أسواق الغاز على صفيح ساخن قبل محادثات حاسمة في أستراليا

«وودسايد» تحاول التهدئة مع العمال وأميركا الرابح الأكبر

مقياس ضغط في منشأة تخزين للغاز (رويترز)
مقياس ضغط في منشأة تخزين للغاز (رويترز)
TT

أسواق الغاز على صفيح ساخن قبل محادثات حاسمة في أستراليا

مقياس ضغط في منشأة تخزين للغاز (رويترز)
مقياس ضغط في منشأة تخزين للغاز (رويترز)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «وودسايد إنرجي» الثلاثاء، إن الشركة «عالجت بشكل بناء» كثيراً من مخاوف العمال في أكبر منشأة للغاز الطبيعي المسال في أستراليا، وذلك قبل يوم من محادثات حاسمة مع النقابات تهدف إلى تجنب إضراب يمكن أن يعطل 10 في المائة من إمدادات الغاز العالمية.

وأستراليا هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ويزود مشروع «North West Shelf Gas وPluto LNG»، التابع لشركة «وودسايد»، إلى جانب مشروعي «جورجون وويتستون» التابعين لشركة «شيفرون»، بحوالي عُشر السوق العالمية.

وتطالب النقابات التي تمثل عمال المنصات البحرية في الشركتين، بأجور وظروف أفضل، وقد أدى التهديد بالإضراب إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية لأعلى مستوى في 5 أشهر، واقتربت إلى 50 دولارا للميغاواط في الساعة.

ومحادثات الأربعاء حاسمة بين إدارة شركة «وودسايد إنرجي» الأسترالية، والنقابات التي تمثل نحو 700 عامل يطالبون بأجور عادلة، وقد أبلغ العمال الإدارة بأن الإضراب قد يبدأ في 2 سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقال ميج أونيل الرئيس التنفيذي لشركة «وودسايد»، وفق وكالة «رويترز»: «الشركة تسير بحُسن نية واحترام» في محادثاتها مع النقابة، مضيفاً أنها «تركز بشدة على فهم المجالات الرئيسية المثيرة للقلق حقاً».

غير أنه استدرك قائلا: «لكن علينا بالطبع أيضاً واجب تجاه المساهمين لدينا، بأن نكون قادرين على إدارة الأعمال»، وأضاف «أشعر أننا تعاملنا بشكل بناء مع عدد من المجالات التي تهمهم».

وقال متداولان إن المخاوف من أن يؤدي أي إجراء إلى تعطيل صادرات الغاز الطبيعي المسال تدعم أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا بما يزيد على 14 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وأظهرت بيانات «رفينتيف إيكون» أن أسعار الغاز في هولندا تراجعت قليلا خلال تعاملات الثلاثاء، بعد أن استقر عقد سبتمبر على ارتفاع حاد عند 40 يورو (43.48 دولار) لكل ميغاواط في الساعة يوم الاثنين، بعد أن ارتفعت إلى 42.90 يورو (47 دولاراً).

ومنح نحو 99 في المائة من عمال «وودسايد إنرجي» في منصات الغاز البحرية في «نورث ويست شيلف»، النقابات الإذن بالدعوة إلى الإضراب. ويمكن أن يتراوح الإضراب من التوقف عن العمل لفترة 30 دقيقة، إلى الإضراب الشامل. ويتعين على النقابات في أستراليا بموجب القانون إعطاء الشركات إشعاراً قبل سبعة أيام عمل قبل أي إضراب.

في العام الماضي، كلف نزاع عمالي استمر شهرين ضد شركة «شل» في موقع «بريلود» العائم للغاز الطبيعي المسال قبالة شمال غربي أستراليا، الشركة حوالي مليار دولار من الصادرات المفقودة، حتى توصلت إلى اتفاق بشأن الأجور.

في الأثناء، قال محللون إن كبار المشترين الآسيويين للغاز الطبيعي المسال، قد يسعون للحصول على شحنات أميركية في الأسابيع المقبلة، إذا نفّذ عمال «وودسايد إنرجي» الإضراب بالفعل، وذلك مع استمرار ارتفاع الطلب على الكهرباء بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

وقال ماسيمو دي أودواردو، نائب الرئيس لأبحاث الغاز والغاز الطبيعي المسال في شركة «وود ماكنزي» الاستشارية، وفق «رويترز»، إن الإضرابات المطولة في حقول الغاز الثلاثة، قد تدفع المشترين الآسيويين، «شيفرون» و«وودسايد»، إلى البحث عن بدائل للوفاء بالتزاماتهم، مما يؤدي إلى مزيد من المنافسة على شحنات الغاز الطبيعي المسال الفورية.

وقال: «من المرجح أن يتم تحويل بعض الغاز الطبيعي المسال المقرر إرساله إلى أوروبا إلى آسيا، خاصة من الولايات المتحدة وقطر».

وأظهرت بيانات من شركة التحليلات «كبلر» أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا أوقفت سلسلة نمو استمرت 8 سنوات، وانخفضت بنسبة 44 في المائة في عام 2022، حيث دفع المشترون الأوروبيون علاوة على الغاز الطبيعي المسال الأطلسي لتعويض الواردات المفقودة من روسيا، مورد الغاز الرئيسي لها.

من جانبه قال مين نا، رئيس قسم الغاز الطبيعي المسال في آسيا لدى «إنرجي أسبكتس»، وفق «رويترز»: «إذا تم تنفيذ الإضرابات في الأسابيع القليلة المقبلة، فنعتقد أن الأسواق الآسيوية الكبرى قد تزيد الصادرات من أماكن أخرى، وتزيد في النهاية الطلب على الشحنات الأميركية».

وتبدو اليابان، أكبر مستورد للغاز الأسترالي، هي الأكثر عُرضة لأي اضطرابات مرتبطة بالإضراب على المدى القريب، حيث تشير التقديرات إلى أن الإمدادات من حقول الغاز الثلاثة، التي سيتم فيها الإضراب، تمثل أكثر من ربع وارداتها السنوية من الغاز الطبيعي المسال.


مقالات ذات صلة

مصر: «بي بي» تنتهي من حفر بئرين لإنتاج الغاز بحقل «ريفين» البحري

الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال لقائه مهندسين وفنيين في حقل ريفين البحري (وزارة البترول المصرية)

مصر: «بي بي» تنتهي من حفر بئرين لإنتاج الغاز بحقل «ريفين» البحري

أعلنت وزارة البترول المصرية، الأحد، انتهاء شركة «بي بي» البريطانية، بنجاح، من أعمال الحفر واستكمال الآبار، للبئرين الإضافيتين بحقل غاز «ريفين» بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

قلّصت شركة شل توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع الأخير وقالت إن نتائج تداول النفط والغاز من المتوقع أن تكون أقل بكثير من الأشهر الـ3 الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من تسليم أول شحنة غاز طبيعي مسال إلى شركة «شل» بالمجمع الصناعي في ولاية صور بسلطنة عمان (وكالة الأنباء العمانية)

«الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال» تسلم أول شحنة إلى شركة «شل»

أعلنت «الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال» عن تسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى شركة «شل»، وذلك بموجب اتفاقياتها طويلة الأجل الجديدة.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد شعار شركة «مولدوفاغاز» على سطح مبنى في كيشيناو بمولدوفا (رويترز)

منطقة انفصالية في مولدوفا تقطع التدفئة عن المنازل بعد وقف الغاز الروسي

قطعت منطقة ترانسنستريا الانفصالية بمولدوفا إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل، الأربعاء، بعد وقف روسيا تصدير الغاز عبر أوكرانيا إلى وسط وشرق أوروبا.

«الشرق الأوسط» (كيشيناو (مولدوفا))
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث مع المسؤولين التنفيذيين والمديرين خلال زيارة لمنشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال كاميرون في هاكبيري (رويترز)

توقف ضخ الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا يستحضر «تهديدات ترمب» للقارة العجوز

انتهت اتفاقية ضخ الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا، الأربعاء، رغم استمرارها في أوج الحرب الروسية - الأوكرانية التي بدأت في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

النفط يسجل أعلى مستوى في أكثر من 3 أشهر مع تأثر صادرات روسيا بالعقوبات

رافعة مضخة النفط والغاز «تورك» في ألبرتا (رويترز)
رافعة مضخة النفط والغاز «تورك» في ألبرتا (رويترز)
TT

النفط يسجل أعلى مستوى في أكثر من 3 أشهر مع تأثر صادرات روسيا بالعقوبات

رافعة مضخة النفط والغاز «تورك» في ألبرتا (رويترز)
رافعة مضخة النفط والغاز «تورك» في ألبرتا (رويترز)

سجلت أسعار النفط أعلى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أشهر عند الفتح، يوم الاثنين، لتواصل ارتفاعها وسط توقعات بأن تؤثر العقوبات الكبيرة على إمدادات الخام الروسي إلى الصين والهند، أكبر وثالث أكبر مستوردين للخام في العالم.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.35 دولار أي 1.69 في المائة إلى 81.11 دولار للبرميل بحلول الساعة 23:39 بتوقيت غرينيتش، وذلك بعد أن سجلت أعلى مستوى خلال اليوم عند 81.44 دولار، وهو الأعلى منذ 27 أغسطس (آب). وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.40 دولار، أي 1.83 في المائة، إلى 77.97 دولار للبرميل بعد أن لامس أعلى مستوى عند 78.32 دولار، وهو أعلى سعر منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول). وفرضت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة عقوبات جديدة على منتجي النفط الروسيين «غازبروم نفت» و«سورغوت للنفط والغاز» بالإضافة إلى 183 ناقلة تعمل في شحن النفط الروسي، مما يستهدف عوائد تستخدمها موسكو لتمويل حربها ضد أوكرانيا. وقال متعاملون ومحللون إن صادرات النفط الروسية ستتضرر بشدة بسبب العقوبات الجديدة مما سيدفع المشترين الرئيسيين الصين والهند للحصول على المزيد من النفط من الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركيتين، وهو ما سيزيد الأسعار وتكاليف الشحن. وقال هاري تشيلينجويريان رئيس قطاع الأبحاث في مجموعة أونيكس كابيتال، إن «الجولة الأحدث من عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التي تستهدف شركات النفط الروسية وعدداً كبيراً جداً من الناقلات سيكون لها عواقب وخيمة على الهند على وجه الخصوص».