بنك الشعب: سنبقي تمويل العقارات مستقراً ومنظماً

التصنيع الصيني دخل دائرة الانكماش مع تراجع الطلب

مقر بنك الشعب الصيني المركزي وسط العاصمة بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب الصيني المركزي وسط العاصمة بكين (رويترز)
TT

بنك الشعب: سنبقي تمويل العقارات مستقراً ومنظماً

مقر بنك الشعب الصيني المركزي وسط العاصمة بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب الصيني المركزي وسط العاصمة بكين (رويترز)

قال البنك المركزي الصيني (بنك الشعب) يوم الثلاثاء إن الصين ستبقي التمويل العقاري مستقراً ومنظماً، موضحاً أنه سيواصل توجيه خفض أسعار الفائدة على قروض الإسكان الشخصية ونسب الدفعة المقدمة.

وأضاف أن البلاد ستولي اهتماماً وثيقاً لتقلبات رأس المال عبر الحدود، وستحافظ على استقرار اليوان بشكل أساسي.

وكان تقرير اقتصادي خاص نشر يوم الثلاثاء أظهر دخول قطاع التصنيع في الصين دائرة الانكماش خلال يوليو (تموز) الماضي.

وذكرت مؤسسة كايشين الإعلامية أن مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع الذي تصدره تراجع خلال الشهر الماضي إلى 49.2 نقطة، مقابل 50.5 نقطة خلال الشهر السابق.

وتشير قراءة المؤشر أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط.

جاء تراجع المؤشر الرئيسي نتيجة تجدد تراجع مؤشر الطلبيات الجديدة التي تلقتها شركات تصنيع السلع في الصين. ورغم أنه كان طفيفا، فإن تراجع مؤشر الطلبيات الجديدة جاء رغم ارتفاع المبيعات خلال الشهرين السابقين.

وغالبا ما تقول الشركات إن ظروف السوق الضعيفة نسبيا في الداخل والخارج أثرت على طلب العملاء. وبالفعل تراجعت عمليات التصدير بأعلى نسبة لها منذ سبتمبر (أيلول) عام 2022. وأدى تراجع الطلب إلى قيام شركات التصنيع بخفض الإنتاج لأول مرة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي رغم أنه كان خفضا طفيفا.

يأتي ذلك في حين أظهرت بيانات اقتصادية حكومية نشرت يوم الاثنين تحسن أداء نشاط قطاع التصنيع في الصين خلال الشهر الماضي، رغم استمراره في دائرة الانكماش.

وذكر مكتب الإحصاء الوطني الصيني أن مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين ارتفع خلال يوليو الماضي إلى 49.3 نقطة، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعه إلى 49.2 نقطة، مقابل 49 نقطة في يونيو (حزيران) الماضي.

في الوقت نفسه ذكر مكتب الإحصاء أن مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات تراجع خلال الشهر الماضي إلى 51.5 نقطة، مقابل 53.2 نقطة خلال الشهر السابق. وتراجع المؤشر المجمع لمديري مشتريات قطاعي الخدمات والتصنيع إلى 51.1 نقطة خلال الشهر الماضي، مقابل 52.5 نقطة خلال الشهر السابق.

وتسعى الحكومة الصينية لمواجهة التراجع الاقتصادي عبر إجراءات تحفيزية، خاصة لقطاعات الاستهلاك والعقارات.

وأعلن مجلس الدولة (الحكومة) الصينية برئاسة رئيس الوزراء لي كشيانغ، منح المدن الصينية المختلفة سلطة تحديد السياسات المنظمة للقطاع العقاري، فيها بما يضمن التطور الصحيح والمستقر للسوق العقارية.

ونقلت قناة «سي سي تي في» التلفزيونية الرسمية في الصين القول إن مجلس الوزراء أكد حاجة الصين إلى تعديل وتحسين سياساتها العقارية، مضيفا أنه يجب تنشيط أسواق المال الصينية وتعزيز ثقة المستثمرين فيها.

وأشارت «بلومبرغ» إلى تأكيد مجلس الوزراء الصيني أهمية تحفيز القطاع الخاص بهدف تنشيط ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي يواجه حالة من التباطؤ. وفي وقت سابق من الشهر الماضي طالبت الحكومة الصينية بتخفيف شروط التمويل العقاري في البلاد، وإلغاء القواعد التي كانت تستبعد بعض الأشخاص من الحصول على قروض بالفوائد المخفضة التي يستفيد منها من يشتري مسكناً لأول مرة.

ودعا وزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية الصيني ني هونغ خلال اجتماع مع شركات تطوير عقاري وتشييد إلى اعتبار مشتريي المساكن الذين حصلوا على قروض تمويل عقاري وسددوها تماما، مشترين لأول مرة، وبالتالي يمكنهم الاستفادة من الفوائد المخفضة، في محاولة من جانب السلطات الصينية لدعم السوق العقارية في البلاد، والتي تعتبر مكونا رئيسيا من مكونات ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

كما دعا الوزير إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات مثل تقليل قواعد الأقساط التنازلية، وتقليل فوائد التمويل العقاري على من يشتري مسكناً لأول مرة.

في غضون ذلك، بدأت الصين اعتبارا من الثلاثاء فرض قيود على تصدير معدنَين أساسيين لصناعة أشباه الموصلات، تعدّ بكين أبرز منتج عالميا لهما، في خطوة يُنظر إليها على أنها تأتي ردّاً على قيود فرضتها واشنطن تستهدف قطاع التكنولوجيا في بكين.

وبدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أشهر فرض قيود على حصول الشركات الصينية على الرقائق المتطورة ومعدات صناعتها والبرمجيات المستخدمة لتصميم أشباه الموصلات، مبررة هذه الإجراءات بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وترى الصين الساعية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة أشباه الموصلات، أن إجراءات الولايات المتحدة هدفها تقييد نموّها والحفاظ على تفوق واشنطن التقني في هذا المجال.

وتعدّ هذه الرقائق أساسية في إنتاج كثير من الأجهزة الإلكترونية من آلات إعداد القهوة إلى السيارات الكهربائية والهواتف الذكية، إضافة إلى استخدامات في مجال صناعة الأسلحة.

وبموجب مذكّرة صادرة عن وزارة التجارة الصينية، بات لزاماً على كل طرف الحصول على رخصة لتصدير معدنَي الغاليوم والجيرمانيوم.

ووفق المذكّرة التي صدرت في يوليو، وبدأ تطبيقها في الأول من أغسطس (آب)، يتوجّب على الشركات الراغبة بتصدير المعدنين تزويد السلطات بمعلومات عن المتلقّي وغرض الاستخدام.

ووفق تقرير للاتحاد الأوروبي صادر هذا العام، تستحوذ الصين على 94 في المائة من إنتاج الغاليوم عالميا، وهو معدن يستخدم في الدارات المتكاملة ومصابيح «إل إي دي» وألواح الطاقة الشمسية. كذلك، تؤمن بكين 83 في المائة من الإنتاج العالمي للجيرمانيوم الأساسي للألياف البصرية والأشعة ما دون الحمراء.

ورأى الخبير في مركز «ثري كونسلتينغ» جيمس كينيدي أن الخطوة الصينية هي «رسالة واضحة... لا لبس فيها» إلى الولايات المتحدة، وإن قلّل من شأن إجراء يبقى سياسيا بالدرجة الأولى.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الخطوة «تهدف إلى التسبب بضرر الحد الأدنى» للولايات المتحدة؛ نظرا إلى أن حاجتها للغاليوم والجرمانيوم «ضعيفة».

وتأتي الإجراءات الصينية في وقت تدرس إدارة بايدن فرض قيود جديدة تستهدف القطاع التكنولوجي الصيني، وفق ما أفادت وكالة «بلومبرغ».

وكانت الصين أعلنت الاثنين فرض قيود على تصدير بعض الطائرات المسيّرة اعتباراً من الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل.


مقالات ذات صلة

السعودية تضيف 12 مليون متر مربع من الحدائق والمشاريع الحضرية لتعزيز جودة الحياة

الاقتصاد وزير البلديات والإسكان ماجد الحقيل (الشرق الأوسط)

السعودية تضيف 12 مليون متر مربع من الحدائق والمشاريع الحضرية لتعزيز جودة الحياة

أكد وزير البلديات والإسكان ماجد الحقيل، أنه منذ عام 2023 وحتى الوقت الحالي، تم إنشاء 645 حديقة جديدة وتأهيل 629 تدخلاً حضرياً في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث لشؤون المناخ عادل الجبير (الشرق الأوسط) play-circle 01:52

الجبير لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تلتزم بالاستدامة البيئية باستثمارات تتجاوز 180 مليار دولار

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث لشؤون المناخ، عادل الجبير، إن السعودية تواصل مسيرتها الواضحة نحو تحقيق الأهداف البيئية والمناخية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (حساب الوزير على منصة إكس)

الجدعان: نسعى لتحقيق التوازن في السياسة الضريبية

تعمل الحكومة السعودية على تحسين النظام الضريبي وتسهيل الامتثال الضريبي، مع التركيز على أهمية زيادة كفاءة التحصيل الضريبي وتعزيز العدالة في تطبيقه.

زينب علي (الرياض)
خاص مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:36

خاص مسؤول في «مجموعة الـ20»: التزام دولي باستعادة 1.1 مليار هكتار من الأراضي هذا العام

نبّه مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي، إلى مدى خطورة تدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد سيدة على دراجة تمر أمام مقر البورصة في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

عودة نشاط قطاع الخدمات في اليابان إلى النمو خلال نوفمبر

أظهر مسح للقطاع الخاص الأربعاء أن نشاط الخدمات في اليابان عاد إلى النمو خلال نوفمبر مع دعم تحسن الطلب للأعمال الجديدة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

بوتين: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كانت سهلة المصادرة؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
TT

بوتين: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كانت سهلة المصادرة؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر جلسة عامة في منتدى «في تي بي» للاستثمار في موسكو (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إنه يطرح تساؤلاً بشأن ضرورة الاحتفاظ بالاحتياطيات الحكومية بالعملات الأجنبية، في ظل إمكانية مصادرتها بسهولة لأسباب سياسية، مشيراً إلى أن الاستثمار المحلي لهذه الاحتياطيات يعدّ خياراً أكثر جذباً وموثوقية.

وكانت الدول الغربية قد جمدت نحو 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية، التي تم جمعها من عائدات الطاقة الفائضة، في بداية حرب أوكرانيا عام 2022. وتُجري دول مجموعة السبع مناقشات حالياً حول كيفية استخدام هذه الأموال لدعم أوكرانيا، وفق «رويترز».

وقال بوتين في تصريحات أمام مؤتمر استثماري: «سؤال مشروع: لماذا نراكم الاحتياطيات إذا كان من السهل فقدانها؟». وأوضح أن استثمار المدخرات الحكومية في البنية التحتية واللوجيستيات والعلوم والتعليم يعدّ أكثر أماناً وفاعلية من الاحتفاظ بها في الأصول الأجنبية.

كما أشار بوتين إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تساهم في إضعاف دور الدولار الأميركي بصفته عملةً احتياطية في الاقتصاد العالمي من خلال استخدامه لأغراض سياسية؛ مما يدفع الكثير من الدول إلى البحث عن بدائل، بما في ذلك العملات الرقمية.

وأضاف بوتين: «على سبيل المثال، من يستطيع حظر (البتكوين)؟ لا أحد». وأكد أن تطوير تقنيات الدفع الجديدة أصبح أمراً حتمياً، بالنظر إلى انخفاض تكلفتها وموثوقيتها العالية.