ونصف عام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبدأ المساكني (35 عاماً) تدريباته مع الترجي في نهاية الشهر نفسه، عبر خضوعه لبرنامج تأهيلي خاص، وهي فترة قصيرة حالت دون استعادة جاهزيته بشكل كامل للالتحاق بالمنتخب.

وقال لاعب المنتخب نعيم السيليتي: «غياب المساكني ترك فراغاً كبيراً. بإمكانه مساعدتنا حتى في 5 دقائق. نتمنى أن نراه قريباً».

ويمثل يوسف المساكني علامة ساطعة في أكبر مسابقة كرة قدم بأفريقيا، وهو يتشارك مع المصري أحمد حسن، والكاميروني ريجوبرت سونغ، والغاني أندريه أيو، في الرقم القياسي لعدد مرات المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، بوجوده في 8 نسخ متتالية منذ دورة 2010.

وليس واضحاً ما إذا كان اللاعب قادراً على الاستمرار في اللعب حتى النسخة التالية من كأس أمم أفريقيا لكسر الرقم القياسي، أم لا، ومع ذلك فهو يحمل في جرابه أرقاماً قياسية بالجملة.

ويعدّ المساكني هداف تونس في المسابقة بـ7 أهداف، وهو أول لاعب تونسي يسجل في 4 نسخ مختلفة من المسابقة، وأول لاعب عربي يسجل في 5 بطولات متتالية.

وكانت أولى مشاركات المساكني في البطولة القارية في سن الـ19 عاماً بدورة أنغولا عام 2010، وسجل أول أهدافه في دورة الغابون عام 2012 ضد المغرب.

وإلى جانب مهاراته العالية، يحتفظ المساكني بأحد أجمل الأهداف المسجلة في تاريخ البطولة والموقع في شباك الجزائر في نسخة 2013، من تسديدة بعيدة في الزاوية التسعين.

ولعب المساكني في تونس لأندية الملعب التونسي، ثم الترجي، قبل انتقاله في 2013 إلى نادي لخويا القطري في صفقة قياسية آنذاك بلغت قيمتها 15 مليون دولار أميركي، كما لعب لناديي يوبين البلجيكي والعربي القطري.