فاضل السلطاني

فاضل السلطاني
محرر الثقافة والكتب في «الشرق الأوسط» منذ عام 1997. نشر عدة كتب شعرية وترجمات. وفي الدراسات له «خمسون عاماً من الشعر البريطاني» و«الأرض اليباب وتناصها مع التراث الإنساني». وأصدر بالانجليزية «فيليب لاركن شاعراً منتمياً» و«ثلاثة شعراء محدثون». مُجاز في الآداب من جامعة بغداد، وحاصل على درجة الماجستير في الأدبين الأوروبي والأميركي من جامعة لندن.

جيراننا البعيدون عنا

في لقاء صحافي مع عميدة الاستشراق الألماني الراحلة آن ماري شيمل، نُشر في «الشرق الأوسط» عام 1996. تحدثنا عن الأدب العالمي، وخاصة البريطاني والفرنسي والألماني، والشعراء والكتاب والمفكرين الغربيين الذي تأثرنا بهم في المنطقة العربية.

حروبنا الكثيرة.. من هم شعراؤها؟

في كتابه «شعر الحرب العالمية الأولى: أنطولوجيا»، الصادر عن مطبعة جامعة أكسفورد، ويغطي مسافة زمنية تمتد من سبتمبر (أيلول) 1914 إلى 1966، أدخل محرر الكتاب تيم كندال شعراء كثيرين اعتبرهم «شعراء حرب». ولكن كيف يمكن تعريف هذه التسمية؟

الاستخبارات تقرأ أيضا

إنها واحدة من أكبر العواصف الأدبية في الحرب الباردة؛ ففي ذلك الوقت من الخمسينات والستينات، كانت المخابرات تقرأ، والحق أنها قارئة جيدة. أكثر من 130 وثيقة حصل عليها بيتر فن وبترا كوفيه في السابع من هذا الشهر في جريدة «واشنطن بوست» حول الدور الذي لعبته المخابرات المركزية الأميركية في التاريخ الأدبي للقرن العشرين.

حقائق مخيفة

شكا وزير التعليم البريطاني قبل فترة من تدني نسبة القراءة عند الأطفال والشباب البريطانيين. والأسباب أصبحت معروفة: انصراف هؤلاء إلى عالم الإنترنت، ووسائل الاتصال الاجتماعي، وألعاب الفيديو، وأخيرا الأجهزة الذكية الساحرة، التي اختزلت العالم كله، وقلبته أيضا، في جهاز بحجم الكف، سرعان ما تحول إلى أداة هوس عند الكبار أيضا.

كتب.. وكتب

هل قراءة كتب كثيرة تجعلك شخصا أفضل، أو أكثر حكمة؟ يتساءل البروفسور جون كيري، أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة أكسفورد، في كتابه الجديد «حياة في أكسفورد مع الكتب»، ويجيب صائبا: نعم، ولا. وجون كيري، أولا، مؤهل لإطلاق حكم. فقد استعرض، لمدة أربعين سنة، كتبا لجريدة «صنداي تايمز» البريطانية. وأجرى لقاءات كثيرة مع أبرز شعراء جيله مثل و.هـ. أودن، وروبرت غريفز، وشيموس هيني، وفيليب لاركن. وهو مؤلف كتب كثيرة كفلت له مكانة مرموقة في النتاج الثقافي البريطاني، وخاصة كتابه «المثقفون والجماهير». ولنعد إلى «نعم» و«لا». الكتب، بالطبع، أنواع. فهناك كتب ترتفع بك إلى سماء المعرفة، وكتب أخرى تهبط بك إلى الحضيض.

ما الذي فعلته بنا «قصيدة النثر»؟

قد يكون رحيل أنسي, أحد رواد قصيدة النثر العربية, الحاج قبل أيام قليلة مناسبة لنعيد النظر، أو لنتأمل، في المغامرة الشعرية الكبرى التي بدأها الحاج وزملاؤه توفيق صايغ، ويوسف الخال، ومحمد الماغوط، ونعني بها قصيدة النثر، قبل أكثر من نصف قرن، وهي مسافة زمنية ليست بقليلة في عمر التجارب الأدبية. أين وصلت هذه القصيدة؟

لننس الترجمة

يبدو أن الكتاب العربي ما يزال غير جذاب في الغرب. وما نقرأه هنا وهناك بأن هذا الكتاب أو ذاك قد ترجم إلى الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، وغيرها من لغات العالم، لا يعني في الحقيقة شيئا، وإنما وهم نسوقه لإيهام أنفسنا إننا أصبحنا كتابا «عالميين». فأغلب هذه الترجمات، التي إما أن تكون مدفوعة الأجر، وإما أن تكون قد صدرت عن دور نشر صغيرة جدا، لا تستطيع حتى أن تسوق كتبها الموضوعة إلا في حالات نادرة جدا. ما نسبة قراءة كتبنا المترجمة؟

يخافون الشعراء أكثر من «الشيطان الأكبر»

نعم، إنهم يقتلون الشعراء. إنهم ينحرون الشعر في وضح النهار ونحن صامتون. الشعراء والكتاب، شرقا وغربا، صامتون. نعم، إنهم يعلقون الشعراء فوق أعواد المشانق في أمة صاغ الشعراء نجمتها الأكثر سطوعا في كل تاريخها البهي حتى حاضرها الكئيب، وكانوا في القلب من حضارتها الكبرى، بل هم قلبها.

الفاشية ليست وجهة نظر

امتلأ التاريخ العربي والعالمي بشعراء وكتاب كبار، علموا البشرية فن الجمال، وزرعوا فينا القيم الإنسانية الكبرى، لكنهم في الحياة قد يكونون من أقبح من يدب على ظهر الأرض. أهي لحظة الإلهام التي لا يفهم أحد أسرارها، حين «تتطهر» الذات من أدرانها، وتتسامى عن الواقع النثري البغيض، وتنتصب الذات عارية أمام لحظة الإبداع الكبرى في ما يسميه المتصوفة «الانخطاف»، ثم تعود بعدها إلى واقعها.. وحقيقتها البغيضة أحيانا؟

السياب وتوماس بين احتفالين

حسنا فعل اتحاد الأدباء والكتاب العرب بتخصيص 2014 عاما للسياب لمناسبة الذكرى الخمسين لرحيله المفجع في ديسمبر (كانون الأول) عام 1964، وهي مبادرة غير مسبوقة عربيا على حد علمنا، رغم أنها تقليد شائع في الأمم الحية. وعسى أن تتحول هذه المبادرة إلى تقليد سنوي نستعيد فيه كتابنا الكبار، قدماء ومحدثين، ونرد شيئا من جميلهم علينا، ونعرف بهم الأجيال اللاحقة التي ربما لم تسمع بهم، أو لم تقرأ لهم في الأقل. ولكن ماذا سنفعل بهذه المناسبة؟