في ختام أعمال مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض، شدّد السفير الإيطالي لدى السعودية، روبيرتو كانتوني، على أن المؤتمر رسم خريطة طريق جديدة للتعاون بين روما والرياض، وعزّز من فرص التعاون الاستراتيجي والديناميكي بين البلدين، حيث تستثمر حالياً أكثر من 70 شركة إيطالية في السوق السعودية، لا سيما في قطاعات الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكد كانتوني، أن «مؤتمر مبادرة الاستثمار» أصبح منصة عالمية رائدة لاستكشاف الاتجاهات والفرص والتحديات الجديدة والصناعات الناشئة التي ستشكل الاقتصاد العالمي وبيئة الاستثمار على مدى العقود المقبلة، مشيراً إلى أن إيطاليا أثبتت حضورها القوي في مناقشات المؤتمر، الذي شاركت فيه مستويات عالية وعدد من الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات الإيطالية. وقد وفّر المؤتمر فرصة للشركات الإيطالية لعقد مباحثات مع نظيراتها من المجموعات الاستثمارية والشركات الناشئة في الرياض.
وبحسب كانتوني، فإن مشاركة إيطاليا بمستويات رفيعة في المؤتمر، ساهمت في إثراء المناقشات حول المشروعات الاستثمارية المحورية طويلة الأجل والاتجاهات العالمية التي تشكل اقتصادات المستقبل، وأتاحت الفرصة لتعزيز التعاون بين روما والرياض في الكثير من المجالات ذات الاعتمادية العالية على التكنولوجيا، والتي حددتها «رؤية 2030» وتنفذها الحكومة السعودية بنجاح مذهل.
وعن مجالات التعاون السعودي - الإيطالي، أكد كانتوني أن العلاقات بين البلدين تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي. وقد توسعت هذه العلاقات بشكل مطرد على مر السنين، حيث تشهد المملكة حالياً نمواً مطرداً في عدد المجالات التي يتم التعاون فيها، والتي تغطي مجموعة متنوعة من القطاعات، بدءاً من أحدث التقنيات وتطبيقاتها في نظام الرعاية الصحية والزراعة والفضاء، على سبيل المثال لا الحصر، وصولاً إلى التعاون في مجال التراث الثقافي والحفاظ على الآثار.
هذا، وأعاد كانتوني التشديد على أن التعاون بين إيطاليا والمملكة يشهد تطوراً استراتيجياً وديناميكياً، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال منتدى الاستثمار الثنائي الذي عُقد في ميلانو في سبتمبر (أيلول) الماضي، والذي سلّط الضوء على الإمكانات الكبيرة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، حيث حضر المنتدى أكثر من 1000 شركة.
كما أن أحدث بيانات التبادل التجاري تظهر أن العلاقات التجارية الثنائية بين إيطاليا والسعودية تشهد نمواً تصاعدياً، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية في عام 2022 نحو 12 مليار دولار، بزيادة بنسبة 40 في المائة عن عام 2021. كما كان الفصل الأول من عام 2023 واعداً، حيث نمت الصادرات الإيطالية إلى المملكة بنسبة 24 في المائة.
وأشار كانتوني إلى أن الصادرات الإيطالية إلى المملكة تتنوع بشكل كبير، حيث تشمل الآلات الصناعية والأجهزة الإلكترونية وأجهزة الاتصالات والمنتجات الكيماوية والصيدلانية والأغذية الزراعية والأزياء والتصميم ومستحضرات التجميل والسيارات. كما يوجد حالياً أكثر من 70 شركة إيطالية في المملكة، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد في المستقبل. أما إجمالي رصيد صافي الاستثمار الأجنبي المباشر الإيطالي في السعودية، فيبلغ أكثر من 4.6 مليار دولار، لافتاً إلى أنه تم التوقيع على مذكرة لتعزيز الاستثمارات المباشرة بين البلدين في منتدى الاستثمار في ميلانو، بحضور وزيري الاستثمار السعودي خالد الفالح ونظيره الإيطالي أدولفو أورسو.
وختم كانتوني بالقول: «يسعدنا أن الشركات السعودية، وعلى وجه الخصوص صندوق الاستثمارات العامة، أصبحت أكثر اهتماماً بالاستثمار في القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الإيطالي. وهذا يؤكد ثقة السعودية في بيئة الأعمال الإيطالية».